بقلم سليمان يوسف
الموضوع; (بلاد المشرق) و سقوط “المشاريع القومية” العنصرية
shuosin@gmail.com
05 / 01 / 2022
http://nala4u.com
(الهويات الوطنية) لدول المشرق( سوريا . لبنان. العراق . مصر . الاردن. وغيرها ) – جميعها تحمل أسماء غير عربية) – وقعت ضحية (الفكري القومي العروبي) ومشروعه الإمبراطوري العنصري “أمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج” . القوميون العرب سعوا وعملوا ومازالوا يعملون على طمس هويات وثقافات ولغات ،مكونات أصيلة متجذرة في تاريخ المنطقة ، وجودها سابق للوجود العربي، منهم (الآشوريون والأقباط الفراعنة). ولأن المشروع القومي العربي لم يكن واقعياً ، ويفتقر الى مشروعية (وطنية وتاريخية وحقوقية)، ناهيك عن التحديات السياسية (محلية .إقليمية . دولية) التي يواجهها، تلاشى هذا المشروع. وقد أخفق القوميون العرب، ليس فقط في تحقيق “حلمهم القومي”، بل هم أخفقوا في تحصين وحدة الأوطان والدول التي أقامها لهم (المستعمر الأوربي) في بدايات القرن العشرين. القوميون العرب لم يعترفوا بالهوية الوطنية لـ (الكيانات السياسية)، التي حكموها ولم يتعاطوا معها على أنها (دول) كاملة (السيادة الوطنية) وبأنها أوطان نهائية لشعوبها، (القوميون العرب) نظروا اليها على أنها “كيانات قطرية” مؤقتة عابرة ستزول وتذوب في دولة ” الأمة العربية” الواحدة المنشودة.. جدير بالذكر أن (حزب البعث العربي الاشتراكي) الذي يحكم سوريا منذ انقلابه على السلطة عام 1963 ، لم يرد اسم سوريا في “دستوره القومي” ولو لمرة واحدة . هذا يؤكد على أن حزب البعث لم يعترف بالدولة السورية، كوطن نهائي لأبنائه ودولة كاملة السيادة. دستور البعث يتحدث فقط عن شعب عربي وأمة عربية.. مصير (المشروع القومي الكردي)، ما تسمى بـ” كردستان الكبرى”، لن يكون أفضل من مصير المشروع القومي العربي لأنه (المشروع الكردي) هو الآخر يتسم بـ(العنصرية العرقية) ،وهو ليس بمشروع واقعي ويفتقر الى المشروعية (الوطنية والتاريخية والحقوقية) وتواجهه ذات التحديات السياسية (المحلية والإقليمية والدولية). الكاتب العراقي الكردي (نزار آغري ) في مقال له بعنوان ( الأكراد يقلدون العرب في القومية): يقول” الكرد، مثل العرب، لم يكونوا يوماً جماعة واحدة. لم يمزقهم الاستعمار «وأذنابه» بل هم كانوا، مثل العرب، قبائل وإمارات وكيانات غالباً ما كانت تتناحر. لم تقم قط دولة كردية موحدة بالقدر الذي لم تكن هناك دولة عربية موحدة طوال التاريخ”.. يضيف ( آغري) ” هناك رغبة شبه صوفية لدى القوميين الكرد في تجاهل الوقائع على الأرض والقفز فوق التفاصيل سعياً وراء ذات منتفخة ورسم صورة وردية عن الكرد بوصفهم أمة واحدة (ذات رسالة خالدة؟)”. .طبعاً ، كل (المشاريع القومية والدينية) العنصرية، للشعوب الأخرى في المنطقة، لن ترى النور ،مصيرها الفشل والتلاشي.
تنويه (nala4u); الموقع غير ملزم ما تسمى بـ ((كردستان)).