آشور كيواركيس
ـ بيروت
مجزرة “صوريّا” الآشورية، مَن يحاسب مَن؟
نالافوريو كوم / تلسقف كوم 10-أيلول-2013
16/أيلول/1969، يومٌ ملحَمي لا يـُـنسى في تاريخ الشعب الآشوري الذي اعتاد على مواجهة مجازر محيطه المتخلف بحقه، حين توجّهت قوّة من الجيش البعثي إلى قرية صوريــّـا الآشورية في قضاء زاخو في آشور المحتلة، تلك القرية المسالمة التي يستوطن فيها الأكراد إلى جانب أصحابها الآشوريين*، وتم قتل العشرات من سكانها آشوريين وأكرادا بسبب لغم وضعته ميليشيات البرزاني على طريق قرب القرية، مستهدفين إحدى دبابات التعريب.
قصّة هذه القرية لا تختلف عن غيرها من مئات القرى الآشورية في العراق، لا بل هي خير مثال على قدر الآشوريين الذين طالما كانوا ضحية صراع الدخلاء على أرضهم بسبب افتقارهم إلى “مطلب الأرض” في طروحاتهم السياسية، فعشرات القرى الآشورية الأخرى تمّ تدميرها وإحراقها بالكامل، ومئات القرى والبلدات الآشورية تم نقل سكانها إلى بقاع أخرى من العراق” وتمّ تشتيت أسَرها العريقة، وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشرّدين بسبب صراع عربي-فارسي، أو عربي-كردي، لا ناقة للآشوريين فيها ولا جمل …
وما يؤلمنا في موضوع صوريـــّـا بالذات، هو الخسارة الآشورية بسبب القضية البرزانية رغم أنف القرية المنكوبة، ورغم أن سكانها لم يكونوا مناضلين قوميين بسبب غياب الأحزاب الآشورية آنذاك عن ساحة العراق، إلا أنهم دفعوا أرواحهم ثمنا لقضية تكريد أراضيهم.
ولم ينته الأمر هنا، بل عمد الإحتلال الكردي في تموز 2010 إلى تضليل الرأي العام بعد فتح المقبرة الجماعية في صوريا، باعتباره شهداء صوريا من الآشوريين كـ”مسيحيين أكراد” وذلك بلفّ نعوشهم بالعلم الكردي ووضع شارة الصليب عليها بصمت مخجل من الساسة الآشوريين في العراق، ويعتبــّـر هذا وصمة عار أخرى على جبينهم.
إن مرتكب المجزرة الملازم أوّل (آنذاك) عبد الكريم الجحيشي لا يزال حيا يرزق وهو من الموصل ومقيم فيها حاليا، بينما العدل العراقي هو الميت منذ أفول نجم الكيان السياسي الآشوري عام 612 ق.م خصوصا بعد سقوط البعث حيث تحوّل القضاء العراقي إلى سلعة سياسية لإحتواء البعثيين وإرضائهم.
ومن جهة أخرى، منذ ترميم العراق عام 2003 في وِرَش واشنطن وتل أبيب، ينهمك التمثيل الآشوري الأخرس بفتات الكراسي والأموال وبذلك يعتبر كل آشوري في البرلمان البغدادي (بالنسبة للشعب الآشوري) شريكا للمخلوق الجحيشي الذي أتينا على ذكره… فمـَن يحاسب مـَن ؟؟؟
ــــــــــــــ
- أبناء صوريا هم من الكلدان، أي الآشوريين الكاثوليك (أي “الكلدان)، وقد انضموا إلى الكثلكة مرغمين في القرن الثامن عشر بسبب اضطهاد الأتراك والأكراد برشوة إرساليات الكثلكة الفرنسية وغيرها.