بقلم سليمان يوسف
shuosin@gmail.com
المجرم السفاح (سيمكو) بطلاً كردياً !..
04 / 03 / 2021
http://nala4u.com
في مثل هذا اليوم 3 آذار من عام 1918 اغتيل غدراً الزعيم القومي والديني للآشوريين ، البطريرك الشهيد ( مار بنيامين شمعون) مع العشرات من مرافقيه ، على يد الكردي( (اسماعيل الشيكاكي) المعروف بالآغا (سيمكو) وعصابته . جريمة الاغتيال تمت في منزل سيمكو في مدينة (كونا شهر- ايران) ، حيث كان سيمكو قد دعا البطريرك مار بنيامين الى منزله لعقد صلح وسلام بين الآشوريين والأكراد والعمل معاً لما فيه خير ومصالح الشعبين.. (سمكو ) استقبل البطريرك والوفد المرافق له بحفاوة ، و قبّل يد قداسته ، و طلب (سمكو ) من البطريرك ، ان يقوم بنزع سلاح رجاله، كي لا يثير منظرهم الفزع في نفوس الأهالي ، فلبى قداسته الطلب ، عن ثقة . بعد انتهاء الحديث بينهما ، رافق سيمكو البطريرك حتى الباب الخارجي لمنزله ليودعه . حين أدار البطريرك ظهره وهو يخرج، تناول سيمكو بندقية احد مقاتليه ، و اطلق رصاصته على البطريرك ، وانهمر الرصاص على البطريرك ومرافقيه من كل الجهات من رجال سيمكو المختبئين على سطوح المنازل و الأزقة المحيطة بمنزل سيمكو ، فأستشهد مار بنيامين و نحو 50 فارساً ممن كانوا معه . جريمة اغتيال البطريرك الآشوري غدراً ، ستبقى محطة سوداء ووصمة عار في تاريخ (الحركة الكردية) الى حين تغير القوى والأحزاب الكردية نظرتها الى سيمكو، من “بطل وزعيم قومي كردي تشيد به وتمجده” ، الى (مجرم سفاح ) ، اساء للعلاقة بين الشعبين الآشوري والكردي، بقتله غدراً البطريرك الآشوري. بهذه المناسبة ، الحقوقية الآشورية العراقية الدكتورة Muna Yaku (منى ياقو Muna Yaku ) كتبت في مثل هذا اليوم قبل عام على صفحتها : “الى دعاة التعايش السلمي في اقليم كوردستان – العراق : ان كان من الطبيعي ان يكون في أية أمه خونة و غدارين ، فما ليس بطبيعي هو أن يُدرج أسم غدار و خائن في كتب التاريخ ، التي يدرسها شعب الاقليم المتنوع ، و يتم تصويره كبطل ، رغم أنفنا . ليضع الشعب الكوردي نفسه مكاننا ، و لنتصور ان كتاب التاريخ الذي يُدرس في العراق، يُشار فيه الى المعروف ب ( علي كيمياوي ) كبطل عربي ، ماذا سيكون موقفهم ؟ عُقدة صغيرة مثل هذه ، لم تحلها الحكومة ، في المناهج الدراسية ، رغم مناداتنا بضرورة الحل لأكثر من عشر سنين ، فكيف نثق بأن تُحل عُقد اكبر مثل التجاوزات على الاراضي ؟؟؟”. .. نعم، نتساءل مع الدكتورة منى : كيف يمكن للأنسان الآشوري (سرياني كلداني) الوثوق بالقوى والأحزاب الكردية وبشعاراتها وخطابتها الداعية للتآخي والعيش المشترك بين الأكراد والآشوريين والشعوب الأخرى ، والأحزاب الكردية، تمجد سفاحاً مجرماً مثل (سيمكو) وتعتبره بطلاً قومياً وأحد رموز (حركة التحرر الكردية)؟؟؟.
المجد والخلود للشهيد البطريرك (مار بنيامين شمعون) . المرحوم أثبت بأنه (قائد قومي) ، مجسداً روح المسؤولية و الفداء والتضحية، برده على اعتقال أخيه والتهديد باعدامه ،من قبل السلطنة العثمانية ، لإرغام البطريرك على التنازل عن حقوق شعبه الآشوري ، بالقول: ” انني قائد شعبي ، لا استطيع ان اخونه من اجل شخص واحد ، حتى لو كان هذا الشخص اخي” …
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ولغة ..وغير ملزم ما تسمى بـ” كردستان ”