بقلم غسان يونان
قصيدة بعنوان (الـربيـع فـي حيّنـا)
07 / 12 / 2020
http://nala4u.com
تتزيّـن الطبيعـة لمجـيء عريسـهـا
ربيـع نيسـان
فتُخـرج فسـتان عرسـه
من ذاكرة التـاريـخ
المزيّن بألـوانـه السـرمديـة
الأزرق
والأحمـر
والأبيـض
تترك شَـعرهـا يتطـايـر على أكتافهـا
خيوطـاً ذهبيـة
ينسـاب مـن خـلالـه نور الشـمـس
ليزيـده جمـالاً ودِفئـا
ترقص فرحـاً وطـربـاً
علـى أنغـام القيثارة
الآشـوريـة
ترسـل ألحانهـا الممزوجـة
بتراتيل الملائكـة
السماويـة
ليصل صوتهـا العـذب
إلـى الأعالـي
إلـى مجمـع الآلهـة
فترقص السـماء
سَـكرى مـن عطر الحيـاة
ورائحـة البخّـور
القادمَين مـع صـلوات الأنبيـاء..
هنـاك
يزور الـربيـع بيـوت الحـيّ
الصامتة
الفارغـة من أحبتهـا
من أهلهـا
من معابدهـا
لكـن،
جدرانهـا صامدة
تـنزف ألمـاً
تستبشر أمـلاً
تصون الذكـريـات
فـي أحضانهـا
فـي قلب التـاريـخ
على ضفاف الخـابـور
وفـي عُمقِ نينـوى
ومنـذ ذلـك الحـين
وحـتى يومنـا هـذا
لم يُدمّر حيّنـا
أو باقـي الأحيـاء
إلا هـؤلاء الأقـزام
الضائعين
التائهين
المشـردين
فـي كل زمـان ومكان܀
٢٠٢٠/١٢/٦