بالصور/ منظمة UPP الإيطالية تقيم زيارات للمواقع الأثرية الآشورية في النمرود

متابعة وتصوير / أيهم بويا
لترسيخ الاعتزاز بتاريخ الأباء والأجداد، منظمة UPP الإيطالية تقيم زيارات للمواقع الأثرية في النمرود

14 / 11/ 2020
http://nala4u.com

تعدُّ زيارة الشباب من مختلف المكونات في سهل نينوى، للمواقع الأثرية في ناحية النمرود، أحد العوامل المهمة في مجال التوعية بأهمية التراث، وتعزيز المواطنة بربط الشباب ببلادهم وتاريخها. حيث يمثل الاطلاع المباشر على المواقع الأثرية دافعًا كبيرًا لمعايشة هذه المواقع واستشعار أهميتها بدلاً من الاطلاع عليها في الكتب والانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي.

حيث زار عدد من الشباب موقع آثار النمرود، التي نظمتها منظمة (جسر إلى – UPP) الإيطالية من خلال مشروع #معًا_للسلام، مركز شباب النمرود، وذلك يوم الخميس 12 تشرين الثاني 2020.

وقد تجول الوفد الزائر برفقة كل من السيد عبدالغني راضي أحمد، والسيد عبدالله احمود أحمد، منقبين الآثار، والسيد علي كريم عباس، معاون منقب آثار، في موقع آثار النمرود شارحين لهم أهم معالم الأثرية الموجودة والمدونة من قبل الفرق الإستكشافية والموثقة في العديد من الكتب والمخطوطات.

تحدث السيد عبدالغني راضي أحمد، منقب الآثار: “تقع المدينة التاريخية عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى الجنوب من الموصل، وتعد مدينة نمرود الأثرية درة الحضارة الآشورية، فهي كنز لأهم الاكتشافات الأثرية وأشهر الاماكن الأثرية في بلد عرف بأنه مهد للحضارات، والذي يعود تاريخ تأسيس نمرود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد”.

وقال عبدالله احمود أحمد، منقب آثار: ” أنّ من أسس المدينة هو الملك شلمنصر الأول، ولكنها ظلت مغمورة حتى اختارها الملك آشور ناصربال الثاني مقرًا ملكيًا له وعاصمة عسكرية للدولة الآشورية، فجددها ووسع في قلعتها وفي المنطقة خارج الأسوار. ثم أكمل ملوك من بعده بناء المدينة. وعلى مدار تاريخها تعاقبت عليها شعوب وشهدت ديانات وثقافات عديدة”.

وفي ختام الزيارة الميدانية، عبروا الشباب عن أنّ هذه المشاهدة الواقعية أبلغ تأثيرًا من مجرد الاطلاع على هذه المواقع في الكتب والمواقع الالكترونية، لافتين إلى أثر هذه الزيارة في زيادة الرصيد المعرفي والارتباط العاطفي بهذه المواقع وحُبهم للتراث والتاريخ الذي عاشوا عليه أجدادهم منذ الاف السنين.

ومن الجدير بالذكر إن مشروع #معًا_للسلام هو مشروع صممته المنظمة (جسر إلى – UPP الإيطالية ) وتموله منظمة Malteser الدولية. تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام. ويهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء، قامت UPP ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي، إنشاء حديقة في برطلة، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني ، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وطوبزاوة. تشمل الأنشطة الرياضية، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية، ودروس أساسية في الكمبيوتر، وتدريب على الإسعافات الأولية، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

وعلى الرغم من إنه تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. لكن مشروع “معًا للسلام” يتواصل بوصفه مشروعا رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس كورونا. وأنّ النشاطات استأنفت تدريجيًا الى المراكز المذكورة أعلاه، مع الاخذ بالتوصيات الصحية اللازمة وعلى ان يكون عدد المستفادين في كل مركز لا يتعدى 10 اشخاص للوقاية والحذر من انتشار فايروس كورونا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.