بقلم سليمان يوسف
shuosin@gmail.com
(بقع ضوء) في المشهد السوري القاتم
12 / 11/ 2020
http://nala4u.com
عندما دخلت تنظيمات إسلامية سنية متطرفة ارهابية ، شاذة وغربية عن طبيعة وثقافة وأخلاق المجتمع السوري، بلدة (عدرا العمالية) قرب دمشق وقامت بعمليات قتل وذبح وخطف على الهوية لعائلات علوية في البلدة .. بادرت العديد من العائلات السنية بتقديم أوراق مزورة لعائلات علوية تثبت بأنها سنية مكنتها من الهروب من البلدة والخلاص من الموت والقتل والخطف على ايدي تلك العصابات المجرمة . في حمص ومناطق سورية أخرى احتضنت الكنائس آلاف المسلمين النازحين الهاربين من المعارك .. إثناء أحداث مدينة القامشلي آذار 2004 على خلفية مباراة بكرة القدم بين فريق الجهاد وفريق الفتوة القادم من ديرالزور .. عرب من أبناء ديرالزور تبرعوا بنقل عشرات الطالبات الكرديات الى القامشلي بسياراتهم الخاصة حرصاً على سلامتهن من عمليات انتقامية قد يتعرضن لها على الطريق.. بعد نزوح مسيحيي ديرالزور هرباً من المعارك ومن التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي دخلت المدينة، توفي أحد المسنين المسيحيين من مَن لم يتمكنوا من الهروب ، قام مسلمون من الحي بدفنه في حديقة الكنيسة … في المحاكم السورية يوضع الانجيل بجانب القرآن ويطلب من الشاهد رفع يده فوق الكتابين من غير أن يُسأل أكان مسلم أم مسيحي… في الدورة الحالية لمجلس الشعب السوري ، أحد الأعضاء أثناء أداء اليمين/القسم في المجلس، وضع يده على (القرآن والإنجيل) معا … نعم ، رغم عمق (الجرح الوطني) الذي أحدثته الحرب، هذه (بقع ضوء) ومثلها الكثير في المشهد السوري القاتم ، تبعث على الأمل بأن سوريا ستبقى كما كانت لكل السوريين، بلد (التسامح والعيش المشترك والوئام الاجتماعي) بين مختلف الديانات والمذاهب والطوائف والاثنيات والثقافات …