لماذا نجح “اليهود – العبرانيون” في إعادة بناء دولتهم في وطنهم الأم (اسرائيل) بعد 2500 عام من الغزو الآشوري ؟

بقلم سليمان يوسف
shuosin@gmail.com
لماذا نجح “اليهود – العبرانيون” في إعادة بناء دولتهم في وطنهم الأم (اسرائيل) بعد 2500 عام من الغزو الآشوري ؟

26 / 10 / 2020
http://nala4u.com

تساؤل في غاية الأهمية يطرح نفسه!! لماذا نجح “اليهود – العبرانيون” في إعادة بناء دولتهم في وطنهم الأم (اسرائيل) بعد 2500 عام من الغزو الآشوري البابلي لبلادهم (اسرائيل) وسبي الكثير من شعب اسرائيل الى بلاد آشور، فيما أخفق الاشوريون في إعادة بناء دولتهم في وطنهم التاريخي (بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور) رغم عظمة إمبراطورتيهم وعراقة حضارتهم؟؟.. باعتقادي، ان السر يكمن في الاختلاف الكبير والجوهري بين العقيدة الدينية لليهود الموسويين، والعقيدة الدينية للآشوريين المسيحيين… أنبياء وحاخامات اليهود بشروا بالوعد الالهي لشعبهم اليهودي/العبري بالعودة الى وطنهم وإعادة بناء (هيكل سليمان بن داوود) في اوراشاليم. إشعياء و ميخا وإرميا وحزقيال وغيرهم، هؤلاء أناروا الأفق أمام “الأمة اليهودية” بالحديث عن يقين العودة، ليس ليهوذا فقط بل لكل إسرائيل . الأمر الذي دفع اليهود المسبييون الى بلاد آشور للتمسك بشريعة موسى، حتى أصبحت رابطة “العقد القومي” لهم واصبحت تعاليم موسى أساس الحياة القومية والاجتماعية لليهود. تجدر الاشارة الى أن الآشوريون/البابليون باحتلالهم لاسرائيل لم يقتلوا شعبها العبري بل قاموا بنقل الكثير منه الى بلاد آشور(بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور) .. وأسكنوهم في أفضل المناطق الخصبة المناسبة للزراعة وبهذا الآشوريون قدموا خدمة جليلة لليهود العبرانيين حيث عاشوا على شكل(غيتوهات) مغلقة حافظوا على أنفسهم وعلى ثقافتهم ولغتهم وعقائدهم الدينية ، الى حين جاءتهم الفرصة للعودة الى اسرائيل مع سقوط الدولة (الآشورية- البابلية) على ايدي الميديين الفرس 612 قبل الميلاد … وقد لعب (أنبياء وحاخامات يهود المهجر) دوراً مهماً في شد اليهود المسبيين ويهود الشتات الى وطنهم الأم اسرائيل وحثهم على التمسك بثقافتهم وعقيدتهم وتحذيرهم من خطر الانصهار في المجتمعات الأخرى الغريبة وعلى ضرورة التفكير في العودة إلى يهوذا …. أما بطاركتنا وكهنتنا، تخلوا عن شرائع وعقائد شعبهم و قوانين ملوكهم وعظمائهم وكل ما يمت بصلة الى الآشورية البابلية الأكادية قبل المسيحية، مثل شريعة حمورابي ونيبور وكلكامش واحكام أحيقار الحكيم. واستبدلوها بمقولات تعزز روح الاستسلام والخنوع لديهم والهروب من مواجهة الواقع والتحديات ( مملكتي ليست من هذا العالم.. لا تفكروا بماذا نأكل أو ماذا نشرب فهذا من شان الله .. أحبوا اعدائكم.. سامحوا لا عينكم .. الصوم والصلاة سلاح المؤمن .. التمسك بحرم كنسي بحق نسطور واتباعه صدر قبل أكثر من 1500 عام على اجتهاده اللاهوتي لجهة طبيعة المسيح( الهو محرم نسطور من عيتو) . والأنكى أن بطاركة الاشوريين(سرياناً وكلدناً) قدسوا التوراة اليهودية وجعلوها جزءاً من عقيديتهم المسيحية ، و طلبوا من رعيتهم أن يكونوا حراساً لإله اليهود (يهوه) ولشعب اسرائيل .. حيث مازال يردد المصلون في الكنائس السريانية المقولة المهينة ” نطرين عامو دسرويل – نحرس شعب اسرائيل”… باختصار العقائد اليهودية ساهمت في لم شمل اليهود العبرانيون والحفاظ عليهم وعززت فيهم الروح القومية والكفاح .. فيما العقائد المسيحية للآشوريين(سرياناً وكلدانا) ساهمت ومازالت تساهم في تعزيز روح الاستسلام والهزيمة لدى الانسان الآشوري وفي تشتيت الآشوريين وضياعهم القومي ..
سليمان يوسف

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.