بقلم غسـان يونان
هـي مشـكلـة
12 / 10 / 2020
http://nala4u.com
أجـل، حـتى أكـبر مـن مشـكلـة، هـي مـأسـاة بحـد ذاتهـا تطال شـعوب المنطقـة بمجملهـا كـون مؤسساتها (وعلـى مختلف أنواعها وتوجهاتها) بعيـدة كل البعـد عـن أحـلام وتطلعٌات أبنـائهـا، وهـذا تحصيل حاصل كونهـا (أي المؤسسات) ترفـض الحـداثـة والتجـدد وبالتـالـي الانتقال مـن مرحلـة إلـى أخـرى بطريقـة ديمـوقراطيـة سـلسـة خدمـةً للوطـن والمـواطن.
وفيمـا يتعلق بنـا كـآشـوريـين، إن مكامن العلل هـي نتيجـة عيـش مشـترك ومنـذ عشـرات السـنين فـي مجتمعـات ذات بيـئـة سـلبيـة رجعيـة رافضـة أي تجـدد ومتمسـكة بالتقـوقع تحت حجج تافهـة.
هـذا مـا يجـري (للأسف) مـن حـولنـا وهـذا مـا أثّـر فـي التربيـة والتنشـئة وحـتى فـي سـلوكنا تجـاه بعضنـا البعـض، فـي حـين، نحـن شـعب لديـه ما يكفي من الحضارة والمدنيـة أن يفتخـر بماضيـه ويتمسـك بإرثـه الحضـاري العـريق وبجـبروتـه وعظمتـه وثقـافتـه وتـاريخـه الحـافل بالأمجـاد والبطـولات وينبـذ عنـه كـل دخيـل.
لكننـا اليـوم فـي مـأزق أو مـأسـاة كما ذكرنا ولـن نتمكـن من الخـروج منهـا إلا بـوحدتنـا وبالعـودة إلـى أصالتنـا، وهـذا ما يجب أن يحصل.
أمـا بالعـودة إلـى الأمـس القـريب، وذلك مـن أجـل أخـذ العـبر، نجـد وبدون أدنـى شـك أن شـعبنـا ومن خلال مؤسساته ورجـالاتـه لم يسـتفد علـى الإطـلاق مـن المآسي الـتي حلّت بـه مؤخـراً إن كانت المجـازر الـتي حصلت بحقـه فـي العـام ١٩١٥ علـى يـد الأتـراك أو مـا تعـرض لـه مـن مجـازر وتهجـير قسـري وانتهاك للحـرمات والخطف والقتل والظلم والتعديات فـي سـوريا – قـرى نهـر الخابـور والحسـكة والقامشـلـي… أو فـي العـراق – سـهل نـيـنـوى (المثلث الآشـوري)، لم تتعلـم قياداتنـا من كل ذلك ناهيك عن الأحـداث اليوميـة الـتي تحصل في المنطقـة ومؤسساتنا لا زالت تبحث عن جنس الملائكـة.. وإن دلّ هـذا علـى شـيء فهـو يدل علـى عـدم الجديـة فـي تحمل المسـؤوليات وبالتالي عدم إفسـاح المجـال للحداثة والتطـور…
“مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد!”.
وهـذا مـا هـو قـائـم ضمن مؤسسات شـعبنـا، إذ تهتم قياداتهـا بأمـور أُخـرى وأمـا المطلـوب فـواحـد، ألا وهـو الإلتفـاف حـول بعضهـا البعض بحكـم رابط الـدم والتـاريخ واللغـة والهـويـة..
فانطـلاقـاً ممـا يجمعنـا ببعضنـا البعـض، توجـب علـى مؤسسات شـعبنـا ايجـاد القـواسـم المشـتركـة الـتي تأسـسـت مـن أجلهـا والالتفـاف حـولهـا مـن جهـة وبالتـالـي تحـاشـي تكـرار تلـك المجـازر بحق شـعبنـا كونه الحلقـة الأضعف فـي المنطقـة مـن جهـة أُخـرى.
وعندئذ تـأتـي الخطـوة التـاليـة فـي المسـيرة النضـاليـة الشـاقـة والـتي لا تقـل شـأنـاً ومكـانـة عن سـابقـاتهـا مـن خـلال رسـم العنـاوين العريضـة للطريقـة الـتي سـوف يُصـار إلـى اعتمـادهـا والاتفاق عليها نهجـاً وأسـلوبـا.
٢٠٢٠/١٠/١٢