بقلم: غسـان يونان
وحيـداً أحـاربُ
12 / 10 / 2020
http://nala4u.com
أمشـي علـى حافـة الـزمـن
وحيـداً أُحـارب أشـباه الرجـال،
أحمل صليبي وأمشـي،
أتبـع نجمـة آشـور،
منـارة دربـي..
وأنـا واثـقٌ من نفسـي
مـن أن التـاريـخ يعـرفـني
يحـترمـني..
هـا أنـا ذا،
منـذ آلاف السـنين،
لـم أغـيّر درب القيـامـة..
أُطعَـنُ برمـاح الغـدر فـي اليـوم
ألف مـرة،
وألف مـرّة في اليـوم أُصلـبُ،
لكـنني أنهـض،
وأنهـض،
وأنهـض..
هـا أنـا، لا زلتُ أنـا
محـافظـاً علـى هـويـتي،
لغـتي،
وتـاريخـي..
واليـوم بالـذات،
رأيـت فـي مسـيرتـي
فـي ثـورتـي،
أن الحـروف تهتـز علـى أنغـام قلـبي
والكلمـات المركبـة زوراً تتهـاوى
كأوراق الخـريف
خجـلاً مـن الـزائـر الثـائـر
وخـوفـا مـن لعنـة التـاريـخ..
صَـدَقـوا بأنهم تخلّصـوا مـني
مَـزّقـوا كيـانـي
وقتلـوا عنفـوانـي..
لكنهم أخطـأوا،
الكـلّ أخطـأ،
فلا السـيّاف تعلـم
ولا أنـا تخليتُ عن هـويـتي..
توقـفـتُ للحظـةٍ
ظننت فيهـا بأنـني أحـلـمُ
أجـل، وحيـداً أحلـم..
نظـرت من حـولـي
رأيتُ الآلافَ المؤلفـة
من الرجـال والنسـاء
من الشـيوخ والأطفال
تبتسـم لـي وتقـول:
“لا تخـف!
“فـي البـدء كـانت الكلمـة،
واليـوم أيضـاً،
وبتلك الكلمـة سـوف ننتصـر”..
فتيقّنتُ بـأنـني حـقـاً أُحـارب
ولكـن، هـذه المـرّة لسـتُ وحيـداً.
٢٠٢٠/١٠/٥