بقلم نرسي ابرم
الكنيسة الاشورية والقديمة وحلم الوحدة
12 / 10 / 2020
http://nala4u.com
تعتبر كنيسة المشرق من الكنائس القديمة بعد اورشليم وانطاكية انشات منذ القرن الأول الميلادي بواسطة رسل المسيح له كل المجد ومنهم الرسول تداوس او اداي وتلميذه مار ماري اللذان قدما من اورشليم الى بلاد المشرق مشيا على الاقدام حاملين الكتاب المقدس
يقول مؤرخون ان القديسان مار اداي و مار ماري من تلامذة يسوع المسيح كانا من ابرز الذين قاموا بنشر الديانة المسيحية في بلاد الرافدين وخصوصا، اقاما في منطقة طيسفون (المدائن حاليا على بعد 35 كلم جنوب بغداد) واسسا اول كنيسة في منطقة كوخي لذا كانت تسمى كنيسة المشرق آنذاك بكنيسة مار ماري ..وبشر ا الرسول مار توما بلاد الهند طعن بحربة على جنبه كسيده المسيح من قبل رجل هندي وهو على المذبح في صلاة الصبرا أي صلاة الصباح وهو يصلي مزمور ال 100 سبحي الله يا كل الأرض . يعتبر الاشوريون هم الاقوام الأولى الذين تقبلوا بشارة الرب يسوع وامنوا به كمخلص بسبب فهمهم الكتاب المقدس لتقارب لغتهم الى لغة الرب الآرامية . يظن الكثير بان القديس نسطورس الذي ظلمه بعض الحاقدين هو مؤسس كنيسة المشرق والبعض يظن انه هرطقي بسبب عدم اعترافه بان القديسة مريم هي ام الله واصراره بان العذراء مريم هي ام المسيح وليست ام الله لان اذا كانت ام الله فهي اكبر من خالقها لان الام دائما اكبر من الابن كيف لمخلوقة ان تكون اكبر من خالقها وثانية يجب الاعتراف بان المسيح تجسد وصار انسان وولد من العذراء كما يقول قانون الايمان نزل من السماء وتجسد وتجسد بالروح القدس وصار انسانا لذا لا يمكن انكار المسيح كانسان لكنه معصوم من الخطيئة لذا فقد وقع خلاف بينه وبين كيرلس بطريرك الإسكندرية والقديس نسطورس كان بطريركا في القرن الخامس الميلادي في قسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية البيزنطية وكنيسة المشرق أسست منذ القرن الأول الميلادي .
انشقاقات داخل كنيسة المشرق .
يسعى عدو الخير دائما الى تهديم ملكوت الله على الأرض لكن الكنيسة المبنية على الصخرة أبواب الجحيم لن تقوى عليها . في عام 1964م اجرى البطريرك مار إيشاي شمعون عدة تغييرات في الكنيسة من ضمنها استخدام التقويم الغريغوري بدل التقويم اليولياني وبعض التعديلات في الطقس والصوم . اعتبر البعض هذه التغييرات قرارات شخصية بعيدا عن المجمع المقدس وتغريبا للكنيسة وخروجا عن تراثها والتقليد السائد. ادت هذه الخلافات الى انشطار الكنيسة وانتخاب مثلث الرحمان المرحوم مار توما درمو من الهند بطريركا على كنيسة تحت مسمى كنيسة المشرق القديمة! الذي كان من المعارضين العلنيين للنظام الوراثي للبطريركية وخاصة بعد ان اعلن مار ايشاي شمعون بانه سوف يعين ابن اخيه حال ولادته بطريركا على الكنيسة حسب التقليد المتبع بتولي احد افراد العائلة الشمعونية هذا المنصب. والبطريرك الشهيد مار ايشي شمعون الذي نفته الحكومة العراقية إلى قبرص عقب أحداث سميل عام 1933، ومن ثم انتقل إلى شيكاغو، الولايات المتحدة عام 1940. حصل على الجنسية الأميركية عام 1949، وانتقل إلى سان فرانسيسكو 1954عام ,في أغسطس/آب 1973 تزوّج البطريرك خلافا لأصول البطريركية مما دعا عددا من المعارضين إلى الطلب بتنحيته وانتخاب بطريرك آخر، ولكن قبل اجتماع السينودس المقرر في بداية 1976، قام داؤود مالك إسماعيل باغتيال البطريرك أمام منزله في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 1975.
بعد مقتل البطريرك مار ايشاي شمعون عام 1975م تم انتخاب مار دنخا الرابع بطريركا على كنيسة المشرق الاشورية في عام 1976م تمت رسامته في لندن بريطانيا وهو اول بطريرك خارج العائلة الشمعونية بعد انفصال الفرع عن الأصل وصنع كنيسة المشرق الاشورية تحت التقويم الغريغوري قام المرحوم مار دنخا الرابع باستبدال اسم الكنيسة الشرقية القديمة الى كنيسة المشرق الاشورية عام 1978 لتمييزها عن الكنيسة الكلدانية بسبب استخدام الكنيستين التقويم نفسه أي الغريغوري أي جعل كنيسة اممية وقومية وهذا يعارض قول الرسول بولس “هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضاً لبعض كل واحد للآخر” (رو 12: 5) قرر البطريرك الجديد بتوحيد صلوات القداديس في كتاب التوركاما أي كتاب صلوات القداديس اغلبها صلوات ترتل عند المناولة وهي باللغة الارامية الجديدة حيث الغيت العديد من صلوات القديسين قيثارة الروح وابرم ربا أي ابرم الكبير ومازالت الى يومنا هذا رغم رحيل قداسة مار دنحا الرابع الى الاخدار السماوية .
الفاتيكان واستقالة قداسة البطريرك مار كيوركيس صليوا الثالث
بعد رفض البطريرك صليوا الثالث توقيع بعض الاتفاقيات مع روما الفاتيكان قرر استقالته بحجة الأسباب الصحية حيث وقع عنه غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية على ابرشيات، استراليا، نيوزلندا ولبنان، الاتفاقية للمرحلة الثالثة يعني الشراكة الكاملة مع روما الفاتيكان أي اعتراف بان البابا هو الرئيس الأعلى للكنيسة تم التوقيع على الاتفاقية الأولى سنة 1994 والتي تنص على ان مريم العذراء هي ام الله وهذا يعارض مباديء كنيسة المشرق الاشورية والقديمة في سنة 2004 تم توقيع على الاسرار واخر توقيع كان الشراكة الكاملة بين روما الفاتيكان والكنيسة المشرق الاشورية وهناك بعض الاتفاقيات مثل حرق جثث الموتى الذين ليسوا قادرين على الدفن بسبب الحالة المالية وإلغاء إقامة القداس في اليوم الثالث البسمة للموتى للتاكد من بنود الاتفاق توج النسخة الكاملة من هذه الاتفاقيات عن الاب وليم توما ..عارض بعض أساقفة كنيسة المشرق الاشورية هذه الاتفاقيات ومازالوا بانتظار البطريرك الجديد الذي سينتخب مستقبلا بعون الله
مار ادي الثاني بطريرك كنيسة الشرقية القديمة وجهود الوحدة
مازالت طموحات واحلام الوحدة قائمة بين الكنيستين ورفع الصلوات من اجل تحقيق ذلك الحلم بعد انشقاق دام اكثر من 55 عاما الحالة الصحية لقداسته حاليا تمنع أي خطة نحو التخطيط الى مساعي الوحدة لكنيستين واستقرار وضعه الصحي بشكل يجعله ان يأخذ القرار الصحيح بشان أمور كنيسة الشرقية القديمة لكن لا نقدر ان نخفي ونقول من الصعوبة جدا ان كنيسة الام كنيسة الشرقية القديمة تتحد مع الفرع بعد ان اتفق ذلك الفرع أي كنيسة الاشورية مع بابا الفاتيكان تلك الاتفاقيات المذكورة انفا اذا بعض أساقفة كنيسة المشرق الاشورية تعارض اتفاق روما كيف لمطارنة واساقفة الكنيسة الشرقية القديمة قبول هذا
واحتفاظ كنيسة الشرقية القديمة الاحتفال بعيد القيامة حسب التقويم الليولياني كما احتفل رسل الرب لانه يصادف بعد عيد فصح اليهود رغم انها تحتفل بميلاد الرب حسب التقويم الغريغوري نصلي جميعا ان تتحد جميع الكنائس تحت اسم واحد كنيسة الرسولية المشرقية بعيدة عن الطائفية والاممية رغم اختلاف اللهجات الكنيسة تبقى واحدة الى مجيء الرب الثاني وما الانقسامات والانشقاقات الا لخدمة عدو الخير واعداء الإنسانية محبة الله مع الجميع
احبتي القراء تعليقكم دليل على رقي اسلوبكم وثقافتكم
ترقبوا المقالة القادمة بعنوان; ماذا حصل عند رفض الشهيد مار ايشي شمعون طلب لبعض مطارنة واساقفة فكرة الزواج ؟
2020-10-10
ترقبوا موقع nala4u لمقالاتي