بقلم سليمان يوسف
shuosin@gmail.com
سوريا ..حين تخلو مناهج التعليم من (الروح الوطنية) وحين يكون الاعلام (لا وطني)
04 / 10 / 2020
http://nala4u.com
في لقاء مع كاتب ومثقف سوري أعترف بأنه لم يكن يعلم بوجود قوميات واثنيات غير العرب ولغات غير العربية في سوريا، إلا مع انتشار القنوات الفضائية وشبكة الانترنيت. أنها مفارقة عجيبة ، ذات دلالات سياسية وثقافية ومجتمعية عميقة ، أن يمضي الانسان السوري حياته من غير أن يعرف شيئاً عن التركيبة الاجتماعية والثقافية واللغوية والإثنية لبلاده. طبعاً هذا الجهل بالواقع السوري يعود بالدرجة الأولى الى (المناهج الدراسية والتعليمية) الحكومية . فهي مناهج تخلو من (الروح الوطنية) . مناهج مؤدلجة تتسم بالعنصرية الاسلامية والشوفينية العربية بتجاهلها المتعمد وجود قوميات وإثنيات غير عربية في سوريا( آشوريون – أكراد- ارمن- شيشان- تركمان- شركس) والتعتيم المتعمد على دور هذه المكونات السورية في تاريخ وحاضر الدولة السورية. ما يُعلم من تاريخ في المدارس والجامعات السورية ليس بتاريخ سوريا وإنما هو تاريخ الغزاة (العرب المسلمين) . تاريخ مسيس يروج لأفكار ومشاريع وأكاذيب القوميين العرب . جهل السوريين بطبيعة مجتمعهم وبتاريخ وطنهم يعود أيضاً إلى الاعلام الحكومي( المسموع والمرئي والمقروء) . إنه اعلام مسيس ، كما مناهج التعليم، يتسم بالعنصرية (العربية والاسلامية) . أنه اعلام بعثي عروبي اسلامي . قطعاً ، هو ليس بإعلام (سوري – وطني) . . مجرد تناول ظاهرة التعددية القومية في سوريا ،هي (جريمة) في ظل النظام البعثي العروبي المستبد الحاكم لسوريا ، يعاقب عليها القانون السوري(قانون النظام الأمني) بتهمة( إثارة النعرات الطائفية). الكثير من السوريين حكموا واعتقلوا وزج بهم في السجون ،لمجرد كتابتهم مقال أو تصريح أدلوا به عن التعددية القومية في سوريا. في السنوات الأخيرة ومع تفجر الأزمة السورية بدأ الاعلام السوري بانفتاح خجول على الثقافات السورية الغير عربية. لكنه انفتاح لا يعكس حصول تحول نوعي لدى النظام القائم، تجاه التعددية القومية والثقافية واللغوية التي يتصف بها المجتمع السوري ، وإنما هي خطوة تكتيكية من نظام مأزوم لاستمالة الأقليات الى جانبه وتحييدها عن الصراع الدائر على السلطة في البلاد . إنه لمن (العار الوطني) أن يتجاهل الاعلام السوري وأن تتجاهل مناهج التعليم في سوريا، وجود الآشوريين(سرياناً كلداناً) هذا المكون السوري الأصيل وأن لا تُعلم لغتهم السريانية وتاريخهم العريق في المدارس والجامعات السورية ، وعنهم سوريا أخذت أسمها وهويتها الوطنية(السورية). الصورة المرفقة لمدينة (تدمر)، عاصمة مملكة (زنوبيا) السريانية، أقدم الحضارات في التاريخ ، و أقدم المدن التاريخية في سوريا . تدمر تعني بالسريانية( الأعجوبة).
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ,لغة .