بقلم غسان يونان
لنشـارك في كتابة التـاريـخ
18 / 09 / 2020
http://nala4u.com
تمر السنين وتسـتمر الحيـاة في مسـيرتها الشاقة دون توقفٍ أو تردد، فالحوادث تُفتعل في كل الأماكن والنواحي دون رحمة أو شـفقة. وبالرغم من المآسي والويلات التي تؤدي ككل مرّةٍ إلى تدوين التـاريـخ بأيادٍ ملطخة بدماء الأبرياء المسالمين والهدف من ذلك محوِ تراثٍ حضاري عريق لشـعوب وقوميات أصيلة دون أي اعتبار إنساني على الإطلاق!..
هذا، وأكثر بكثير من ذلك، فبالنسبة لمسـار حياة المجتمعات والشـعوب الرجعية في منطقتنا وذلك نتيجة النهج البوليسي الديكتاتوري الذي تعتمده الأنظمة الحاكمة، والتي كل هدفها، المحافظة على استمرارية وجودها (فقـط) من دون أن يتحـرك ضميرها ووجدانها وشرفها تجـاه دماء ودموع مواطنيها الذين يتعرضون وباستمرار إلى القتل والذبح والتهجير القسري دون التفاتة إنسانية محلية أو إقليمية أو دولية.
ومن الجهة المقابلة وليس بعيداً عما ذكرناه مسبقاً، يؤلمنا كثيراً أن نرى أغلبية مؤسسات شـعبنـا ومعها أصحاب الفكر والقلم والثقافة تتجاهل هذا الواقع النازف ولا تحاول الاستفادة منه من خلال توحيد صفوفها وتنظيم قواعدها والقفز فوق مصالحها الظرفية لتنطلق يداً واحـدةٍ وقلباً واحداً نحو الهدف المنشود “نيل حقوقنا في أرض الآباء والاجداد”.
وعليه، من الضرورة أن تأتي البداية من نقطة ما، فلتكن هذه البداية من قلب مؤسساتنا وعقل مفكرينا وكتّابنا…. ليباشـروا بطـي صفحات الماضي المؤلمة وفتح صفحات بيضاء تكون بمثابة الركيزة الأولى في بنيان عمره آلاف السنين وبحاجة ماسـة إلى إعادة ترميمه مجـدداً.
آن الأوان من أجل لملمة الجراح والنهوض مرفوعي الرأس لننفض عنا غبار الحقد والأنانية ونعمل معـاً بكل إيجابية وعقلانية من خلال وضع تصور مستقبلي يكون بمثابة خارطة الطريق، تتوافق عليها أغلبية المؤسسات والنخب والمفكرين والكتبة الآشـوريين لتسير نحو الهدف المقدس.
هذا ما نحن بحاجة إليه اليوم وليس التلهي بالقشور ورمي الجوهر أمام قليلي الإيمان. وفي كلتا الحالتين، التـاريـخ يُكتب، ولا تجعلوا كتبة التـاريـخ هذه المرة من لونٍ واحدٍ أو من أولئك الذين يتربصون بنا شراً.
حان الوقت لنُشـمّرَ عـن سواعدنا ونشـارك في كتابة التاريخ، أقلّـه فيما يخصنا نحن.
٢٠٢٠/٩/١٨
Ghassan Younan