حتى لا ننسى: معركة سلامس وانقاذ الاف الاثوريين والارمن وعائلة مار شمعون / ج2

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لا ننسى : معركة سلامس وانقاذ الاف الاثوريين والارمن وعائلة مار شمعون / الجزء الثاني

25 / 12 / 2012
http://nala4u.com

اعزائي القراء;
عندما قررت نشر هذا المسلسل التاريخي للمعارك والويلات التي اصابت شعبنا الاشوري في تلك الحقبة الماساوية التي مر بها لم اكن اهدف من ذلك سوى تعريف هذا الجيل بما قدموه اسلافهم من تضحيات للحفاض على دينهم وكيانهم لكي يكون دافعا لهم للاقنداء بهم والصمود في وجه التحديات الخطيرة التي تجابه شعبنا الاشوري في هذه الايام العصيبة وقد اسعدني جدا تهافت عدد كبيرمنهم على قراءة هذا المسلسل ولكن المؤسف له هو ان بعض الاخوان من السادة الكتاب حولوا المقالة الى منبر لطرح افكاروصراعات لا تمت للمقالة بصلة فالذي ارجوه منهم ان تنحصر اسئلتهم وآرائهم في موضوع المقالة وان معلوماتي المتواضعة في بعض الجوانب التاريخية لا يعني بانني ( انسكلوبيديا) اثنية ودينية ومذهبية حتى استطيع ان اجيبهم على اسئلتهم ولحبذا ان يوجهوا اسئلتهم الاثنية والدينية والمذهبية لذوي الاختصاص ليتلقوا منهمالاجابة الاكثر دقة ……..

الرفيقان التوأمان اغا بطرس ومالك خوشابا يتوسطهما اغا مرزا

سير المعركة :
وفي هذه اللحظة الحاسمة من المعركة حينما كان تطويق القوات التركية قد اصبح قاب قوسين فوجيء الاثوريون بهروب الارمن من مدينة سلامس دون قتال ودون سابق انذار نحو الجنوب الى مدينة اورميا في الوقت الذي كان لبقائهم فيها قيمة عسكرية كبيرة لمساعدة القوات الاثورية في تلك اللحضة الحاسمة من تاريخ الامة الاثورية . فنزل هذا الخبر على اغا بطرس الذي كان يطلب مزيدا من القوات لاكمال النصر على القوات التركية نزول الصاعقة . لان هذا التصرف الغير مسؤول الذي قام به بعض ضباط الارمن ولاية (وان) الساكنين في سلامس بدد امال قادة الاثوريين الذين كانوا مصممين على تدمير القوات التركية في لحضة وصول الجنرال انترانيك باشا على راس قواته لولا هروب هؤلاء الارمن من سلامس .فهذا الوضع المضطرب حال دون تحقيق النصر الكبير على تلك القوات . ثم وصلت انباء مثيرة من اورميا عن ظهور قوات كبيرة تركية في تلك الولاية في الوقت الذي كان يشك هؤلاء القادة من تحرك جانبي تركي من اتجاه كاور وتركاور . وعندما قارن قادة الاثوريين بين الاستمرار في القتال حتى تحقيق النصر في سلامس وبين خطر غزو القوات التركية الاخرى لمدينة اورميا قرروا الانسحاب بعد سحب اثوريي وارمن سلامس معهم ومن ضمنهم عائلة مارشمعون.

أنترانيك أوزانيان باشا

( يقول اغا بطرس في مذكراته… مالك خوشابا وانا انقذنا حياة عائلة المار شمعمن في سلامس من الموت المؤكد ) والدفاع عن اورميا وجعل التلال المحيطة بسهل اورميا ميدانا للنزال بين الجيشين المتخاصمين التركي والاثوري . وبعد معارك دامت ستة ايام انسحبت القوات الاثورية انسحابا مثاليا لحماية قوافل العوائل المنسحبة والمتكونة من اربعين الف نسمة من الاثوريين والارمن . ولقد وقع قسم غير قليل منهم اسرى بيد القوات التركية فقتلوا جميعا .وكان الاتراك يستخدمون المدفعية بكثافة اثناء تقدمهم على القوات الاثورية التي كانت تقاتل بضراوة من جهة ومن جهةاخرى كانت تحمي وتساعد العوائل في انسحابها من سلامس الى اورميا تحت نيران ومطاردة القوات التركية . وكذلك تم اسر الكثير من المقاتلين الاثوريين وهم صامدون في مواضعهم رافضين الانسحاب منها حتى نفاذ عتادهم والتعرض للقتل من قبل الاتراك من اجل اخلاء اخر امراة وطفل وشيخ .
ففي معركة كادوك خوي الواقع على طريق الانسحاب بقي كل من الابطال الشجعان بدو وخوشابا شماس دانيال وصليو هيدو يدافعون عن موضعهم لمنع الاتراك من قطع خط الرجعة على القوات الاثورية والعوائل المنسحبة بالرغم انه كان بامكانهم الانسحاب حتى اخر طلقة فتم اسرهم من قبل الاتراك بعد نفاذ عتادهم حيث كان مالك خوشابا يشاهدهم بناظوره عند اسرهم وقتلهم ودموعه تجري على خديه حزنا وأسفا عليهم لكن التاريخ سيخلد ذكرى هؤلاء الابطال وكان في هذا الموقع عدد من المقاتلين الاثوريين ممن لم تتجاوز اعمارهم الثلاثة عشر عاما فامرهم بدو بالانسحاب قبل تطويقهم من قبل الاتراك وجرح احدهم المدعو( قرياقوس بنيامين ) في قدمه اثناء الانسحاب ولا يزال ابنه وبناته يعيشون في بغداد . وكانت خسائر الاثوريين في هذه المعركة اكثر من مائتين وخمسين مقاتل بين قتيل وجريح عدا الخسائر من العوائل التي تقدر بالمئات .

المرحوم عزيزاغا شوو البازي

ويشهد المرحوم عزيزاغا شوو البازي الذي كان ضابطا في الفوج الاثوري الموجود في سلامس واشترك في تلك المعركة وجرح فيها وقتل شقيقه اويتر مع عدد من رجاله يقول;
(وصل اغا بطرس ومالك خوشابا الى ميدان المعركة حين كان الاتراك يستخدمون المدفعية والرشاشات بكثافة . طلبا من القائد الروسي المسؤول عن الفوج الاثوري في سلامس توحيد كل القوات الاثورية والقيام بهجوم موحد لفتح الطريق نحو الحدود الروسية واخلاء العوائل الاثورية والارمنية نحو تلك الحدود قبل ان تنزل بهم الكارثة لأنهم اصبحوا محاصرين من جميع الجهات ومن دون اي مساعدة خارجية وان ذخائرهم على وشك النفاذ الا ان القائد الروسي لم يابه لطلبهم وابعد فوجه عن قواتهما مما ادى الى تكبد هذا الفوج خسائركبيرة واضطرت عوائلهم للانسحاب مع اغا بطرس ومالك خوشابا تحت الضغط التركي الى اورميا حيث ظهرت بوادر هجوم تركي عليها ………

تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

لمتابعة الجزءالاول; انقر على الرابط ادناه

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.