بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لا ننسى:معركة جبل سيري 10 حزيران 1918 / الجزء الاول
01 / 01 / 2013
http://nala4u.com
بعد انسحاب القوات الاثورية من ولاية سلامس ومعها ما يقارب الاربعين الف نسمة من الاثوريين والارمن وبعد معارك دامت ستة ايام وصلت اورميا وقبل ان تتمكن هذه القوات من اعادة تنظيمها واخذ قسط من الراحة ظهرت قوات تركية كبيرة من اتجاه نهر برندوز قاصدة مهاجمة مدينة اورميا المعقل الاخير للاثوريين لاحتلاله .
حاولت القيادة التركية اظهار نشاط بعض الوحدات من قواتها في ناحية نهر برندوز لسحب القوات الاثورية الى تلك الجبهة بينما تسوق القسم الرئيسي من قواتها الى جبهة جبل سيري الذي يعتبر المفتاح الرئيسي لمدينة اورميا . ولكن القيادة الاثورية فطنت لخطة القيادة التركية لذا قام كل من اغا بطرس ومالك خوشابا بحشد قواتهما الرئيسية في جبهة جبل سيري وبوضع قوات ثانوية على طول الجبهة الممتدة من نهر برندوز الى قمة جبل سيري ومن نهر ماربيشو حتى قريتي كوزيه ونازيه .
تقدمت القوات التركية الرئيسية من ناحية جبل سيري فقط وتمكنت من نقل مدافعها الى مواضع تقابل مدينة اورميا في الجبل المذكور حيث بدات معركة جبل سيري بين القوات التركية المهاجمة والقوات الاثورية المدافعة في الساعة الرابعة من بعد الظهر يوم 10 حزيران بفتح القوات التركية نبران مدافعها ورشاشاتها وقنابلها اليدوية بغزارة على المواضع الاثورية الدفاعية كما انها اخذت تقصف ضواحي مدينة اورميا وكانت القوات الاثورية تقابل هذا القصف الشديد بنيران بنادقها وعدد قليل من الرشاشات فقط اذ لم تشرك مدفعيتها في المعركة لنقص في عتادها حيث لم يبقى لديها الا خمس قنابل فقط لكل مدفع احتفظ بها للساعة الحرجة .
وبعد ان استمرت المدفعية التركية بدك المواقع الامامية الدفاعية للقوات الاثورية دكا محكما تمكنت القوات التركية من احتلال المواضع الامامية من الخطوط الدفاعية للقوات الاثورية التي انسحبت الى مواضع خلفية في سفوح جبل سيري وعليه اصبحت المدفعية التركية مسيطرة تماما على المواضع الاثورية وعلى مدينة اورميا ايضا . فاخذ القلق يساور القادة والمقاتلين الاثوريين معتقدين ان حياتهم وحياة الامة الاثورية قد اصبحت في خطر بعدما فقدوا كل امل في الحصول على اي نوع من المساعدة لانهم اصبحوا محاصرين من كل الجهات ولم يظهر اي اثر لوعود الكابتن كريس الانكليزي البراقة والذي كان قد وعدهم بتزويدهم بالسلاح وبعدد من الضباط الانكليز باقصى سرعة ممكنة . وكان يسقط يوميا عشرات من القتلى الجرحى في ميدان المعركة من المقاتلين الاثوريين القائمين بصد الهجمات التركية المتتالية . وفي تلك اللحظات الخطيرة قاد مالك خوشابا هجوما مقابلا عنيفا على القوات التركية المسيطرة على جبل سيري واحتل مواضعها وابعدها مسافة بضعة كيلومترات مما رفع من معنويات المقاتلين الاثوريين مؤقتا اذ كانوا في قلق شديد على مصير عوائلهم فقد حاول البعض منهم ترك ميدان القتال والعودة الى عوائلهم ليكونوا في عونهم في حالة اخلاء منطقة اورميا .
حاول مالك خوشابا استعمال الشدة لتثبيتهم في الجبهة بعد ان تم ابعاد القوات التركية مسافة ثلاثين كيلومترا عن اورميا . ولما قارن اغا بطرس ومالك خوشابا قواتهما مع القوات التركية الجرارة والمزودة بالاسلحة الحديثة من المدفعية والرشاشات والذخيرة لاحظا ان الاثوريين يقاتلون باجسامهم ونيران الاتراك تحصدهم حصدا وان معنوياتهم ضعفت وروح التمرد ازدادت بين صفوفهم في الوقت الذي شعرا بان البعض من القادة ورؤساء العشائر واثوريي اورميا اخذوا يميلون الى الاستسلام مستندين على امال وهمية بان البعض من اصدقائهم الايرانيين والاكراد المحليين سينفذونهم من الموت اذا حاق بهم لذا قرروا العودة من ميدان المعركة الى مدينة اورميا والاجتماع بالدكتور شيت القنصل الامريكي ورئيس اللجنة المركزية المسؤلة عن الاثوريين والارمن وشؤون الحلفاء وبعدد من اعضاء هذه اللجنة المهمين ليبلغوهم بالموقف الخطير والخطر التركي الداهم وعدم قدرة القوات الاثورية التي اصبحت ذخيرتها على وشك النفاذ من الصمود اكثر دون اي مساعدة خارجية لذا فان هذه المجلس عقد اجتماعا سريا برئاسة الدكتر شيت وقرر ارسال مالك خوشابا مع قوة صغيرة لحمايته عبر الجبال ……..
التكملة في الجزء الثاني
تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.