أعداد الشماس سمير كاكوز
اسماعيل ابن ابراهيم
11 / 09 / 2020
http://nala4u.com
اسماعيل اسم عبري ومعناه يسمع الله اسماعيل بن ابراهيم من هاجر المصرية خادمة سارة . وقد حثت سارة ابراهيم أن ياخذ خادمتها زوجة يكي يعقب منها نسلاً لأن سارة كانت عاقر ( وأما ساراي امرأة أبرام فلم تلد له وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراي لأبرام الرب منع عني الولادة فضاجع جاريتي لعل الرب يرزقني منها بنين فسمع أبرام لكلام ساراي فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها وأعطتها لأبرام لتكون له زوجة وذلك بعدما أقام أبرام بأرض كنعان عشر سنين فضاجع أبرام هاجر فحبلت فلما رأت أنها حبلت صغرت سيدتها في عينيها ) ( تكوين 16 : 1-4 ) كانت سارة عاقر وهكذا يبدو مستحيلاً على الله أن يحفظ عهده فيكون لابراهيم ابن في ذلك الوقت وفي أيامنا ايضًا كانوا يعتبرون العقم والخصب مرسلاً من الله وهاجر تمثل قبيلة الهاجريّيين البدو الذين سيطرت عليهم مصر كما سيطرت على القبائل العربية في جنوب فلسطين إنها المهاجرة من موضع إلى آخر وكانت العاقر تعطي زوجها لخادمتها والابن يكون ابنها هي لا ابن الخادمة التي تبقى في طاعة سيّدتها وكان هذا النظام في الزواج معمولاً به في تلك الأزمنة وكانت معرفة هذه العادة في بلاد الرافدين لكن هذا العمل من ناحية سارة فمعناه ضعف الإيمان بمواعيد الرب لإبراهيم وسارة بأن يكون لهما ابنٌ وبعد أن حملت سارة نظرت إلى سيدتها باحتقار لأنها كانت عاقراً فطردتها سيدتها ولاقاها ملاك الرب في الطريق وأمرها أن ترجع إلى سيدتها وإلى بيت ابراهيم ووعدها بأنها ستلد ابناً تسميه اسماعيل وأنه يكون أباً لجمهور من الناس وأنه سيسكن البرية كحمار وحشي ( فقالت ساراي لأبرام غضبي عليك دفعت جاريتي إلى حضنك، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينها الرب يحكم بيني وبينك فقال أبرام لساراي هذه جاريتك في يدك فافعلي بها ما يحلو لك فأخذت ساراي تذلها حتى هربت من وجهها ووجد ملاك الرب هاجر على عين ماء في الصحراء على عين الماء التي في طريق شور فقال لها يا هاجر جارية ساراي من أين جئت وإلى أين تذهبين؟قالت أنا هاربة من وجه سيدتي ساراي فقال لها ملاك الرب إرجعي إلى سيدتك واخضعي لها ثم قال لها كثيرا أجعل نسلك حتى لا يحصى لكثرته وقال أنت حبلى وستلدين ابنا فتسمينه إسماعيل لأن الرب سمع صراخ عنائك ويكون رجلا كحمار الوحش يده مرفوعة على كل إنسان ويد كل إنسان مرفوعة عليه ويعيش في مواجهة جميع إخوته فنادت هاجر الرب الذي خاطبها أنت الله الذي يراني لأنها قالت هنا حقا رأيت الذي يراني لذلك سميت البئر بئر الحي الرائي وهي بين قادش وبارد ) ( تكوين 16 : 5-14 ) أعلنت سارة أنها ظُلمت بعد أن تكبّرت عليها خادمتُها فغضبت على زوجها لكن في الواقع سارة هي التي ظلمت نفسها وما عرفت أن تسلّم أمرها الى الله لا إلى البشر وجاراها ابراهيم لأنه اراد لنفسه ولدًا ولكن اين الايمان بمواعيد الله؟هنا نرى ان الله يتكلّم فيقف بجانب جارية ضعيفة تجاه سيّدتها القاسية تنادي هاجر الرب لا الملاك الذي أُرسِل وانتهت مهمّته وهكذا فهمت الجارية أنها رأت الله ورآها الله فرحتْ هاجر لأنها رأت الربّ وتعلّمت أن الله يهتمّ بجميع البشر ولا سيّما المتألمين منهم سواء كانوا من شعبه أو من سائر الشعوب اسماعيل الله يسمع وارتبط البدو العرب جنوب شرقي فلسطين باسماعيل بكر ابراهيم إنهم الاسماعيليّون و الحمار الوحش يرمز إلى المتفلِّت من القيود والطالب الحريّة مثل المقيمين في الصحراء فبعد أن رجعت هاجر ولدت اسماعيل لما كان ابراهيم ابن ست وثمانين سنة وبعد أن كان له في أرض كنعان عشر سنين ( وولدت هاجر لأبرام ابنا فسماه إسماعيل وكان أبرام ابن ست وثمانين سنة حين ولدت له هاجر إسماعيل لابرام ) ( تكوين 16 : 15-16 ) وقد ختن ابراهيم اسماعيل في الثالثة عشرة من عمره ( وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة وإسماعيل ابنه في الثالثة عشرة عند اختتانهما في ذلك اليوم ذاته اختتن إبراهيم وإسماعيل ابنه ) ( تكوين 17 : 24-26 ) وهي السن التي يختن فيها الأولاد العرب في الوقت الحاضر وفي الوليمة التي أقيمت بمناسبة فطام اسحاق سخر اسماعيل من أخيه الصغير وكان اسماعيل حينئذ قد بلغ السادسة عشرة من عمره فألحت سارة على ابراهيم أن يطرد هاجر وابنها فطردهما ( وكبر الصبي وفطم وأقام إبراهيم وليمة عظيمة في يوم فطام إسحق ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يلعب مع ابنها إسحق فقالت لإبراهيم أطرد هذه الجارية وابنها فابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحق وساء إبراهيم هذا الكلام لأن إسماعيل كان أيضا ابنه فقال له الله لا يسوؤك هذا الكلام على الصبي وعلى جاريتك إسمع لكل ما تقوله لك سارة لأن بإسحق يكون لك نسل وابن الجارية أيضا أجعله أمة لأنه من صلبك فبكر إبراهيم في الغد وأخذ خبزا وقربة ماء فأعطاهما لهاجر ووضع الصبي على كتفها وصرفها فمضت تهيم على وجهها في صحراء بئر سبع ) ( تكوين 21 : 8-14 ) من هذه الآيات نجد خلافًا عائليًا تتغلّب فيه سارة وابنها اسحق لهذا نال اسحق البركة ولكن هذا لا يعني أن اسماعيل لم ينل بركة فجميع الشعوب يُبارَكون لأنهم جميعًا أولاد الله مع الابن يسوع المسيح الذي يجمع في شخصه ما في السماء وما على الأرض اسماعيل واسحق كانوا يلعبا سوية لكن سارة اغتاظت من تصرّف اسماعيل ورأت فيه مزاحمًا لابنها أمّا التقليد اليهودي فرأى في هذا اللعب اضطهادًا برّر طرْدَ هاجر مع ابنها فتاهت الأم وابنها في برية بئر سبع في جنوب فلسطين وكانا على وشك الهلاك من الظمأ والعطش فأَرى الله هاجر بئر ماء ووعدها ثانية بأن ابنها اسماعيل سيصير مصدر أمة عظيمة ومنذ ذلك الحين سكن اسماعيل في برية فاران في جنوب فلسطين على حدود شبه جزيرة سيناء وأصبح ماهراً في استعمال القوس وأخذت له أمه زوجة من بلادها من مصر ( ونفد الماء من القربة فألقت هاجر الصبي تحت إحدى الأشجار ومضت فجلست قبالته على بعد رميتي قوس وهي تقول في نفسها لا أريد أن أرى الولد يموت وفيما هي جالسة رفعت صوتها بالبكاء وسمع الله صوت الصبي فنادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر؟لا تخافي سمع الله صوت الصبي حيث هو قومي احملي الصبي وخذي بيده فسأجعله أمة عظيمة وفتح الله بصيرتها فرأت بئر ماء فمضت إلى البئر وملأت القربة ماء وسقت الصبي وكان الله مع الصبي حتى كبر فأقام بالصحراء وكان راميا بالقوس وحين أقام بصحراء فاران زوجته أمه بامرأة من أرض مصر ) ( تكوين 21 : 15-21 ) هاجر صرخت وهي على وشك الموت ورفعت صوتها سمع الله ذاك هو معنى اسم اسماعيل فالله يسمع صراخ المساكين ولا ينسى آلامهم ففتح الله بصيرتها البئر أمامها وما رأته هنا نلاحظ تدخّل الله الذي ينير القلوب فترى وتفهم كان الله مع أمه ومع الصبي من أجل حمايتهم وهكذا كان مع يعقوب ومع يوسف اسماعيل ولد له اثنا عشر ابناً الذين أصبحوا آباء القبائل العربية الاسماعيليين وولد له أيضاً ابنة اسمها محلة ( أدرك عيسو أن بنات كنعان شريرات في عيني إسحق أبيه فذهب إلى إسماعيل بن إبراهيم وأخذ ابنته محلة أخت نبايوت زوجة له ) ( تكوين 28 : 8-9 ) كان لعيسو أكثر من امرأة حثّية ولكنه أراد أن يرضي والديه فأخذ امرأة من شعبه أخذ بسمة ابنة اسماعيل نلاحظ وجود عناصر أدومية وعربيّة في نسل ابراهيم اشترك اسماعيل مع اسحاق في دفن أبيهما ابراهيم في ممر بالقرب من حبرون ( وكان عدد السنين التي عاشها إبراهيم مئة وخمسا وسبعين سنة وفاضت روح إبراهيم ومات بشيبة صالحة شيخا شبع من الحياة وانضم إلى آبائه فدفنه إسحق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة تجاه ممرا في حقل عفرون بن صوحر الحثي ) ( تكوين 25 : 7-9 ) مات اسماعيل بعد أن بلغ من العمر 137 سنة ( وكان عدد السنين التي عاشها إسماعيل مئة وسبعا وثلاثين سنة ثم فاضت روحه ومات وانضم إلى آبائه ) ( تكوين 25 : 17 ) الرسول بولس يستخدم اسماعيل في العهد الجديد رمزاً لأولاد ابراهيم حسب الجسد وليس حسب الروح وهم تحت عبودية الناموس وكانوا يضطهدون أبناء الموعد أي المسيحيين ( يقول الكتاب كان لإبراهيم ابنان أحدهما من الجارية والآخر من الحرة أما الذي من الجارية فولد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فولد بفضل وعد الله وفي ذلك رمز لأن هاتين المرأتين تمثلان العهدين فإحداهما هاجر من جبل سيناء تلد للعبودية وجبل سيناء في بلاد العرب وهاجر تعني أورشليم الحاضرة التي هي وبنوها في العبودية أما أورشليم السماوية فحرة وهـي أمنا فالكتاب يقول إفرحي أيتها العاقر التي لا ولد لها إهتفي وتهللي أيتها التي ما عرفت آلام الولادة فأبناء المهجورة أكثر عددا من أبناء التي لها زوج فأنتم يا إخوتي أبناء الوعد مثل إسحق وكما كان المولود بحكم الجسد يضطهد المولود بحكم الروح فكذلك هي الحال اليوم ولكن ماذا يقول الكتاب؟يقول اطرد الجارية وابنها لأن ابن الجارية لن يرث مع ابن الحرة فما نحن إذا يا إخوتي أبناء الجارية بل أبناء الحرة ) ( غلاطية 4 : 22-31 ) اسماعيل الذي وُلد من الأمة هاجر اسحق الذي وُلد من الحرة سارة أي الاميرة الرسول بولس قابل بين ذاك الذي وُلد حسب الجسد وذاك الذي وُلد حسب الوعد الرسول بولس عاد إلى التقاليد اليهودية فبيّن أن الذي وُلد من ابراهيم بحسب الجسد ابن هاجر ظلّ في العبوديّة التي تميّز العهد القديم والذي كان ابن ابراهيم وُلد حسب الروح مثل اسحق فكان حرًا ودخل إلى أورشليم العليا والملكوت الذي هو الميراث الموعود وجبل سيناء هناك أعطيت الشريعة التي تنظّم حياة شعب اسرائيل رسول الامم بولس يقابل اورشليمَ الحاضرة مع جبل سيناء لأنها ما زالت خاضعة لشريعة جاءت من جبل سيناء فأورشليم هذه تقابل هاجر وما تحمل من عبوديّة لها ولأبنائها (المتهوّدين أما أورشليم السماوية هي المثال الأعلى الذي سيكون على الأرض في الحقبة المسيحانيّة ( وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله كعروس تزينت واستعدت للقاء عريسها ) ( رؤيا 21 : 2 ) أورشليم الجديد نهاية الأزمنة وحضور الله وسط شعبه إن أورشليم تدلّ على الكنيسة في واقعها المجيد والمثالي كما في وقت المجيء اسمُها أورشليم لأنها موضع تجمّع الشعب المقدس وهي آتية من السماء لأنها جماعة يؤسّسها الله ويُنعشها ومشروع يحقّقه البشر بامكانيّاتهم أورشليم هي الموضع الذي يملك فيه المسيح مع المسيحيين الذين هم مواطنو السماء أمنا صارت أورشليم السماويّة أمَّ المسيحيين بعد أن تركوا أورشليم الحاضرة وعلى المسيحيّين الذين جمعهم الانجيل فشكّلوا أبناء عديدين لتلك التي سُمِّيَت العاقر وأبناء الوعد هم الذين وُلدوا بفضل وعد الله تروي التقاليد اليهوديّة ان اسماعيل بحكم الجسد اضطهد اسحق بحكم الروح وذاك هو الوضع الآن حيث المسيحيّون المتهوّدون يضطهدون الوثنيين الذين صاروا أبناء الوعد بعد أن نالوا الايمان ووُسموا بالعماد الرسول بولس دعا الغلاطيّين إلى طرد هاجر التي تمثّل المتهوّدين من الكنيسة والابتعاد عنهم المؤمنون هم أبناء الوعد ويعيشون في الايمان فما عاد للشريعة من سلطة عليهم ولا هي تستطيع بعدُ أن تستعبدهم أمين.