بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لا ننسى : مذبحة اورميا واستشهاد اكثر من ستة عشر الف اثوري واثورية
20 / 01 / 2013
http://nala4u.com
نظرا لترك الاثوريون مدينة اورميا بصورة مفاجئة ودون سابق انذار بقي الكثير من سكانها من الاثوريين فيها لعدم علمهم باخلائها الا بعد فوات الاوان . وعندما ارادوا الالتحاق باخوانهم الذين غادروا كانت جميع الطرق قد اغلقت بوجههم من قبل القوات التركية والايرانية والكردية فاضطر قسم منهم اللجوء الى اصدقائهم وجيرانهم الايرانيين واما القسم الاكبر فلجا الى دور الارساليات البروتستانتية الامريكية والكاثوليكية الفرنسية وقد بلغ عددالذين لجئوا الى هذه الدور حوالي ستة عشر الف نسمة . ستة الاف نسمة الى الدور الفرنسية التي كان يديرها الموسنيور سونتاك الفرنسي الذي كان قد قام في الماضي بحماية الكثير من الشخصيات الايرانية وانقذها من الموت .
اما القسم الباقي والبالغ عشرة الاف نسمة فلجا الى الدور الامريكية التي كان يديرها الدكتور باكرت الذي كان محبوبا ومحترما من قبل جميع الاوساط الايرانية لخدماته الانسانية الجليلة التي كان قد قدمها لهم بصفته طبيبا بدون تمييز . بقي الدكتور باكرت مع هؤلاء اللاجئين الى تاريخ عودة مالك خوشابا ورفاقه الى اورميا من الواجب الذي كلف به للاتصال بالانكليز في الموصل .
وبعد اربعة ايام من ذلك التاريخ اخذ الدكتور باكرت اسيرا الى تبريز من قبل القوات التركية اما الموسنيور سونتاك فقتل في مقره من قبل ارشد هميون الايراني حاكم اورميا الذي كان الموسنيور قد انقذ حياته وحياة زوجته من الموت المحتم عندما اراد الاثوريين المنصرين في احداث اورميا التي وقعت بينهم وبين الايرانيين قتله لانه كان المحرك الاول لتلك الفتنة . وكان رده للجميل ان قابله بقتل وتعذيب الانسان الذي انقذه وانقذ زوجته من الموت المحتم .
ففي يوم 31 تموز سنة 1918 قام ارشد همايون مع عدد كبير من رجاله المسلحين باقتحام دار المبشرين الكاثوليك الفرنسيين واطلقوا طلقتين على الموسنيور الاسقف الذي كان اضافة لمنصبه كرئيس للارساليات الفرنسية الكاثوليكية ممثلا للحكومة الفرنسية فاردوه قتيلا ثم استولى ارشد همايون على صندوق كان يحتوي على مبلغ كبير من المال والحلى المؤتمنة عند الارسالية والعائدة للاثوريين . وبعد ان اختار لنفسه عشرة نساء جميلات من الاثوريات الاسيرات ادخل رجاله الدار فباشروا بقتل من فيها من الاطفال والنساء والرجال باساليب وحشية يندى لها الجبين مستعملين ابشع انواع التعذيب في قتلهم . كما قتلوا المطران توما اودو والخوري يوسف واخرجوا كافة الاثوريين المختبئين عند اصدقائهم الايرانيين بما فيهم اربعة قساوسة والمطران بطرس وبعض الشخصيات الاثورية وبعد تعذيبهم قتلوهم في شوارع المدينة . وكذلك كان مصير الاثوريين الموجودين في مقر الارساليات الامريكية اذ انهم اخرجوا من قبل الاتراك والايرانيين والاكراد وخلعوا ملابس النساء وساروا بهن عاريات في شوارع المدينة واخذوا الاطفال من امهاتهم وسحقوهم تحت حوافر خيولهم والقوا بجثثهم في ابار متروكة . اما الرجال والشبان فكان مصيرهم القتل الجماعي . ولم ينجو من هؤلاء اللاجئين سوى ستمائة نسمة فقط . هكذا تم وصف تفاصيل هذه الجريمة النكراء في كتاب (تاريخ اشور _ كلدو تاليف القس شموئيل داود الذي كان شاهد عيان للحدث ) وكذلك كتاب (الامة الاثورية والكنيسة تاليف القس يوئيل وردة واذي كان شاهد عيان للحدث ) ……
اما الاثوريون الذين تمكنوا من الافلات من اورميا والذين يقدرون بعشرات الالاف فلقد شقوا طريقهم باتجاه همدان وكان المقاتلين بقيادة قادة الالوية الابطال يقاتلون في المقدمة والميمنة والميسرة والمؤخرة لتامين الحماية لشعبهم وكانوا يجابهون الهجمات التي كانت تشن عليهم من كافة الجهات بهجمات مقابلة لابعاد الاعداء عن الشعب حتى وصولهم الى ساين قلعة حيث التقوا باغا بطرس وقوته الذي قام بتنظيم عمل القطعات وشقوا طريقهم الى همدان بمعجزة بعد رحلة دامت ستة عشر يوما هلك الكثير منهم في الطريق وترك العديد منهم لعدم تمكنهم من مسايرة البقية ليلقوا مصيرهم المحزن . عند وصولهم همدان كان المستر( ت ت) ماكارثي المسؤول الانكليزي في همدان قد سبق له ان التقى بالاثوريون في مرحلة بيجر حينما قدم لهم وعودا كثيرة الا انه بعد ان اصبح الاثوريون في همدان تحت رحمة القوات الانكليزية امر مكارثي بتجريدهم من سلاحهم وكل ما كانوا يملكون من المواشي والحيوانات بالاضافة الى المئات من الاسرى من ضباط وجنود اتراك تم تسليمهم الى الانكليز في همدان .وكذلك استلم الانكليز من الاثوريين اثني عشر الف بندقية وستة وثمانون رشاشة وثلاثة بطاريات مدفعية جبلية وخمسمائة وعشرون عربة وخمسة وعشرون الف راس من الخيول والبغال والثيران مع كمية كبيرة جدا من الذخيرة .
وفي همدان تفرق الاثوريون حيث ارسل قسم منهم الى مدينة كرمنشاه وذهب قسم من اثوريي ايران الى قزوين وطهران وتبريز واما القسم الاكبر من الاثوريين النازحين من منطقتي هكاري والعمادية في تركيا والارمن مع قسم كبير من اثوريي ايران فتم ارسالهم الى خانقين ومنها الى بعقوبة في العراق …….
تنويه (nala4u) ; لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.