بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
العلاقات بين الحركات الكردية وكل من عائلة مالك خوشابا والعائلة المارشمعونية
22 / 10 / 2013
http://nala4u.com
قبل ان نكمل موضوعنا عن الذي جرى منذ عام 1970 الى عام 1975 علينا ان نوضح للقراء الاعزاء مجريات الامور الحقيقية التي حدثت قبل هذه الفترة وبالتحديد منذ قيام الحركة الكردية التحررية الاولى (حركة محمود الحفيد) ومن ثم حركة 1945 التي قادها المغفور له ملا مصطفى البرزاني ومن ثم الحركة الكردية التحررية الثانية في عام 1961 والتي كانت بقيادة ملا مصطفى البرزاني ايضا …….
ان الثورة التي قادها القائد الكردي محمود الحفيد لتاسيس كيان كردي مستقل كانت ثورة قومية كردية وكانت الخطوة الاولى التي خطاها الكرد نحو التوجه القومي وليس كما روج له الاعلام الانكليزي وعملائهم بان اتهموها (بالتحريض من قبل الاتراك) ضد الاستعمار الانكليزي المسيحي , ان ما يؤسف له ان قوات الليفي الاثورية التي شكلها الانكليز كانت لهم اليد الطولى في القضاء على هذه الثورة وكانت هذه العملية النقطة السوداء الاولى في تاريخ هذه القوات وكانت هذه الاحداث بمثابة التوريط المشين لسمعة الآثوريين لدى اكراد العراق فلقد كشف الانكليز عن نواياهم الحقيقية لاظهار الوجه المكروه للآثوريين عند شريحة كبيرة من العراقيين الاكراد وذلك بغية قطع كل الجسور بين الآثوريين والاكراد (راجع قوات الليفي العراقية تاليف العميد جي كلبرت براون ) ونجح الانكليز في مسعاهم هذا ولكن الملا مصطفى البرزاني بفضل حكمته قد تجاوز هذا الحدث في ثوراته التحررية التي قادها في 1945 و 1961 لانه كان يؤمن بالتعايش الذي لابد منه بين الآثوريين والاكراد ….
ففي عام 1945 وقبل قيام الثورة الكردية بقيادة ملا مصطفى البرزاني جاء المدعو (اوديشو بيت بريتا) الى مالك خوشابا في الموصل وقال له بان ملا مصطفى البرزاني موجود الآن في احد الفنادق ويريد ان يلتقي بك فاجابه ملك خوشابا, فليتفضل متى يشاء وفي عصر احد الايام جاء ملا مصطفى البرزاني مع مرافقيه الى دار مالك خوشابا في الدواسة وبعد فترة الترحيب والمجاملات بدا ملا مصطفى الكلام قائلا;
يا مالك خوشابا لقد اتيت لعندك لمناقشة امور تخص شعبينا واريد ان استشيرك في بعض الامور لانك صاحب تجربة كبيرة وخبرة في التعامل مع الاجانب والدول الكبرى واطلب منك ان تبدي لي رايك بكل صراحة فاجابه مالك خوشابا انت تعرفني جيدا بانني لا اجامل على حساب مصلحة شعبي ولا على حساب شعب يريد ان ينال حقوقه وان ما جرى في الماضي من احداث بين الآثوريين والاكراد كان سببه الانكليز والعثمانيين اللذان استغلوا العواطف الدينية لتمرير مصالحهم مما ادى الى الحاق اكبر الخسائر بين شعبينا ونحن الآن بما اننا نتعايش في منطقة واحدة يجب ان نفوت الفرصة على كل من يريد الايقاع بيننا وبما اننا ضعفاء اتجاههم فعلينا ان نستخدم الحكمة في ادارة امورنا ولا نمنحهم الحجة لالحاق الضرر بنا فقال له ملا مصطفى نحن كشعب مهمشين ومغبونين ومحرومين من كثير من الحقوق ولذا جئت استشيرك في موضوع القيام بعمل عسكري من اجل الحصول على حقوقنا ;
فاجابه مالك خوشابا سوف اعطيك النصيحة التي سبق وان اعطيتها للمارشمعون والتي مع الاسف لم ياخذ بها والتي بسببها وصلنا الى ما نحن فيه ولكنني ساسالك بعض الاسئلة ارجو ان تجيبني عليها …
اولا : هل هنالك اتفاق بينك وبين الانكليز حول هذه الفكرة ؟
الجواب كان كلا
ثانيا : هل هنالك اتفاق بينك وبين تركيا ؟
الجواب كان كلا
ثالثا : هل هنالك اتفاق بينك وبين ايران لمساعدتك ؟
الجواب كان كلا
فقال مالك خوشابا ;
يا حضرة ملا مصطفى انت تعيش في برزان ونهر الزاب يمر من عندكم فهل سمعت من اجدادك ان نهر الزاب في يوم من الايام قد جف وانقطعت مياهه عن الجريان فاجابه كلا..
فقال مالك خوشابا; انا اشبه الدولة المدعومة من الانكليز والاتراك والايرانيين ومعترف بها من قبل كافة الدول ومسنودة من كل الدول العربية اشبهها لك بنهر الزاب الذي لا ينضب, فنحن العشائر مهما كانت قوتنا وشجاعتنا في القتال الا اننا نفتقر الى من يدعمنا بالسلاح والعتاد والسياسة وانت كما ترى بان الانكليز لا يضحون بمصالحهم من اجل احد وان بقاء واستمرارية الحكومة العراقية هي اهم جزء من مصالحهم وخاصة بعد اكتشاف النفط الذي اعتقد ان بريطانيا مستعدة ان تفعل كل شيء من اجل عدم تغيير الواقع الحالي ونصيحتي لك هي ان لا تستخدم ورقتك الضاغطة الاخيرة لانك في حال استخدامها وفشلك فسوف تفقد كل شيء ولكن من المستحسن ان تهدد بها ولا تستخدمها ويمكنك بهذه الطريقة ان تحصل على حقوقك بالتدريج…
فاجابه ملا مصطفى ولكن غالبية رؤساء العشائر يؤيدونني ..
فاجابه ملك خوشابا قائلا;
نعم اليوم يؤيدونك ولكن عندما ينشب القتال وتكثر القتلى وتلحق المآسي بالعوائل وتستغل الحكومة هذا الوضع الماساوي بضخ المال والوعود لهم فسوف ينقلبون ضدك ولكن ليكن معلوما لديك انني وكل الذي يتبعونني لن نوجه طلقة واحدة ضدكم ولكنني لا استطيع ان اضمن الليفي لانهم ياتمرون بامر الانكليز ….
وهكذا انتهت هذه المقابلة وقد تحققت كل توقعات مالك خوشابا بعد قيام الثورة وقد نفذ وعده بعدم الاشتراك في اي عمل عسكري ضد الثورة الكردية …..
وفي عام 1961 وقبل قيام الثورة الكردية حدثت صدامات مسلحة بين عشيرة التياريين في منطقة نهلة وعشيرة الزيباريين راح ضحيتها عدد من القتلى بين الطرفين وكان البادئين بالاعتداء هم الزيباريين وفي نفس الوقت كان هنالك عداء بين الزيباريين والبرزانيين حيث ان البرزانيين كانوا يتعاطفون مع التياريين لمواقفهم السابفة من الثورة الاولى…
وفي احد الايام تم استدعاء والدي يوسف مالك خوشابا من قبل وزير الداخلية آنذاك (العميد الركن احمد محمد يحيى) الذي كان صديقا مقربا له منذ ايام الكلية العسكرية فذهب يوسف مالك خوشابا الى بغداد الى وزارة الداخلية وفي عرفة سكرتير الوزير كان قد سبقه في الحضور كل من ملا مصطفى البرزاني ومحمود اغا الزيباري (علما ان محمود اغا الزيباري هو والد زوجة ملا مصطفى البرزاني ,,
وبعد التحية دخل السكرتير الى غرفة الوزير ثم خرج وقال للجميع ان السيد الوزير سوف يستقبلهم وبعد الدخول الى غرفة الوزير بدا الوزير الكلام محاولا اصلاح ذات البين بين ملا مصطفى ومحمود اغا ولكنه لم يفلح وحدثت مشادة كلامية بينهم وكان حضور يوسف مالك خوشابا قد تم بطلب من الملا مصطفى البرزاني ليكون شاهدا على اعتداءآت محود اغا وعشيرته وفي النهاية لم يتوصلا الى نتيجة ايجابية .
في عام 1963 وبعد الانقلاب الذي قاده حزب البعث جرى وقف لاطلاق النار بين الثورة الكردية والحكومة العراقية وجاء وفد من الثورة الكردية برئاسة جلال الطلباني وعضوية عكيد حجي شعبان واعتقد ولست متاكدا كان العضو ألآخر صالح اليوسفي وتم استضافتهم في فندق السندباد واثناء وجود الوفد اتصل (يوسف خيدو) زوج خالتي بيوسف مالك خوشابا قائلا..
بان احد ألآثوريين (لا اريد ذكر اسمه ) قد اتصل به وقال له بان الوفد الكردي يريد مقابلة يوسف مالك خوشابا وبما انه لا يعلم عنوان داره فانه يرجوه ان يبلغ عقيد يوسف ويتفق معه على موعد لزيارته في داره وبالفعل جاء الوفد ويرافقهم الاستاذ يوسف خيدو والشخص ألآخر وكنت آنذك في التاسعة عشر من عمري فاستقبلهم والدي بترحاب كبير وخاصة انه كانت تربطه بعكيد حجي شعبان علاقة صداقة قديمة وبدا جلال الطلباني الكلام قائلا لقد اوصانا الملا مصطفى البرزاني بان نطلب منك ومن السيد فؤاد عارف المشاركة في الوفد وبعد نقاش ايجابي طويل بين والدي الذي كان حذرا جدا في كلامه لعدم ارتياحه من ألآثوري الذي رافقهم من الفندق لمعرفة والدي المسبق بارتباط هذا الرجل بالامن فكان كل كلامه يدور حول العموميات والتاريخ ولكنه طلب من عكيد حجي شعبان ان يتبعه الى الغرفة الثانية لانه يريد تكليفه بقضية شخصية ولما انفرد بالمرحوم عكيد قال له كيف جلبتم هذا الشخص معه.. الا تعلمون بانه يعمل لصالح الامن؟
فاجابه اكيد نحن لا نعرفه ولكنني وجدته جالسا في غرفة ادارة الفندق ولما سمعني استفسر من صاحب الفندق عن كيفية تمكني من معرفة عنوانك تبرع هو قائلا انا استطيع ان احصل على عنوانه بسهولة عن طريق نسيبه الاستاذ يوسف خيدو ولم نكن نعلم اي شيء عنه فقال له والدي بعد ان تعودون الى الفندق وتكونون لوحدكم ارجو ان تخبر الاخ جلال الطلباني ان يخبر الاخ ملا مصطفى انني اعتذر لعدم مشاركتي في الوفد لانني اعلم جيدا بان الحكومة ليس لها نوايا صادقة وانما تحاول كسب الوقت حتى تتمكن من تثبيت حكمها وبما ان جماعتي اصبحوا بعد قيام الثورة غالبيتهم لاجئين في المدن فسوف يجري الانتقام منهم اذا شاركت في الوفد كذلك ارجو ان يخبره بانني ساوصي جماعتي الذين لا يزالون في قراهم بتقديم كل مساعدة يتمكنون من تقديمها لكم اضافة بانني لن اسمح ولن اشارك في اي عمل معادي لكم واتمنى لكم الموفقية ….. كان رد فعل الملا مصطفى البرزاني ايجابيا جدا عند سماعه هذا الكلام ولو بعد سنتين منه لان الوفد تم القاء القبض عليه من قبل السلطات ووضعه في سجن الحلة وبعد هذه الحادثة توقع والدي بان مصيبة ستلحق بنا حيث ان الحرس القومي كانوا يحكمون بالحديد والنار ولا يضعون اي اعتبار لمنزلة كائن من كان وبسرعة تمكنا من الحصول على جوازات سفر واستقلينا سيارتنا الخاصة وتوجهنا الى لبنان ثم التحق بوالدي الاستاذ يوسف خيدو … بقينا في لبنان حتى موعد بدء السنة الدراسية مما اضطرنا الى العودة الى العراق بسيارتنا ليقودها سائق لبناني لقاء ثمن اما والدي وزوج خالتي يوسف خيدو فقد بقوا منتظرين تبدل الاوضاع وفي تلك الاثناء اتصل الملحق العسكري العراقي في لبنان بوالدي طالبا منه الحضور الى السفارة العراقية للاطلاع على الكتاب الصادر من رئاسة اركان الجيش حول اعادة والدي الى الخدمة برتبة عميد التي كان يستحقها وموقع الكتاب من قبل الفريق طاهر يحي التكريتي رئيس اركان الجيش والحاكم العسكري العام ..
فاطمان والدي حين شاهد توقيع طاهر يحيى لثقته به حيث سبق ان عمل بامرة والدي كآمر رعيل في سريته واستمرت علاقتهما بعد ذلك خاصة في الفترة التي احيل فيها طاهر يحيى على التقاعد وصادف ان التقى مع عبدالرحمن محمد عارف بمعية طاهر يحي عدة مرات والذي كان قد اخرج من الجيش ايضا لاسباب سياسية ولهذه العلاقة التي كانت تربطه واياهم كمسؤولين عاد والدي الى العراق..
وفي اليوم الثاني من عودته ذهب الى وزارة الدفاع وقابل رئيس اركان الجيش طاهر يحي واعتذر عن عدم تمكنه من العودة الى الخدمة متحججا بالمرض فاخرج طاهر يحيى من الدرج تقريرا كان قد كتبه الشخص ألآثوري الذي رافق الوفد حيث لفق فيه شتى التهم على والدي وعلى يوسف خيدو وبما ان الحسم كله كان بيد طاهر يحي باعتباره رئيس اركان الجيش والحاكم العسكري العام فقد قام بالقاء التقرير في سلة المهملات ….
التكملة في الجزء المقبل ……
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية ,تاريخ ,لغة وغير ملزم ما يسمى بكردستان.. .ولأهمية هذه الاحداث التاريخية والوثائق..لذا أعيد نشرها مع التقدير.