بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
نكبة 1933:اسبابها..سير عملياتها ونتائجها / تحركات ياقو مالك اسماعيل المسلحة قبل حركة 1933 / الجزء الثالث
31 / 05 / 2013
http://nala4u.com
من هو ياقو مالك اسماعيل ؟
هو الابن الاصغر لمالك اسماعيل رئيس عشيرة تياري العليا . كانت نشاته عادية فلم يدخل اي مدرسة خاصة في صغره ولم يتلقى اي تعليم عالي في كبره ولم يتميز بمواهب خاصة ولم يتحمل اي مسؤلية خلال مسيرة الشعب ألآثوري الكبرى من هكاري الى بعقوبة ولم يعرف بين ألآثوريين الا بعد تطوعه في الليفي وبعد لجوئه الى سوريا عام 1933 عاد عام 1941 بعد حركة مايس للخدمة ثانية في قوات الليفي تلبية لدعوة الانكليز .
لقد كان لمالك اسماعيل اربعة اولاد وهم دنخا وشليمون ودانيال وياقو وثلاثة بنات وقد تزوج شليمون من السيدة (روميه – Romeh) اخت سرمة خانم وعمة المار شمعون وتزوج دانيال من السيدة (بته – Battah ) وهي خالة المارشمعون وشقيقة الماريوسف خنانيشو . وبحكم مصاهرة اولاد مالك اسماعيل مع عائلة البطريرك لذا نرى ان ثلاثة من اولاد مالك اسماعيل تسلموا مناصب قيادية في الليفي .
وقد تقدم العمر بمالك اسماعيل ولم يعد قادرا على الحركة فاستقال ياقومن الليفي بامر من المارشمعون ليتولى قيادة اتباعه فترك الخدمة في الفوج الثاني المعسكر في قرية ديانا بقضاء راوندوز في شهر كانون الثاني سنة 1933 وجاء الى لواء الموصل وسكن قرية سميل في قضاء دهوك حيث ضمه الى داره السيد اوديشو ناثان البازي والذي كان قد عينه المارشمعون ضابطا في الليفي . وكان ألآثوريون الساكنين في قرية سميل خليطا من مختلف العشائر ألآثورية الا انه كان اكثريتهم من عشيرة باز واقلية من عشيرة تياري العليا اذ ان غالبية هذه العشيرة كانت تسكن في القرى الواقعة على الطريق العام بين دهوك والعمادية . فاتخذ ياقو من سميل مقرا لسكناه لوقوعها في مركز سكن ألآثوريين ولوقوعها قرب الحدود السورية التي كانوا قد خططوا للنزوح اليها في حالة فشل قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون من الحصول على السلطة الزمنية التي كان يطالب بها
قام ملك ياقو بالتجول في القرى ألآثورية المنتشرة في الاقضية والنواحي الشمالية الموالية لقداسة البطريرك لتحريض ألآثوريين على عدم قبول مشروع الاسكان ما لم يكن مقرونا بموافقة المارشمعون وكان يعرض عليهم آمالا براقة لرفع معنوياتهم وعدم القبول بمشروع الاسكان ثم عمد الى التجوال في المنطقة الشمالية على راس جماعات مسلحة من اتباعه معتقدا بان عمله هذا سيؤثر على الحكومة وعلى ألآثوريين الرافضين لآرائه والموافقين على مشروع الاسكان .
فجاء مرة الى قضاء دهوك لمقابلة القائمقام (مكي بك الشربتي) ومعه عدد من المسلحين ولما علم القائمقام بذلك رفض مقابلته كما رفض الميجر تومسن خبير الاسكان مقابلته ايضا في المرة الثانية لمجيئه الى دهوك برفقة المسلحين وفي المرة الثالثة جاء على راس مائة مسلح من اتباعه ورابط على طريق العمادية بينما كان مالك خوشابا ومالك زيا شمزدين ومالك جكو من (تياري العليا زوج شقيقة مالك ياقو ووالد الشهيد البطل هرمز مالك جكو ) فبينما كانوا متهيئين للسفر الى العمادية بسيارتين طلب القائمقام من مالك خوشابا تاجيل سفرهم تجنبا لتعرض ملك ياقو وجماعته لهم في الطريق الا ان مالك خوشابا رفض ذلك قائلا انه لا يخشى امثال هؤلاء واصر على السفر فاضطر القائمقام على ارسال سيارتين مسلحتين لمرافقتهم وعند وصول ركب مالك خوشابا الى موقع تجمع ملك ياقو وانصاره انسحب ملك ياقو وجماعته الى التلال والاحراش بعيدا عن الطريق فاكمل ركب مالك خوشابا مسيره حتى وصل العمادية ولما علم رؤساء عشيرة تياري السفلى بهذا النبا تحشد رجالهم المسلحون في قضاء العمادية وارادوا شن هجوم على مالك ياقو واتباعه ولكن مالك خوشابا منعهم من ذلك تاركا الامر الى القانون والسلطات الحكومية وعليه ارسل المجتمعون في العمادية البرقية التالية :
(علما ان عشيرة تياري السفلى كانت تشكل اكثر من نصف العشائر ألآثورية)
نص البرقية التي ارسلها رؤساء عشيرة تياري السفلى ؛
نحن الموقعون ادناه نبدي اسفنا الشديد تجاه العمل الذي قام بهي ياقو مالك اسماعيل الذي احضر مائة شخص مسلح على طريق العمادية للتصدي لركب مالك خوشابا ومالك زيا شمزدين ومالك جكو بقصد قتلهم مما يجعلنا ان نعتبر هؤلاء الملوك الثلاثة في حكم المقتولين ومع استعدادنا التام لاخذ الثار حالا لا نروم القيام بما هو مخالف لقوانين الحكومة لذا نخبر الحكومة باتخاذ اجرءآت رادعة بحق ياقو المتجاسر والا فاننا على اهبة الاستعداد لاخذ ثارنا بايدينا راجين الحكومة عدم مؤاخذتنا على ذلك بعد ألآن …….
التواقيع :
ماريوألاها رئيس ابرشية برواري بالا
ملك خوشابا
مالك زيا
مالك جكو
القس اوديشو
الرئيس جاوشينو
الرئيس صليو اسحاق
الرئيس خوشابا
الرئيس شليمون
الرئيس يوخنا
على اثر ذلك طلب قائمقام دهوك من السيد ياقو الحضور الى مركز القضاء ليشرح له ما وقع من احداث في 19 حزيران وكذلك زار الميجر سركون الانكليزي ضابط تفتيش شرطة لواء الموصل مخفر شرطة قرية كوركفان وارسل خبرا الى ياقو الذي كان متخفيا في تلك الجبال بلزوم الامتثال الى اوامر القائمقام .
الا ان السيد ياقو اجاب بانه لا يمتثل الا لاوامر المارشمعون فقط فاستمر في اعماله معتقدا بانه سيجبر الحكومة على التنازل لامرمارشمعون مما ادى الى ان تتخذ الحكومة الاجراءات الكفيلة بحفظ كرامتها وهيبتها لمنع توسع تلك الاعمال المخلة بالامن العام فرسلت قوة عسكرية الى قرية بادي وضاعفت قوة مخافر الشرطة الى ان ينجلي موقف المار شمعون وانصاره …..
وثيقة رقم (45) صورة كتاب مفتش اداري لواء الموصل المرقم س/200 والمؤرخ 21/6/1933 :
فيما يلي مجمل موجز عن الحوادث التي وقعت في 19 حزيران وملاحظاتي عنها;
ان هذه المذكرة يجب ان تقرا معطوفة على برقية المتصرف وكتابه المرقم س/155 والمؤرخ في 19 حزيران المعنون الى وزارة الداخلية الذي ارفقت به صورة تقرير قائمقام دهوك رقم /س/81 :
1 : تدل الاخبار على ان ياقو بن مالك اسماعيل بعد مقابلته لقائمقام دهوك لم يرجع الى سميل لكنه ذهب الى باكيري منتصف الطريق بين دهوك وسوارتوكا ويقال انه اصطحب معه عددا من الرجال يبلغ الثلاثون .
2 : كانت الاشاعات دائرة قبل بضعة ايام بان هنالك محاولة للأعتداء على حياة مالك خوشابا .
3 : ففي 19 حزيران اخبر القائمقام مالك خوشابا الذي كان في دهوك بان لديه معلومات تقول بان ياقو وجمعا من رجاله ينتظرونه في الطريق ولكن مالك خوشابا ابدى عدم خوفه من ذلك وعزم على الرحيل وكان معه مالك خيو من عشيرة الآشوتي ومالك زيا شمزدين من عشيرة تياري السفلى . ولما لم يفلح القائمقام من اقناع مالك خوشابا قرر ارسال خفر من الشرطة مؤلفة من سيارتين مسلحتين وقد غادروا دهوك الساعة 11 زوالية ويقال ان مالك خوشابا لم يكن مسلحا .
4 : وفي الساعة 1/45 مساء وردت الى المتصرف اشارة تلفونية من العمادية وسوارتوكا مفادها :
ا: ان السيارتين المسلحتين لم تصلا الى سوارتوكا التي لا تبعد عن دهوك سوى ساعة وننصف بالسيارة .
ب : ان احد افراد شرطة كوركفان وصل ألآن الى سوارتوكا فافاد بانه راى في طريقه ياقو مع 300 مسلح . وكان الاثر الذي تركته هذه الاشارة التلفونية في النفوس هو ان مالك خوشابا وسيارتي الشرطة قد اوقفوا من قبل اتباع ياقو المذكور . وعلى ذلك طلب المتصرف مدير الشرطة على الفور وامره بارسال نجدات الشرطة الى دهوك . وكذلك دعا المتصرف امر الجيش العراقي وبين له الوضعية فاصدر الاخير اوامره الى الجيش بان يكونوا على حذر .
ولكن في الساعة 15 /2 مساء وردت اشارة تلفونية من سوارتوكا تبين وصول السيارات وتؤكد في الوقت نفسه بان مع ياقو عددا من الرجال المسلحين يربو على 300 ومع ذلك فان ياقو لم يتعرض للسيارات ذلك لان مفوض الشرطة تكلم وساله ماذا يعمل ؟
فاجابه ياقو بانه يقوم بزيارة بعض الاصدقاء اذ ذاك اشار اليه المفوض بلزوم تفريق اتباعه ففعل ذلك ياقو . ولما مر المستر كولفن مهندس الري والذي كان عائدا من دشتازي حوالي الساعة 30 /2 مساء لم يرى تجمع هؤلاء .
5 : وكان في دهوك في الوقت نفسه بعض الهيجان من جراء القاء القبض على احد ألآثوريين المدعو وردة يونادم بتهمة تفوهه بكلمات تهديدية الى مالك جكو عضو لجنة اسكان ألآثوريين الاسنشارية وكذلك وجهت تهمة اخرى الى آثوري آخر ولكنه كان قد ذهب مع ياقو ………..
لمتابعة الجزء الأول والجزء الثاني; انقر على الرابطين ادناه
تنويه (nala4u); لأهمية هذه الاحداث التاريخية والوثائق..لذا أعيد نشرها مع التقدير.