بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
محطات دموية في تاريخ العائلة المارشمعونية
25 / 07 / 2013
http://nala4u.com
قبل البدء بمعاودة الكتابة اعتذر من القراء الاعزاء على هذا الانقطاع الذي كان سببه وفات شقيقتي الصغرى بعد معانات من مرض عضال واصابتي بوعكة صحية منعتني من الاستمرار في الكتابة لفترة قصيرة وانا عند عهدي لقراء التاريخ ومتابعيه الباحثين عن التاريخ الحقيقي لشخصيات ورموز هذه الامة والاحداث التي تقررفيها مصيرها …..
لقد كثر الكلام والكتابة عن التوريث في العائلة البطريركية والذي كان يصب في خانة التفنن في ايجاد التبريرات للوراثة البطريركية حالها حال التبريرات الاخرى للاخطاء القاتلة التي ارتكبتها هذه العائلة والتي لم يسلم من دمويتها حتى ابناء عمومتها حيث بدات عهدها بالدماء وانهته بالدماء وان من يطالع كتاب (تاريخ بطاركة البيت الابوي ) لمؤلفه المطران ايليا ابونا ونرجمة بنيامين حداد سيجد ان التشبث بالظروف القاهرة كتبرير لارساء التوريث ما هي الا حجة غير حقيقية والحقيقة كما ترويه الاحداث هو الاستماتة في الحفاض على الكرسي البطريركي داخل العائلة الواحدة
المحطة الاولى :
جريمة قتل وقعت في البيت المارشمعوني (ابونا) في القوش (في عهد البطريرك ايليا الثامن حيث كان قد نذر اثنان لولاية العهد البطريركي بموجب التقليد .
الاول ايشو عياب بن دنخا والاخر حنا ايشوع بن ابراهيم شقيق دنخا وكان دنخا وابراهيم اخوين للبطريرك ايليا الثامن . ولكون ايشو عياب بن دنخا ابن الاخ الاكبر لذا كانت الخلافة البطريركية من حقه الا انه لم يكن متعلما بما فيه الكفاية مثل حنا ايشوع بن ابراهيم والجماعة كلها رشحت حنا ايشوع للبطريركية ورفضت ايشو عياب رغم احقيته فغضب والده دنخا لدى رفض ابنه ايشو عياب وفي احد الايام عمد الى قتل حنا ايشوع ابن اخيه اثناء الصلاة في الكنيسة وهرب مع عائلته الى اورميا في بلاد العجم ومن ثم نقل كرسيه الى قوجانس سنة( 1621 م) وهكذا تاسست هذه الكنيسة التي اصبح اول بطريرك عليها ابشو عياب ابن دنخا الذي قتل ابن اخيه في الكنيسة اثناء الصلاة فهل يمكن لاي صاحب ضمير حي يؤمن بالمسيحية ان ينسى او يتناسة هذه الجريمة ؟؟؟
المحطة الثانبة ؛
مقتل نمرود وابنائه واقربائه :
في 19 ايار سنة 1915 قتل نمرود وابنه شليطا وابن اخته يوناثان وستة من اولاد اخوته في قرية قوجانس على يد زمرة من عشائر تخوما وباز وديز وبايعاز من البطريرك مار بنيامين وبتحريض من سرمة خانم ولقد كان مار شمعون بنيامين قد غادر قوجانس الى ديز حيث اوعز من هناك الى اربعين رجلا من العشائر المذكورة وبقيادة نفر من الذين يعتمد عليهم في تنفيذ اوامره الخاصة بالذهاب الى قوجانس وقتل جميع الذكور من عائلة ال نمرود اولاد عمومته بحجة ان نمرود رفض الانصياع الى اوامره بمعاداة الدولة العثمانية ولم يترك قريته قوجانس رافعا العلم التركي على داره كمواطن تركي .
ويعتقد انه اراد القضاء على نمرود قبل ان تنتشر افكاره تلك بين العشائر الاثورية فتبقى على ولاءها للحكومة . في الوقت الذي كانت رسالة المارشمعون بنيامين الى الروس قد ضبطت من قبل الاتراك مما يجعله يتحمل المسؤلية لوحده امام الدولة العثمانية من جهة ويخفق امام اصدقائه الروس والانكلبز اذا لم ينجح في تنفيذ تعهده في تحريض الاثوريين على الوقوف ضد الدولة التركية من جهة اخرى . فتحرك هؤلاء الاشخاص من ديزالى قوجانس وعند وصولهم الى دار نمرود قالوا له بانهم جاءوا لياخذوهم الى عشيرة ديز لمصالحتهم مع ابن عمه المار شمعون بنيامين . فاجاب نمرود الذي كان مريضا وطريح الفراش بانه سيلبي طلبهم بكل ترحاب وامر باعداد الطعام والفراش لهم حتى اليوم التالي لكي يتسنى لافراد عائلته تهيئة انفسهم للسفر . وفي اليوم الثاني طلب هؤلاء الرجال الاجتماع بال نمرود في دار المار شمعون المتروكة قبل مغادرتهم قوجانس . وعند دخولهم تلك الدار القي القبض عليهم وشدت ايديهم وارجلهم بالحبال وجرى تعذيبهم بوحشية .
فقال لهم ال نمرود ؛
(اذا كان هذا هو شكل المصالحة التي تنوون اجراءها نسترحمكم ان تسمحوا لنا بثلاثة دقائق فقط لنؤدي فيها صلاتنا الاخيرة ) ؟
الا ان هؤلاء الرجال القساة فتحوا نيران بنادقهم على اولئك الشبان المغلوبين على امرهم واردوهم قتلى يتخبطون في دمائهم في نفس الغرفة التي كان المار شمعون يجلس فيها سابقا . ثم عادوا الى دار نمرود وقتلوه في فراشه كما قتلوا يوناثان ابن شقيقته على السلم اثناء نزوله من الطابق الثاني بسبب سماعه صوت البنادق . وبعد ذلك ربطوا كل شخصين من الباقين معا بالحبال بحجة اخذهم الى عشيرة ديز بما فيهم شليطا ابن نمرود الذي كان شابا وسيما وقويا ومثقفا . وفي الطريق اطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعا ما عدا شليطا الذي تمكن من الهروب والاختفاء خلف شجرة في الغابة بعد اصابته بجرح بليغ في معدته . كان شليطا يضمد جرحه بقطع من ثيابه وهو يسير في الليل حتى وصل قرية ترفونس حيث كانت تسكنها خالته المسماة (نابط) التي سهرت عليه وحاولت اسعافه دون جدوى حيث توفي متاثرا بجراحه .وكذلك مات 28 شخصا من افراد تلك العائلة المنكوبة من النساء والاطفال من جراء الجوع والبرد وعدم وجود من يقدم العون لهم خوفا من انهم قد يلاقون نفس المصير . وكان ضمن من هلكوا المطران مار اوراهم ابن اخ نمرود والذي كان المرشح الاول ليكون بطريركا بدلا من المار شمعون بنيامين الا ان عائلة بنيامين (اسم العائلة وليس اسم قداسة البطريرك) كانت اقوى نفوذا من عائلة نمرود التي كان لها الحق الشرعي في الحصول على البطريركية حسب عرف العشائر الاثورية لذا استحوذت عائلة بنيامين على هذا الكرسي لنفسها . فمات المطران ماراوراهم جوعا وعطشا حيث كان يصرخ ويطلب كاسا من اللبن مقابل ختمه الديني الذهبي الذي كان يقدر ب 14 ليرة تركية . الا ان احدا لم يجرؤ على مساعدته بالرغم من مرضه فمات في قرية مار اوراها على نهر الزاب وهكذا كانت نهاية هذه العائلة المنكوبة . وبعد خمسة ايام من مقتل نمرود وافراد عائلته جاء الى قوجانس المارشمعون بنيامين ومعه ثلة من جنود قوزاق الروس وعدد من اتباعه فاخذوا يطلقون رصاص الفرح في الهواء ابتهاجا في الوقت الذي كانت جثث اولئك المنكوبين من افراد عائلة نمرود منتشرة في اروقة قوجانس تنهش بها الطيور الضواري .
انتهزت امراة من ال نمرود بقيت على قيد الحياة هذه الفرصة فاخذت تهاجم المارشمعون وتشتمه بغية استفزازه ليامر بقتلها لانها فضلت الموت على الحياة بعد مشاهدتها لتلك الجريمة البشعة التي ارتكبت على مراى منها …..
لقد ذكر المغفور له مالك لوكو شليمون اسماء القتلة وانتمائهم العشائري واسماء ضحاياهم في مذكراته التي صدرت في شيكاغو بفضل الجهد الجبار لابنه المهندس مالك يونان بن مالك لوكو الذي ترجمه الى اللغة الانكليزية بعد جهد كبير بعنوان ; Assyrian struggle for national survival
وانني اعتذر عن نشرها لحساسية الموضوع ….
الاسباب التي ادت الى ارتكاب هذه الجريمة يمكن تلخيصها فيما يلي :
1 / للتخلص من المنافسين على الكرسي البطريركي
2 / لازاحة المعارضين لسياسة اقحام الاثوريين في الحرب العظمى الاولى قبل ان تسري فكرة الرفض بين العشائر وهتاك العديد من شهود عيان منهم عزيز اغا البازي الذين حضروا ارتكاب المجزرة ولكنهم رفضوا الاشتراك فيها .
وقالوا :
ان الامر الصادر اليهم كان يقضي بابادة رجال هذه العائلة . ويؤكد ذلك التقرير السري البريطاني عن الحادث الصادر في حينه .
تنويه (nala4u); لأهمية هذه الاحداث التاريخية..لذا أعيد نشرها مع التقدير.