حتى لاننسى : كيف تم قتل مقاتلي وادي ليزان واشيثا على الطريقة الانكليزية ؟

بقلم اللواء بولص يوسف مالك خوشابا
حتى لاننسى : كيف تم قتل مقاتلي وادي ليزان واشيثا على الطريقة الانكليزية ؟

15 / 02 / 2013
http://nala4u.com

مالك خوشابا مالك يوسف

في الايام الاولى من وصول الاثوريين الى همدان بعد تلك الرحلة المروعة القاسية وهم في حالة ضعف ومرض وتعب شديد . فالعوائل لم تلم شملها بعد ولم تعلم شيئا عن افرادها الغائبين والقسم الاعظم منها لم تنشف دموعها بعد على فقدان اعزائها في الطريق والذين اصبحوا طعاما للحيوانات والطيور . فوجئوا باوامر من الانكليز بواسطة مار شمعون بولص وسرمة خانم بوجوب التحاق كل شخص فورا بالقوة التي تشكلت تحت ادارة الانكليز وبقيادة داود شقيق المار شمعون . فامتنع ابناء عشائر تياري السفلى الموالية لمالك خوشابا عن اطاعة الاوامر في الوقت الذي كان مالك خوشابا لا يزال غائبا وكان مصيره ومصير رفاقه مجهولا . وبينما كانت عوائل هذه العشائر نائمة احيطت بجنود من الهنود والانكليز وعندما استيقضت من النوم صباحا كانت الرشاشات مصوبة نحوها وعلت اصوات الانذار طالبة منها تسليم اسلحتها والا سيكون مصيرها الموت.

البطريرك مار شمعون بولص

وهكذا تم تجريد تلك الفئة من سلاحها بهذه الطريقة الدنيئة بين عشية وضحاها بعد ان عجزت القوات التركية والايرانية والكردية من القيام بذلك بالرغم من التضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل الدفاع عن حياتهم وكرامتهم وكان هؤلاء البسطاء يعتقدون بان حياتهم وكرامتهم ستكونان في مامن من الخطر بعد دخولهم تحت حماية الانكليز . لقد خرجوا من اورميا متوجهين الى همدان ما يقارب السبعين الف ولقد لحقت بهم خسائر بشرية كبيرة بحيث لم يصل الى همدان سالمين سوى خمسون الف ومع كل هذه الخسائر الفادحة التي لحقت بهم لم يتحرك ضمير الانكليز لينصف هذا الشعب الذي قدم اكثر من نصف تعداده من اجل ان ينتصر الحلفاء لكي يتمكن من العيش بكرامة وحرية على ارض ابائه واجداده ولكنه بدلا من ذلك وجد نفسه بين فكي مفترس اشرس من الاتراك والايرانيين الا وهم الانكليز الذين تفننوا في خداع قيادات هذا الشعب المسكين ليصبح مرة اخرى ضحية لمصالح الاجنبي من خلال اصدقائه

داود شقيق المار شمعون بولص

1: يذكر كورش شليمون : اقتبس :
انه بعد يومين من وصولنا الى همدان في اب 1918 جاء الجنود الانكليزوباشروا بجمع الرجال واعتقال الاخرين ونقل من قبل الالتحاق بالليفي الى موقع افشينة جنوب همدان لتدريبهم على النظام العسكري من قبل العسكريين البريطانيين وكان اغا بطرس هناك معهم بينما جرى في هذه الاثناء نقل العوائل على شكل دفعات الى مخيم بعقوبة في حين افرز المعترضين على الانضمام الى الليفي لسوقهم الى موقع العمل تحت صخرة بهستون وبعد ان امضينا ثلاثة اشهر في التدريب في افشينة تقرر نقلنا الى مخيم بعقوبة في العراق وفي الطريق عندما وصلنا الى كرمنشاه عثرت على اهلي بين الجموع الاشورية الكبيرة تحت بهستون : انتهى الاقتباس ..

سرمة خانم بيث مار شمعون


بمعنى ان هذه الجموع كانت تعمل تحت صخرة بهستون منذ ثلاثة اشهر خلت وانها استمرت بالعمل هناك بعد ان غادر الليفي تلك المنطقة .
ماذا جرى تحت صخرة بهستون ؟
ان بهستون جبل صخري منتصب عموديا في ارض قاحلة (انا شخصيا شاهدته اثناء عودتي من الاسر) حيث قيدت المعارضين للخدمة في الليفي الى هذه الصخرة واجبروا تحت التهديد بالقتل والضرب وانواع التعذيب الاخرى والحرمان من الطعام والماء والنوم على القيام باشغال شاقة مضنية لساعات النهار واطراف الليل في تسوية الارض وكسر الصخور وحمل الاحجار والقضبان الحديدية لسكةالقطار بقصد انهاكهم وايقاع الاذى بهم والتخلص منهم حتى يكونوا عبرة لكل من يفكر بالتمرد على الانكليز .
وتقول المصادر المطلعة بانه كان يتوفى يوميا منهم بالعشرات وكانوا يدفنون الموتى تحت صخرة بهستون بدون ان يبلغوا عوائلهم بذلك وكانت عوائلهم التي استقرت في مخيم بعقوبة لا تعلم اي شيء عن مصير ابنائها ولقد بلغ عدد المتوفين منهم خلال الثلاثة اشهر 750 من خيرة رجال وادي ليزان واشيثا ومثلهم من القبائل الاخرى ليصبح الجموع ما يقرب ألف وخمسمائة رجل ولو قارنا هذا العدد باعداد القتلى التي كان يقدمها هذا الشعب الشجاع في معاركه التي كان يخوضها مع الاتراك والايرانيين لوجدنا الفرق الهائل حيث لم يخسر في اكبر المعارك التي خاضها مع فيالق وفرق نظامية تركية وايرانية بنسبة مائة مقاتل لكل معركة وهذه خسارة كبيرة لشعب كان يعوض دائما التفوق العددي للعدو بالتفوق النوعي لمقاتليه ولم يتم انهاء هذه المأسات الا الا بعد وصول مالك خوشابا الى همدان واعتراضه الشديد على هذا العمل وكذلك قام ابناء اثوريي اورميا الذين فضلوا البقاء في ايران بالاتصال بقنصليات دول الحلفاء وابلاغهم بما يجري مما ولد ضغطا كبيرة على الحكومة البريطانية فقامت بترحيل المتبقين منهم الى مخيم بعقوبة …….
المصادر :
1 : نينوس نيراري ( اغا بطرس سنحاريب القرن العشرين )
2: يوسف ملك خوشابا ( حقيقة الاحداث الاثورية المعاصرة )
3 : تيودورس بيت مار شمعون ( تاريخ الوراثة المارشمعونية )
4: كورش ياقو شليمون ( تاريخ الاثوريين في القرن العشرين )
5 : اوديشو ملكو كوركيس اشيثا ( سفر اشيثا )
6 : قسطنطين بر متي ( الاشوريين والمسألة الاشورية )
7 : هرمز م ابونا ( الاشوريون بعد سقوط نينوى ) المجلد السادس
8 : المذكرة البريطانية عن شؤون اللاجئين في مخيم بعقوبة والتي كتبها ا ج ل جارج ورفعها ا ت ولسون الى وزير الدولة لشؤون الهند
واخيرا اقدم خالص شكري وتقديري للاخ الدكتور ايوب بطرس للجهد الذي بذله في تتبع هذا الحدث المهم باقتفائه المصادر ومن يريد التعرف على تفاصيل اكثر عليه قراءة الكراس الذي نشره الدكتور ايوب ووزعه مجانا رحمة بارواح الذين استشهدوا بايادي اصدقائنا ( الموت تحت صخرة بهستون ) …..

للمزيد; انقر على الرابط ادناه

تنويه (nala4u); لأهمية هذه المادة..لذا أعيد نشرها مع التقدير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.