بقلم سليمان يوسف
إضاءة على تاريخ مدينة ( القامشلي) السورية
08 / 06 / 2020
http://nala4u.com
القامشلي، أو (زالين) كما يسميها السريان الآشوريين، تعني نبتة (القصب) التي كانت تنمو بكثرة على نهر الجغجغ الذي يقطع المدينة من الشمال الى الجنوب. القامشلي تعد (العاصمة الثقافية) للسريان الآشوريين لما تحتضنه من مدارس خاصة بالكنائس تعلم اللغة السريانية وكذلك فيها العديد من الأندية والجمعيات الثقافية والفنية الخاصة بالفن والتراث السرياني الآشوري التابعة للكنائس والمسموح بها في إطار هامش الحريات الدينية في سوريا.. سجلات (دائرة النفوس) القامشلي لعام 1942 وعددها 7 سجلات، صنفت بحسب الطوائف والملل. ثلاث منها خاصة بالسريان واثنان للأرمن وواحد لليهود ( 180 عائلة يهودية) وسجل واحد لبقية الطوائف والملل ( آشوريين ، أكراد، مردليية و محلمية) . السريان، بعد أن خسروا مدينتهم التاريخية (نصيبين) بضمها الى تركيا، أسسوا مدينة القامشلي،قبالة نصيبين ، بالمشاركة مع الأرمن واليهود، كانوا(السريان) المكون الأكبر في مدينة القامشلي حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي. بمعنى هوية القامشلي كانت ذات هوية (سريانية – ارمنية) مسيحية وبامتياز. وجود الأحياء (السريانية والارمنية ) في قلب القامشلي ، تشرح للزائر تاريخ وهوية القامشلي. (وضع القامشلي ينسحب على معظم مدن وبلدات محافظة الحسكة بما فيها مدينة الحسكة) . جراء التغيير الديمغرافي، في ثمانينات القرن الماضي بدأت الكفة تميل تدريجياً لصالح العنصر الكردي في مدينة القامشلي.. لكن مع تفجر الحرب السورية الراهنة، وما سببته من هجرة سريانية آشورية وارمنية وكردية ، قابلها هجرة عربية من الريف القامشلي، بدأت الكفة تميل للعنصر العربي، حتى باتت مدينة القامشلي اليوم ذات غالبية عربية .
ثمة صراع خفي بين مختلف مكونات المدينة على هوية القامشلي . لهذا الصراع أوجه وأشكال متعددة ,يخشى أن يأخذا الصراع على هوية القامشلي ، مناح واتجاهات خطيرة مهددة للسلم الأهلي والمجتمعي في القامشلي وعموم محافظة الحسكة. (الصورة المرفقة هي لكنيسة بابل للكلدان في القامشلي، بنيت على شكل بوابة عشتار).
تنويه (nala4u) ; الموقع يتبنى التسمية الاشورية كقومية وتاريخ ولغة .
