بقلم غسان يونان
رد على الأستاذ حسن الخلف – كاتب عراقي
(نير آشـور – حسن الخلف)، رأي/ ٢٠٢٠/٦/٥
07 / 06 / 2020
http://nala4u.com
لقد وصلني رابط المقال من صديق عزيز، وبصراحة لم أَكن في وارد الرد بدايةً لأن كاتب المقال ذكرَ أشياء قليلة وحوّر أُخـرى وتغافل عمداً عن نواحٍ في غاية الأهمية وهذا غير منطقي، لا بل نابع من رؤية الأحداث بعينٍ واحدة.
إن سرد التاريخ كما هو، وليس كما يتمناه أو يراه المرء (كما هو وارد الآن على لسان السيد الخلف) لا يفيد القارئ بشيء وبالتالي يفقد المصداقية والقيمة الحقيقية لمجمل الأحداث وبالتالي تجنٍ على التـاريـخ بكل ما للكلمة من معنى، وعليه سأوجز ردي هـذا آملًا من جريدة الأخبـار نشره وفي نفس الصفحة المنشور فيها هذا المقال (نير آشـور) لتبيان الحقيقة أو أقلّه إفساح المجال للرأي الآخر.
أُقيمت الإمبراطورية الآشـوريـة في بلاد مابين النهرين (العراق حاليًا) ومن ملوكها العظام؛ آشـوربانيبال وأسرحدون (والد آشـور بانيبال) وسنحاريب وسرگون الثاني وغيرهم من الملوك العظـام.
كانت الكتابة المسمارية كتابتهم وأهم مخطوطاتها “ملحمةجلجامش” التي ورد فيها الطوفان للمرة الأولى وتناقلته بعدها الأديان الإبراهيمية من دون تغيير (وهذا ليس بموضوعنا ولا أريد الغوص فيه الآن)، وتوصّل الآشوريون إلى نظام العد الحسابي السومري وعرفوا الكسور والمربع والمكعب والجذر التربيعي بالإضافة إلى تقدمهم في علم الفلك وحساب محيط الكواكب وكان لهم تقويمهم القمري بالإضافة إلى باقي الاختراعات (وهذا مجال نستطيع الغوص فيه لاحقاً).
وعلى سبيل المثال، كانت مكتبة آشوربانيبال من أشـهر المكتبات في العالم، مكتبة القصر الآشوري، ومن الثابت أن الملك آشور بانيبال قد جمع في هذه المكتبة كل ما وجده في القصور الملكية لأجداده من الملوك السابقين وأضاف إليها كل ما استطاع جمعه في عصره وحفظ فيها آلاف الألواح الطينية التي تمثل تراث حضارات ما بين النهرين في جميع فروع المعرفة وكانت المكتبة مفهرسة ومنظمة بصورة جيدة.
أمًا وأن يحاول البعض تزوير الحقائق ووضعها في سياق بعيد كل البعد عن الزمان والمكان الذين حصلت فيها تلك الأحداث كما وأن يربط حكاية “الأنوناكي” التي حصلت (كما هي مذكورة في كتاب زكريا سيتشن) منذ أكثر من أربعمائة ألف سنة قبل تأسيس الحضارة الآشـوريـة التي لا يتجاوز عمرها الآن الثلاثة آلاف سنة قبل الميلا، فإن ذلك غير منطقي.
أما قول الكاتب، من المؤكد بالنسبة لي وثلة من صحبي، أني إن عشت في تلك العهود فسأعتصم بقمم الجبال أو أرحل إلى دلمون أو بعيداً إلى قرطاج، حتى لا أُساق إلى الخضوع والسخرة والعمل المضني، فأنا لست على ملة آشور، ولم أعاهد رباً ولا ملكاً على شيء.
أقول لك وبكل مودة واحترام، نحن نفتخر بآشوريتنا وياليتنا عشنا في ذلك الزمن حيث العلم والثقافة والتطور بعيداً عن المصالح الشخصية كما وليس في زمـنٍ تسوده شريعة الغاب، ذات رياح داعشـية وفي ظل أنظمة فاسدة قمعية دكتاتورية لا قيمة للإنسان لديها. بينما وفي ظل الإمبراطورية الآشـوريـة كما ذكرت حرفيًا يا أستاذ الخلف: …لكن مع كلّ ما تقدم، ترى كارين رادنر أنّ هذا العنف رغم «صراحته الفجة» لم يكن عادة إلّا ضمن خطة شاملة، ولم يكن سوى الخيار الأخير. لأنّ الحملات العسكرية مكلفة للمال والأنفس، خطرة، والإنسان هو أثمن عنصر ضمن خطة الآشوريين”.
أنتهى الرد
لقراءة مقال الاستاذ حسن الخلف، انقر هنا:
https://www.al-akhbar.com/Opinion/289592/%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A2%D8%B4%D9%88#
غسان يونان
مسؤول العلاقات العامة في الاتحاد الآشـوري العالمـي
٢٠٢٠/٦/٦