بقلم سليمان يوسف
الأكراد ينفردون بتقرير مصير ومستقبل سوريا !!!
18 / 05 / 2020
http://nala4u.com
بعد سنوات طويلة من العداء والحرب الكلامية الاعلامية والتهم المتبادلة بالتخوين والعمالة لهذه الطرف او ذلك، برعاية (أمريكية – فرنسية) توصلا الخصمان الكرديان (حزب الاتحاد الديمقراطي) و (المجلس الوطني الكردي) ،الى وضع (ورقة تفاهم) تضمنت:
“حكم اتحادي فيدرالي في سوريا… اعتبار الكُرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية …
الإقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة، وفق العهود والمواثيق الدولية “.
بغض النظر عن فرص نجاح واستمرار التفاهم والتوافق بين (حزب الاتحاد الديمقراطي) و (المجلس الوطني الكردي)، التدقيق في ورقة التفاهمات الكردية هذه، نجد بأنها تحمل أخطاراً جسيمة على وحدة ومستقبل سوريا، كدولة ووطن.. لأن تحقيق هذه المطالب الكردية، يتطلب وجود (بريمر) أمريكي يضع دستور جديد لسوريا الجديدة. مثلما فعل (بول بريمر) في العراق وهو تحت الاحتلال الأمريكي 2003 .
معلوم أن الدستور الحالي للعراق ، الذي حول العراق الى دولة اتحادية فدرالية بإقليمين (عربي – كردي) هو من منتجات الاحتلال الأمريكي بإخراج الحاكم أو المندوب السامي الأمريكي (بول بريمر) ..
لا ندري ، أمريكاً، التي رعت الحوار (الكردي – الكردي)، هل قطعت على نفسها وعوداً بـ (وضع دستور جديد لسوريا يحقق للأكراد ما ارادوها منها ) ؟؟؟.
حين تقر القوى الكردية ” اعتبار الكورد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم ” هذا يعني أنهم ينسفون (الجغرافيا السياسية للدولة السورية الحالية ولا يعترفون بأن سوريا وطن نهائي للأكراد السوريين) !!!…
حين تردد وتكرر القوى الكردية ” الاقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية”، أنها تخفي (نزعة انفصالية) . لأن المواثيق الدولية، التي يقصدونها ويتحدثون عنها ، هي تلك التي تقر بحقوق الشعوب في (تقرير مصيرها) …
تساؤلات مشروعة ، من وحي التفاهمات (الكردية – الكردية ) ، تطرح نفسها على المشهد السوري:
من خول القوى الكردية لتقرر عن السوريين ” أن تكون سوريا الجديدة بحكم اتحادي فيدرالي” واكراد سوريا لا تتجاوز نسبتهم 10% من الشعب السوري ؟؟ ..
ماذا لو قرر الآشوريون السوريون ” اعتبار الآشوريين قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم” ؟؟
والتركمان قرروا ” اعتبار التركمان قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم” ؟
والقوميون العرب، شعارهم الأبدي ” أمة عربية واحدة، من المحيط الهادري الى الخليج الثائري ” ؟؟
كيف سيكون حال ومستقبل سوريا مع كل هذه (المشاريع القومية) الناسفة لمشروع (الدولة الوطنية السورية) كوطن نهائي لكل السوريين ..؟؟
أخيراً: في منشورات ومقالات سابقة قلنا ونقول اليوم : سوريا ليست العراق ، ولن تكون كالعراق. الشمال الشرق السوري ليس الشمال العراقي، لجهة التركيبة السكانية والتوزع الديمغرافي، حيث الغلبة السكانية في هذه المناطق هي للعنصر العربي، الرافض للمشروع الكردي . والأهم من ذلك، أمريكا ليست وحدها في الميدان السوري، كما كان الحال في العراق. على الاراضي السورية يوجد اليوم، المحتل التركي والمحتل الايراني والوصي الروسي، بثقله (العسكري والسياسي). هذه القوى (الاقليمية والدولية) ترفض (تكرار تجربة أكراد العراق في سوريا)، و هي على خلاف كبير وعميق مع أمريكا، تعارض بل تقاوم السياسات الأمريكية في سوريا والمنطقة.
تنويه (nala4u) ; الموقع غير ملزم ما يسمى بكردستان