بقلم سامي هاويل
دواعش المسيحية ومسؤولية الأكليروس
15 / 03 / 2020
http://nala4u.com
قبل الولوج في التفاصيل، ولكون عنوان المقال لربما سيدق ناقوس الإنذار عند البعض ممن حسب نفسه جند الله للتخندق والأستعداد لخوض معركة مقدسة لذا، أرى من الضرورة التوضيح ولو بشكل مقتضب. ما نقصده بتنسيب الصفة الداعشية لبعض المصنفين (مسيحيين) ليس جانب العنف والهمجية، بل التطرف الى درجة الغوص في دهاليز الهرطقة والأجتهادات والبدع، وما الى ذلك من روايات وقصص لا تمت الى حقيقة الأيمان المسيحي بصلة، لتصل الى مديات رفض وأستهجان المختلف الى درجة أكاد أجزم: لو كان في المسيحية أية دعوات للعنف والجهاد لما تردد هؤلاء للحظة من تطبيقها وممارستها كواجب مقدس بلا وازع من ضمير.
لكي نتمكن من ايصال وتوضيح الفكرة قدر المستطاع سنُخرج عن دائرة الحديث المسيحيين بشكل عام، كونه ليس الهدف والغاية من هذا المقال، ومن جانب آخر سيكون موضوع كبير ومتشعب يقودنا الى الدخول في متاهات وتعقيدات من شأنها أن تُبعدنا عن موضوع المقال الأساسي الذي وددت الحديث عنه لذا، سيقتصر الموضوع بشكل أساسي على الشعب الآشوري بطوائفه المختلفة.
عندما نتحدث عن المسيحية فلا بد لنا أن نفصل بين مَيّزتين تعتبران في غاية الأهمية، لأن دمجها معا يُوَلّد إشكالات وممارسات لطالما شوهت المفاهيم المسيحية في الكثير من الأحيان، وهذان العاملان الأساسيان هما ( التدَيّن و الأيمان ).
ما يهمنا التركيز عليه بشكل كبير هو التديّن، لأنه مادة دسمة لخلق الصراعات والخلافات والأجتهادات التي يمارسها بعض الأكليروس والعامة على حد سواء، ومن ثم الى أنشقاقات يكون الشعب وقودها الأساس، لتتحول الكنائس الى مؤسسات مجردة في عملها من الأيمان الحقيقي، تخوض في الكثير من الأحيان صراعات بين بعضها البعض وتتنافس على كسب أكبر عدد من الأعضاء الجدد لتوسيع حدود الرعية، ليصل الحال عند قسم من رجال الدين الى القذف والتشهير ببعضهم البعض سواءً كان ذلك علانية أو بشكل مبطن، تتلقفه وتلتزم به الرعية التي لا تعي المسيحية بشكل كافٍ، وهكذا يتيه الفرد في زوبعة الصراع باحثا عن الخلاص الأبدي في مسارات هي بالحقيقة كومة عقد وتلال خرائب صراعات ومصالح وأحقاد تزكم روائحها الأنوف بات من الصعب تقويمها، لأن التَدَيّن يقود الى الجهل، ومن الطبيعي أن تولد الكراهية أينها حل الجهل، فتنبت الأحقاد، ويتهاوى الأيمان مترنحا تحت وقعها، ويُفرغ من جوهره، وتحدث الفوضى لتشتت الخِراف في الظِلال مستعينة بثعالب جديدة في جلابيب وعّاظ متمرسين في الصيد بكلمات وعبارات معسولة يتلقاها المستمع كالبلسم لتوصله أحيانا حد الثمالة.
في غمرة الصراع الذاتي يبدأ الفرد المتدين الذي يعتقد أنه مؤمن البحث عن ما يشفي قريحته ليتأكد أنه على الصِراط المستقيم، وهنا تنطلق جموع من ( كلاب الرعاة الأمينة ) لتلعب دورها في تأمين بقاء الرعية ( البقرة الحلوب ) في حدود الكتلة ( كنيسة كانت أم طائفة أو مجموعة )، وهم مصنفين الى مجاميع مختلفة، منهم من تربطه صلة القرابة على أشكالها برجل الدين أو الواعظ، ومنهم من أمست له كمهنة يرتزق منها، ومنهم من يقوده جهله ليمضي هائما في فضاء بدع وهرطقات وشعوذة لا يقبلها العقل والمنطق ولا الأيمان، هذه الممارسات ليست جديدة العهد، بل هي ظاهرة ضربت جذورها عميقة عبر قرون خلت، توارثت الأجيال منها قصص خيالية وأساطير فارغة محاطة بهالة الأيمان، معصومة لا يمكن مساسها خوفا من غضب الرب!!، هناك من القصص القديمة المنسبة الى قديسين أستخدمت لتدجين الرعية وتسهيل قيادتها وتوجيهها كقطيع خراف وديعة، ولو تمعنا جيدا فيها وطبقنا عليها معايير الأيمان المسيحي نجدها عبارة عن هرطقة بكل معنى الكلمة، فقصة السلطانة مهادوخت على سبيل المثال، التي قطعت رأسي اللصين الذين حاولا الدخول الى الكنيسة، ودمائهم التي يدعون أنها لازالت آثارها شاخصة هناك هي إحداها! نتسائل هنا هل هناك في تعاليم المسيحية ما يدعو الى هكذا عنف؟، لا بل يتغاضاها رجال الدين غاية في نفوسهم باعتبارها عاملا أساسيا في ترويض الرعية. نكتفي بهذا المثال من الماضي لأننا نود التركيز على البدع الجديدة التي يروج الكثير لها في حاضرنا اليوم.
كم من المرات سمعنا عن ظهور العذراء مريم في بعض الكنائس؟ وبعض الأماكن العامة؟
وكم تصادفنا على مواقع التواصل الأجتماعي صور لغيوم متشابكة تشكل أشعة الشمس التي تتخللها صورة المسيح المصلوب أو ما يشبه ملامح وجه أنسان يدعون انه هو، أو ربما قديس آخر، وكم مرة سمعنا بأيقونات للعذراء تنهمر من عيونها الدموع أو الزيت؟
فيهرع جموع المتدينين الى هذه الأماكن لينالوا البركة أملا بالخلاص؟
ذات يوم وعلى صفحة الفيسبوك صادفني منشور لسيدة وهو عبارة عن صورة التمثال الضخم للسيد المسيح في البرازيل، وعلى ذراعه اليمين يظهر شخص متدندلا بحبال مظلته، وتحت الصورة تروي قصته وتقول: أن هذا الشخص قفز من الطائرة فتعطلت مظلته ولم تنفتح، ولكن الرب أراد إنقاذه، فبينما كان يتهاوى بسرعة فجأة تعلق بذراع الرب السيد المسيح، وهكذا أنقذه من الموت؟ فأنهالت الجموع “المؤمنة” تعلق بعبارات تمجيد الرب الى حد القرف، منهم من يكتب تبارك أسمه، ومنهم من يطول كلمة آمين الى بضعة سنتيمترات، أيعقل هذا الأستهتار والأستهانة بعقول الناس؟ أليس هذا تجني على التعاليم المسيحية؟ ومن ثم يأتي هؤلاء ليسخروا من داعية مسلم يحلل شرب بول البعير ويروي قصص خرافية وخيالية، وفي نفس الوقت نرى هناك منهم من يشرب من زوائد كوب الشاي لرجل دين مسيحي كبير بالرتبة الكنسية، أو يتباركون بلمس جلبابه، حقيقة لا أجد أي فرقا بين الحالتين.
هذه الممارسات كما أشرنا أعلاه ليست فقط مخالفة لتعاليم الأيمان المسيحي، بل هي تلعب دورا جوهريا في تحريفه ومن ثم تشويهه، وهنا لابد أن نوجه حديثنا الى الأكيروس في مختلف كنائسنا لكي يقوموا بواجبهم في التركيز على هذه البدع والشعوذات التي باتت تتعشعش في عقول أبناء رعيتهم، والتركيز في مواعظهم عليها بغية تنوير الرعية وقطع الطريق أمام كل ما هو خارج إطار الأيمان المسيحاني، بدلا من الوقوف على منصات المذبح والأسترسال بمواعظ مطولة عن أمور أقل أهمية. وليعلموا جيدا أن إهمالهم لها سوف يدفع رعيتهم الى البحث عنها في بازار التبشير خارج الكنائس الوطنية، يجر أحدهم الآخر الى أن تفرغ في نهاية المطاف.
سامي هاويل
سدني 15-3-2020
هذا أحد الأمثلة التي أشرت إليها في مقالي المنشور قبل ايام، فليتفضل أحد ويشرح لنا هل هذه مفاهيم مسيحية أم بدع وشعوذة وتشويه لتعاليم المسيحية.
Madlain Alkhoury١٤ مارس، الساعة ١٢:١٩ ص
الكل يحضر الفيديو آمنو صلو المسيح المجد لاسمه ظهر بالسماء وانا ربي فيقني بكير عشان اقدر اصور الكن هل الايف كنت فاتحه التلفون وفي جروب اجنبي واحد فاتح لايف ما قدرت اعمل شير لانه من الجروب فمت اخدت تلفون زوجي وصورت لايف من عنده بالحساب تاعه وبعدها سحبت الفيديو افتحوا وخدو البركه وصلو وامنو بالمسيح المخلص نور العالم كل انسان على وجه الارض بكل الأديان المسيح هو المخلص هو نور العالم اعملوا شير بالفيديو ما عندي مانع ابدا حتى لو انا قلبت الفيديو على وجهي وكنت ابكي من الايمان