سـينودوس كنيسـة المشـرق إلى أين..

بقلم: غسـان يونان
سـينودوس كنيسـة المشـرق إلى أين..

03 / 03 / 2020
http://nala4u.com

فـي زمنٍ أثبتنـا فيـه للقاصـي والدانـي بأننـا، وبفضل مؤسـسـاتنا، أضعف حلقـة في مواجهـة أو حـتى الصمـود أمام كل التجارب التي مررنا ولا نزال نمـر بهـا.
لقـد تمّ تهجـير شـعبنـا مـن أرضه قسـراً وقُتـل مَن قُتـل وتمّ التعـدي علـى النسـاء وانتهاك الكرامات والأرزاق والأعراض… إلخ. ومؤسساتنا تتجادل في جنس الملائكة، دون أن تتمكـن من مسـح دمعـة طفلٍ فقـدَ والديه أو تخفيف الألم عن مُسـنٍّ ليسـت المرة الأولـى التي هُجّـرَ فيهـا.

وفي المقابل، كانت مؤسـسـاتنـا (دون اسـتثناء) كلُّ واحـدةٍ تلقـي اللوم علـى غـيرها وبالنتيجـة الكـل تقاعص عن حمل مسـؤولياته وضاعت هذه المسـؤوليات في دهاليز المصالح الشـخصية والنكـد حيث دفع الشـعب بكل كنائسـه الفاتورة من لحمـه الحي. الذي فقـد الأمـل بالجميـع إذ باتت حتى المشاكل الصغيرة ضمن “البيت القومي” تـُرمى علـى الجهـات الغريبـة وهـذا بالطبـع غـير صحيح.

أمـا اليـوم، وبعـد أن فُتحت نافـذة أمـلٍ جـديـدة فـي إمكانيـة توحيـد كنيسـة المشـرق الآشـوريـة بشـقّيها (القديم والجديد) وذلك من خـلال انعقـاد السـينودوس لكنيسـة المشـرق أواخـر شـهر نيسـان القـادم، حيث الكرة باتت فـي ملعب الكنيسـتين ورجالاتهـا. وكل ما يهم شـعبنـا هو انطـلاق المبـادرة نحـو الوحـدة لإعـادة الأمل والثقـة برجالات وقيادات أمتنـا كي يسـلك الكل طريق الصواب من أجل تحقيق الحلم الأكبر في أرض الآبـاء والأجـداد.

إن قـداسـة البطريرك مـار گيـوارگيـس الثالث صليـوا (بطريرك كنيسة المشرق) فـي وضعٍ صحـي لا يسـمح له بتكملـة مهامهـه الكنسـية (كما ورد منذ أسابيع في بيان صادر عن البطريركية)، ونفس الشـيء ينطبق على قداسـة البطريرك مـار أداي الثانـي (بطريرك كنيسة المشرق القديمة) الذي أصبح وبسـبب العمـر عاجزاً عن إتمام واجباته الكنسية كما يجب، أطال الله في عمرهمـا،
فمـا المانع الآن من اسـتغلال هذه الفرصة التاريخية التي ربما قد لا تتكرر، أن يلتقيـا بنيّـة الوحـدة ويُصار معـاً إلى انتخاب بطريركٍ واحـدٍ للكنيسـة الواحـدة؟!.

واسـتطراداً، هل عـدم القيـام بهكذا خطوة توحيدية تلملم ما تشـتت، تقـع المسـؤولية على جهات خارجية أم ماذا؟

برأيي المتواضع، إن مثل هكـذا خطوة لو تمت، سـتعيد الأمل للشـعب بكل مكوناته وسوف تمحي كل المآسي والويلات التي عانى منها شعبنا. ناهيك عن دخول البطريركين التـاريـخ من بابه الواسع وسـيحفر إسـميهما في سـجلات التـاريـخ بأحرفٍ من ذهب.

عندئذٍ، وبعد هذه الوحدة العامودية، سنكون أكثر قوة وإرادة وتصميماً في مواجهة المحن يداً بيـد.
أما في المدى المنظور، فسـتحل كل العقـد المزمنة في طريق الوحدة مع باقي كنائس شـعبنـا.

بكل اختصـار، الأنظار والقلوب مشـدودة باتجاه السينودوس المنْوي انعقاده في شهر نيسان القادم، وإذا فقدنا هذه الفرصة التاريخية (لا سمح الله)، سـيقع الشـرخ الكبير بـين الكنيسـتين وأبنائهمـا. وعنـدئـذٍ، “علـى مَـن تقـرأ مزاميرك يا داود”.

بكـلا آخـر نقول: “رحمـةً بكل الضحايا التي سـقطت، ارحمـوا هـذا الشـعب ليرحمكم الله فـي السـمواتً”.

غسـان يونان
٢٠٢٠/٣/٣

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, دين. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.