نظام (نَاطِر كُرسِيَّا) للوراثة البطريركية الشرقية / ق3 والأخير/ In 3 languages

الموضوع باللغة العربية, الانكليزية والروسية.
The subject is in Arabic, English and Russian
Тема на арабском, английском и русском языках

ارشيف (nala4u) ; من اليمين; البطريرك مار توما درمو,سورما خانم ,البطريرك مار ايشاي شمعون, البطريرك مار بولص شمعون, الشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون و البطريرك مارروئيل شمعون .

Archive (nala4u); From the right;The Patriarch Mar Tuma Darmo, Surma Khanem, the Patriarch Mar Ishai Shimon, the Patriarch Mar Paulis Shimon, the martyr Mar Benjamin Shimon (Patriarch) and the Patriarch Mar Ruwell Shimon

تنويه (nala4u)؛ يتبنى التسمية الآشورية كأمة,تاريخ ولغة وغير ملزم ما يسمى بكردستان,لأهمية هذا البحث.. لذلك أعيد نشره مع التقدير.

بقلم د. رياض السندي
Written by the Assyrian activist Dr.Riyad Al-Sindi Написанный ассирийским активистом докторомРиядом Аль-Синди
نظام (نَاطِر كُرسِيَّا) للوراثة البطريركية الشرقية (1318-1976) – القسم الثالث والأخير

17 / 03 / 2018
http://nala4u.com

– تمهيد

المبحث الرابع
الكنيسة الشرقية … البيت المنقسم على ذاته

  • طريق الوراثة المعبد بالدم

نظام الوراثة سواء أكان في الحكم أو في الكنيسة، فهو نظام سلطوي، أي أن موضوعه هو السلطة، لإنه ينصَّبُ عليها تحديداً. لذا فمن البديهي أن يكون الصراع على السلطة شديداً ودموياً. فتاريخ الصراع على أي سلطة هو بلا شك تاريخ دموي قاسٍ.

ولا يشُّذ تاريخ الصراع على سلطة الكنيسة الشرقية عن ذلك. فقد تخلل تاريخها عدد من الصراعات الدموية، نوجز أهمها بما يلي: –

أولا. الإنشقاق الأول على النظام – صراع يوحنا سولاقا 1552

لم تكد تمر مئة وخمسون عاما على تطبيق هذا النظام الوراثي في الكنيسة حتى ظهر التصدع في جداره، وقاد ذلك إلى أول إنشقاق تشهده هذه الكنيسة في تاريخها الطويل الذي يمتد لأكثر من 1500 سنة، منذ القرن الأول الميلادي وحتى القرن السادس عشر الميلادي.

وأدّى هذا الإجراء إلى انقسام بين صفوف المؤمنين لا سيّما عندما كان يتولى الكرسي صبيّ صغير. ففي عام 1539 إضطر البطريرك شمعون السابع برماما (1538-1558) إلى رسامة ابن أخيه الذي لم يكد يبلغ الثانية عشرة ميترابوليتًا 1- لعدم وجود شخص غيره في العائلة الأبوية. وللأسباب عينها، شغرت عدة أبرشيات. وبعد بضع سنين رسم فتى أخر عمره خمسة عشر عامًا، فتفاقم التذمر بين أبناء الكنيسة لا سيّما في مناطق آمد (ديار بكر) وسعرد، فالتقى المعارضون للتوريث في الجزيرة ثم في الموصل في شباط 1552 وحضر هذا اللقاء الموسَّع فضلاً عن وجهاء الموصل وعدد من الكهنة والرهبان، أسقف أربيل وأسقف سلماس وأسقف أذربيجان، واختاروا بالإجماع يوحنا سولاقا، من عائلة بلّو، رئيس دير الربّان هرمزد في جبل ألقوش بطريركًا. ولعدم وجود رئيس أساقفة يقوم برسامته، أوفدوه إلى روما للرسامة ولنيل اعتراف الكرسي ألرسولي. ولقد رافقه وفد من أشراف الشعب، وتوجهوا أولاً إلى فلسطين لزيارة العتبات المقدسة، ثم تابعوا سفرهم الى روما، وكان البابا آنذاك يوليوس الثالث. هناك أعلن إيمانه الكاثوليكي في عشرين شباط 1553، وحصلت رسامته أسقفا في نيسان من نفس السنة. وانتشر في روما خبر بوفاة البطريرك برماما، وعلى إثره قام الكرسي ألرسولي بتثبيت سولاقا “بطريرك الموصل” في مرسوم مؤرخ في 28 نيسان 1553 “وألبس الدرع المقدس divina disponente clementia” باسم “شمعون الثامن سولاقا”.

على الأرجح تّم هذا التحوّل بتأثير المرسلين الغربيين.

وفي عودته، رافقه بعض الرهبان الدومنيكان للمساعدة في نشر الكثلكة. وصل يوحنا سولاقا آمد في 12/11/1553 وجعل فيها كرسيّه وقوّى موقفه ورسم متروبوليتين وثلاثة أساقفة: لآمد والجزيرة وماردين وسعرد. وحصل عام 1553 على اعتراف الباب العالي (السلطان العثماني). لكن البطريرك برماما، الذي كان لا يزال في قيد الحياة، مارس على باشا العمادية تأثيرًا، فدعا سولاقا إليه، فلما وصلها، قام باعتقاله وتعذيبه. وأخيرا مات في 12 كانون الثاني من عام 1555. وقد عدّته الكنيسة الكلدانية شهيد الاتحاد. واجتمع الاساقفة الخمسة الذين كرّسهم سولاقا، واختاروا خلفًا له عبديشوع، مطران الجزيرة الذي كان في السابق راهبًا (1555-1570). سافر الى روما ونال التثبيت من البابا بيوس الرابع عام 1562 وجعل مقرَه في دير بقرب سعرد حيث عاش حتى وفاته. وبسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة وبغية تقديم خدمة رعوية أفضل، سكن خلفاؤه في سعرد ثم في سلماس وخسراوا وأورميا. وبقوا في الشركة مع روما إلى القرن السابع عشر، ولكن لم يسافر أحدهم إلى روما لنيل التثبيت من الكرسي ألرسولي. وأن بعضهم لم ينل الاعتراف الرسمي، وأن البعض الآخر أرسل صورة إيمانه وقامت روما بتثبيته، نذكر على سبيل المثال البطريرك شمعون التاسع دنحا (1580-1600)، وقد حمل رسالة تثبيته المبعوث البابوي ليونارد هابيل عن طريق حلب، وسلمت عام 1585. وعند نقل البطريرك شمعون الثالث عشر دنحا (1662-1700) كرسيّه الى قوذشانوس في جبال هكــــاري، عاد هذا الخط من البطاركة إلى العقيدة التقليدية (النسطورية)، وليس واضحًا إن كان قد أعاد معه التوريث.

وعلى أي حال يبدو أن بعض الرهبان والأساقفة تخاصموا مع البطريرك الجالس واتفق كل من أساقفة أربيل وأورميا وسلماس على اختيار يوحنا سولاقا أحد رهبان دير الربان هرمز بطريركًا على الكنيسة متخذاً اسم يوحنا الثامن. في محاولة لتعزيز موقفه قام يوحنا بالاتصال بالرهبان الفرنسيسكان وارتحل إلى روما سنة 1552 حيث قبل الإيمان الكاثوليكي على يد البابا يوليوس الثالث ويبدو أن البابا قد أُعلِمَ بأن اختيار يوحنا سولاقا تم بطريقة شرعية بعد وفاة سلفه، فكُرِّس بطريركًا على الموصل لكنيسة المشرق في 28 نيسان 1553.

عاد سولاقا إلى المشرق برفقة راهبين من الدومنيكان غير أنه لم يحظى سوى باعتراف مسيحيي ماردين وآمد. فقرر تأسيس الكرسي الكلداني في آمد ونجح في الحصول على أعتراف عثماني رسمي به على رأس “الملة الكلدانية” في كانون الأول 1553. قام يوحنا سولاقا لاحقًا بتكريس مطارنة على جزرتا وحصنا دكيفا وأنشأ أبرشيات في آمد وماردين وسعرد، فرد خصمه شمعون السابع بتنصيب مطارنة على نصيبين وحصنا دكيفا. تمكن شمعون من استمالة حاكم العمادية فقام هذا بدعوة يوحنا سولاقا وسجنه لأربعة أشهر حتى وفاته مقتولا سنة 1555. كما توفي شمعون سنة 1558 فخلفه ابن أخيه إيليا السادس (1558-1591).” 2

وفي الواقع، فقد جرى إيهام بابا روما يوليوس الثالث بأن بطريرك كنيسة المشرق مار شمعون السابع برماما قد توفي في تلك الأيام، وأن خليفته يوحنا سولاقا يرغب بضَم كنيسته النسطورية إلى الكنيسة الكاثوليكية في روما، مما دفع البابا المذكور إلى رسامته وتقليده المنصب البطريركي في الوقت الذي ما زال فيه بطريرك الكنيسة الأصلي على قيد الحياة. “لقد اعتقدت روما، بناء على ما عرض عليها في حينه، أن رئيس الدير سولاقا إنما انُتخب لكي يخلف البطريرك شمعون برماما، على أساس إن هذا الأخير قد توفي. ونتيجة لذلك فقد ظنت روما انها أبرمت الإتحاد القانوني مع كنيسة المشرق قاطبة. وإذ ثبت لدى روما لاحقًا إن شمعون برماما كان يومئـذ لا يزال حيًا يرزق فقد وجدت نفسها أمام واقع جديد وهو انقسام كنيسة المشرق إلى مجموعتين: “المجموعة النسطورية” التي تترأسها عائلة “أبـونا” البطريركية ومقرها دير الربان هرمزد، والمجوعة الكاثوليكية برئاسة خلفاء سولاقا وقد تحوّل مقرهم من ديار بكر إلى سلاماس في إيران ثم إلى قوجانـس في تركيا.”3   ولهذا فقد لُقِّب يوحنا سولاقا ب (مار شمعون الثامن) إستمرارا لذات اللقب الشمعوني، وتواصلا مع ذات السلسلة في تسلسلها.

فتواجد بهذا الشكل للكنيسة المشرقية بطريركين في نفس الوقت بطريرك وراثي مقره القوش في سهل نينوى وبطريرك باباوي4  مقره في ديار بكر جنوب شرق تركيا، استمر هذا الوضع غير الطبيعي حتى عام 1662 م عندما قام البطريرك في ديار بكر مار شمعون الثالث عشر دنحا بالخروج عن سلطة بابا روما ونقل مقره إلى قرية قدشانيس في حكاري في تركيا، فكان رد الفاتيكان على ذلك بإقامة بطريرك جديد ليقود الكلدانيون الذين ظلوا موالين للعقيدة الكاثوليكية، هذه الجماعة عرفت بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. لم تكن شركتهم مع كنيسة روما كاملة حتى عام 1830 م عندما قام البابا بيوس الثامن بالتصديق والتأكيد على تسمية مار يوحنا الثامن هرمز رئيسا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية حاملا لقب بطريرك بابل للكلدان، وصولا إلى لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية حالياً.

ثانيا. صراع إيشوعياب دنخا 1662

 ويروي قصة هذا الانشقاق الأسقف مار إيليا بيت أبونا في كتابه غير المنشور5   (تاريخ بيت أبونا). وقعت جريمة قتل في بيت أبونا وكان سببها أنه في عهد مار إيليا الثامن (1617 – 1160) كان قبل نذر إثنان لولاية العهد البطريركي بموجب التقليد القديم الأول إيشوعياب بن دنخا والثاني حنانيشوع بن ابراهيم، وكان كل من دنخا وابراهيم أخوين للبطريرك مار إيليا الثامن. ولكون ايشوعياب بن دنخا هو ابن الأخ الأكبر لذا كانت الخلافة البطريركية من حقه. إلا أنه لم يكن متعلماً بما فيه الكفاية مثل حنانيشوع بن ابراهيم والجماعة كلها رشحت حنانيشوع للبطريركية ورفضت ايشوعياب رغم أحقيته فغضب والده دنخا لدى رفض ابنه ايشوعياب وفي أحد الأيام عمد إلى قتل حنانيشوع ابن أخيه أثناء الصلاة في الكنيسة وهرب مع عائلته إلى اورميا في بلاد العجم. وهناك اتصل بالمرسلين الدومنيكان الكاثوليك ورسموا ولده ايشوعياب بطريركاً باسم مار شمعون دنخا ومن هناك نزح مع عائلته إلى منطقة حكاري والتجأ إلى العشائر الآشورية. إلا أن أمير جولميرك الكردي الذي كان يحكم المنطقة آنذاك منعه من السكن بين العشائر الآشورية كي لا يؤثر على أفكارهم إذ انهم لا يفهمون غير لغة السيف وباسم الأمير. لذا سكن قرية قوذشانوس بعيداً عن العشائر الآشورية وحمل لقب مار شمعون، وكانت العائلة الشمعونية النازحة من القوش تضم ثلاثة إخوة بنيامين واسحق وناثان وكان اتفاقهم أن تتناوب البطريركية بينهم. إلا أن خلافات عميقة نشبت بينهم أدت إلى حدوث اغتيالات أخرى.6 

ثالثا. إنشقاق عائلي – صراع نمرود 1903

لقد كُتِب الكثير عن هذه الحادثة. ودار الجدل حول دور عائلة البطريرك بنيامين في مقتل عائلة نمرود بأسرها، فمنهم من نسبها إلى تحريض وتخطيط عائلة البطريرك، ومنهم من برأها منها. وبعد الإطلاع على العديد من المصادر التاريخية وباللغات العربية والإنكليزية والسريانية، وشهادات بعض شهود العيان لهذه الحادثة المأساوية، يمكن إستخلاص ما يلي:  –

أولا. إنها إحدى حلقات الصراع على الكرسي البطريركي.

ثانيا. إن تمرد نمرود على حرمانه من منصب البطريرك قاده إلى تغيير مذهبه من النسطرة إلى الكثلكة عام 1903، وهو أسلوب طالما كرره المعارضون للوراثة البطريركية منذ 1552.

ثالثا. إن الخلاف بين البطريرك الشاب بنيامين ونمرود قد إنتقل من الولاء المذهبي إلى الولاء السياسي، فإنصب على البقاء إلى جانب تركيا كرعايا أتراك أو الإنضمام إلى جانب الحلفاء كعملاء لروسيا أبتداءا وبريطانيا لاحقا.

رابعا. إن دور البطريرك وعائلته في هذه المأساة لا يمكن إخفاؤه رغم عدم ظهوره بشكل مباشر، ويدل على ذلك، القصد من هذه الجريمة التي يمكن وصفها بالجريمة السياسية لتعارض المصالح السياسية بين طرفيها، لا سيما في ظروف الحرب الكونية، وهو القضاء على أي معارضة لإنضمام الأثوريين إلى جانب الحلفاء والذي أعلنه البطريرك ذاته رسميا بالحرب على الدولة العثمانية في 10 أيار 1915 في إندفاع مبالغ فيه، بحيث ضحى بأخيه هرمز الذي كان يدرس في إسطنبول وألقيَّ القبض في الموصل بأمر من واليها وأعدم علنا بعد أن ردَّ البطريرك على رسالة الوالي رداً يدل على التضحية والإندفاع معاً بقوله: ” إني قائد شــعبي وهم أولادي كثــار فكيف أستطيع أن أسلم شعبي من أجل أخي هرمز فهو  شخص واحد فقط فلتكن حياته قرباناً لأمتــه “. بينما إستطاع الشريف حسين شريف مكة أن ينقذ ولديه علي وفيصل اللذان كان يدرسان في إسطنبول أيضا، وكان جمال باشا وزير البحرية العثماني ينوي القبض عليهما في ذات العام.7   ومهما يكن من أمر، فإن مصير الشريف حسين لم يكن بأفضل من البطريرك.

والحقيقة التي لا جدال فيها، أن القتل أو التصفية الجسدية أو الإغتيال السياسي كانت إحدى أبرز وسائل تصفية الخصوم آنذاك، فالأمر لم يقف عند قتل نمرود وعائلته، فبعد 3 سنوات قتل البطريرك بنيامين على يد سمكو في 3/3/1918، وقتل سمكو بدوره على يد القوات الإيرانية في أيلول – سبتمبر من سنة 1930.8 

وتفصيل الحادث كما يلي: –

“كان البطريرك مار شمعون روئيل قد سقط من على ظهر فرسه في شهر تشرين الثاني 1902. وأصابه الشلل النصفي نتيجة النزف الدموي الذي أصابه. ولم يشفى البطريرك من هذه الإصابة بالرغم من جلب الدكتور أوشانا في ربيع 1903 من أورميا إلى قوذشانوس لمعالجته. لكن البطريرك مار روئيل شمعون توفي متأثراً بإصابته يوم 29 آذار 1903. كان البطريرك في يوم 15 آذار 1903 قد قام برسامة بنيامين إلى درجة المطران فوليط، رافعاً إياه من هيبذياقنا (الشماس الرسائلي) إلى مطران في يوم واحد. كان الهدف من هذه الرسامة السريعة ليؤمن ويؤهل البطريرك أحد أفراد العائلة للدرجة ناطر كرسي خوفاً من حدوث فراغ، لأن مار أوراها ميطرافوليط القلاية البطريرك كان في الموصل آنذاك مع بقية أفراد آل نمرود ومار يهبألاها أسقف برواري لبحث إمكانية الاتحاد مع الكنيسة الكلدانية.9 

بدأت الترتيبات اللازمة لرسامة بطريرك جديد ليحل محل البطريرك مار روئيل المتوفى، كانت الأحقية لهذا المنصب، للمطران مار أوراها ابن أخ نمرود أو ابن عمهم الثاني القس يوسف لكن لسوء حظهما كانا في هذه الأثناء في الموصل. كان موقف مار بنيامين ضعيفاً حيث لم يكن يؤيده أحد من العشائر الآشورية الكبرى. لذلك وحسب مشورة المستر براون مسؤول إرسالية الكنتربوري في قوذشانوس تم عقد قرآن رومي الأخت الكبرى لمار بنيامين إلى شليمون ابن ملك اسماعيل (التياري العليا) وبذلك ضمن مستر براون تأييد هؤلاء على الأقل. بعث المستر براون برسالة مستعجلة إلى الشيخ صادق (آغا نيري) طالباً سرعة إرسال مار اسحق خنانيشوع مطران روستاقا لغرض رسامة بنيامين إلى الدرجة البطريركية.

وصل المطران خنانيشوع إلى قوذشانوس يوم 10 نيسان 1903. في مساء يوم قبل الرسامة ظهرت مجموعة من الرجال المسلحين على قمم الجبال المغطاة بالثلوج مقابل قوذشانوس وظن الناس أنهم رجال من تياري السفلى مرسلين من قبل نمرود لمنع رسامة البطريرك. وتم على وجه السرعة إرسال بعض المسلحين لتحري الأمر ولكن ظهر أنهم رجال من قبيلة ديز قادمين لمساندة ودعم رسامة بنيامين.

تمت رسامة مار بنيامين إلى السدة البطريركية لكنيسة المشرق النسطورية في كنيسة مار شليطا في قوذشانوس صباح يوم الأحد 12 نيسان 1903، من قبل مار اسحق خنانيشوع ميطرافوليط روستاقا يعاونه بعض الكهنة والشمامسة بدون حضور أي من رؤساء العشائر الآشورية المستقلة في تياري وحكاري عدا تياري العليا وذلك نتيجة المصاهرة كما مر ذكره.

عاد آل نمرود من الموصل إلى قريتهم قوذشانوس لكن العلاقة بينهم وبين البطريرك الصغير ذو الستة عشر ربيعاً ظلت متوترة. وعلى أعتاب نشوب الحرب الكونية العظمى، ازداد تردد ضباط استخبارات الدول الأجنبية إلى البطريركية في قوذشانوس وتوددهم إلى البطريرك الشاب … وهكذا أصبحت نوايا المار شمعون وعائلته وسكان قرية قوذشانوس مكشوفة وواضحة فتركوا قريتهم ملتجئين إلى عشيرة ديز ولم يبقى فيها إلا نمرود ابن عم المار شمعون وعائلته والذي رفع العلم التركي على داره لأنه أعلن ولائه للحكومة التركية. 10

وفي 19 أيار سنة 1915 قتل نمرود وابنه شليطا وابن أخته يوناثان وستة من أولاد إخوته في قرية قوجانس على يد زمرة من عشائر تخوما وباز وديز وبإيعاز من البطريرك مار بنيامين وبتحريض من سرمة خانم، ولقد كان مار شمعون بنيامين قد غادر قوجانس إلى ديز حيث أوعز من هناك إلى أربعين رجلا من العشائر المذكورة وبقيادة نفر من الذين يعتمد عليهم في تنفيذ أوامره الخاصة بالذهاب إلى قوجانس وقتل جميع الذكور من عائلة أل نمرود أولاد عمومته بحجة أن نمرود رفض الانصياع إلى أوامره بمعاداة الدولة العثمانية ولم يترك قريته قوجانس رافعا العلم التركي على داره كمواطن تركي . ويعتقد انه اراد القضاء على نمرود قبل أن تنتشر أفكاره تلك بين العشائر الأثورية فتبقى على ولاءها للحكومة. في الوقت الذي كانت رسالة المارشمعون بنيامين إلى الروس قد ضبطت من قبل الأتراك مما يجعله يتحمل المسؤولية لوحده أمام الدولة العثمانية من جهة ويخفق أمام أصدقائه الروس والإنكليز إذا لم ينجح في تنفيذ تعهده في تحريض الأثوريين على الوقوف ضد الدولة التركية من جهة أخرى. فتحرك هؤلاء الأشخاص من ديز إلى قوجانس وعند وصولهم إلى دار نمرود قالوا له بأنهم جاءوا ليأخذوهم إلى عشيرة ديز لمصالحتهم مع ابن عمه المار شمعون بنيامين. فأجاب نمرود الذي كان مريضا وطريح الفراش بانه سيلبي طلبهم بكل ترحاب وامر بإعداد الطعام والفراش لهم حتى اليوم التالي لكي يتسنى لأفراد عائلته تهيئة أنفسهم للسفر. وفي اليوم الثاني طلب هؤلاء الرجال الاجتماع بال نمرود في دار المار شمعون المتروكة قبل مغادرتهم قوجانس. وعند دخولهم تلك الدار ألقيَّ القبض عليهم وشدَّت أيديهم وأرجلهم بالحبال وجرى تعذيبهم بوحشية. فقال لهم أل نمرود؛ (إذا كان هذا هو شكل المصالحة التي تنوون إجراءها نسترحمكم أن تسمحوا لنا بثلاثة دقائق فقط لنؤدي فيها صلاتنا الأخيرة) إلا أن هؤلاء الرجال القساة فتحوا نيران بنادقهم على أولئك الشبان المغلوبين على أمرهم واردوهم قتلى يتخبطون في دمائهم في نفس الغرفة التي كان المار شمعون يجلس فيها سابقا. ثم عادوا إلى دار نمرود وقتلوه في فراشه كما قتلوا يوناثان ابن شقيقته على السلم أثناء نزوله من الطابق الثاني بسبب سماعه صوت البنادق. وبعد ذلك ربطوا كل شخصين من الباقين معا بالحبال بحجة أخذهم إلى عشيرة ديز بما فيهم شليطا ابن نمرود الذي كان شابا وسيما وقويا ومثقفا. وفي الطريق أطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعا ما عدا شليطا الذي تمكن من الهروب والاختفاء خلف شجرة في الغابة بعد إصابته بجرح بليغ في معدته. كان شليطا يضمد جرحه بقطع من ثيابه وهو يسير في الليل حتى وصل قرية ترفونس حيث كانت تسكنها خالته المسماة نابط التي سهرت عليه وحاولت إسعافه دون جدوى حيث توفي متأثرا بجراحه. وكذلك مات 28 نفرا من أفراد تلك العائلة المنكوبة من النساء والأطفال من جراء الجوع والبرد وعدم وجود من يقدم العون لهم خوفا من انهم قد يلاقون نفس المصير. وكان ضمن من هلكوا المطران أوراهم ابن أخ نمرود والذي كان المرشح الأول ليكون بطريركا بدلا من المار شمعون بنيامين إلا أن عائلة بنيامين (اسم العائلة وليس اسم قداسة البطريرك) كانت اقوى نفوذا من عائلة نمرود التي كان لها الحق الشرعي في الحصول على البطريركية حسب عُرف العشائر الأثورية لذا استحوذت عائلة بنيامين على هذا الكرسي لنفسها. فمات المطران أوراهم جوعا وعطشا حيث كان يصرخ ويطلب كاسا من اللبن مقابل ختمه الديني الذهبي الذي كان يقدر ب 14 ليرة تركية. إلا أن أحدا لم يجرؤ على مساعدته بالرغم من مرضه فمات في قرية مار أوراها على نهر الزاب، وهكذا كانت نهاية هذه العائلة المنكوبة. وبعد خمسة أيام من مقتل نمرود وأفراد عائلته جاء إلى قوجانس المار شمعون بنيامين ومعه ثلة من جنود قوزاق الروس وعدد من اتباعه فاخذوا يطلقون رصاص الفرح في الهواء ابتهاجا في الوقت الذي كانت جثث أولئك المنكوبين من أفراد عائلة نمرود منتشرة في أروقة قوجانس تنهش بها الطيور الضواري. انتهزت امرأة من أل نمرود بقيت على قيد الحياة هذه الفرصة فأخذت تهاجم المار شمعون وتشتمه بغية استفزازه ليأمر بقتلها لأنها فضلت الموت على الحياة بعد مشاهدتها لتلك الجريمة البشعة التي ارتكبت على مرأى منها. فإبادة هذه العائلة يعتقد أنها حدثت للأسباب التالية:

1- للتخلص من المنافسين على الكرسي البطريركي.-

2-  لإزاحة المعارضين لسياسة إقحام الأثوريين في الحرب العظمى الأولى قبل أن تسري فكرة الرفض بين العشائر.” 11

رابعا – الإنشقاق الثاني – صراع توما درمو 1964-1968

في عام 1968 نشب نزاع آخر حول وراثة الخلافة لمنصب البطريرك مجدداً، وبسبب قرار البطريرك بإتباع التقويم الجديد في الكنيسة، وتغيير التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري 12  بتاريخ 28 آذار 1964، مما أدى إلى إعلان مار توما درمو متروبوليت (أسقف) كنيسة الهند التابعة لكنيسة المشرق القديمة الإنفصال عن الكنيسة الأصلية ووقف واجباته فيها، وعيّن بطريركاً على كرسي سلوقية-قطيسفون لكنيسة المشرق القديمة في بغداد بإسم البطريرك مار أدي الثاني كيوركيس، بعد خلافات كبيرة مع البطريرك مار شمعون إيشاي المنفي خارج الوطن، والمقيم في سان فرانسيسكو.

ويعود السبب الرئيسي لهذا الإنشقاق الثاني، بعد الإنشقاق الأول ليوحنا سولاقا عام 1553، إلى خبر نشرته إحدى المجلات البريطانية عن ترشيح طفل عمره يوم واحد لوراثة المنصب البطريركي، وتفصيل ذلك كما نشره موقع الكنيسة الشرقية القديمة المنشقة، كما يلي: –

” القشة التي قصمت ظهر الجمل:

في شهر آب من عام 1955 كان البطريرك مار إيشاي شمعون في زيارة إلى لندن لتفقد عائلة أخيه سرجون باشا، وكانت زوجة سرجون باشا على وشك أن تضع مولودها البكر، أجرى الصحفي الإنكليزي كانون دوغلس والذي كان صديق البطريرك مقابلة معه في مجلة (Church Times) ونشرت المقابلة يوم 17 آب 1955 وجاء في الفقرة الثانية من المقابلة وعلى لسان البطريرك: –

[بأنه هنا في لندن ينتظر زوجة أخيه سرجون باشا لتضع مولودها البكر لكي يعمده ويضع عليه اليد ليكون البطريرك المقبل لهذه الكنيسة حسب الموروث، لأن البطريركية في كنيسة المشرق النسطورية قد أصبحت وراثية في عائلة المار شمعون لقرون خلت].

وجاء في الفقرة التي تلتها بأن زوجة سرجون باشا وضعت مولودها البكر أنثى وليس ذكراً كما كان متوقعاً. وضع أحد الآشوريون المقيمون في لندن نسخة من هذا العدد لمجلة (Church Times) في مظروف وقام بإرسالها إلى مار توما درمو مطران الهند، وصلت المجلة إلى الهند يوم 26 آب 1955 ولدى قراءتها انفجر المطران غضباً كالبركان الهائج وكتب مقالة ضد رسامة طفل عمره يوم واحد ليكون بطريركاً للكنيسة تحت عنوان “بطريرك من بطن أمه” نشرنا صورة المقال في الحلقة الماضية. قام شخص بإرسال نسخة من المجلة مرفقة مع رد المطران مار توما درمو يتساءل فيه [هل تعتقد قداستكم بأن كنيسة المشرق تسمح رسامة طفل عمره يوم واحد بطريركاً لها؟ هل هناك قانون يسمح بهذا الإجراء؟ كلا، لا يوجد هكذا قانون ولن تسمح الكنيسة به أبداً، وخاصة نحن نعيش في القرن العشرين الميلادي].

وصلت نسخة من المجلة مع رد المطران مار توما درمو إلى يد البطريرك يوم 5 أيار 1960 وشعر البطريرك بأن هذا الرد هو إهانة كبرى له واستمرت الحرب الإعلامية بين المطران والبطريرك. قرر البطريرك مفاتحة مؤمني كنيسة الهند بجميع هذه المراسلات بضمنها رسالة القس مانو أوشانا المار ذكرها.”13 

خامسا. إغتيال البطريرك مار إيشاي 1975

أشرنا -فيما سبق- إلى أن نظام التوارث الكنسي البطريركي قد بدأ بحادثة قتل، والغريب إنه قد إنتهى بحادثة قتل كذلك.

فآخر بطاركة عائلة مار شمعون التي تولت منصب بطريرك الكنيسة الشرقية النسطورية (الأشورية لاحقاً) وهو مار شمعون إيشاي الثالث والعشرين والآخير في هذه العائلة، قد أغتيل بشكل مأساوي حزين على يد أحد أتباعه المدعو ديفيد (داود) ملك ياقو ملك إسماعيل مساء يوم 6 تشرين الثاني من عام 1975 أمام منزله في مدينة سان هوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وكان أيشاي الذي أنتخب بطريركا في مخيم بعقوبة للاجئين الأثوريين عام 1920 وهو بعمر 11 سنة، قد نفته الحكومة العراقية وأسقطت عنه جنسيته زمن الحكم الملكي أواخر عام 1933 بعد أحداث سميل المأساوية والتي راح ضحيتها مئات الأثوريين بعد تمردهم على الحكومة وإنتقالهم إلى سوريا بشكل غير شرعي وعودتهم إلى العراق ثانية بعد أيام قلائل.

وبعد أن أمضى مار شمعون إيشاي 53 عاما في خدمة الكنيسة الشرقية الأثورية (النسطورية) كان قد سبق وإن قدم إستقالته من منصب البطريركية إلى المجمع الكنسي (السنهودس) عام 1972، وتزوج من إحدى قريباته عام 1973، وإنعزل في بيته الجديد على ضفاف المحيط الهادىء في الولايات المتحدة. إلا أن أتباعه رأوا في ذلك خروجا على النظام الكنسي الذي إستمر لأكثر من 650 عاماً، فجرى إغتياله بإطلاق النار عليه، وقد حكمت محكمة أمريكية على القاتل عام 1976 بالسجن مدى الحياة، فيما أطلق سراحه بعد عدة سنوات ليقيم في كندا في الوقت الحاضر. 14

المبحث الخامس

نهاية نظام ناطر كرسيا

لقد قاد التزمت بهذا النظام غير المقدس، والذي لا يُعَد من قبيل العقائد المقدسة داخل الكنيسة، وإنما من قواعد الإدارة فيها، والتي هي في جوهرها قواعد تنظيمية لتسير شؤون الكنيسة مؤقتا، والتي يجوز الاتفاق على مخالفتها أو تعديلها أو حتى إلغاءها، إلى حوادث مؤلمة. وهذا النظام أملته ظروف سياسية معينة، وكان من المفروض أن يلغي العمل به بمجرد زوال تلك الظروف، إلاَّ أن التدخلات الخارجية، وفي مقدمتها التدخل البريطاني نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ونظرا لما يحققه هذا النظام من مصالح شخصية للبطريرك وعائلته التي إستقرت أخيراً في أميركا وبريطانيا فقد جرى التشبث بهذا النظام رغم كل الإنتقادات والإنقسامات التي شهدتها هذه الكنيسة. وكان للتمسك الأعمى بهذا النظام نتائج مأساوية منذ البداية وحتى النهاية.

وقد ذهب المطران يوسف بابانا إلى أن نظام التوارث البطريركي هذا قد إنتهى عام 1803 بوفاة آخر البطاركة الشمعونيين بالوراثة وهو إيليا الثالث عشر إيشوعياب (1804-1778). وكتب بهذا الصدد يقول:

“وهكذا إنطوت الصفحة الأخيرة لعشيرة بني عمون أي عائلة بيت الأب التي برز منها عشرون بطريركاً، أولهم طيماثاوس الأول سنة 1318م وأخيرهم يوحنان هرمز 1760-1837م.” 15

والواقع أن يوحنان هرمز هو شقيق البطريرك إيليا الحادي عشر الذي توفى في 1778م، وتنافس على الكرسي البطريركي يوحنان وإبن عمه مار إيشوعياب الذي كان ناطر كرسيا الذي إنتزع المنصب لنفسه عام 1804. مما حدا بيوحنان أن ينتقل إلى الكثلكة في كنيسة القديسة مسكنته بالموصل عام 1826، فجرى تعيينه مطرانا على الموصل، ثم معاونا بطريركيا، وأخيرا أصبح بطريركا للكلدان عام 1829حتى تاريخ وفاته في 1837.

وللتاريخ فإن نظام ناطر كرسيا قد توقف منذ وفاة البطريرك مار شمعون روئيل في 29 آذار 1903، حيث لم يكن قد رشح شخص لهذا اللقب إلى قبل وفاته ب 14 يوما فقط. ففي 15 من ذلك الشهر كان قد رسم بنيامين مطراناً.

وحتى تنصيب بولص شقيق بنيامين بطريركا بعد مقتل أخوه عام 1918 في أورميا قد تم إختياره وهو لم يكن حاملا للقب ناطر كرسي (إي المرشح لحفظ الكرسي البطريركي) والذي يعلن منذ صغره او قبل فترة مناسبة على الأقل، ولكن ظروف الأثوريين في الحرب العالمية الأولى أرغمتهم على ذلك.

وأخيراً، فإن إيشاي قد أختير بطريركا وهو لم يكن ناطراً للكرسي البطريركي أيضا، وجرى تنصيبه في مخيم بعقوبة للاجئين عام 1920 بعد وفاة بولص. ولم يكن هناك إجماع على هذا التنصيب طيلة 53 عاما، حتى مقتله.

1- جدوى هذا النظام في ظل الأوضاع الجديدة وتشتت أتباع الكنيسة الأثورية في بقاع المعمورة، وغدا من الصعوبة على البطريرك إدامة التواصل بينهم كما في السابق، أثناء وجودهم مجتمعين في جبال حكاري بتركيا، يوم كانت القرية الأثورية لا تبعد عن الأخرى سوى مرمى حجر، والناس تتواصل فيما بينها عدة مرات يوميا. أما الأن، فقد إنعزل البطريرك الأخير في ولاية كاليفورنيا بأمريكا، في حين توزع اتباعه في ولايات أخرى مثل شيكاغو ومشيغان، وتناثروا في دول أخرى مثل إيران وسوريا ولبنان وروسيا وكندا وأستراليا وغيرها.

2- بمغادرة الأثوريين لمعاقلهم في حكاري ونزوحهم إلى أورميا في إيران، إنفرط عقدهم، وإنطلق كل رئيس عشيرة (ملك) يقيم علاقاته الخاصة مع أي طرف أجنبي يختاره ويقدم ولائه هو وعشيرته له، على غرار ما فعله البطريرك وأسرته. وهكذا فقد إنضم بعضهم للروس وآخرون لبريطانيا، ومثلهم لفرنسا، وغيرهم لأمريكا. وهكذا تعددت الولاءات وصارعت فيما بينها بحيث فقد البطريرك بريقه وسحره وتأثيره السابق على أتباعه، وتلاشت شيئا فشيئا الكاريزما الدينية للبطريرك.

3- يضاف إلى ذلك، أن إتخاذ الكنيسة صفة كنيسة محاربة (مقاتلة) منذ إعلانها الإنضمام إلى جانب دول الحلفاء في الحرب الكونية (العالمية الأولى) عام 1915، قد خلق لها أعداءً كثيرين، وجلب لها مآسي لا تعد ولا توصف، وقدم تضحيات كثيرة على أمل تحقيق وعد بريطانيا لها بإقامة دولتها المنشودة. فقد وضعت الكنيسة نفسها في موضع مقاتلة العثمانيين والأكراد والعرب، وقاد تحركاتها وكان في مقدمة جحافلها هذه بطريركها الشاب آنذاك مار شمعون بنيامين (1903-1918) الذي أغتيل غدراً على يد إسماعيل آغا المعروف ب (سمكو) زعيم قبيلة الشكاك الكردية.

4- وأخيرا، فإن هذه الكنيسة التي إنعزلت منذ القرن الرابع عشر، شعرت أن الوقت قد حان لإنفتاحها على العالم أولا، وعلى الكنائس الأخرى ثانياً، وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية وغيرها. وقد جرت محاولات تقارب عديدة لاحقاً إلا إنها لم تكلل بالنجاح تماما. وقد قام خلفاء مار شمعون بذلك التقارب، فقد “بدأ البطريرك دنخا الرابع خننيا بالحوار الكنسي مع الكنيسة الكاثوليكية أوائل الثمانينات من القرن العشرين على أمل إزالة الخلاف اللاهوتي التاريخي بين الكنيستين فأبدى البابا يوحنا بولس الثاني موقفا منفتحا بالنسبة لكنيسة المشرق، والتقى رأسي الكنيستين عدة مرات نتج عنها بدء حوار بينهما سنة 1984 توج بتوقيع وثيقة الإيمان المسيحي المشترك بين يوحنا بولس الثاني ودنخا خننيا في 11 تشرين الثاني 1994 والذي نص على الاعتراف المتبادل بصحة إيمان الكنيستين. تلا هذا الإعلان جملة من الاجتماعات سعت للوصول إلى صيغة موحدة للاهوت السوتريولوجيا.”16   وأعقبتها زيارة خلفه البطريرك الحالي للأشوريين مار كيوركيس الثالث، الذي إلتقى البابا فرانسيس في الفاتيكان بتاريخ 17/11/2016.

وهكذا فقد أنتخب أول بطريرك خليفة لهذه الكنيسة من خارج عائلة أبونا عام 1976 وهو المطران دنخا خننيا، مطران طهران لكنيسة المشرق الأثورية، الذي أصبح بطريركاً لها باسم مار دنخا الرابع في عام 1976. وجرت مراسيم تنصيبه في غرب لندن في كنيسة القديس برنابا ليصبح قداسته الخليفة 120 لكرسي ساليق وقطيسفون، ويبدو من ظروف التنصيب أن بريطانيا كان لها دور في إضفاء الإسم الأشوري على هذه الكنيسة، لا سيّما وأن بريطانيا كانت أول من نشر هذا الإسم على هذه الكنيسة وشعبها17 ، وإستخدمتهم كمقاتلين باسم (الحليف الأصغرThe smallest ally )18   لتحقيق غاياتها وتنفيذ مخططاتها بداية القرن الماضي، ثم تركتهم وتنكرت لوعودها لهم في الاستقلال وتكوين دولتهم، وأفقدتهم معقلهم الحصين في جبال هكاري، وخسروا أراضيهم ومزارعهم ومقتنياتهم وكل مدّخراتهم، وفقدوا أكثر من ثلثي شعبهم، ومن مجموع 200 الف شخص، وصل إلى مخيم بعقوبة للاجئين 50 الف فقط. وظّل الأشوريون يصرخون ب “الخيانة البريطانية للأشوريين”19   طيلة قرن كامل. ويبدو أنهم هذه المرة وجدوا في بريطانيا الحليف القديم خير نصير لهويتهم القومية مجدداً.

ولأول مرة منذ أكثر من ستة قرون من تاريخ هذه الكنيسة يغيب إسم مار شمعون كلقب مرادف لصيق بإسم بطريرك هذه الكنيسة. كما إضطرت الكنيسة تحت ضغط أتباعها المتطرفين في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تغيير إسمها الرسمي من (كنيسة المشرق القديمة) إلى (كنيسة المشرق الأشورية).20  

  • خاتمة وإستنتاجات

إن تاريخ كنيسة المشرق يضم في طياته أحداثاً أليمة وصراعات دموية وإنشقاقات عديدة، رغم إن العديد من تلك الأحداث والقصص ظلت مخفية عن أعين العامة، وبقت طي الكتمان، ولم يعرف بها غالبية المسلمين المنشغلين بصراعاتهم الكثيرة منذ وفاة محمد سنة 11 للهجرة حتى يومنا هذا، بعد 1428 سنة من ذلك التاريخ.

ويمكن إستخلاص بعض الإستنتاجات من جراء تطبيق هذا النظام الوراثي الكنسي طيلة ستة قرون، وهي: –

1- إن هذا النظام أملته الحروب التي سادت المنطقة طيلة تلك الفترة.

2-  إن هذا النظام قد أثر تأثيراً سلبياً على روحية هذ الكنيسة العريقة، وحولها إلى مؤسسة تهتم بمصالح شخصية وفئوية ضيقة.

3- كثرة التدخلات الأجنبية التي تعرضت لها الكنيسة بعد توافد بعثات تبشيرية متصارعة فيما بينها منذ منتصف القرن التاسع عشر، مما قاد إلى تنامي الصراعات داخل تلك العائلة وأقطابها. فمنهم من سعى لتقويض النظام ومنهم من بل كل جهد لإبقائه.

4- لعبت المصالح الشخصية دورا في التنقل من النسطرة (المذهب النسطوري) إلى الكثلكة (المذهب الكاثوليكي)، مما عجل بنهاية هذا النظام.

5-  لعبت المصالح السياسية للدول العظمى آنذاك على جلب المآسي والويلات على هذه الكنيسة التي سرعان ما وجدت نفسها تتعامل مع قضايا سياسية خطيرة. أدت إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، ودفع العديد من البطاركة حياتهم ثمناً لها.

وقد إنطبعت الطوائف المسيحية الشرقية على إختلاف مذاهبها وكنائسها التاريخية بطابع بيئتها الإسلامية، وهذا ما أدركه الغرب منذ زمن بعيد، فإستثمروا قدراتهم القتالية المجانية مقابل وعود كاذبة. وعلى الرغم من مظاهر التودد والمحبة الزائفة التي يتبادلها رؤساء تلك الطوائف، إلا أن خلافاتهم ظلَّت عميقة، لكنها لا تكاد تذكر بسبب إنعدام طابع العنف في معظمها، وهي في كل الأحوال تخلف آثاراً نفسيةً عميقة الآثر، وإنقساماً لانهاية له. وهذا ما حدا بأحد أوائل المبشرين الأمريكان في العراق (روجر كريغ كامبرلاند) إلى وصف ذلك في مذكراته غير المنشورة عام 1930 بقوله: “الطوائف المسيحية المختلفة، هي من بقايا الكنيسة القديمة، وأحدهم يودِّع الآخر إلى الجحيم بحفاوة بالغة، ونحن كغرباء، إذا ما إرتبطنا بصداقة خاصة مع أي فئة منهم، فإن ذلك يعني بأننا لسنا أصدقاء للبقية أجمع. ففكرة الوقوف على الحق، بغض النظر عن أية فئة أو مجموعة، هي مسألة فوق إدراك العقل المحلي لأية ملَّة”. 

د. رياض السندي

كاليفورنيا في 15 آذار 2018

1- أي مطران، للتهيئة لإستلام المنصب البطريركي بعد وفاة عمه. وهذا ما تكرر تماماً مع مار إيشاي عام 1920، الذي كان عمره 11 سنة آنذاك.

2 – لويس ساكو (البطريرك) تاريخ الكنيسة الكلدانية خلاصة تاريخية، بغداد 2015، ص34.

3 – الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية، موقع بطريركية بابل على الكلدان، في 9 أكتوبر، 2011، الرابط:

http://saint-adday.com/?p=476

لم يذكر إسم كاتب هذه الدراسة. ولكنها نشرت في مواقع أخرى باسم المطران سرهد يوسب جمو، مطران الكلدان في كاليفورنيا، وقد نشرت أولا في مجلة نجم المشرق عدد (48) السنة الثانية عشرة (4) 2006 (ص 455-465). والمرجح أن إسمه قد حذف بسبب الخلافات الكنسية المعروفة.

 4 – نسبة إلى بابا روما.

5 – نشر لاحقا بعنوان (تاريخ بطاركة البيت الأبوي) تأليف المطران إيليا أبونا، تحقيق وترجمة بنيامين حداد، دهوك 2008.

6 – الاركدياقون د. خوشابا كوركيس، نافذة على تاريخ كنيسة المشرق، موقع كنيسة المشرق القديمة، حلقة (1)، الرابط:

http://www.karozota.com/ny2007/dr.khoshaba/Churchhistory1.html

7 – مملكة الحجاز، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

8 – لمزيد من التفصيل، أنظر، ئوميد ياسين رسول “ظاهرة الاغتيالات السياسية لزعماء الكرد 1930_1995″، رسالة ماجستير (غير منشورة) مقدمة إلى كلية الآداب بجامعة المنصورة في جمهورية مصر العربية في مايس 2015. 

9 – The Church of the East and The Church of England By J. F. Coakley PP 261 – 263

10- الاركدياقون د. خوشابا كوركيس، نافذة على تاريخ كنيسة المشرق، مصدر سابق، ح (2).

11- بولص ملك خوشابا، مصدر سابق، ص26-28.

12-  من أبرز مظاهره هو أن الإحتفال بعيد ميلاد المسيح لدى عموم الكاثوليك هو 25 كانون الأول من كل عام، في حين أن الكنيسة الشرقية الأثورية تحتفل به في 7 كانون الثاني من كل عام. أي بفارق زمني مقداره أسبوعين فقط.

13- الاركدياقون د. خوشابا كوركيس، نافذة على تاريخ كنيسة المشرق، مصدر سابق، حلقة (5)،

http://www.karozota.com/ny2007/dr.khoshaba/Churchhistory5.html

14 – لمزيد من التفاصيل، أنظر، جرجيس فتح الله، نظرات في القومية العربية حتى العام 1970، الجزء الخامس، ط1، أربيل 2012، ص2557 وما بعدها.

15 – المطران يوسف بابانا، مصدر سابق، ص194.

16 – كنيسة المشرق، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

17- أنظر، د. بهنام أبو الصوف، الأثوريون الحاليون (الآراميون النساطرة/السريان) وعلاقتهم بالأشوريين القدماء، موقع أبو الصوف، في 18 أيلول 2011. وكذلك، موفق نيسكو، كيف سَمَّى الإنكليز السريان النساطرة بالآشوريين ج1، موقع قناة عشتار الفضائية، في 2015-07-18. وكذلك، عبدالمسيح بويا يلدا، من أين جاء الآثوريون الى العراق؟ مجموعة مقالات في 7 أجزاء، على موقع كلدايا. نت في Feb, 20 .2012

18- هو عنوان كتاب ألفه بالإنكليزية وليم ويگرام (1872–1953م)، ونشره سنة 1920، مقتبساً التعبير من رئيس أساقفة كارنتربري Randall Davidson (1903–1928م) الذي استعمله إبان الحرب في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني حيث استعمل تعبير (حلفاؤنا الآشوريون) إشارة إلى النساطرة.

19- هو عنوان كتابه أصدره يوسف مالك، باللغة الإنكليزية طبع في الولايات المتحدة عام 1935، وترجمه إلى العربية يونان إيليا يونان عام 1981.

 20 – غدا إسمها الرسمي الدقيق مذاك هو “كنيسة المشرق الرسولية الجاثليقية الآشورية المقدسة”. أنظر، كنيسة المشرق، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.

 رياض السندي، روجر كريغ كامبرلاند – المبشر الأمريكي في دهوك (1894-1938)، مجلة متين (دهوك-العراق) العدد 79 الصادر في آب 1998، ص106.

*************************************************

The translation to English and Russian;,below
Перевод на английский и русский,ниже

Third. Family Schism – The Nimrod Conflict 1903

Much has been written about this incident. The debate revolved around the role of the patriarch Benjamin’s family
In the killing of the entire Nimrod family, some of them attributed it to the incitement and planning of a family
The Patriarch, and some of them exonerated them. After looking at many sources
Historical and in Arabic, English and Assyrian languages, and testimonies of some witnesses
Seeing this tragic incident, the following can be drawn

Firstly. It is one of the episodes of the struggle for the Patriarchal See

Second The rebellion of Nimrod to deny him the position of the patriarch led him to change his doctrine from
Nestorianism to Catholicism in 1903, a style that has long been repeated by opponents of succession
Patriarchate since 1552

Third The dispute between the young patriarch Benjamin and Nimrod has moved from sectarian loyalty to political loyalty, focused on staying with Turkey as Turkish subjects or joining with the allies as agents of Russiain in the beginning and Britain later

Fourthly. The role of the patriarch and his family in this tragedy cannot be hidden although he does not appear directly and this is evidenced by the intention of this crime, which can be described as a political crime that contradicts political interests between its parties, especially in the circumstances of the global war, which is the elimination of any opposition to the access of the Assyrians to the Allies side, which the Patriarch himself officially declared war on the Ottoman Empire on May 10, 1915 in an exaggerated rush, where he sacrificed his brother Hurmiz who was studying in Istanbul and was arrested in Mosul by order of his governor and executed publicly after the patriarch responded to the governor’s message in response to sacrifice and impulsion Together, the Patriarch said: “I am a popular leader and my sons are many so how can I surrender my people for the sake of my brother Hurmiz, he is only one person, so let his life be an offering to his nation. While Al-Sharif Hussien who was Sharif of Mecka was able to save his two sons, Ali and Faisal, who were also studying in Istanbul, and Jamal Pasha, the Ottoman Minister of the Navy, intended to arrest them in the same year. No matter what, the fate of Al – Sharif Hussien was no better than the patriarch

And the indisputable fact is that killing, physical liquidation, or political assassination was one of the most prominent means of liquidating opponents at that time. the matter did not stop at the killing of Nimrod and his family. After 3 years, Patriarch Benjamin was killed by Simko on 3/19/1918, and Simko was also killed by the Iranian forces in September of the year 1930

And detailed the accident as follows

“Patriarch Mar Shimon Ruwell had fallen from his horse in the month of November 1902. He suffered from hemiplegia as a result of the bloody bleeding that he suffered. The patriarch did not recover from this injury despite the fact that Dr. Oshana was brought in The spring of 1903 from Urmia to Qudhjanis to treat him.But the patriarch Mar Ruwell Shimon died of his injury on March 29, 1903. The Patriarch, on March 15, 1903, ordained Benjamin to the degree of Archbishop, raising him from Hibethtyaqna ( the Apostolic Deacon) to a Archbishop in one day. The aim of this quick ordination was to secure and qualify the Patriarch, a member of the family to the rank (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ)for fear of a the vacant seat, because Mar Oraha who was Archbishop of headspatriarch was in Mosul at the time with the rest of the Nimrud family, and Mar Yualaha Bishop of Barwar to discuss the possibility of union with the Chaldean Church

Arrangements were made for the ordination of a new patriarch to replace the deceased patriarch Mar Ruwell, the eligibility for this position was for Archbishop Mar Oraha, Nimrod’s nephew or their second cousin, the priest Yousif, but unfortunately for them both were in Mosul. Mar Benjamin’s position was weaker, as he was not supported by any of the major Assyrian clans. Therefore, according to the advice of Mr. Brown, the official of the Missionary of the Canterbury Mission in Qudhjanis, the marriage of Rumih who was the older sister of Mar Benjamin with Shlimon, son of Malik Ismail (Upper Tyareh), and thus, at least Mr. Brown secured their support. Mr. Brown sent an urgent message to Sheikh Sadiq (Aga Nyeri), requesting the speedy dispatch of Mar Iskhaq Khnanishu, Archbishop of Rustaqa, for the purpose of ordaining Benjamin to the Patriarchal rank

Archbishop Khnanishu arrived in Qudhjanis on April 10, 1903. On the evening of the day before the ordination, a group of armed men appeared on the snow-capped mountain peaks in front of Qudhjanis and people thought they were men from Lower Tyareh sent by Nimrud to prevent the ordination of the patriarch. Some gunmen were urgently dispatched to investigate the matter, but they appeared to be men of the Diz tribe coming to support Benjamin’s ordination

Mar Benjamin was ordained to the Patriarchal seat of the Nestorian Church of the East in the Church of Mar Shalita in Qudhjanis on Sunday morning, April 12, 1903, by Mar Iskhaq Khnanishu Mitravolet Rostaqa, assisted by some priests and deacons without the presence of any of the heads of the independent Assyrian clans in Tyareh and Hakkari, except for Upper Tyareh, as a result of Affinity as mentioned above

The Nimrud family from Mosul returned to their village Qudhjanis, but the relationship between them and the sixteen-year-old little patriarch remained tense. On the threshold of the outbreak of the Great World War, the intelligence officers of foreign countries increased their hesitation to the patriarchate in Qudhjanis and wooed them to the young patriarch … Thus the intentions of Mar Shimon and his family and the inhabitants of the village of Qudhjanis became exposed and clear so they left their village to the Diz tribe and remained there only Nimrud cousin of Mar Shimon And his family, who raised the Turkish flag on his home because he declared his loyalty to the Turkish government

On May 19, 1915, Nimrud and his son Shalita, his nephew Jonathan, and six of his nephews were killed in the village of Qudhjanis at the hands of a clan of the tribes of Tkhuma, Baz, and Diz, at the behest of Patriarch Mar Benjamin and the instigation of Surma Khanem. Mar Shimon Benjamin had left Qudhjanis to Diz, from there he instructed forty men from the mentioned clans, and under the leadership of a group of those who depended on them to implement his orders to go to Qudhjanis and killed all males of the Al Nimrud family , his cousins, on the pretext that Nimrud refused to obey his orders to the hostility of the Ottoman Empire, and he did not leave his village, Qudhjanis and raising the Turkish flag to his home as a Turkish citizen. He believes that he wanted to eliminate Nimrud before his ideas spread among the Assyrian clans, and remained loyal to the government. At the time when the message of Mar Benjamin Shimon to the Russians was seized by the Turks, which made him bear the responsibility alone before the Ottoman state on the one hand and fail before his Russian and English friends if he did not succeed in fulfilling his pledge to incite the Assyrians to stand against the Turkish state on the other hand. These people moved from Diz to Qudhjanis and upon their arrival at the Nimrud House, they told him that they came to take them to the Diz clan to reconcile with his cousin Mar Shimon Benjamin. Nimrud, who was sick and bedridden, answered that he would welcome their request with great pleasure and ordered that food and bedding be prepared for them until the next day so that members of his family could prepare themselves for travel. On the second day, these men asked to meet with Nimrud in the abandoned house of Mar Shimon before leaving Qudhjanis. Upon entering that house, they were arrested, their hands and legs tied with ropes, and they were brutally tortured. Then (Al- Nimrud) told them; (If this is the form of reconciliation that you intend to conduct, we ask for mercy that you allow us only three minutes to perform our last prayer.)

However, these ruthless men opened their guns on these young men who were defeated, and they found them dead who were floundering in their blood in the same room where Mar Shimon had previously sat. Then they returned to Nimrud’s house and killed him in his bed. They also killed Jonathan, his nephew on the staircase, while he got off the second floor because he heard the sound of guns. After that they tied each of the two others together with ropes on the pretext of taking them to the Diz clan, including Shalita, the son of Nimrud, who was young, handsome, strong and cultured. On the way, they shot and killed them all, except for Shalita, who managed to escape and hide behind a tree in the woods after suffering a severe wound to his stomach. Shalita was dressing his wound with pieces of his clothes while he was walking at night until he reached the village of Tervons, where his aunt named Nabet lived in Tervons,and she tried to help him unsuccessfully, as he died of his wounds. Likewise, 28 members of that family, who were afflicted by women and children, died as a result of starvation and cold, and the lack of people providing them with help, for fear that they might meet the same fate. Among those who perished was Archbishop Orahim who was nephew of Nimrud, who was the first candidate to be a patriarch in place of Elmar Shimon Benjamin, except that the Benjamin family (not the name of His Holiness the Patriarch) was more powerful than the family of Nimrud, who had the legal right to obtain the patriarchate according to the custom of Assyrians clans, so the Benjamin family took this chair for itself. The Archbishop Orahim died of starvation and thirst as he was screaming and asking for a glass of milk in exchange for his golden religious seal, which was estimated at 14 Turkish liras. However, no one dared to help him despite his illness, so he died in the village of Mar Oraha on the Zab River, and so was the end of this afflicted family. Five days after the killing of Nimrud and his family members, Mar Shimon Benjamin came to Qudhjanis with a group of Russian Cossacks soldiers and a number of his followers and they started shooting joy in the air in joy at the time when the bodies of those afflicted by members of the Nimrud family were spread in Qudhjanis that the Predatory birds eat corpses. A surviving woman from Al Nimrod took this opportunity and started attacking and insulting Elmar Shimon in order to provoke him to order her killing because she preferred death to life after watching this horrific crime committed in front of her. The genocide of this family is believed to have occurred for the following reasons

1Get rid of competitors in the patriarchal chair

2Displace opponents of the policy of involving the Assyrians in the First Great War before the idea of ​​rejecting the clans came into force

Fourth. ; The second split is the Tum Darmo conflict of 1964-1968

In 1968, a debate arose again over the continuity of the position of the patriarch, as well as over the decision of the patriarch to follow the new calendar in the church and the change of the Julian calendar to the Gregorian calendar on March 28, 1964, which led to the proclamation of Metropolitan Mar Tuma Darmo (bishop) of the Indian Church East.the separation from the original church and the cessation of its duties in it, and the appointment a patriarch on a Saloqiah chair – Qatisfon, an ancient eastern church in Baghdad in the name of Patriarch Mar Adi II Giwargis after major disagreements with Patriarch Mar Shimon Ishai, who was expelled abroad, who lives in San Francisco

The main reason for this second split, after the first defection of Yukhanna Solaqa in 1553, is due to news published by a British magazine on the nomination of a one-day-old child to inherit the patriarchal position, detailing it as published by the site of the old dissident Eastern Church, as follows

The straw that broke the camel’s back

In August of 1955, Patriarch Mar Ishay Shimon was visiting London to inspect the family of his brother Sargon Pasha, and the wife of Sargon Pasha was about to give birth to her firstborn baby. The English journalist Canon Douglas, who was the friend of the patriarch, interviewed him in the “Church Times” magazine. The interview was published on August 17, 1955, and it came in the second paragraph of the interview and was made by the patriarch

[The fact that he is here in London is waiting for his brother’s wife, Sargon Pasha, to give birth to his first child to baptize him and put his hand to him to become the next patriarch of this church, according to the inherited one, because the patriarchy is in the Church of the East became hereditary in the Al-Mar Shimon family many centuries ago.]

In the paragraph that followed, it was stated that Sargon Pasha’s wife gave birth to her first-born baby girl and not a male as expected. A Assyrian residing in London put a copy of this issue for the (Church Times) magazine in an envelope and sent it to Mar Tuma Darmo, Archbishop of India. Patriarch of the Church under the title ” patriarch is in his mother’s womb.”we published the photo of the article in the previous episode. A person has sent a copy of the magazine attached to the response of Archbishop Mar Tuma Darmo, asking, “Do your Holiness believe that the Church of the East permits the ordination of a one-day-old child as its patriarch?” Is there a law that allows this procedure? No, there is no such law and the church will never allow it, especially since we live in the twentieth century AD

A copy of the magazine arrived with the response of Archbishop Mar Tuma Darmo to the Patriarch on May 5, 1960, and the Patriarch felt that this response was a great insult to him and the media war between the Archbishop and Patriarch continued. The Patriarch decided to approach the believers of the Church of India with all these correspondence, including the letter of Pastor Manu Oshana in which mentioned

Fifth. The assassination of Patriarch Mar Ishai 1975

We have indicated – previously – that the patriarchal church system has started with a murder, and strangely enough, it ended with a killing incident as well

The last patriarch of the Mar Shimon family, who assumed the post of patriarch of the Nestorian Eastern Church (later Assyrian), which is Mar Shimon Ishai 23rd and the last in this family, was tragically and sadly assassinated by one of his followers, David (Dawed) Malik Yaqo Malik Ismail, on the evening of November 6. From 1975 in front of his house in San Jose, California, USA

Eshai, who was elected patriarch in the Bakub refugee camp for the Assyrians in the 1920s when he was 11 years old, was rejected by the Iraqi government and his citizenship was revoked from him during the reign of the monarchy in late 1933 after the tragic events in Simele which claimed the lives of hundreds of Assyrians after their rebellion against the government and their illegal movement to Syria and their return to Iraq a few days later

After Mar Shimon Ishai spent 53 years serving the Eastern Assyrian Church (Nestorian), he had previously submitted his resignation from the position of the Patriarchate to the Synod (Synod) in 1972, married one of his relatives in 1973, and was isolated in his new home on the shores of the Pacific Ocean in United State. However, his followers saw this as a departure from the ecclesiastical system, which lasted for more than 650 years, and he was assassinated by shooting him.In 1976, a US court sentenced the murderer to life imprisonment, while he was released several years later to reside in Canada today

The fifth topic
system (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) The end of the

This led of the holding on to this unholy system, which is not considered a sacred doctrine within the Church, but rather from the rules of administration in it, which are essentially organizational rules for the temporary functioning of church affairs, and it is permissible to agree to violate it, amend it, or even cancel it, to painful accidents. This system was dictated by certain political circumstances, and it was supposed to abolish it as soon as these conditions disappear, except that the external interventions, particularly the British intervention at the end of the nineteenth and early twentieth century, and given the personal interests of this system of the patriarch and his family that finally settled in America and Britain have been attached to this system despite all the criticisms and divisions in this church. The blind adherence to this system had tragic results from start to finish

Further, archbishop Yousif Babana said that this patriarchal system of patriarchy ended in 1803 with the death of the last shimeonians patriarch in inheritance, Elia XIII Ishoiaab (1804-1778). He wrote in this regard he says

Thus, the last page of the (Bani Ammon clan), meaning the family of (Beth Abouna), from which twenty patriarchs emerged, the first of them is Timatheous I in the year 1318 AD, and the last of them is Yuhannan Hurmiz 1760 -1837 AD

In fact, Yuhannan Hurmiz is the brother of the eleventh patriarch, who died in 1778 AD, and he competed for the patriarchal seat , Yuhannan and his cousin, Mar Ishoiaab who was a (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) who seized the position for himself in 1804 . Which prompted Yuhannan to converted to the Catholic Church in his church in Mosul in 1826, He was appointed Archbishop of Mosul, then as an aide to the Patriarch, and finally he became Patriarch of the Chaldeans in 1829 until the date of his death in1837

And for history, the system of (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) of the Church has ceased since the death of Patriarch Mar Shimon Ruwell on March 29, 1903, when a person had not nominated this title until 14 days before his death. On the 15th of that month, Benjamin appointed as a Archbishop

Unto appointed of Paulis, the brother of Benjamin as a patriarch after the killing of his brother in 1918 in Urmia, he was chosen while he was not the title holder of (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) (meaning the candidate to preserve the patriarchal seat), which was announced from a young age or at least an appropriate period before, but the circumstances of the Assyrians in the First World War forced them to that

Finally, Ishai was elected Patriarch, although he was also not (Natyr Kursiya) and was appointed to the Bakuba refugee camp in 1920 after the death of Paulis. There was no consensus on this appointment for 53 years, until his death

Epilogueand and conclusions

Some conclusions can be drawn from the application of this canonical genetic system for six centuries, namely

1This system was dictated by the wars that prevailed in the region during that period

2This system negatively affected the spirit of this ancient Church, and turned it into an institution concerned with narrow personal and sectarian interests

3The large number of foreign interventions that the Church has been completed to since the arrival of conflicting missionaries between them since the mid-nineteenth century, which led to the growth of conflicts within that family and its poles. Some of them sought to undermine the system, and some of them even made every effort to keep it

4Personal interests played a role in moving from Nestorianism (Nestorianism) to Catholicism (Catholicism), which precipitated the end of this system

5The political interests of the great powers at the time played to bring tragedies and calamities to this church, which soon found itself dealing with serious political issues. It led to great material and human losses, and many patriarchs paid their lives for it

The Eastern Christian denominations have differentiated their different doctrines and churches in the nature of their Islamic environment, and this is what the West realized long ago, so they invested their free fighting capabilities in exchange for false promises. Despite the appearances of of false cordiality that the leaders of these sects exchange, their differences remained profound, but they are negligible due to the lack of a character of violence in most of them, and in any case they have deep psychological effects and an endless division. This is what led one of the first American missionaries in Iraq (Roger Craig Cumberland) to describe this in his unpublished memoirs of 1930 by saying: “The different Christian denominations are the remnants of the old church, and one of them is bidding farewell to hell with great enthusiasm, and we as strangers, if we are linked With a special friendship with any of them, this means that we are not friends with the rest of the whole, so the idea of ​​standing on the right, regardless of any group or group, is a matter above the local mind’s awareness of any religion

Notice http://nala4u.com adheres to the Assyrian naming as a nation, history, language and non-binding so-called Kurdistan, and apologizes to dear readers for not translating all the research. For the importance of this research, it was therefore was re-published with appreciation

**********************************************

Третий. Семейный раскол – конфликт Нимрода 1903

Много было написано об этом инциденте. Спор вращался вокруг роли семьи патриарха Вениамина
Нимродов некоторые из них приписали этому
Патриарх и некоторые из них невинныйих. Посмотрев на многих источниках
Исторические и на арабском, английском и ассирийском языках, а также показания некоторых свидетелей
Видя этот трагический инцидент, можно сделать следующее

В первую очередь. Это один из эпизодов борьбы за Патриарший престол

Во-вторых, бунт Нимрода, лишивший его позиции патриарха, привел его к изменению своей доктрины
Несторианство к католицизму в 1903 году, стиль, который долгое время повторялся противниками правопреемства
Патриархат с 1552 года

В-третьих, спор между молодым патриархом Вениамином и Нимродом перешел от религиозной верности к политической верности, сосредоточенной на том, чтобы остаться с Турцией как с подданными Турции или присоединиться к союзникам как агентам России в начале и Великобритании позже

В-четвертых. Роль патриарха и его семьи в этой трагедии не может быть скрыта, хотя он не предстает перед нами напрямую, о чем свидетельствует намерение совершить это преступление, которое можно охарактеризовать как политическое преступление, противоречащее политическим интересам между его сторонами, особенно в обстоятельства глобальной войны, которая заключается в устранении любого противодействия доступу ассирийцев на сторону союзников, когда сам Патриарх официально объявил войну Османской империи 10 мая 1915 года в преувеличенном порыве, где он пожертвовал своим братом Гурмиз, который учился в Стамбуле и был арестован в Мосуле по приказу своего губернатора и публично казнен после того, как патриарх ответил на послание губернатора в ответ на жертву и побуждение. Вместе Патриарх сказал: «Я популярный лидер, и у меня много сыновей так как я могу сдать свой народ ради моего брата Хурмиза, он всего лишь один человек, так что пусть его жизнь будет подношением его нации. Аш-Шариф Хуссьен, который Шариф из Мекки смог спасти своих двух сыновей, Али и Фейсала, которые также учились в Стамбуле, и Джамаль-паша, министр военно-морского флота Османской империи, намеревался арестовать их в том же году. Несмотря ни на что, судьба Аш-Шарифа Хуссиана была не лучше, чем патриарх

И бесспорным фактом является то, что убийство, физическая ликвидация или политическое убийство были одним из наиболее заметных способов ликвидации противников в то время. дело не остановилось на убийстве Нимрода и его семьи. Через 3 года Патриарх Вениамин был убит Симко 19.03.1918 г., а Симко был также убит иранскими войсками в сентябре 1930 г

И подробно описал аварию следующим образом

920/5000«Патриарх Мар Шимон Рууэл упал со своей лошади в ноябре 1902 года. Он страдал от гемиплегии в результате кровопролития, которое он перенес. Патриарх не оправился от этой травмы, несмотря на то, что доктора Ошана привезли в больницу. Весной 1903 года из Урмии в Куджанис, чтобы лечить его. Но патриарх Мар Рувелл Шимон скончался от полученных травм 29 марта 1903 года. Патриарх 15 марта 1903 года рукоположил Вениамина до степени архиепископа, подняв его из Хибеттякны ( Апостольский диакон) архиепископу за один день. Цель этого быстрого рукоположения состояла в том, чтобы обеспечить и присвоить Патриарху, члену семьи звание (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ), из-за боязни освободить место, потому что Мар Ораха, который был архиепископом headspatriarch был в Мосуле в то время с остальной частью семьи Nimrud, и епископом Marwar Yualaha Барвара, чтобы обсудить возможность союза с халдейской церковью

Были приняты меры для рукоположения нового патриарха вместо умершего патриарха Мара Рувелла, право на эту должность было предоставлено архиепископу Мар Орахе, племяннику Нимрода или их двоюродному брату, священнику Юсифу, но, к сожалению, оба они были в Мосуле. Положение Мар Бенджамина было слабее, так как он не был поддержан ни одним из основных ассирийских кланов. Поэтому, согласно совету г-на Брауна, должностного лица миссионера Кентерберийской миссии в Куджани, брак Румиха, который был старшей сестрой Мар Бенджамин, с Шлимоном, сыном Малика Исмаила (Верхнего Тиаре), и, таким образом, по крайней мере, мистер Браун заручился их поддержкой. Г-н Браун направил срочное послание шейху Садику (Ага Ньери) с просьбой о скорейшей отправке архиепископа Рустака Мар Исхака Хнинишу с целью рукоположить Вениамина в патриаршее звание

Архиепископ Хнинишу прибыл в Куджанис 10 апреля 1903 года. Вечером накануне рукоположения на заснеженных горных вершинах перед Куджанисом появилась группа вооруженных людей, и люди подумали, что это были люди из Нижнего Тире, посланные Нимрудом. предотвратить рукоположение патриарха. Некоторых боевиков срочно отправили расследовать дело, но, похоже, это были люди из племени Диз, пришедшие поддержать рукоположение Бенджамина

Мар Вениамин был рукоположен в Патриаршее место Несторианской Церкви Востока в церкви Мар Шалита в Куджанис в воскресенье утром 12 апреля 1903 года Маром Исхаком Хнинишу Митраволетом Ростакой, которому помогали некоторые священники и дьяконы без присутствия какого-либо глав независимых ассирийских кланов в Тиаре и Хаккари, за исключением Верхнего Тиаре, в результате сродство, как упоминалось выше

Семья Нимруд из Мосула вернулась в свою деревню Куджани, но отношения между ними и шестнадцатилетним маленьким патриархом оставались напряженными. В преддверии начала Великой мировой войны офицеры разведки зарубежных стран усилили свои колебания перед патриархатом в Куджани и добились их от молодого патриарха … Таким образом, намерения Мар Шимона и его семьи, а также жителей Деревня Куджанис стала открытой и чистой, поэтому они оставили свою деревню племени Диз и там остался только двоюродный брат Нимруда из Мар Шимона и его семья, который поднял турецкий флаг на своем доме, потому что он заявил о своей лояльности турецкому правительству

19 мая 1915 года Нимруд и его сын Шалита, его племянник Джонатан и шесть его племянников были убиты в деревне Куджанис от рук клана племен Тхума, Баз и Диз, по велению Патриарха Мар Бенджамин и подстрекательство Сурмы Ханем. Мар Шимон Бенджамин оставил Куджаниса Дизу, оттуда он дал указание сорока мужчинам из упомянутых кланов и под руководством группы тех, кто зависел от них, выполнить его приказы отправиться в Куджанис и убить всех мужчин семьи Аль Нимруд. его двоюродные братья под предлогом того, что Нимруд отказался подчиниться его приказам враждебности Османской империи, и он не покинул свою деревню Куджанис и поднял турецкий флаг к себе домой как гражданин Турции. Он считает, что хотел уничтожить Нимруда до того, как его идеи распространились среди ассирийских кланов, и оставался лояльным правительству. В то время, когда турки захватили послание Марта Бенджамина Шимона русским, что заставило его нести ответственность в одиночку перед османским государством, с одной стороны, и потерпеть неудачу перед своими русскими и английскими друзьями, если ему не удалось выполнить его обещание подстрекать ассирийцев выступить против турецкого государства с другой стороны. Эти люди переехали из Диза в Куджанис, и по прибытии в Дом Нимруд, они сказали ему, что пришли, чтобы отвезти их в клан Диз, чтобы помириться со своим двоюродным братом Маром Шимоном Бенджамином. Нимруд, который был болен и прикован к постели, ответил, что с большим удовольствием принял бы их просьбу, и приказал готовить еду и постельные принадлежности до следующего дня, чтобы члены его семьи могли подготовиться к поездке. На второй день эти люди попросили встретиться с Нимрудом в заброшенном доме Мар Шимона перед тем, как покинуть Куджани. Войдя в этот дом, они были арестованы, их руки и ноги были связаны веревками, и их жестоко пытали. Затем (Аль-Нимруд) сказал им; (Если это та форма примирения, которую вы намереваетесь провести, мы просим пощады, чтобы вы дали нам всего три минуты на нашу последнюю молитву.)

Тем не менее, эти безжалостные люди открыли свое оружие в отношении этих молодых людей, которые были побеждены, и нашли их мертвыми, которые барахтались в их крови в той же комнате, где ранее сидел Мар Шимон. Затем они вернулись в дом Нимруда и убили его в своей постели. Они также убили Джонатана, его племянника на лестнице, в то время как он сошел со второго этажа, потому что услышал звук пистолетов. После этого они связали друг с другом веревками под предлогом отвода их в клан Диз, включая Шалиту, сына Нимруда, который был молодым, красивым, сильным и культурным. По дороге они застрелили их всех, кроме Шалиты, которой удалось сбежать и спрятаться за деревом в лесу после тяжелой раны в животе. Шалита заправлял свою рану кусочками одежды, пока шел ночью, пока не достиг деревни Тервонс, где жила его тетя по имени Набет в Тервонс,и она безуспешно пыталась помочь ему, так как он умер от ран. Аналогичным образом 28 членов этой семьи, которые были поражены женщинами и детьми, умерли от голода и холода, а также от отсутствия людей, оказывающих им помощь, из-за страха, что они могут столкнуться с той же судьбой. Среди погибших был архиепископ Орахим, который был племянником Нимруда, который был первым кандидатом на пост патриарха вместо Эльмара Шимона Вениамина, за исключением того, что семья Вениамина (не имя Его Святейшества Патриарха) была более могущественной, чем семья Нимруда, который имел законное право получить патриархат по обычаю ассирийских кланов, поэтому семья Бенджаминов заняла это кресло для себя. Архиепископ Орахим умер от голода и жажды, когда он кричал и просил стакан молока в обмен на свою золотую религиозную печать, которая была оценена в 14 турецких лир. Тем не менее, никто не осмелился помочь ему, несмотря на его болезнь, поэтому он умер в деревне Мар Ораха на реке Заб, как и конец этой несчастной семьи. Через пять дней после убийства Нимруда и членов его семьи Мар Шимон Бенджамин приехал в Куджанис с группой солдат российских казаков и нескольких его последователей, и они начали стрелять в воздух в радости в то время, когда тела пострадавших Члены семьи Нимруд были распространены в Куджани, что хищные птицы едят трупы. Выжившая женщина из Аль-Нимрода воспользовалась этой возможностью и начала нападать на Эльмара Шимона и оскорблять его, чтобы спровоцировать его на приказ об убийстве, потому что она предпочла смерть жизни, наблюдая за этим ужасным преступлением, совершенным перед ней. Считается, что геноцид этой семьи произошел по следующим причинам

1Избавьтесь от конкурентов в патриархальном кресле

Сместите противников политики вовлечения ассирийцев в Первую великую войну 2до того, как идея отказа от кланов вступила в силу

В-четвертых. ; Второй раскол – это конфликт Тома-Дармо 1964-1968 годов

В 1968 году снова возникли споры о преемственности положения патриарха, а также о решении патриарха следовать новому календарю в церкви и изменении юлианского календаря на григорианский календарь 28 марта 1964 года. , что привело к провозглашению митрополитом Мар Тумой Дармо (епископом) индийской церкви Востока. Отделение от первоначальной церкви и прекращение ее обязанностей в ней, а также назначение патриарха на кафедре салокии – катисфон, древний восток церковь в Багдаде во имя Патриарха Мар Ади II Гиваргиса после серьезных разногласий с патриархом Маром Шимоном Ишаем, который был выслан за границу и который живет в Сан-Франциско

Основная причина этого второго раскола, после первого ухода Юханны Солака в 1553 году, связана с новостями, опубликованными в британском журнале о назначении однодневного ребенка на наследство патриархальной позиции, с подробным изложением его в том виде, в каком оно было опубликовано сайт старой диссидентской Восточной Церкви, следующим образом

Солома, сломавшая спину верблюда

В августе 1955 года Патриарх Мар Ишай Шимон посетил Лондон, чтобы осмотреть семью своего брата Саргон-паши, и жена Саргон-паши собиралась родить своего первенца. Английский журналист Канон Дуглас, который был другом патриарха, взял у него интервью в журнале «Церковные времена». Интервью было опубликовано 17 августа 1955 года, оно вошло во второй абзац интервью и было сделано патриархом

[То, что он здесь, в Лондоне, ждет, когда жена его брата, Саргон-паша, родит своего первенца, чтобы крестить его и приложить руку к нему, чтобы стать следующим патриархом этой церкви, согласно унаследованному, потому что патриархат в Церковь Востока стала наследственной в семье Аль-Мар Шимона много веков назад.]

В последующем абзаце было указано, что жена Саргон-паши родила свою первенца, а не мужчину, как ожидалось. Проживающий в Лондоне ассирийский гражданин положил копию этого номера в журнал (Church Times) в конверт и отправил его архиепископу Индии Мар Тума Дармо. Патриарх Церкви под названием «Патриарх в утробе своей матери». Мы опубликовали фото статьи в предыдущем эпизоде. Человек прислал копию журнала, приложенную к ответу архиепископа Мар Тума Дармо, спрашивая: «Верит ли Ваше Святейшество, что Церковь Востока допускает рукоположение однодневного ребенка в качестве своего патриарха?» Есть ли закон, который разрешает эту процедуру? Нет, такого закона нет, и церковь никогда его не допустит, тем более что мы живем в двадцатом веке нашей эры.]

5 мая 1960 года архиепископ Мар Тум Дармо ответил Патриарху на копию журнала, и Патриарх посчитал этот ответ большим оскорблением для него, а медийная война между архиепископом и патриархом продолжалась. Патриарх решил связаться с верующими Церкви Индии со всей этой перепиской, включая письмо пастора Ману Ошана, в котором упоминается

В-пятых. Убийство патриарха Мар Ишаи в 1975 году

Ранее мы указывали, что патриархальная церковная система началась с убийства, и как ни странно, она также закончилась убийственным инцидентом

Последний патриарх семьи Мар Шимон, который занял пост патриарха Несторианской Восточной Церкви (позже ассирийский), который является 23-м Маром Шимоном Ишаем и последним в этой семье, был трагически и печально убит одним из своих последователей, Дэвидом (Dawed) Малик Яко Малик Исмаил вечером 6 ноября. С 1975 года перед своим домом в Сан-Хосе, штат Калифорния, США

Эшай, который был избран патриархом в лагере беженцев Бакуба для ассирийцев в 1920-х годах, когда ему было 11 лет, был отклонен правительством Ирака, и его гражданство было отозвано у него во время правления монархии в конце 1933 года после трагических событий в Симеле который унес жизни сотен ассирийцев после их восстания против правительства и их незаконного перемещения в Сирию и возвращения через несколько дней в Ирак

После того, как Мар Шимон Ишай провел 53 года в служении в Восточной Ассирийской Церкви (несториане), он ранее подал в отставку с поста Патриархии в Синоде (Синоде) в 1972 году, женился на одном из своих родственников в 1973 году и был изолирован в своем Новый дом на берегу Тихого океана в Соединенных Штатах. Однако его последователи рассматривали это как отход от церковной системы, которая длилась более 650 лет, и он был убит выстрелом в него. В 1976 году американский суд приговорил убийцу к пожизненному заключению, а несколько лет спустя он был освобожден. проживать в Канаде сегодня

Пятая тема
системы (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) Конец

Это привело к сохранению этой нечестивая система, которая считается не священной доктриной в Церкви, а скорее правилами управления в ней, которые по сути являются организационными правилами для временного функционирования церковных дел, и допустимо согласиться на нарушать его, исправлять или даже отменять, в случае несчастных случаев. Эта система была продиктована определенными политическими обстоятельствами, и она должна была отменить ее, как только эти условия исчезнут, за исключением того, что внешнее вмешательство, особенно британское вмешательство в конце девятнадцатого и начале двадцатого века, и учитывая личные интересы эта система патриарха и его семьи, окончательно обосновавшаяся в Америке и Великобритании, была присоединена к этой системе, несмотря на всю критику и разногласия в этой церкви Слепая приверженность этой системе имела трагические результаты от начала до конца

Далее, архиепископ Юсиф Бабана сказал, что эта патриархальная система патриархата закончилась в 1803 году смертью последнего патриарха шимеонов в наследстве, Элия XIII Ишойаб (1804-1778). Он написал по этому поводу он говорит

Таким образом, последняя страница (клан Бани Аммон), означающая семью (Бет Абуна), из которой вышли двадцать патриархов, первая из них – Тиматус I в 1318 году нашей эры, а последняя из них – Юханнан Хурмиз 1760 -1837 н.э

На самом деле Юханнан Хурмиз является братом одиннадцатого патриарха, который умер в 1778 году нашей эры, и он боролся за патриаршее место Юханнана и его двоюродного брата, Мар Ишояаб, который был (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ), который захватил положение для себя в 1804 году. Что побудило Юханнана перейти в католическую церковь в его церкви в Мосуле в 1826 году, он был назначен архиепископом Мосулским, затем помощником Патриарха, и, наконец, он стал Патриархом Халдеев в 1829 году до даты своей смерти в 1837 году

И что касается истории, система (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ) Церкви прекратилась после смертиПатриарха Мар Шимона Рувелла 29 марта 1903 года, когда человек не назначал этот титул до 14 дней до своей смерти. 15 числа того месяца Вениамин назначен архиепископом

До назначения Паулиса, брата Вениамина, в качестве патриарха после убийства его брата в 1918 году в Урмии, он был избран, он не был обладателем титула (ܢܛܪ ܟܘܪܣܝܐ), (имеется в виду кандидат на сохранение патриаршего места), что было объявлено с раннего возраста или, по крайней мере, до соответствующего периода, но обстоятельства ассирийцев в Первой мировой войне заставили их

Наконец, Ишай был избран Патриархом, хотя он также не (Натир Курсия) и был назначение в лагере беженцев Бакуба в 1920 году после смерти Полуса. Не было единого мнения об этой назначение в течение 53 лет, до его смерти

Эпилог и выводы

Некоторые выводы можно сделать из применения этой канонической генетической системы в течение шести веков, а именно

1Эта система была продиктована войнами, которые преобладали в регионе в этот период

2Эта система негативно повлияла на дух этой древней Церкви и превратила ее в институт, занимающийся узкими личными и религиозными интересами

3С момента прибытия конфликтующих миссионеров между ними, начиная с середины девятнадцатого века, было совершено большое количество вмешательств со стороны иностранных государств, что привело к росту конфликтов внутри этой семьи и ее полюсов. Некоторые из них стремились подорвать систему, а некоторые даже приложили все усилия, чтобы сохранить ее

4Личные интересы сыграли свою роль в переходе от несторианства (несторианства) к католицизму (католицизму), что ускорило конец этой системы

5Политические интересы великих держав того времени играли, чтобы вызвать трагедии и бедствия в этой церкви, которая вскоре столкнулась с серьезными политическими проблемами. Это привело к большим материальным и человеческим потерям, и многие патриархи заплатили за это своей жизнью

Восточно-христианские деноминации дифференцировали свои разные учения и церкви по природе своего исламского окружения, и это то, что Запад давно осознал, поэтому они вкладывали свои свободные боевые возможности в обмен на ложные обещания. Несмотря на то, что лидеры этих сект обменивались ложной сердечностью, их разногласия оставались глубокими, но они незначительны из-за отсутствия характера насилия у большинства из них, и в любом случае они имеют глубокие психологические последствия и бесконечное разделение. Именно это побудило одного из первых американских миссионеров в Ираке (Роджера Крейга Камберленда) описать это в своих неопубликованных воспоминаниях 1930 года, сказав: «Разные христианские конфессии являются остатками старой церкви, и один из них прощается с черт возьми, с большим энтузиазмом, и мы как незнакомцы, если мы связаны особой дружбой с кем-либо из них, это означает, что мы не дружим с остальным целым, поэтому идея стоять справа, независимо от любая группа или группа, вопрос выше осведомленности местного разума любой религии

Обратите внимание, что http://nala4u.com придерживается ассирийского наименования как нации, истории, языка и не обязательными так называемый Курдистан и приносит свои извинения дорогим читателям за то, что не перевел все исследования. Для важности этого исследования, поэтому было переиздано с благодарностью

لمنابعة القسم الاول والثاني; انقر على الرابطين ادناه
Follow the first and second sections; Click on the two links below.
Следовать первому и второму разделам; Нажмите на две ссылки ниже

هذه المقالة كُتبت في التصنيف ابحاث ودراسات, الارشيف, دين, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.