بقلم غســان يونان
الجسـم الآشـوري منهـكٌ وبحاجـة للترميم
25 / 05 / 2015
http://nala4u.com
إن الجسـم الآشـوري اليـوم مُثقـلٌ بشـتّى أنـواع الظـلم والغـدر وقسـوة الـزمـن. كيف لا، وهـو الـذي ينـاضـل مـن أجـل المحـافظـة علـى اسـتمـراريـة وجـوده فـي بيئـة مبنيـةٍ علـى التنـاقضـات والخـلافـات المسـتعـرة منـذ آلاف السـنين. فالجبهـات متعـددة كمـا الأزمنـة والمـواقـع، لكـن المخـطط هـو ذاتـه ولـو تعـددت أو تغـيرت الـوجـوه والأدوات. ومـا صمـود شــعبنـا ومنـذ أكـثر مـن سـتة آلاف سـنة أمـام كـل محـاولات القهـر والتنكيـل والقتـل والتشـريـد – وفي الكثير مـن الأحيـان بـأدوات داخليـة – إلاًّ بـرهـانـاً سـاطعـاً لحبّـه وفعـل إيمـانـه القـوي بالعيـش سـيداً حـراً مسـتقـلاً علـى أرض آبـائـه وأجـداده.
إن الحـاجـة الملحـة للمحـافظـة علـى اسـتمـراريـة هـذا الـوجـود تكمـن فـي تمـاسـك الأبنـاء والتـآخـي فيمـا بـين بعضهـم البعـض تمـامـاً كمـا هـو التـاريـخ والـواقـع الـذي نعيشـه معـاً.
فالمطلـوب مـن أهـل القلـم أن يتـابعـوا مسـيرتهـم القـوميـة وألاّ يتحـولـوا إلـى اللـون الأصفـر فـي مـا يكتبـون، ونفـس الشـيء ينطبق علـى مـؤسـسـات شــعبنـا جميعهـا فعلـى كـل مؤسـسـة أن تعـرف جيـداً مــــدى حجمهـا وقـدرتهـا علـى التـأثـير فـي خضمٍ كـل هـذه المتغـيرات، فمـا ينقصنـا وبكـل صـراحـة هـو عـدم الالتفـاف حـول القـواسـم المشـتركـة ورسـم الخطوط الحـمراء فـي القضـايـا القـوميـة، فلكـل فـرد دور كـافٍ ليقـوم بـه وذلـك بـدون شـك ينطبق علـى المـؤسـسـات أيضـاً، فالتنظيـمات فـي داخـل الـوطـن لهـا الأولـويـة فـي بت القضـايـا الـداخليـة ومـا علـى المـؤسـسـات الخـارجيـة (فـي المهجـر) إلاّ أن تكـون الصـدى القـوي لشـقيقـاتهـا فـي الـداخـل، هـذا فعـلاً إذا كـانت النيّـة متـوفـرة لـدى الجميـع، وأمـا عكـس ذلـك كمـا يحـاول البعض اليـوم بمنـاداتـه بشـعارات بعيـدة كـل البعـد عـن الـواقـع والمنطـق، هـذا البعض الـذي بـأكـثريتـه حتـى لـم يـزر أرض الأجـداد وبالـرغم مـن ذلـك تكـون مطـالبـاتـه ضـربٌ مـن الخيـال.
إن السـاحـة الآشـوريـة تتسـع للجميـع، شـريطـة أن يعـرف كـل فـردٍ أو مجمـوعـة أو مـؤسـسـة حجمهـا، وهـذا لا يعني قطعـاً التنكـر لأي جهـدٍ نحـن بـأمـس الحـاجـة إليـه.
فقـراءة التـاريـخ ضـرورة مـاسـة وحـاجـة مُلحّـة لئـلاّ نبقـى الحلقـة الأضعف فـي المنطقـة وفـي كـل مـرة نتعـرض فيهـا للمجـازر الجماعيـة كتلك التي تحصل اليـوم فـي قـُرى الخـابـور وسـهل نيـنـوى. فـالمسـؤوليـة تقـع علـى عـاتق كـل واحـدٍ منّـا وكـلّ فـي مجـال عملـه.
فـي الختـام، إن الجسـم الآشـوري هـذا، بحـاجـة لإعـادة الترميـم مـن جـديـد ونفض الغبـار عنـه حتـى يخلـق الآشـوري الجـديـد ويـرى الأمـور علـى حقيقتهـا.
غسـان يونان