بقلم غســان يونان
من الحكم الذاتــي إلى التهجــير القســري!!
11 / 06 / 2012
http://nala4u.com
هل هو تشـاؤم أم واقـع أم ما بينهمــا..، فمنـذ عقـود من الزمن والحلم الآشــوري كان بتحقيق الحكم الذاتــي على أرض الآبـاء والأجـداد ـ بيت النهرين
ـ، إذ كان هـذا الحلم يدغدغ مشـاعر كل فرد آشـوري سـواء كان من خلال عمل
منظم أم من خلال شـعور (خَفي) داخلـي كان يُترجم بالعطـاءات المتواضعـة ضمن
المحيط المتعايـش فيـه.. وكما أن المسـتجدات والتطورات المتكررة التي كانت
تعصف بمنطقتنـا من حين لآخـر، جعلت هذا الحلم لدى مجموعـات من أبنـاء
شـعبـنا يأخـذ أبعـاداً سـياسـية واجتماعيـة.. أو: ـ أبعـاد إسـتراتيجيـة! ـ
ولو أنهـا على المسـتوى الخارجي لم تتحلى بهذه الصفات، لكــن العمل أخـذ
تلك الأبعـاد من دون العودة إلى ذوي الخبرات أو الاسـتعانة بهـا للمساعدة
في وضع برامج سياسيـة تنظيميـة يُعمل من أجل تطبيقهـا ولا ترمى في زوايا
النسـيان كما هو حاصل اليوم. فأصحاب الخـبرات، كانوا قد تمسـكوا بالحـد
الأدنـى مـن الضرورات أو التاليـــة:
– تثبيت وتعزيز الوجود الآشـوري
– ترتيب البيت الداخلي وتنظيمـه ضمن أطر عملانيـة
– تربيـة الأجيـال تربيـة قوميـة ولو ضمن المسـموح بـه
– تحديد
القواسـم المشـتركة وربـط المجتمـع الآشـوري في أماكن تواجـده بعضا ببعض
مع تطبيق قوانين ودساتير الدول المتواجدين على أراضيهــا
– تشـكيل هيكليـة جامعـة تحتضن الكل وتعمل لأجل الكل من خلال العودة إلـى الهدف الأسـمى وهو جعل الحلم الآشـوري حقيقـة واقعـة.
فبعـد
أن تراءى لدى البعض أو تصوّر (وبدون خبرات) بأنه قـد بنى مؤسـسـات
(سـياسـية كانت أم دينيـة أم اجتماعيـة…إلخ.) يسـتطيع من خلالهـا تحقيق
طموحات شـعبه (إن جاز التعبير).. وعمل في السـنوان الأخـيرة معتقداً بأن
الحلم بات على قاب قوسـين!.. فجاءت النتيجـة للأسـف مغايرة تمامـاً، وأدت
كل تلك المؤسسات التي كان يفتخـر بهـا شـعبنا الآشـوري إلـى إعادتنـا
عشـرات إن لم يكن مئـات السـنين إلى الوراء.. ومن سـيدفع الثمن، أجل ، ثمن
هذا التهجير الأخـير الذي حصل في مدينة الموصل وما سبق ذلك وما سيلحقه (لا
سمح الله)، فلا البيت الآشوري تم ترتيبه من الداخل ولا مؤسساتنا موحدة ولا
كتابنا ومفكرينا متفقون على هويتنا وقوميتنا ولا من تنسـيق داخلي أو خارجي
يمكننا من التمسك بمقومات وجودنت في أرضنا..، فالفوضى قائمـة على قدم
وسـاق، ولا محاسـبة أو عقاب على الأخطـاء المميتـة بحق شـعب وأمـة
وتاريـخ.. التزوير في التاريخ والهويـة والجغرافيـة (من خلال التهجير
مؤخراً) أصبح مسـتمراً دون أية مقاومـة سـياسـية منظمـة ومدروسـة..
فأي عاقل سـينتظر نتائج إيجابيـة في ظل هكـذا جـو عاصف!!..
اليوم،
نعيش واقعـاً أليمـاً، هو حرمان شـعبنا حتى من أبسـط حقوقـه، حيث القتل
والتهجير وانتهاك الكرامات…إلخ. ولا تسـتطيع مؤسساتنا سوى إصدار بيانات
استنكار و..(!!..) وأمـا دعاة تحقيق الحكم الذاتي
فباتوا علـّة العلل، لكــــن، الشيء الذي نأسـف عليـه بصراحـة، هو
اسـتمراريـة هرولة البعض لتأييد هذه المجموعة أو تلك أو هذا الفريق ضد ذاك
وبينمـا الجوهر أصبح من المسـتحيلات في ظل هكـذا قيـادات وهكذا نخب، وبينما
الخبرات التي يسـتطيع شـعبنا الاعتماد عليهـا بجدارة، لا تتمكن من إيصال
صوتها إلى حيث يجب أن يصل بسـبب التعتيم المقصود بحق هؤلاء المخلصين…
على شـعبنا الآشـوري أن يبقى متمسـكاً بالأمل، فلا حيات بدون أمل وأملنـا هو هـذا الجيـل الجـديد الطالـع، علـّـه ي
غســان يونان
20/11/2008
تنويه (nala4u); لاهمية االمقالة..لذا تم اعادة نشرها مع التقدير. غســان يونان