جولة في الإپونيمات (أَ)
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
04 / 01/ 2020
http://nala4u.com
الإپونيم/مسماة، eponym، مصطلح يوناني دخل لغاتٍ كثيرةً منذ العام ١٨٣٣، ومعناه إطلاق اسم شخص معيّن على شيء ما، مكان، مفهوم، شعب، فترة إلخ. وهذا النهج الإپونيمي موغل في القِدم. الأشوريون في الألف الأوّل قبل الميلاد مثلًا دعوا كلّ سنة باسم شخصية بارزة. وفي روما القديمة المشتقّ اسمها من مؤسّسيها روموس ورومولوس، حملت بعض السنوات أسماء قناصلة معيّنين، فسنة ٥٩ ق. م. عُرفت باسم قنصلية يوليوس وقيصر. واسم أثينا أُطلق عليها نسبة لإلهة الحكمة والعدل والفن والمسؤولة عن زيت الزيتون والنسيج في الميثولوجيا الإغريقية.
ومن المعروف للكثيرين، أن الكنيسة الكاثوليكية، هي التي أوجدت التقويم المسيحي، الذي اتّخد ولادة يسوع المسيح نقطة البداية، ويسمّى باللاتينية Anno Domini أيّ لسنة السيّد. والتقويم العامّ المستعمل هو التقويم الغريغورياني نسبة لاسم البابا غريغوريوس الثالث عشر، والتقويم السابق له المعروف باسم يولياني يحمل اسم يوليوس قيصر. واسما الشهرين تموز وآب، يوليو وأوغست باللغات الأجنبية جاءا نسبة للقيصرين يوليوس قيصر وأوغوستوس قيصر.
وفي العالَم العربي يمكن الإشارة إلى مدينة الخليل الفلسطينية التي تحمل اسم أبينا إبراهيم الخليل (خليل/صديق الله)؛ الحقبتان الأموية والعباسية عرفتا بهذين الاسمين نسبة لبني أميّة وبني العباس وفي العصر الراهن يمكن التنوية بالمملكة العربية السعودية نسبة لآل سعود. وفي البلاد دعيت مدينة نتانيا بهذا الاسم نسبة لناتان شتراوس (١٨٤٨١٩٣١) رجل الأعمال اليهودي الأمريكي والألماني الأصل.
في ما يلي مقتطفات من الإيپونات.
* لِحية هارون؛ عصا هارون- Aaron’s beard Aaron’s rod
إنّهما اسمان لنبتتين. الأولى تُدعى أيضًا باسم وردة شارون أو نبتة القدّيس يوحنّا، زهورها صفراء كبيرة. وأصل التسمية يعود إلى الكتاب المقدّس، إلى سفر المزامير ١٣٣: ١٢ ”ما أطيبَ وما أحلى أن يُقيم الإخوةُ معا، فذلك مثل الزيت الطيّب على الرأس، النازلِ على اللحية، لحية هرون، النازل على طوق قميصه“. ”عصا هارون“ اسم نبتة ذات سنابل طويلة، فيها زهور صفراء وأوراقها زغبية. وأصل التسمية يعود إلى أحد القضبان التي وضعت في خيمة الاجتماع/الشهادة، وعصا هارون كانت قد برعمت وأزهرت في اليوم التالي، وأنضجت لوزا (سِفْر العدد ١٧: ١١٣). وهارون، كما هو معروف، مؤسّس الكهنوت في اليهودية.
* حِضن إبراهيم- Abraham’s bosom
تشير هذه العبارة إلى مكان رُقاد الشخص المبارك. وهذا معروف عند شكسبير في روايته رتشارد الثالث، الفصل الرابع، المشهد الثالث ”أبناء إدوارد يرقدون في حضن إبراهيم“؛ أمّا الأصل فيعود إلى إنجيل البشير لوقا ١٦: ١٩٣١، وفي العدد الثاني والعشرين نقرأ ”ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم“. الجدير بالذكر أن ّعبرية التلمود تستعمل ”الجلوس بحضن إبراهيم“ بمعنى ”دخول الجنّة“.
* أكاديميا- academy
أصلها بالإغريقية academeia ومعناها روضة المُتْعة التي كانت في ضواحي أثينا، حيث كان الفيلسوف أفلاطون يعلّم في أواخر القرن الرابع ق. م.، ويعود اسم الحديقة إلى بطل الميثولوجيا الإغريقية أكاديموس. معنى اللفظة اليوم، كما لا يخفى على الكثيرين، هو مدرسة تدريب مثل أكاديميا عسكرية؛ وفي أُسكتلندا تعني مدرسة ثانوية. ومن معاني اللفظة أكاديميا جمعية أناس متعلّمين منظّمين لتطوير الفنون والعلوم: الأكاديميا الملكية، الأكاديميا الفرنسية إلخ.
* تفّاحة آدم – Adam’s apple
إنّها النتوء البارز في القسم الأمامي من العنق، الغضروف الدرقي. عادة تظهر هذه التفاحة عند الذكور في سنّ البلوغ وتكبُر تدريجيا. يُعتقد وَفق التقاليد السائدة أنّ التسمية ”تفّاحة آدم“ (جوزة الحلق) تعود إلى الاعتقاد القائل بأنّ قطعة من تفّاحة الشجرة المحرّمة قد علقت بحلق آدم. وممّا يجدُر ذكره أنّ الكتاب المقدّس لا يذكر بأنّ تلك الفاكهة كانت تفّاحا.
* أدونيس -Adonis
في الميثولوجيا الإغريقية هو شاب وسيم جدّا، اشتهر بوسامته الفائقة وأحبّته أفروديت، إلهة الجمال والجنس والحبّ والإنجاب، ولدى الرومان هي فينوس. خِنزير قتل أدونيس بينما كان يمارس الصيد فأحيته بيرسيفون ابنة ديمتير ربّة الأراضي المفلوحة. وقد احتفل به في الكثير من الأعياد كإله النباتات، ويرمُز موته وإحياؤه إلى التعفّن الموسمي وولادة الطبيعة من جديد.
* كهف علاء الدين – Aladdin’s cave
يدُلّ على مصدر أو مكان ثراء هائل، يعود أصله إلى القصّة الشرقية: علاء الدين أو المصباح السحري. علاء الدين، ابنُ الخيّاط الصيني الفقيرُ يستخدمه ساحر بربري لجلب فانوس ذي قوى سحرية من كهف تحت الأرض.
* ألْچورثم algorithm (خوارزمية)
طريقة حلّ مسائل رياضية، مستخدمة خطوة خطوة بتسلسل منطقي رياضي. لفظة algorithm تحوّلت من algorisme الإنجليزية في القرون الوسطى المتحدّرة من الفرنسية القديمة ولاتينية القرون الوسطى. ومصدر اللفظة هو اسم الرياضي العربي محمد بن موسى الخوارزمي (٧٨٠ ٨٥٠ م.) الذي لُقّب بأبي الحاسوب. والخوارزمي أدخل النظام الهندي العَشري واستخدام الصفر في الرياضيات العربية.
* مرض ألْزهايمر Alzheimer’s disease
سُمّي هذا المرض الخطير الذي يصيب خلايا المخ ويؤدّي إلى فُقدان الذاكرة، إلى الضبابية والاستصعاب بالقيام بمهام يومية. قد يصيب هذا المرض الذي لا علاج له حتّى اليوم الفئة العمرية ٤٠٥٠ عاما. اسم هذا المرض يحمل اسم مكتشفه، طبيب الأمراض العصبية الألماني، Alois Alzheimer, 1864-1915.
* أمبير Ampere
أو اختصارًا amp. اسم وَحْدة التيّار الكهربائي، وكذلك قانون أمبير الأساسي في دراسة الديناميكا الكهربائية، وهذا الاسم يعود لاسم العالم الفرنسي المخترع André Marie Ampère, 1775-1836، وقلِ الأمر نفسَه بالنسبة للڤولت والواط، وهما اسمان لعالمين إيطالي Volta وأُسكتلندي Watt.
* أمازون- Amazon
إنّها امرأة رياضية قويّة فارعة الطول. وفي الميثولوجيا الإغريقية كان آل أمازون أمّة من المقاتلات اللواتي عشن على شواطىء البحر الأسود. ومعنى لفظة ”أمازون“ هو ”بدون ثدي“ وذلك لأنّ الأمازونيات، كما قيل، قد نزعن الثدي الأيمن ليتسنّى لهنّ شدّ القوس بشكل أسهل. ويُعتقد أنّ نهر الأمازون في جنوب أمريكا، قد سمّي بهذا الاسم لأنّ المكتشف الإسباني فرانسيسكو دي أوريلّانا، ادّعى أنّه شاهد مقاتلاتٍ هناك في العام ١٥٤١. اللفظة اليونانية غالبًا ما ترد بصيغة الجمع وقد يكون أصلها من لفظة في لغة غير هندو-أوروبية وغير معروفة، ومن المحتمل أنّها متحدّرة من اللغة الفارسية ”هَمَزَن“ بمعنى ”مقاتل معًا“ وفي التأثيل الشعبي (folk etymology) يُقال إنّها مشتقّة من a- بمعني بدون و mazos أو mastos أي ثدي = بدون ثدي. واستخدمت هذه اللفظة ”أمازون“ في عصر الإنجليزية الحديث المبكّر بمعنى ”مقاتلة طويلة وقوية، إمرأة رجالية، الملكة في لعبة الشطرنج“.
* أريستارْش Aristarch
هذه اللفظة تعني ”ناقد صارم متحذلق“ وهي مستمدّة من Aristarchus of Samothrace circa 220-circa 145 BC الذي كان نحويًا وناقدًا ومدير مكتبة الإسكندرية لمدة ثلاثة عقود تقريبا. أشرف على تحرير آثار مؤلّفين إغريقيين كثيرين، ولا سيّما ملحمتي هوميروس الإلياذة والأوديسة فرتّبهما في ٢٤ كتابا.
* Assasin- الحشّاشين
معنى هذه اللفظة ”الشخص الذي يقتل آخر بارزًا بدوافع سياسية في الأساس“. واللفظة مشتقّة من العربية من اسم لطائفة إسلامية سرية وأصولية عملت في بلاد فارس وسوريا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، زمن الحروب الصليبية بقيادة حسن بن الصباح المكنّى بـ ”شيخ الجِبال“. ولهذه الطائفة سمعة سيّئة من جرّاء حملتها الإرهابية التي رمت للهيمنة على العالم الإسلامي. ”الحشاشين“ أي ”أكلة الحشيش“ لأنّهم، كما يُعتقد، كانوا يتناولون الحشيش أو أنّهم دخّنوه قُبيل قيامهم بأعمالهم الشرّيرة. ومن العربية دخلت هذه اللفظة إلى الفرنسية والإيطالية واللاتينية في منتصف القرن الثالث عشر ثم إلى لغات أخرى.
* Banting – إنقاص الوزن/تنْحيف
اسم نظام لإنقاص الوزن عن طريق تناول الكثير من الطعام الغني بالبروتين، وتجنّب السكّر والنشويات والدهنيات. أطلق اسم هذا النظام على اسم متعهّد لندني يدعى وليم بانتچ (William Banting 1797-1878) الذي عانى من وزن زائد فظيع، جرّب عدّة طرق لإنقاص الوزن، مثل الحمّام التركي والتمارين الشاقّة ولكن بدون نتيجة، ولذلك لجأ إلى حِمْية صارمة بدون كاربوهيدرات رسمها له د. هارڤي أخصائي الأذنين . وقد أدّت هذه الحمية إلى فقدان ٤٦ باوندًا أي ٢١ كغما وتقصير محيط الخاصرتين بـ٣٢ سما. وقد ألّف بانتنچ كتابًا عن تجربته هذه حمل العنوان ”رسالة حول البدانة“ (Letter on Corpulence) وصدر عام ١٨٦٣ وفيه عرض بالطبع سُبله في التنحيف. يذكر أن بانتنچ كان في عَقْده السادس حينما شرع في نظامه التنحيفي وقد عاش إحدى وثمانين سنة.
* البندكتيون Benedectine
الرهبان البندكتيون أو الرهبان السود بسبب لباسهم الأسود، هم الأقدم في أوروبا، ويسيرون وَفق أحكام صارمة و يدمجون الواجبات الدينية بالدراسة بالتعليم والأعمال اليدوية المختلفة. هذه الرهبنة تحمل اسم مؤسّسها Benedict of Nurcia circa 480- circa 543 ، كرّمته الكنيسة الكاثوليكية قدّيسًا وشفيعًا لأوروبا والطلاب. أهم أعماله ”مبادىء القدّيس بندكت“ وهو مؤسس الرهبنة الغربية. وعلى اسمه أيضًا سمّي نوع من المشروب liqueur Benedectine ويحمل الاختصار DOM أي Deo optimo maximo أي: لله، الأحسن والأعظم.
* مريم الدموية – Bloody Mary
كوكتيل مُسْكِر موثّق منذ العام ١٩٤٧، مكوّن بالأساس من الڤودكا وعصير الطماطم، سمّي باسم ملكة إنچلترا وإيرلندا Mary Tudor (١٥١٦١٥٥٨ وملكة من ١٥٥٣١٥٥٨) التي حظيت بهذا النعت لأنّها اشتهرت باضطهادها الشديد للبروتستانت في محاولتها إعادة الكاثوليكية اللاتينية إلى إنچلترا. قرابة الثلاثمائة رجل وامرأة حُرقوا على عمود، ومن ضمنهم ملكة إنجلترا السابقة السيّدة جين چري وزوجها ومطرانان وبطريرك كانتربيري توماس كرانمر وآخرون كثيرون سُجنوا واضطُهدوا.
* لِحية زرقاء – Bluebeard
هذه اللفظة وبالفرنسية la barbe bleue، تشير أصلًا إلى شخص في الفولكلور الأوروبي، كان يتزوّج ثم يقتل الزوجة الواحدة تلو الأخرى، ويُخفي الجثت في حجرة مغلقة. يذكر أنّ أقدم حكاية خيالية كتبها شارل بيرو (Charles Perrault, 1628-1703) ونشرت عام ١٦٩٧ وفيها يقتل الزوج المغري ستّ زوجات ولكن السابعة نجت بمجيء أشقائها الذين قضوا على الزوج المجرم بالسيف. ويظنّ أن ذلك الزوج القاتل هو غيل دي ريز (Gilles de Rais, 1405-1440) ومصادر أخرى تشير إلى تاريخ أقدم. ويُحكى أنّ دي ريز كان ثريًا وذا لحية زرقاء.
* بوچُس – bogus
ما زال أصل هذه اللفظة غير مثبت. هنالك عدّة نظريات بشأن أصل هذه اللفظة التي تعني ”مزيِّف، مزوِّر“. تذهب بعض النظريات إلى أنّ هذه اللفظة معدّلة عن الاسم Borghese وهو رجل إيطالي عاش في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وكان قد زوّد أمريكا بأوراق نقدية مزوّرة. واختصر الاسم Borghese وأصبح bogus وبهذا الاسم سُمّيت عِملته. ثمة مصادر تذهب إلى أن لفظة bogus كانت في الأصل تدلّ على جهاز لصنع مسكوكات معدنية مزيّفة. ويبدو أن الكلمة قدِ استخدمت للمرة الأولى عام ١٨٢٧. ونظرية أخرى تقول إنّ أصل bogus من bagasse الفرنسية ومعناها ”قُمامة، هُراء“.
* بوليڤيا – Bolivia
هذه الدولة شاسعة المساحة (أكثر من مليون كم٢) في أمريكا اللاتينية، تحمل اسم الجندي ورجل الدولة
(Simón Bolívar-1783-1830) الذي بذل جهودًا متواصلة وموفّقة لتحرير ڤنزويلا وكولمبيا والإكوادور وپيرو من الحكم الإسباني. نجح في تحرير هذه الدول إلا أنّه أخفق في تكوين اتّحاد كونفدرالي جمهوري منها. وفي العام ١٨٢٥ أصبحت دولة منفردة وحملت الاسم بوليڤيا تكريمًا لبوليڤار الذي أصبح لاحقًا رئيسها. إنّه من القلائل جدّا في التاريخ الذين أطلق اسمهم على الدولة ورسموا دستور البلاد.
ينقّي/يشذّب – bowdlerise
القيام بتنقية أو بتشذيب كتاب ما يعني حذف كلّ الألفاظ والفقرات التي تعتبر بذيئة. ويُعتقد أنّ هذا الفعل الإنجليزي مشتقّ من اسم الطبيب البريطاني Thomas Bowdler, 1754-1825 الذي اشتهر بكتابه ”عائلة شكسبير“ الذي صدر عام ١٨١٨ وكان قد أسقط منه كلّ ما رآه كريهًا بغيضًا من حيثُ الكلمات والتعابيرُ وحتّى الشخصيات والحبكات. معنى ذلك أنّه تمّ حذف كلّ ما لا يمكن تِلاوته جهارًا وباحتشام في العائلة. وبعد خمس سنوات أصدر باودلر نصًّا منقّحًا لكتاب إدوارد چبّون ذي الاثني عشر مجلدا ”تاريخ انحدار وسقوط الإمبراطورية الرومانية“. ثمة من يقول إنّ شقيقة توماس، هنريتا ماريا (Henrietta Maria) المعروفة بالاسم Harriet هي التي قامت بتحرير النصّ الأصلي لعائلة شكسبير وليس شقيقها وكان ذلك عام ١٨٠٧.
* بالتناوب، مرّة هذا ومرّة ذاك، فلان/علّان – Box & Cox
يرجع أصل هذه العبارة إلى المسرحية الهزلية التي كتبها الكاتب المسرحي البريطاني John Maddison Morton, 1811-1891 ونشرها عام 1847. وفي المسرحية رجلان، بوكس وكوكس، كانا يعيشان في الغرفة ذاتها، واحد في النهار والآخر في الليل، ولم يعرف الواحد عن الثاني شيئا. في العام ١٨٦٧ حُوّلت المسرحية إلى أوبرا فكاهية. هكذا أخذت هاتان الكلمتان تعنيان ”بالتناوب/بالدور“.
* يقاطع، مقاطعة – boycott
هذا الفعل الإنجليزي الشائع، مشتقّ من اسم مدير عَقارات إيرلندي، هو كابتن تشارلز كاننچهام بويكوت (Captain Charles Cunningham Boycott, 1832-1897). بعد خروجه للتقاعد من الجيش البريطاني عمل بويكوت مديرًا لإدارة ممتلكات إيرل، نبيل في إيرلندا. وفي العام ١٨٨٠ اقترحت جمعية الأراضي تخفيضات في الإيجارات ومن لم يستجب لذلك نفي بلا محاكمة وكان من ضمنهم بويكوت. اضطرّ عمّاله تركه ورفض التجّار التعامل معه وهُدّدت زوجته وفي آخر المطاف أُرغم بويكوت وزوجته على الهروب إلى إنجلترا وأضحى مثلًا أوّلًا لنجاح المقاطعة. وسُرعان ما انتشرت هذه اللفظة إلى لغات أوروبية كثيرة أخذة من الصوامت ب ك ت ما يشبه الجذر كما تبيّن العيّنة العشوائية التالية.
boikotoida، boicotear، boicot، boycot، boicottare، בויקאַט، boicot، boycott، boycott، boikott،
boicote, boycotter, bojkotta, boykottieren.
* بريل – Braille
إنّه نظام قراءة نِقاط بارزة يستخدمه المكفوفون بطريقة اللمس، ويحمل اسم مخترعه الفرنسي لويس بريل (Louis Braille, 1809-1852) الذي فقد بصره عندما كان ابن ثلاث سنوات من جرّاء مِخرز في ورشة والده. وفي العاشرة من عمره، التحق للدراسة في المعهد الوطني للمكفوفين في باريس، وأصبح معلمًا للعميان بسن التاسعة عشرة. والجدير ذكره أنّ لدى المعهد المذكور كانت ثلاثة كتب فقط، وكلّ واحد منها مكوّن من عشرين قسمًا ويزن مائة وثمانين كيلوغراما. في تلك الفترة اخترع ضابط في سلاح المدفعية تشارلز باربيي (Charles Barbier, 1767-1841) طريقة بدائية لما سمّي بالكتابة الليلية، وهي عبارة عن دمج النقاط والشرطات، وتقرأ بحاسّة لمس الأنامل. وبعد عرض باربيي اختراعه هذا في المعهد، أُلهم بريل لصقل ذلك الاختراع ليستعمله المكفوفون. وكان بريل عند بلوغه عشرين ربيعًا قد أصدر كتابه الأوّل Braille حول نظامه الجديد، مطبّقًا مهارته الموسيقية، إذ أنّه كان عازفًا على الأرغن في كنيسة في باريس، وبقي معلمًا في المعهد حتّى مماته. طريقة برايل لتعليم المكفوفين منتشرة الآن في كافّة أنحاء العالم وأعداد كبيرة من الكتب بشتّى المواضيع متوفّرة بهذه الأبجدية إن صحّ التعبير. ويذكر أنّ مخترع هذه الطريقة قد توفي في الثالثة والأربعين من عمره قبل قَبول طريقته والاعتراف بها كاختراع هامّ بوقت طويل. وبرايل لم ير أيّ كتاب من كتبه بالبرايل إذ أنّه كما نوّهنا قد فقد بصره في الثالثة من عمره.