صناعة البؤس… سمير عبيد نموذجاً

بقلم د رياض السندي
صناعة البؤس… سمير عبيد نموذجاً

02 / 10 / 2019
http://nala4u.com

البعض خلق ليكون بائساً بقرارة نفسه. ومهما حاول فإنه لن يخرج عن حالة البؤس لأنه لا يعالج أسبابها الرئيسية. فإذا أردت أن تكون معلما، فعليك أن تتعلم أولا. وبغير ذلك، فدوران الزمن يحوّل الإنسان إلى حيوان يدير عجلة الساقية دون الوصول إلى الماء. والكثيرين ممن كانوا لاجئين في الخارج زمن النظام السابق، قد تعذر عليهم الدراسة أو التعلم نظراً لظروف اللجوء، وعندما أتتهم الفرصة في حكم العراق، تصوروا أن القاعدة السابقة لا قيمة لهم، وإن عليهم أن يصبحوا معلمين دون أن يتعلموا سلفاً. ولهذا بدأنا نسمع عن وزير أو نائب برلماني أو مدير مؤسسة إعلامية أو ثقافية، وبعد أن يقضي عشر سنوات في الوظيفة، يجري طرده منها لإنه لا يملك شهادة الإعدادية.

نموذج للبؤس والشخصية الجوفاء

وسمير عبيد واحد من هؤلاء، فهو لا يملك سوى شهادة المتوسطة ولكنه يسعى بكل وسيلة مشروعة أو غير مشروعة ليصبح موظفاً كبيراً، وقد وجد أسهل لقب يمكن أن يحمله المرء هذه الأيام يتضمن الفخامة والأبهة الفارغة دون أن يشترط في حامله مستوى علمي معين أو شهادة معينة، هو لقب (المستشار السياسي والمحلل الاستراتيجي). وشرع يكتب ويحلل على الفيس بوك كتابات يعتريها الشطط والإندفاع الأعمى، على أمل أن يحظى بمنصب مستشار في الدولة، ولكنه نسي إن أساسه التعليمي أجوف، ومهما حاول مع زملاء المنفى ابتداءاً من المالكي والعبادي وغيره، وكل ما قام به من تملق ومداهنة وتوسل، فقد ظلّ في نظرهم ذلك (مساعد فيتر) في البياع، الذي هرب من الخدمة العسكرية، ليقيم في لندن ثم السويد، ويحمل جواز سفر سويدي سحبته السلطات منه عندما القي القبض عليه في زمن حيدر العبادي الذي ضاق ذرعا بتوسلاته تارة، وبتحليلاته المتطرفة تارة، فألقي القبض عليه في تشرين الأول من عام 2017.

وقد إتصل بي لمرتين عبر الماسنجر، قبل إلقاء القبض عليه بستة أشهر، وكاي إنسان فارغ ظل يشير إلى أن نسبه يمتد لأحد قادة ثورة العشرين في العراق، وهو أمر يكرره دوماً، تجنباً للسؤال التقليدي: ماهي شهادتك؟

ولو كان يملك ذرة من الثقافة، لعَرف إن التباهي بالنسب لا يجدي نفعاً إذا كان الشخص فارغاً وأجوفاً. وكما يقول المثل العراقي: (الكرعة تتباهى بشعر أختها). وإن التاريخ المشرف لا يليق به بل بالرجال العظماء.

فلو كان رجلا حقاً فليقل لنا ما هو تحصيله العلمي؟

وفي المرة الثانية لإتصاله، طلب التحدث مع الشيخ. ولم أعرف في البداية أي شيخ فيهم، وإتضح إنه جمال الضاري، الذي تحدث عن إمكانية عقد مؤتمر دولي حول العراق. ولم أقدم سوى أراء شخصية طيلة ساعة من الحديث، لعدم قناعتي بالمشروع. وكان سمير يسعى للإتصال ب خميس الخنجر، ولكن لم يتم ذلك، لإلقاء القبض عليه.

إن شخصاً فارغاً أجوف كهذا، قد إمتهن البؤس وأصبح صناعته، فقد ظلّ يوالي المالكي دون أن يعيره أي إهتمام، وظل يلعق حذاء العبادي دون أن يعينه متحدثاً بأسمه، أو حتى مستشاراً، كما كن يسعى، مما

دفع هذا البائس إلى مهاجتمه لمصلحته الشخصي، فردّ عليه العبادي رداً قوياً، لم يفعله مع أي معارض حقيقي لسياسته، لا بل إنفرد عن غيره بوصفه سمير عبيد بأنه (كذاب أشر). وهذه حالة نادرة جداً أن يصف رئيس الوزراء شخصاً بهذا الوصف من بين 37 مليون إنسان في العراق.

لا تفعل الإحسان في غير أهله

عندما ألقي القبض عليه، دافعت عنه بدافع إنساني، وكتبت مقالاً عنه بعنوان (وقفة مع إنسان يدعى سمير عبيد) في 14 شباط 2018، رغم إعتراض الكثيرين من الأصدقاء في أنه لا يستحق ذلك، وهذا ما اثبتته الأيام لاحقاً، فحق عليّ الإعتذار منهم، جاء فيه: لا يهمني إذا كان سمير مخطىء في تحليلاته وتنظيراته السياسية، ولا أراها جريمة بكل المقاييس. ولا يهمني إذا كان سمير قد عمل سابقا مصلح سيارات أو عامل مطعم، ولا يهمني دينه ومذهبه ولونه وجنسه، وحتى إنتماءة السياسي، ولكن يهمني أن أرى إنساناً يلقى القبض عليه بطريقة وحشية.”

وسأعرض هجومه القذر وإتهاماته الباطلة عليَ في اليومين الماضيين، ليحكم القارىء إذا كان هذا إنساناً أم لا.

بعد خروجه من السجن، أصبح شخصاً مختلفاً، وقد فسرناها بالتعذيب الذي تعرض له، والذي ربما أفقده رشده وبقية عقله، حتى جاء يوم التظاهر الكبير في العراق، وإذا به ينشر منشوراً مضاداً للمتظاهرين ويثني على السيد مقتدى الصدر والفريق الساعدي لسحبهم البساط من تحت أقدام الداعين للتظاهر، ويرى إنها ضربة للسفارة التي لها يد بتلك المظاهرات التي تقررت فجأة ولا يعرف قادتها.

فبمجرد أن حذرت من هذا الحساب الإلكتروني معتقداً إنه ليس هو كما كان سابقا قبل إعتقاله، وإذا به ينفتح بكامل طاقة قباحته، ليتقيأ بقذارته المحشوة في جوفه، فكتب كلاماً سخيفاً طويلاً، تضمن إتهامات ثلاث، وكما يلي:

  1. إنني بعثي ومتحدث بإسمهم

وهو يشير إلى ما نشره الدكتور خليل الدليمي من إعتباري متحدثاً باسم جبهة إنقاذ العراق، وقد شكرته في حينها لثقة الجبهة بي، وإعتذرت في حينها، ولم يصدر عني أي حديث أو تصريح، لعدم رغبتي في تمثيل الأحزاب السياسية الحالية، وما زالت الكثير من التيارات والأحزاب السياسية تدخل إسمي في برامجها السياسية لإيمانهم بوطنيتي وعراقيتي. فهل أحد يثق بكذاب أشر؟

2. إنه وصف طائفتي المسيحية ب (النزاحين)

ودعني أدافع عن (النزاحين) كما أسميتهم، كما دافعت عنك سابقاً رغم إني لا أعرف حتى واحداً منهم، فأقول إنها مهنة شريفة يصعب أن ترتقي لها يوماً أنت وأسيادك المجوس، لآنك مجرد مرتزق قذر، وعميل رخيص تمتهن لعق الأحذية أو هجاء الناس، وأن ما ينزحه (النزاح) لهو أطهر منك وأنقى. ولن تزيد عن وظيفة مساعد فيتر (صانع) مهما إرتقيت، لأنك لم تسلك طريق الشرفاء للإرتقاء. فهنيئاً لك قذارتك.

3. إني إختلست أموال بعثة العراق في جنيف

وهل كان صعباً على السفارة وحكومة العراق أن تطالبا حكومة سويسرا التي قبلت لجوئي إليها بإعادة تلك الأموال، يا سخيف؟ ولن أقول أكثر من هذا، فأنت تلعق حذاء وزير الخارجية ليجعلك سفيراً، ولكن ضحالة مستواك العلمي لا تؤهلك لذلك.

4. إنني إختلست أموال جامعة دهوك

وهل يصعب على حكومة إقليم كردستان أن تطلب من حكومة بغداد ووزير الخارجية آنذاك وهو كردي أن يطالبني بإعادتها منذ أن تركت الوظيفة في عام 2006، وإلتحقت بالخارجية؟ هذه تهمة لا يقولها حتى من يملك عقل حمار.

التسقيط أسلوبكم منذ ألف عام

ودعني أقول لك رأيي بصراحة، فأنت من أقبح ما أخرج للناس، تطعنون حتى بشرف بيت نبيكم، فهل بقيت لديكم ذرة من القيم لكيلا تطعنون بالأخرين، وخاصة بالمسيحيين.

إن أسلوبك هذا، هو ذات الأسلوب الإيراني الذي لم يجد ما يطعن به شخصاً مثل طارق عزيز سوى أن إسم أبوه (حنا)، ولعمري أنا واثق إن حنا كان أشرف من خامنئي تاجر المخدرات دون معرفتي به.

وجهان لكلب واحد

وأخيرا، فإني ما زلت عند رأيي في تحذير العراقيين منك ومن صفحتك، وكما قلت في منشوري على صفحتي الخاصة، بأن أعتقد جازماً أن العميل الإيراني نجاح محمد علي هو الذي يشرف على صفحتك البائسة والتي بدأت تفقد بريقها، ودليلي على ذلك، إنك أنت ومحمد علي الوحيدين اللذين إتهما أحرار العراق وعبد الوهاب الساعدي والمتظاهرين بأنهم من أتباع السفارة (تقصدون الأمريكية)، فقد جاء في منشور نجاح بتاريخ 30/10/2019 معلقا على عبد الوهاب الساعدي يقول: (الإنقلاب أجهض وشيعة السفارة متورطون، الرسالة وصلت مجرد قرصة إذن). وكتبت أنت في نفس التاريخ تصف تظاهرات يوم 1/10/2019 بنفس التهمة عينها، قائلا: (السيد مقتدى والفريق عبد الوهاب الساعدي يسحبان البساط من تحت أقدام الداعين لمظاهرات 1 أكتوبر// الصدر قال: مظاهرات 1 أكتوبر لا تمثلنا. والساعدي قال: أمتثل لقرار القائد العام وأرفض المتاجرة بقضيتي// وهي ضربة للسفارة التي لها يد بتلك التظاهرات التي تقررت فجأة ولا يعرف قادتها). فهل هناك دليل أسطع من هذا؟

وأخيراً، لا أقول أكثر إن مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث.

Dr. Riadh Yalda Oshana Geneva – Switzerland Mobile: 079 1957665

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.