أيـن الاتحـاد الآشـوري العالمـي..؟

بقلم غسان يونان
أيـن الاتحـاد الآشـوري العالمـي..؟

16 / 06 / 2019
http://nala4u.com

إن الاتحـاد الآشـوري العالمـي وبعـد مـرور أكـثر مـن نصفِ قـرنٍ مـن تأسـيسـه، وهـو يناضل فـي خـدمـة القضيـة الآشـوريـة وعلـى كافـة الأصعـدة، سـواء فـي المحـافـل والمجـالـس الدوليـة والإقليميـة أو ضمـن البيت الآشـوري، حيث كانت الأنظـار آنـذاك تتجـه نحـوه فـي كـل المحـن والصعـاب الـتي كـانت تعصف بشـعبنـا..
لكـن وللأسـف، بات (الاتحـاد) اليـوم معضلـة بحق نفسـه وعـالق فـي ماضٍ لا يـريـد الخـروج منـه ممـا يجعلـه غـير قـادر حـتى علـى تسـيير أمـوره الـداخليـة فكيف بالحـري تسـيير أمـور شـعبه كما كان سـابقـا.

فمنـذ بضـع سـنوات لم تتمكـن قيادتـه (التقليدية) من انعقـاد المـؤتمـر “التاسـع والعشـرون”، والمقـرر انعقـاده منـذ أكـثر من سـتة سـنوات.
فهـل هـي فعـلاً عـدم المقـدرة أم تـواجـد الإرادة ولغـايـة فـي نفـس يعقوب؟!..

بالإشـارة إلـى أن المحاولـة (أو النكسـة) الأخـيرة الـتي تعرض لهـا الاتحـاد كانت فـي لبـنان العـام الماضـي، حيث لـم يتمكن آنـذاك القيّمـون علـى الترتيبـات للمـؤتمـر الـ(٢٩) مـن جمـع العـدد الكـافـي من أعضاء هيئـتيـه التنفيذيـة والاسـتشـاريـة وبالتـالـي لـم يكتمـل النصـاب حيث لم يتجـاوز عـدد المشـاركـين عـدد أصابـع اليـد الـواحـدة! فطـار المـؤتمـر وطـار معـه المجتمعـون، لكـن إصرار المـوجـوديـن آنـذاك علـى اعتبـار ذاك اللقـاء فـي ضواحي بـيروت مـؤتمـراً رسـمياً يحمـل الرقم (٢٩) يـدل علـى طغيـان المصلحـة الشـخصية علـى المصلحـة العـامـة!..

المحـاولات مسـتمـرة وتشـكيل اللجان أيضاً وبالأشـخاص ذاتهـم، فمـن أين يـأتـي التغـيير والتجـدد، فالمشـكلـة بحـد ذاتهـا تقـع فـي “الهيكليـة القـائمـة” الـتي بأغلبيتهـا بحـاجـة إلـى التقـاعـد وتقـديم خـبرتهـم للجيـل الجـديـد الـذي مَـلّ “القيـل والقـال”.

فمثـلاً،
علـى الصعيـد الـداخلـي؛ إن الاتصالات بـين فـروعـه شـبه مقطوعـة (أي لا اتصالات فيما بين بعضهـا البعض كباقـي المؤسسات) ما نسـتطيع قولـه بأن التنسـيق مفقـود بالإضافـة إلـى تـواجـد تجـاذبـات ضمن “قيـادتـه التقليديـة” والـتي تتـبنى توجهـات خـارجيـة تـؤثـر عمليـاً علـى المسـار الحقيقي للإتحـاد وتجعلـه بعيـداً عـن الاهتمـامـات أو الأهـداف الـتي تـبنّاهـا فـي مـؤتمـره التـأسـيسـي الأول فـي مـدينـة “پـو” الفرنسـية مـن العـام ١٩٦٨.

أمـا علـى الصعيـد الخـارجـي؛ فـإن ارتباطات بعـض كـوادره بأجنـدات إقليميـة (كما ذكرنا آنفـاً) تفقـد مصداقيتـه وتُبعـده عـن لعب دوره الخارجـي والداخـلـي كمظلـة تتكيف تحـت ظلهـا أغلبيـة مؤسـسـات شـعبنـا الآشـوري كمـان كـان الاتحـاد منـذ بـدايـاتـه وحـتى نهـايـة التسـعينيـات.

إن مكامن الخـلل، وبأغلبيتهـا تقـع علـى عاتق القيّمـين اللـذين بـدورهـم يعتمـدون علـى أسـاليب أو طرق ملتويـة تطيـل مـن عُمـرِ المعضلـة وتزيدهـا تعقيـداً، ولا زال هـذا الأسـلوب “التدمـيري للـذات” معتمـداً لـدى البعض وكـأنهـا مسـألـة شـخصيـة.

فـي الحقيقـة، لم أرغب فـي الخـوض في هـذا المـوضوع كليـاً، ولكـن، وبمـا أنـي مـن حاملـي رايـة التجـدد والحـداثـة فـي الاتحـاد، حيث كنت يوميـاً علـى تواصلٍ ليل نهـار مع بعض الأخـوة والأخـوات في الاتحـاد مـن أجل إدخـال روح الشـبيبـة عليـه، لكـن وللأسـف لـم أتمكـن مـن تكملـة المسـيرة، لأن المـرء فـي البدايـة يرى نفسـه محاطـاً بالكـثير مـن المناضلين ولكن عنـد سـاعـة الحقيقـة، يبقـى وحيـداً في سـاحة المعركـة!

وبنـاءً للقليل القليل الذي ورد أعـلاه، أوضـح رسـميـاً لكـل المعـنين بالأمـر ولكـافـة مـؤسـسـات وتنظيمـات شـعبنـا بـانـي ومنـذ العـام المـاضـي (٢٠١٨) معفـيٌ مـن كـل صلاحيـاتـي فـي الاتحـاد الآشـوري العـالمـي وبالتـالـي إنّـي غـير ملـزم بـأيٍّ مـن قـراراتـه أو ما شـابه منـذ العـام الماضـي ولا تربطـني بـه إلا روابط الصداقـة والمعـرفـة ببعض الأخـوة فيـه، وعليـه اقتضـى التوضيـح.

غسـان يونان
٢٠١٨/٦/١٦

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.