جرد حساب ختامي وحقائق جديدة عن إبراهيم الجعفري

بقلم د. رياض السندي
دكتوراه في القانون الدولي
مستشار سابق في وزارة الخارجية
جرد حساب ختامي وحقائق جديدة عن إبراهيم الجعفري

03/ 10 / 2018
www.nala4u.com

كتب لي أحد الأصدقاء الذين زاملوا إبراهيم عبد الكريم الأشيقر والمعروف ب (إبراهيم الجعفري) في كلية الطب بجامعة الموصل معلومات مثيرة عنه، والذي لعب واحدا من أسوأ الأدوار وأقذرها في تاريخ العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا، والذي رسّخ الطائفية المقيتة في العراق منذ أن تولى رئاسة الوزراء عام 2005، ثم وزارة الخارجية عام 2014، والذي عرف بشطحاته المثيرة للضحك والتندر والسخرية والإستهزاء والنقد والجدل، حتى تصور أن نهري دجلة والفرات ينبعان من إيران، والأكثر من ذلك أنه صرح ولأكثر من مرة بحضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ب: “أننا منفتحون على داعش وإنه يدعم داعش، وأن الصين تدعم داعش، وأن استراليا ونيوزيلندا رحبتا بالإنضمام إلى داعش”، وسط ذهول وإستغراب وزير الخارجية الضيف.
أما شطحاته الأكثر إثارة للضحك فهي تصريحه المثير حول خروج المارد من القمقم في إستحضار لقصص ألف ليلة وليلة الخيالية، حتى بات يعرف شعبيا (أبو القمقم).
وقد كشف بعض العراقيين المقيمين في بريطانيا والذين عرفوا إبراهيم الأشيقر (الجعفري)، إنه كان يتلقى معونات إجتماعية كمريض نفسي. كما أشارت إلى ذلك لاحقا صحيفة الإندبندنت البريطانية بحسب بعض وسائل الإعلام.
أما تصريحاته المتطرفة في الجامعة العربية التي يستغلها فرصة للتغريد الأحمق وألهوج لمعرفته بالعربية وعدم إتقانه أي لغة أخرى، فهي أقل ما يقال عنها إنها شطحات مريضة تعبر عن خلافه المذهبي ولا تعبر عن سياسة العراق الخارجية المعروفة.
وما دعائه للرئيس السابق جلال الطالباني فيي جنازته بأنه يتمنى له الموفقية، إلاّ شطحة أخرى تثير الضحك حد البكاء. والغريب بالأمر إن بعد كل شطحة من هذه الشطحات الغبية التي تثير موجة من الإنتقاد الشعبي على الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي يظهر ثانية ليرد بشكل أحمق من سابقه، بدلا من أن يعتذر عن خطأه السابق، فينطبق عليه القول القائل: عذرٌ أقبح من ذنب.
أما حديثه عن الفيدرالية في روسيا الإتحادية أمام طلبة معهد العلاقات الدولية في موسكو فقد كشف مغالطاته بمهارة الإعلامي العراقي الدكتور نبيل جاسم بأن الولايات المتحدة أكبر فيدرالية في العالم وأن فيدرالية الهند أقدم من الفيدرالية الأمريكية. في حين أن روسيا أكبر دولة فيدرالية، وأن الفدرالية في أمريكا أعلنت بالدستور الأمريكي عام 1789، في حين إن الهند إستقلت عن التاج البريطاني عام 1947، وأن دستورها الفيدرالي صدر عام 1950.
وفي آخر شطحاته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وعند إلقاءه كلمة العراق فيها، قال: “وتبقى بغداد كما وصفها سرجون الأكدي بأنها قبّة العالم وإن من يحكمها يتحكم بالرياح الأربعة”. متناسيا أن سرجون الأكدي عاش سنة 2270 قبل الميلاد وإن مدينة بغداد قد بنيت عام 764 ميلادية، فمتى تسنى لسرجون أن يصفها قبل قرابة 3000 سنة؟
وكالعادة خرج مبرراً لتصريحه الغريب بالقول إن المدن تسمى بتاريخ معين لكن كأرض، كمياه موجودة …
وإن سرجون الأكدي قال عنها إنها قبة العالم … وهي جملة من صيد الذاكرة.
وقد كتب لي زميل له (رفض الكشف عن إسمه) عاصره إثناء دراسته في كلية الطب، يقول: كان إبراهيم عبد الكريم كما هو إسمه الصحيح أنذاك، شخص إنطوائي، ويصلي، وكان يرسب دائما وينجح في الدور الثاني، أو يعيد السنة، لذلك تأخر في التخرج، حيث أكمل الكلية في 9 سنوات، وهو أكبر مِنّا ولم يكن في دورتنا، لكنه وبسبب الرسوب صار في دورتنا، وكان معنا في الصف الثالث للعام الدراسي 71/72.
وعلّق قائلا: راح تبقى غبي بالتاريخ والجغرافية وحتى في الطب ، من كنت بالكلية كان نوع من العطب في دماغك ، ابراهيم عبدالكريم الأشيقر ، كنت مقبول في كلية العلوم الطبية الاساسية ، وعندما ألغيت الحقوك بالكلية الطبية ، ولَم يتطور دماغك ، وبقيت تترنح في الكلية الطبية ، وبشق الانفس تخرجت منها . هذه صورة تجمع الطلاب السنة الثالثة وانت في الزاوية العليا اليمنى من الصورة !!
وللتوثيق فقد أرفق صورة طلبة المرحلة الثالثة في كلية الطب ويبدو فيها إبراهيم عبد الكريم في الجهة اليمنى العليا من الصورة التي ارفق نسخة منها طي هذا المقال.
ولم تمر أيام حتى غرّد إيدي كوهين وهو إعلامي إسرائيلي ودكتور أكاديمي عن الجعفري ليكشف بعض الأسرار قائلا: “إبراهيم الجعفري نسيت حالك لما كنت طرطور في لندن تستجدي السيناتور الجمهوري فريتز هولينجز وكنت تطلب منه يشوف لك عمل في أميركا وإنك تجيد تصليح الساعات الثمينة وهذا عملك في دمشق وعلى أساس إنك معرض عراقي قدمك للرئيس بوش .. إحنا اللي صنعناك وسويناك”.
وقد سعى طيلة الأربع سنوات التي تواجد فيها في وزارة الخارجية على الدفاع عن مصالح إيران وإهماله لمصالح العراق، حتى قيل عنه إنه وزير خارجية إيران وليس وزير خارجية العراق، وهذا ما صرح به السياسي العراقي المستقل إنتفاض قنبر في مقابلاته التلفزيونية أكثر من مرة.
إن وجود الجعفري في منصب وزارة الخارجية كان إحدى الأخطاء التي لا تغتفر لحكمة حيدر العبادي المنتهية، فقد أحالها الجعفري إلى مدرسة المشاغبين ليس إلا، أما شطحاته الإدارية داخل الوزارة فهي أسوأ بكثير، فقد حوّل الوزارة إلى مؤسسة مذهبية جمع فيها موظفي حزبه تيار الإصلاح، وقناته الفضائية بلادي، ناهيك عن تعيينات أقاربه التي ملأت صفحات الإنترنيت. كما أخبرتني إحدى المرشحات للوظيفة الدبلوماسية بأن مكتبه أخبرها بأن أسئلة الإختبار ستتضمن أسئلة دينية مثل دعاء كُميل. وظلّ الجعفري يقصي الكفاءات العراقية من وزارة الخارجية ويستبعدها عمداً، أما ترشيحاته للمتحدثين بإسم الوزارة فهي لا تقل كارثة عن هفواته السابق فقد عيّن ابتداءا أحمد جمال ثم إستبدله بأحمد محجوب بعد إنتقادات كثيرة طالت الأول، ولم يسلَم منها الثاني.
وختاما، فإن جرد حساب ختامي يوضّح كل هذه الشطحات والهفوات الخطيرة والمشاحنات الدبلوماسية التي جعلت منه وزيرا فاشلا في مجال السياسة الخارجية العراقية ذات السجل الطويل بالإنجازات والمشهود لها بأنها ذات باع طويل في الخارجية، وهذا ما دفع المفكر الإسلامي العراقي غالب الشابندر إلى وصف الجعفري بأنه: أتعس وزير خارجية في تاريخ العراق.
واليوم نشهد نهاية هذا العهد البائس للجعفري في الخارجية العراقية، نتمنى أن يكون وزير الخارجية القادم أكثر كفاءة وحرفية ودبلوماسية ليعيد للخارجية العراقية وجهها البهي، ونشاطها الدبلوماسي المتميز.

د. رياض السندي
مستشار سابق في وزارة الخارجية
كاليفورنيا في 3/10/2018

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.