كم كنت حكيما يا يوسف مالك خوشابا …

بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
كم كنت حكيما يا يوسف مالك خوشابا …

04 / 10 / 2017
http://nala4u.com

اعاد خبر وفاة المرحوم جلال الطلباني ذاكرتي الى عام 1963 بعد قيام الانقلاب على حكومة عبد الكريم قاسم واعلان الهدنة بين الحكومة الجديدة والقيادة الكردية انذاك فوصل وفد كردي الى بغداد يراسه المرحوم جلال الطلباني الذي لم يتجاوز عمره انذاك الثلاثين سنة وعضوية صالح اليوسفي وعكيد الحاج شعبان واخرين لا اتذكرهم وكنت في التاسعة عشر من عمري حيث اتصل هاتفيا المرحوم يوسف خيدو بوالدي واخبره بان الوفد يود زيارة والدي في دارنا في المنصور فوافق والدي خاصة وانه كانت تربطه علاقة صداقة طفولة مع المرحوم عكيد الحاج شعبان فجاء الوفد الى دارنا عصرا بصحبة يوسف خيدو فرحب والدي به وبعد جولة المجاملات تكلم جلال الطالباني وقال لوالدي ان ملا مصطفى قد اوصانا ان نطلب منك لكي تشترك معنا في المفاوضات ممثلا عن الاشوريين وان كطالبنا هي مطالب كل الساكنين في الشمال بدون استثناء اكرادا واشوريين وبعد نقاش طويل اجابه والدي بانه يعتذر عن المشاركة لان اغلبية عشيرته الان تعيش في المدن بعد ان تركت مناطقها في الشمال بسبب الاحداث وامور اخرى كثيرة وبعد ان ذهب الوفد سالت والدي المرحوم عن سبب رفضه المشاركة فاجابني ..؟

مالك يوسف مالك خوشابا

يا ابني انهم يحلمون وكل تفكيرهم لا يزال يقتصر على بندقية البرنو التي في اياديهم ولا يعلمون بان ما يفكرون به هو من المستحيلات لان حكومة العراق لن تنفذ لهم اي مطالب وحتى ان وافقت فان الدول العربية ستعارض هكذا مشروع ولن يستطيع العراق ان يتحداها ولا تنسى ان الشاه لا يساعدهم من اجل سواد عيونهم وانما عداءا لعبد الكريم قاسم وبامر من الغرب فسياتي اليوم الذي سيتبرا الشاه منهم لانه لا يجازف بهكذا مشروع يثير الاكراد في بلده ايران ولكن عقبة العقبات هي تركيا التي من المستحيل ان تسمح باعطاء دور مهم للاكراد في المنطقة وهي اصلا لا تعترف بوجود قومية كردية وتسميهم اتراك الجبال .. ونحن الاشوريين لا مصلحة لنا فيها سوى الاضرار التي ستصيبنا ان اشتركنا معهم وتجربتنا مع الاكراد على مر السنين كانت ماساوية وانا لا اثق بوعودهم ابدا …
ولم تمضي سوى ايام حتى القي القبض على الوفد ورحل الى سجن الحلة … فما كان سيحدث لاهلنا لذين معظمهم كانوا يعيشون في المدن انذاك مستقبلهم ومستقبل اطفالهم فالى من يتسمون بالاشوريين الذين باعوا انفسهم وامتهم تعلموا الدروس من الماضي ولا تسبحون في ملعقة … مثل اشوري يطلق على كل من يرقص بمجرد سماعه صوت الطبل والزرنة …

بولص مالك خوشابا

تنويه (nala4u) ; الموقع غير ملزم ما يسمى بكردستان ..

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.