بقلم شذى توما مرقوس
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 ) ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل )
20 / 08 / 2017
http://nala4u.com
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس
الخميس 1 / 5 / 2014 ــ والعَمَل مُسْتَمِّر
طَابِع المَوْضُوع :
بِطاقَة
تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة
جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ
المَسِيحيّ العِراقيّ .
عزِيزَاتي ،
أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هذِهِ المَرَّة في
مَسْرَحِيَّة ( غُفْران الأَمير ) لِلخُوري حنا رحماني ، وأَتَقَدَّمُ
بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري للأَخ باسم روفائيل ، والَّذِي لَوْلا تَعاونَهُ
المُخْلِص ، الدَؤوب والمُسْتَمِّر ، لَما رَأَى هذَا المَوْضُوع النُور
على هيْئَتِهِ هذهِ ، تَمنِّياتي لَهُ بِكُلِّ الخَيْر والتَوْفيق .
كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حنا رحماني ( 1891 م ــ 1969 م )
مُقَدِّمَة ( بِقَلَم : شذى توما مرقوس ) /
….
تَحِية لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَحِبَّتي تَرَوْنَ أَعْلاه قَدْ
سَجَّلْتُ إِنَّ المَوْضُوع هو مِنْ إِعْدَادِي وتَقْدِيمي ، وأَودُ أَنْ
أُوضِّحَ ما قَصَدْتهُ بِالكلِمَتينِ مَنْعاً لأَيِّ الْتِبَاسٍ في
المَعاني .
إِنَّ المَوْضُوع مِنْ إِعْدَادِي كوْنِي بَذَلْتُ جُهْداً
كبِيراً في تَقْدِيمِهِ إِليْكم / نَّ على هذِهِ الشَاكِلَة حَيْثُ بَحثْتُ
في المَصَادِرِ حَتَّى حُزْتُ علَيْهِ ، فقُمْتُ بِإِعادَةِ كِتَابَةِ
المَسْرَحِيَّة ( غُفْرانُ الأَمِير ) كامِلاً على الكومبيوتر بِنِظامِ
الوورد ، و ما أَعْنِيهِ بِإِعادَةِ كِتَابَتِها هو نَقْلَها كامِلاً كمَا
هي دُوْنَ تَحْرِيفٍ أَوْ تَغْيِير مِنْ المَصْدَر الَّذِي حُزْتُ
علَيْهِ ( جَرِيدَة المَشْرِق ) بِرَوابِطِهِ الثَلاثَة حَتَّى يَسْهلُ
علَيْكم / نَّ قِراءَتَها ومُتَابَعتَها ، حَيْثُ يَصْعُبُ ذَلِكَ بَعْض
الشَيْء مِنْ المَصْدَرِ الأَصْلِيّ والمُدَوَّن رَابِطه في المَوْضُوع
….
لكِنَّ كُلّ ذَلِك ما كانَ لِيَتِمُّ على هَيْئَتِهِ المُقَدَّمَة
إِلَيْكم / ن لَوْلا جهُودُ الأَخ باسم روفائيل حَيْثُ اعْتَنَى بِالأمُورِ
التَقَنِيَّةِ لِلكُومبيوتر ، إِذْ قَامَ بِتَحْرِيرِ المَوْضُوع مِنْ
الرَوابِطِ الثَلاثَة اسْتِجابَةً لِطلَبِي ، ثُمَّ أَعادَ إِرْسَالَها
إِليّ على شَكْلِ صُورٍ لِلصَفَحَاتِ ، قُمْتُ بِتَخْزِينِها في أَرْشِيفي
على الكُومبيوتر ، ثُمَّ قُمْتُ بِتَكْبِير كُلِّ صَفْحَةٍ لِوَحْدِها
بِحَجْمِ ( أ 4 ) ثُمَّ اسْتَنْسَخْتُها لِتَتَحوَّلَ إِلى كِتَابٍ
اسْتَطيعُ تَقْلِيبَ أَوْرَاقِهِ صَفْحَةً صَفْحَة بَيْنَ يَديّ (
مَجْمُوعُ الصَفَحَاتِ 39 صَفْحَة لِلرَوابِطِ الثَلاثَة ) ، بَعْدَ ذَلِكَ
وبِمُسَاعدَةِ الكِتَاب الَّذِي بَيْنَ يَديّ أَعَدْتُ كِتَابَةَ
المَسْرَحِيَّة على الكُومبيوتر ، ثُمَّ اجْتَهدْتُ في وَضْعِ الحواشِي في
نِهايَةِ المَوْضُوع بِخصُوصِ الأَبْيَاتِ الشِعْرِيَّة فذَكرْتُ قَائليها
مِنْ الشُعرَاء ، وتَبِعْتهُ بِجَدْولٍ أَوْرَدْتُ فيه المَعاني لِبَعْضِ
الكلِمَات الوَارِدَة تَوْفِيراً لِوَقْتِ وجُهْدِ القَارِئ / ة ( وهذِهِ
الحواشي لَمْ تَكُنْ مَوْجُودة في المَسْرَحِيَّة ، وإِنَّما حَرَصْتُ على
تَقْدِيمِها لِلمُتابِعين والمُتَابِعات مِنْ جُهدِي الخاصّ للاطِلاع
علَيْها والمَعْرِفَةِ بِها ) .
اسْتِجابَةً لِطلَبي قَامَ الأَخ باسم
روفائيل بِدَمْجِ كُلِّ صَفْحَتينِ سَوِيَّة لِتَبْدُو في إِطارٍ واحِدٍ
لأَجْلِ عَرْضِها في المَوْضُوع وبِالشَكْلِ الَّذِي تَرَونهُ أَمامَكُم ،
تَقْلِيلاً لِلمسَاحةِ المَطْلُوبَةِ لِلنَشْرِ إِضَافَةً لِتَقْلِيصِ
حَجْمِ ميكابات الصُورِ ( الصَفَحَاتِ ) لِلحَدِّ الأَدْنَى ، إِضَافَةً
لِذَلِكَ قُمْتُ بِمُرَاجعةِ جَمِيعِ الأَبْيَاتِ الشِعْرِيَّة
المَوْجُودَة في المَسْرَحِيَّة بِمُقَارنَتِها بِالقَصائدِ الأَصْلِيَّة
لِلشُعرَاء ( النابغة الذبياني ، أبو أذينة اللخمي ، أوس بن حجر ، عمرو بن
كلثوم ، عنترة بن شداد ، الحارث بن عباد ، ابن سناء الملك ، زهير بن أبي
سلمى ، أبو العتاهية ، ابراهيم بن المهدي ، السمؤال بن عادياء ، علي بن أبي
طالب ، المهلهل بن ربيعة ، ابن معصوم المدني ) .
سَبَبُ كُلّ الجُهْدِ
الَّذِي بَذَلْتُهُ هو لِيُطْلِع المُتَابعِين والمُتَابِعات على إِرْثٍ
قَدِيمٍ ، فأَثَرْتُ أَنْ يَكُونَ أَمَامَ مَنْ يَرْغَبُ عِلْماً بِهِ
ومَعْرِفَةً فيما كانَ يُنْشَرُ آنذَاك مِنْ مُحاولات .
رَأْيي الشَخْصِيّ في المَسْرَحِيَّة :
تَتَكوَّنُ
مَسْرَحِيَّةُ ( غُفْرانُ الأَمِير ) مِنْ أَرْبَعةِ فصُولٍ ، الفَصْلُ
الأَوَّل بِتِسْعةِ مَشَاهِد ، الثَاني بِعشْرَةِ مَشَاهِد ، الثَالِث
عشْرَة مَشَاهِد أَيْضاً ، أَمَّا الفَصْلُ الرَابِع فبِثَمانِيَة عشَرَ
مَشْهداً .
فِكْرَةُ المَسْرَحِيَّة جيّدَة لكِنَّ الحبْكة لَمْ
تَسْتَوِ بِالشَكْلِ المَطْلُوب وبِحاجَةٍ إِلى المَزِيدِ مِنْ الاشْتِغالِ
علَيْها .
مَشْهَدُ النَابِغة الذبياني وثعلبة والاسود ( المَشْهَدُ
الرَابِع مِنْ الفَصْلِ الثَاني / الرَابِط الثَاني ) لَمْ يَكُنْ لَهُ
مِنْ ضَرُورَة ، وغِيَابهُ أَوْ وجُودهُ لا يُؤَثِّرُ في سَيْرِ أَحْدَاثِ
المَسْرَحِيَّة .
لا أُوافِقُ مُؤَلِّف المَسْرَحِيَّة على تَصَرُّفِهِ
في بَعْضِ الأَبْيَاتِ الشِعْرِيَّة لِلشُعرَاءِ ، ورُبَّما كانَ مِنْ
الأَفْضَلِ لَوْ كتَبَ المَقَاطِع الشِعْرِيَّة لِلمَسْرَحِيَّة بِنَفْسِهِ
خصُوصاً وإِنَّه شَاعِر ، مِثَال :
قَوْلُ الشَاعِر أوس بن حجر :
ورثنا المجد عن آباءِ صدقٍ ……. أَسأنا في ديارِهمُ الصنيعا
إذا الحسبُ الرفيعُ تواكلتْهُ ….. بُناةُ السوءِ أوشكَ أنْ يضيعا
فتَصَرَّف فيهِ مُؤَلِّفُ المَسْرَحِيَّة بِالشَكْلِ التَالِي :
ورثنا المجد عن آباء صدق ….. ونورثه إذا متنا بنينا
نُبْذَة عَنِ الخُورِي حنا بهنام رحماني ( 1891 م ــ 1969 م )
ولِدَ في المَوْصِل .
دَرَسَ في مَعْهدِ مار يوحنا الحبِيب في المَوْصِل .
في
عام 1905 م رَحلَ إِلى ديْرِ الشُرْفَة بِلُبْنَان ، ثُمَّ انْضَمَّ إِلى
الاكْلِيركِيَّة اليَسُوعِيَّة في بَيْرُوت ، ودَرَسَ هُنَاكَ الفَلْسَفَة
واللاهُوت حَتَّى عام 1912 م .
عُيّنَ أُسْتَاذاً لِلفَلْسَفَةِ في دَيْرِ الشُرْفَة .
في
عام 1916 م وبِرِعايَةِ البَطرِيرك أفرام رحماني رُقِيَّ إِلى
المَرْتَبَةِ الكهَنُوتِيَّة ، وعادِ بَعْدَها إِلى المَوْصِل وعُيّنَ
مُشْرِفاً على إِدارَةِ مَدْرَسَةِ الطاهِرَة فيها .
في عام 1932 م عُيّنَ أُسْتَاذاً لِلعرَبِيَّة في مَدْرَسَةِ اليَسُوعِيّين في بَغْدَاد .
كانَ يُتْقِنُ الفَرَنْسِيَّة والانْكلِيزِيَّة .
نَشَرَ
العدِيدَ مِنْ البحُوث في صَحَافَةِ المَوْصِل ، كمَا كانَ يَكْتُبُ
الشِعْر ، وعُرِفَ بِمَوْهِبَتِهِ في الوَعْظِ والخِطابَة .
مِنْ
مُؤَلَّفَاتِهِ المَطْبُوعَة : مَسْرَحِيَّة ( غُفْرانُ الأَمِير ) في
بَيْروت عام 1937 م ، وكانَ قَدْ سَبَقَ نَشْرها في مَجَلَّةِ ( المَشْرِق )
اللُبْنَانِيَّة .
المَصْدَر : مِعْجمُ الأُدَبَاءِ مِنْ العَصْرِ الجاهِلِيّ حَتَّى عام 2002 م / الجِزْءُ الثَانِي
الرَابِط :
https://books.google.de/books?id=d3RLCwAAQBAJ&pg=PT278&lpg=PT278&dq=%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9+%D8%BA%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1&source=bl&ots=N4jN068Ekp&sig=7pPDVy0CnGCDHrmqZAaNu3YT0dw&hl=de&sa=X&ved=0ahUKEwiZteLbp6LSAhWDQBoKHWQOBLAQ6AEIITAA#v=onepage&q=%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9%20%D8%BA%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1&f=false
//////////////////////////////
الرابط الأول
مسرحية ( غفران الأمير ) ــ حنا رحماني
منشورة في مجلة المشرق اللبنانية
من صفحة 221 إلى صفحة 230
العدد 3
في 1 / مارس / 1923 م
الرابط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2244473&ISSUEID=8685&AID=177929
////////////////////////////////////////
غفران الأمير
مأساة نثرية ذات أربعة فصول يتخللها شعر قديم
بقلم :
مدير مدرسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في الموصل القس حنا رحماني
هذهِ
رواية تاريخية أدبية جرت نحو العام 491 بعد المسيح في الحيرة وذلك على
إثر كسرة النعمان ملك غسان وأمرائه غلبهم ملك الحيرة الاسود بن المنذر وأتى
بهم أسرى إلى قصره .
وكان للاسود ابن عم اسمهُ أبو أُذينة فقام يُغري الاسود على قتل هؤلاء الأسرى وخصوصاً النعمان لأن هذا كان قد قتل أخاً له .
والقصيدة
التي قالها ابو اذينة بهذا الخصوص شهيرة تُعدُّ من أبلغ آثار الخطب
الحماسية التي خلفها لنا العرب قبل الإسلام وهذا مطلعها :
ما كلُّ يومٍ ينالُ المرء ما طلبا …… ولا يسوغه المِقْدَار ما وهبا
وقد
أُضيفت إلى الحادث الأصلي بعض المرويات تحسيناً للرواية دون أن تخرج من
حدود الإمكان وإن لم تذكره الكتبة ، من ذلك حيلٌ استنبطها أبو أُذينة لقتل
النعمان وفرضُ ابنٍ للنعمان يخلفه بعده عند الاسود ثم يغفر لقاتل أبيه عند
قبره .
ثم إننا اعتماداً على ما للمؤلف من الحقوق على تقديم وتأشير
اشخاصهِ أدرجنا في الرواية دوراً للشاعر الشهير النابغة الذبياني ، وقد كان
لهُ علاقات مع ملوك غسان إذ ألتجأ إليهم يوم هجم عليهم كسرى ملك العجم .
ويتخلل الرواية كثير من الشعر الجاهلي القديم وشيء من الشعر الحديث تصرفنا ببعض أبياتها وفقاً لمواقف الرواية .
الممثلون :
الاسود بن المنذر ملك الحيرة
نُمير ( ابنه الأكبر )
المنذر ( ابنه الأصغر )
ثعلبة ( أبو أُذينة ) هو ابن عمه ووزيره
كليب ( خادم ثعلبة وصاحبُ سرِّهِ )
سيّاف ــ مغنٍ ــ خادم ــ أعوان
النعمان ( ملك الشام الغسّاني )
جليل ( ابنه )
النابغة الذبياني ( الشاعر الشهير )
تُبع ( ملك حمير محالف للنعمان )
كل الرواية تجري في ساحة أمام قصر الاسود .
الفصل الأول /
المقدمة
( المشهد الأول )
الاسود وثعلبة
ثعلبة :
ما كلُّ يومٍ ينالُ المرءُ ما طلبا …… ولا يسوغه المِقْدَارُ ما وهبا
واحزمُ الناس مَنْ إن فرصةٌ عرضتْ ….. لم يجعل السبب الموصول مقتضبا
قتلت عمراً وتستبقي يزيداً لقد ….. رأيت رأياً يجرُّ الويلُ والحربَا ( 1 )
لقد
قلنا أيها الملك الجليل يوم رجعت من كسرة آل غسّان : ضربهم ضربة قاضية ،
على أن توانيك في قتل أميرهم وعُمدتهم النعمان أوقعنا في حيرة عظيمة …
قتلت سلفهُ الحارث فعليك الآن بالنعمان وامرائهِ
الاسود : أتظنُ يا ابن العم إن أبطائي عن قتل من أَسرتهم من آل غسان هو عجزٌ أو رهبٌ
ثعلبة : فأيُّ شيء إذاً هو ؟
الاسود : منذ وطيء النعمان داري ورأيتُ ما حلّ بهِ من الذُل دقّ قلبي لكسرةِ قلبهِ وزال مني ما كان فيّ من البُغض لهُ ولآلِ غسّان
ثعلبة
: ومن يقول لك أنه لا يرتدي بظواهرِ التذلل مراء رجاء أن تطلق سبيله
فيرجعُ عليك بما لستَ لهُ كفوءاً من كتائب كثيفة وجنود مجندة
هُم أَهلة غسّان ومجدهُم … عالٍ فإن حاولوا مُلكاً فلا عجبا ( 2 )
الاسود : حديث خرافةٍ يا أبا أُذينة … أَهَلْ من نهضةٍ لآل غسان بعد هذهِ الكبوة ، فقد كسرتُ جناح طائر سعدهم
ثعلبة
: الحذر كل الحذر أيها الملك من نهضةٍ مريعة بعد كسرتهم هذهِ فإن ما نعهده
في آل غسان من الحقد والضغينة إنما هو كالجمرة تحت الرماد
وإنَّ الضِّغْنَ بعد الضِّغْنِ ينشر …. عليك ويُخْرِجُ الدَّاء الدفيْنَا ( 3 )
فإن لم تُبِدْهم عن بكرةِ أبيهم لا يقرُّ لهم قرار قبل أخذهم بثأر من قتلناهم من بني جلدتهم … وأنت تعلم بلاءهم في الحروب
الاسود : وأنى يتسنى لهم ذلك بعد أن أكون قد ثقلتُ عاتقهم بفديةٍ يرزحون تحت عبئها ، وبخراجٍ يؤدونه لي كل سنةٍ في أوانه
ثعلبة : ( بتهكم ) أجل بفديةٍ من خيلٍ وأبل
أيحلبون دماً منّا ونحلبهم … رسلاً لقد شرّفونا في الورى حلبا
علام تقبلُ منهم فديةً وهُمُ … لا فضةٌ قبلوا منّا ولا ذهبا ( 4 )
أتذكرُ
وقعتنا الأخيرة يوم أسروا منّا مئة رجل فقتلوهم رافضين ما قدّمنا لهم من
الفدية ، أتذكرُ يوم أسروا ابن عمك هماماً أخي ففتكوا بهِ فلم تصدّهم غضاضة
شبابه ولم يردَّهم عنهُ انتسابه إليك أنت الملك
فليس يظلمهم من راح يضربهم …بحدّ سيفٍ به من قبلهم ضربا ( 5 )
الاسود : إن تأثرك يا ثعلبة من قتل أخيك هٌمام يدفعك إلى إغرائي بهم ، على أن الملوك لعلو مقامهم تمتدُ أنظارهم إلى بُعدٍ ويرون الأشياء أحياناً على خلاف ما تراها الرعية … أو نسيتً أيضاً إن بني غسّان في تلك الموقعة عينها التي ذكرتها أسروا ابني نُميراً فلم يُلحقوا به أذىً ، بل أرسلوهُ إليّ سالماً ( يخرج ) .
( المشهد الثاني )
ثعلبة وحده
ثعلبة : ( ينظر من حيث خرج الاسود ) ، إذهبْ يا أبن المنذر لقد وجدت جواباً على كل ما قلتهُ لك …. ولكنْ هيهات أن أقتنع بقولك ، هيهات أن أكُفَّ عن طلب ثأري بأخي ، فلعمري لا أنفكُ ولا أصمت حتى يكون لكلامي وقعٌ ولمسعاي أجراً … إنَّ بُغضَ أل غسّان تغلي مراجلهُ في قلبي ، بلْ هو كالنيران يزداد لهيبها تأجُّجاً كلمَّا ذكرتُ اليوم الذي بهِ قصدتهم فرجعتُ بخفيِّ حنين … كادت الحرب تنشبُ قبل ثلاث سنين بيننا وبينهم فتَخوَّف الاسود من عاقبتها الوخيمة فبعثني أتجسسُ أحوالهم واتلطف بهم علَّهم يكفُّون عن محاربتنا ، فلما اطلعتُ على بأسهم وبطشهم وعرفتُ ما سيصيبنا من الفشل طغاني شيطان الطمع وحبُّ الرفعة فعرضتُ على النعمان أن أفتح لهُ أبواب الحيرة فيدخلها ظافراً على شرط أن يجعلني وزيراً عنده ….فبادرني بالتوبيخ وذمَّني على خيانتي وطردني … فشرفُ نفسه وانفتهُ هما المسببان لبُغضي ….فاستمرت نار الحرب ودارت الدوائر على دولة المناذرة وذهبَ أخي همام ضحية تلك الحرب الشرسة … وها قد اعاضنا الله في هذهِ الحرب الجديدة بالظفر فلابُدّ لي من شفاء غليلي لانتقم من ملك غسّان …. ( بتحمس ) وليس اعتمادي في تحقيق نيتي على اسمرٍ طويل ولا على أبيض أصيل ، إنما الدهاء رمحي والمكر سيفي بهما أبلغُ مأربي … ( يدعو خادمه ) يا كُليب …
( المشهد الثالث )
ثعلبة وكليب
كليب : سيدي
ثعلبة : أكرِّرُ عليك ما أوصيتُك بهِ مراراً أن تُلازم بني غسَّان بالتختُلِ والمداهنة ، ولا يفوتنك شيءٌ ممَّا يحدثُ في هذا القصر ، كُنْ أُذناً صاغية وعيناً ساهرة وانقلْ إليّ كل شيءٍ بإمانة ، فإن نصحتَ لي الخدمة كان جزاؤك مالم يخطر لك على بال وإلاّ … ( حركة تهديد )
كليب : أنا طوع بنانك يا سيدي ( على حِدة ) على شرط أن يصدق سيدي بوعدهِ
ثعلبة : حسناً ( ينظر إلى الخارج ) ها إن نُميراً مُقبل فأذهبْ إلى مهمتك
( المشهد الرابع )
ثعلبة ونُمير
ثعلبة : ( يتفرَّسُ في نُمير ) ما بالك يا نُمير كئيباً ؟ ما الذي جرى ؟
نُمير : جرى ما يُسرُّ منه ثعلبة
ثعلبة : إن ثعلبة يُسرُّ بكل ما يَسرُّ نُميراً ، فما الخبر ؟
نمير : إن أبي الاسود اسمعني الآن عن النعمان الغسَّاني أقوالاً يُستشفُ منها إنهُ قد قلب لهم ظهر المجن ، بعد أن كان وعدني بإطلاق سبيلهم ، ولا شك إنك أنت المسبب لهذا
ثعلبة : ( على حِدة ) ، إذاً صار لكلامي وقعٌ ، أما هُنا فلنُخاتِل ، ( جهراً ) وما الذي أدَّى بك إلى أن ترشقني بهذهِ التُهمة ؟
نُمير : بُغضك المعروف لآل غسّان
ثعلبة : إن آل غسّان أعداء ملكنا أبيك الاسود فمن يبغضهم كان خادماً نصوحاً للوطن … على أني ــ وهنا أُقِرُّ لك بأغمض مكنونات صدري ــ على أني منذ رأيتُ النعمان ملك الشام تعلَّقَ بهِ قلبي فانزلتهُ منزل الروح مني
نُمير : إني لأعجبُ من مقالك
ثعلبة : ما هو إلاّ كما قلتُ لك
نُمير : ولكنَّ النعمان قتل أخاك
ثعلبة
: نعم ، وهذا كان سببُ بُغضي لبني غسّان ، على أني لما عرفتُهم ورأيتُ
عِزَّة نفسهم نسيتُ أخي وذكرتُ يوم أُسِرتَ أنتَ عندهم فردّوكَ إلينا
سالماً
نُمير : وهذا ما علّقني بهم أيضاً ، وأيم الحق أن ما تُكِنَّهُ صدورهم من حسن الأخلاق والسجايا حملني على الرثاء لحالهم عند كسرتهم
ثعلبة : إني رهين إشارتك لو شئت أسعى معك في فكِّ أغلالهم وتحرير رقابهم
نُمير : هذا الأمر راجع إلى حكم أبي الملك .. ( هنا يتطلَّعُ إلى الباب )
ثعلبة : ( وحده ) قد كلف نُمير ببني غسّان ولكن سأفرق بينه وبينهم عمّا قليل إن كنتُ أنا ثعلبة ( يخرج )
( المشهد الخامس )
نُمير ، جليل ، المنذر
المُنذر : أأنتَ هُنا يا نُمير ؟ إني جادٌ في طلبك منذ الصباح
نُمير : ولِمَ طلبتني يا أخي المُنذر ؟ هل جليل بن النعمان مصرٌ بعد على حزنه ؟
المُنذر : لهذا أتيتُ به إليك ، فإِنهُ يرفضُ كل تعزية ، وقد ذهبت أتعابي كلها سُدى لاقناعهِ
جليل : كان الفرحُ طائراً حطَّ على غصن قلبي مُدَّة ثم طار وهيهات أن يرجع ، فمنذ سقطت أُسرتي في هذهِ النكبة أصبحَ الحزن حليفي وعششَ غرابُ الكآبة في قلبي
نمير : أنتَ حديثُ السن يا جليل وأمامك حياةٌ سعيدة تبسمُ لك كوردة نضرة ، فانسَ المصيبة الحاضرة وعلّق آمالك على مستقبل شهي
جليل : كيف أنسى وأبي نصبُ عينيّ أسيرٌ في داركم ، سقط من ذروة المجد إلى أسفل دركات الذلِّ
المُنذر : ما هذا الكلامُ يا جليل ، وهل مسّ أحد أباك بأَذى منذ دخل دارنا ؟ إن أبي يعزّه ويكرم مثواه ولا يكادُ يعدّه أسيراً
جليل : يكفينا عاراً أنكم كسرتمونا وقتلتم منّا أناساً صالحين كانوا أشرفَ آل غسّان ومنهم عمي جبّلة … ( بتأثُّر ) ، واأسفي عليك يا عمّاه ، يا عمدة أسرتنا ( يبكي )
نُمير : لا تبكِ يا جليل ، فهذهِ حال الحرب ، إنها تلوحُ كالبرق ثم كلمح البصر يرتفع أجيجها ويعلو لهيبها فتفتكُ فتك بهيمةٍ لا تلوي ولا تذّر
المُنذر : تباً للحروب وتباً لما تُنتج من ضروبِ الشرور ، فأستشهدُ الله إنهُ إذا صار إليّ الأمر سأبطل كل الحروب
نُمير : إليك يا جليل خبراً يُخفِّفُ شيئاً من همومك ، سمعتُ البارحة من أبي إنه قرر إطلاق آل غسّان من أَسرِهم ، فأبشر الآن فأن شاء الله عما قليل ترجع إلى الشام ويرجع أبوك إلى مقامهِ
المُنذر : يا حبذا البشرى! …. إني لا أراك تبتشُّ لها يا جليل ، فهل ترتابُ في قول أخي ؟
جليل : لا … ولكن … على كل حال حقَّقَ الله هذا الخبر
نُمير : ها أنا ماضٍ يا جليل لأحثَّ أبي على تحقيق أمانيك في أقرب ما يكون فأتركك مع المُنذر عساهُ يُلطِّفُ أحزانك ويكشف عن كربتك
( المشهد السادس )
المُنذر وجليل
المُنذر : ألا يا جليل ، لِمَ هذهِ الكآبة المفرطة ، وأنت على يقين إننا لا نُلحق بأبيك أذّى …. أراكَ كاسف اللون وقد كنتَ كالبدر في تمامهِ أول يوم وطئت دارنا
جليل : هذهِ حالةُ الكسير الأسير
المُنذر : كلامك هذا يا جليل يمزق كبدي ويملأني حنقاً على غدر الدهر وفتكهِ بالأفاضلِ الكرام مثلكم …. ولكن ما صار قد صار … لِمَ لا نضرب صفحاً عن الماضي لاسيما أني أنا لا حصة لي في مواقعة غسّان ، لنترك العداوة لأبي وأبيك ، أما نحن فإذ لم نتحارب ولم نتعاد فلا نذكرن منذ الآن بيننا ما يدلّ على انتصارنا أو على كسرتكم …. أتعاهدني على هذا يا جليل ؟
جليل : يشقُّ عليّ يا منذر نسيان ما فات ، فإني وإن كنتُ فتى فقلبي قلبُ رجل ، والرجل لا ينسى سريعاً عار كسرةٍ لحقت بأهله …. آه ! لِمَ لا تَنْشَبُ الحرب اليوم فأنزل مع الأبطال وأهجم مع الفرسان في ميدان الوغى فأمحو بانتصار باهر ذِكر كسرتنا أو أغسلُ بدمي عارنا
أحنُّ إلى ضرب السيوفِ القواضبِ …… وأصبو إلى طعن الرماح اللواعبِ
وأشتاقُ كاساتِ المنون إذا صفت …… ودارت على رأسي سهامُ المصائبِ
ويطربني والخيل تعثر بالقنا …… حُداة المنايا وارتِعاج المواكبِ
وضربٌ وطعنٌ تحت ظلِّ عجاجة …… كجنح الدجى من وقع أيدي السلاهبِ
تطيرُ رؤوس القوم تحت ظلامها …… وتنقضُّ فيها كالنجوم الثواقبِ ( 6 )
المُنذر
: يسّرني تحسًّسك يا جليل ، ولكن لا تخلني ضعيف العزم واهي الجنان وإني
أخشى القراع والنزال ، قد ساء ظنُّك … فإن كنتَ تتمنى اضطرام الحرب فها
أنا أُصليها ، وإن كنتَ تبتغي النزال فها أنا أُنازِلك ، وإن كنتَ ترغب في
الهجوم فها أنا أهاجمك ، وإن كنتَ تشتاق إلى النصرة فأنا لا أرضاها حتى
تُبيد آل غسّان عن آخرهم أو تذهب بنا عن آخرنا … ولكن عارٌ عليّ منازلتك
وأنتَ فتى ، فإن قُضي بالأمر أنازلُ أبطال قومك بل لا استنكف عن منازلة
كماة غسّان وملكهم :
سكتُ فغرَّ أعدائي السكوتُ …… وظنُّوني لاهلي قد نسيتُ
وكيف أنام عن ساداتِ قومٍ …… أنا في فضل نعمتهم ربيتُ
وإن دارت بهم خيل الأعادي …… ونادوني أجبتُ متى دُعيتُ
بسيفٍ حدُّهُ موجُ المنايا …… ورمحٍ صدرهُ الحتفُ المُميتُ
خُلِقتُ من الحديد أشدُّ قلباً …… وقد بُليّ الحديدُ وما بليتُ
ولي بيتٌ علا فلك الثُريا …… تخِرُّ لعِظَمِ هيبتهِ البيوتُ ( 7 )
جليل
: لا فُضَّ فوك يا منذر شهامتك هذهِ أخذت مني كل مأخذ ، فلعمري لو دُمتَ
دهراً تُردِّدُ على مسامعي ألفاظك تلك الرقيقة التي بها حاولتَ إقناعي على
نسيان ما مضى والتعاهد بيننا لما كان لكلامك وقعٌ في قلبي كما أوقع تحسُّسك
هذا … أما الآن وقد رأيتُ جرأتك فإِني أعاهدك وأصافحك يا ابن المنذر ،
أنتَ من اليوم أعزُّ الناس إليّ . ( يتصافحان ) .
المُنذر : ما كنتُ لأجسرُ يا جليل أن أطلب ذلك منك بفمي ، كان هذا العهد شوقاً محجوباً في طوايا قلبي ، أما الآن وقد كشفت الحجاب عنهُ فبِحقِّ من خلقَ الأكوان وبرأ العالمين إني باذلٌ في سبيل القيام عليه كل ما لديّ من القوى حتى حياتي
جليل : ( ينظرُ إلى الخارج بينما يتكلم ) ، ها إن أبي مُقبل يا مُنذر فاتركني وإياه
( المشهد السابع )
النُعمان وابنه
جليل : بشرني الآن نُمير إن الاسود عوَّل على فك أسرنا فما هي حقيقة الأمر يا أبتاه ؟
النُعمان : أجل إنه نوَّه أمس بشيء كهذا على أني رأيتُ خلافهُ اليوم
جليل : ( بحزن ) ، إذن لم يخدعني فكري فإنه لم يركن إلى هذهِ البُشرى ، فيناجيني مراراً وينبئني بما يقلق بالي ويثير بلبالي
النُعمان : إن الملك الاسود شريف النفس لكنه محاطٌ بأعوانٍ ذوي خبثٍ وحسدٍ يًخشى منهم شرُّ الأمور
جليل : فما العمل إذن يا أبي ؟
النُعمان : ما العمل والأسدُ في قفص ! ، ما العمل وأنا أعزل لا سلاح في يدي ! … آه يا بني كهلان لقد طلع سعدُ حظّكم فكسرتم بني غسّان مرَّة بعد أن غلبوكم مراراً وطحنوكم طحناً … ( يلتفت إلى ابنه ) يا جليل
جليل : أبتِ
النُعمان : لي كلامٌ خطير أحبُّ أن أودعك أيَّاهُ … ولكن لا أدري أتكون لهُ كفوءاً وأنتَ فتى حديث السن
جليل : ليعلم أبي النُعمان أن دماً عربياً يجري في عروقي جعلَ في رزانة الشيوخ ، قلْ مهما شئت يا أبي تجدني عصامياً
النُعمان
: ( يحضنهُ ) لا فُضّ فوك يا ابني ، فلعمري ما كذَّبت أصلك … اسمع : إن
ما بيني وبين المناذرة من البغض ينبئني إن لا نجاة لي من هذهِ التهلكة ،
إنهم سيوقعون بي لا محالة ، أما أنت فاسلم وأعلم هذا إن دم آل غسّان يطلب
منّك أن تنتقم له فدمُ آل غسّان لا يُهدر ، إن تمكنت من النجاة فأخبر
أعمامك وأخوالك بموتي لينهضوا للأخذ بثأري ، استفزهم للقتال بكل ما لديك من
القوى والذرائع ، وإن لم تتيسر لك النجاة فأفرغ كافة الجهد لتبلغهم من
بُعد حقيقة الأمر ، فيثيروا حرباً هواناً على ملوك الحيرة ، ولكن إياك يا
جليل والمكر فليس المكر من شيم العرب ، كنْ شريف النفس عالي الهمة سامي
القدر …. هذهِ خصالنا وهذا هو الإرث الذي يتركه كل أبٍ منّا لبنيهِ فأخرج
الآن ياابني على بركة الله ودعني وحدي ( جليل يقبّل يد أبيهِ ويخرج ) .
( المشهد الثامن )
النُعمان لوحده
النُعمان : ( ينظرُ من حيث خرج جليل ) ، اذهبْ على الطائر الميمون وليساعدنَّك الله على ان تُقيل آل غسّان من سقطتهم هذهِ …. ( يفتكر ) وقعت في حوزة الأسود لها ثأر لنكباتٍ عديدة انزلها أجدادي بأجدادهِ …. وددتُ لو ودَّعت الحياة قبل أن أرى ذلك اليوم المشؤوم الطالع … ليتني لم أتبوأ سدة المُلكِ وتقبض يديّ على الصولجان ، كُسر النُعمان بن الحارث ثم أُسر وهذا شهرٌ وهو في الأسر …يتلاعب أعداؤهُ بأقداره … فاتحني الاسود البارحة بوجوب تقدمة الدية واليوم أراهُ متردداً في قبولها ، أهكذا يمكرون ببني غسّان ؟ أين سطوتي ؟ أين بأسي ؟ أين سيفي ؟ وأين فرسي النعامة ؟ … لِمَ هذا الخمود يا نُعمان ؟ أَلا
قرباً مربط النعامة مني …… ضاق صدري على الليالي الطوالِ
قرباً مربط النعامة مني …… أخذُ ثأري استفزني للقتالِ
قرباً مربط النعامة مني …… لحروبٍ لنارها أنا صالٍ ( 8 )
ولكن ما هذهِ الأشواق العقيمة والنكباتُ تساورني والأسرُ موطني
جاذبيني يا نائباتِ الليالي …… عن يميني وتارةَ عن شمالي
[ يقعدُ على حجر ، ويغوص في أفكارهِ ، بينما يُسمع لحن حزين أو عتابة من الخارج ، هنا يدخلُ ثعلبة ( …. ؟ ….. ) ووجههُ ملثم ]
( لهُ صلة )
//////////////////////////////
الحواشِي وبَعْض المَعاني :
( مِنْ تَهْيئَة وبَحْث : شذى توما مرقوس )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لأُبو أُذينة .
( 2 ) البَيْت الشِعْرِيّ لأبو أُذينة .
( 3 ) البَيْت الشِعْرِيّ لِعمرو بن كلثوم .
( 4 ) البَيْتَان الشِعْرِيَان لأَبُو أُذينة .
( 5 ) البَيْت الشِعْرِيّ لأبو أُذينة .
( 6 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِعنترة بن شداد .
( 7 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِعنترة بن شداد .
(
8 ) قرباً مربط النعامة مني هي لِلشَاعِر الحارِث بن عباد ، قَامَ القَسّ
حنا رحماني بِأَخْذِ الشَطْرِ الأَوَّلِ مِنْها ( الصَدْر : قرباً مربط
النعامة مني ) وأَضَافَ مِنْ قَرِيحَتِهِ الشِعْرِيَّة أَوْ حِسَّهُ
الشِعْرِيّ أَبْيَات العَجْز وعلى التَوالِي :
…..ضاق صدري على الليالي الطوالِ
…… أخذُ ثأري استفزني للقتالِ
…… لحروبٍ لنارها أنا صالٍ
وجاءَ هذَا حسَب المُقَدِّمَة الَّتِي كتَبَها حنا رحماني حَيْثُ قَال :
[ ويتخلل الرواية كثير من الشعر الجاهلي القديم وشيء من الشعر الحديث تصرفنا ببعض أبياتها وفقاً لمواقف الرواية ] .
بَعْضُ المَعاني :
القَواضِب : جَمْعُ قَاضِب ، سَيْفٌ قاضِب : شَدِيدُ القَطْعِ .
ارْتِعاج : ارْتِعاد ، ارْتِجاف ، ارْتِعاش ، اهْتِزَاز .
سَلاهِب : جَمْعُ سَلْهَب وهو الطوِيل مِنْ النَّاسِ والخَيْل .
////////////////
نَتَواصل عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في المَرَّةِ القَادِمَة .
طابَتْ كُلَّ أَيَامكم بِالخَيْرِ والأَفْرَاح ، مَعَ الود .