قراءة في كتاب “القوش عبر التاريخ” الجزء الثامن والاخير

بقلم الآشوري سامي بلو
قراءة في كتاب “القوش عبر التاريخ” – الجزء الثامن والاخير

08/ 08 / 2017
http://nala4u.com

الخاتمة:
ان كتاب “القوش عبر التاريخ” رغم جميع المآخذ التي سجلت عليه، سيبقى مصدرا يجمع بين دفتيه معلومات يستفيد منها من يريد ان يطلع على تاريخ هذه البلدة العريقة، وخاصة الطبعة الجديدة التي اضافت اليها عائلة المؤلف الاحداث التاريخية التي وقعت في القوش للفترة من تاريخ صدور الطبعة الاولى ولغاية تاريخ صدور الطبعة الاخيرة، وهذا يعتبر تحديثا عن كل ما جرى في هذه البلدة خلال الاربعة عقود الاخيرة. ولكن يبقى هذا الكتاب ينتظر ان تمتد اليه يد ورثة المؤلف لمراجعته بصورة دقيقة، وصياغة الاضافات بلغة عربية سلسة، واسلوب ادبي راقي، والاستفسار عن الحدث من العارفين قبل توثيقه، والاستعانة بمختصين لمراجعة الكتاب اجمالا.
القوش التاريخ على لسان ابناء امتنا:
قبل ايام انعقد في القوش “المؤتمر الخامس للغة السريانية” وتحت شعار: لغة واحدة موحَدة وموحِدة. وقد تمحورت جميع الدراسات المقدمة الى المؤتمر حول تطوير لغتنا المحكية السورث، وكتابة قواعدها، واغنائها بالمفردات من خزين لغتنا السريانية الكلاسيكية، ويشرفني ان اكون من بين المدعوين الى هذا المؤتمر، وان اساهم بورقة متواضعة تحت عنوان “اراء حول التجارب الجديدة للغة المحكية” وشارك في هذا المؤتمر مختصين باللغات السامية من داخل العراق، من ضمنهم استاذة من جامعة بغداد قسم اللغة السريانية وقسم اللغة العبرية، وكذلك باحثين في هذا المجال من ايطاليا وانكلترا والمانيا وهولندا …الخ. وغايتي من ذكر هذا الحدث هو الاشارات المديح والتمجيد التي جاءت في كلمات المنظمين والمشاركين، حول دور القوش في تاريخ امتنا وكنيستنا الشرقية ومحافظتها على لغتنا الام، ومما جاء في كلمة القائمين على المؤتمر، ” لماذا القوش بالذات لعقد هذا المؤتمر؟ والجواب هو ان اقدم النصوص التي وصلتنا مكتوبة بلغتنا المحكية السورث كانت من القوش، وتحديدا قصائد القس اسرائيل شكوانا من القرن السابع عشر، قبل حوالي اربعمائة سنة” . هكذا نرى بان ابناء هذه البلدة العريقة كان لهم السبق والباع الطويل بين جميع ابناء امتنا في اغناء لغتنا الام بكتاباتهم، ويحق لنا ان نفتخر بهذا الارث الثمين الذي تركه لنا اجدادنا، وهذا يلقي على اجيالنا ليس فقط مسؤولية الحفاظ على على هذا الارث، لا بل اغنائه بنتاجاتنا اللغوية والادبية، وتطوير لغتنا المحكية لتصبح لغة كتابية موحَدة وموحِدة لابناء امتنا، وتكون بمصاف شقيقاتها من اللغات السامية كالعربية والعبرية. واود ان انوه بان جميع البحوث والدراسات المقدمة للمؤتمر سواء من قبل ابناء امتنا او الاخرين جاءت مشجعة للسير في هذا الاتجاه استنادا الى تجارب الاخرين كالعرب واليهود. اذا على ابناء القوش من المتمكنين من لغتنا الام المساهمة في تطوير هذه اللغة لتبقى القوش كما كانت منارا للمعرفة في مجال لغتنا القومية.

القوش ام حنون فتحت ذراعيها لابناء امتنا على مر العصور:
كانت القوش وستبقى ابدا، بحكمة وغيرة ابنائها المتقدة، منارا للعلم والمعرفة، ومصدر فخر لجميع ابناء امتنا، وقلعتهم الحصينة التي لاتقهر، تتصدى لعاديات الزمن ولما يحاك ضدها من المتربصين لها، وستبقى هذه البلدة كما كانت ملاذا آمنا لجميع ابناء امتنا، تحتضنهم كما الام الحنون، وإن كانت في الفترة الاخيرة قد ادارة ظهرها لهم، بفعل البعض من ابنائها الذين وقفوا حائلا دون السماح لمن التجأ اليها من ابناء شعبنا، واراد ان يتخذها مسكنا له ولعائلته، هربا من الاضطهاد والقتل الذي طالهم في المدن الكبيرة. هذا البعض من ابناء القوش غالوا في حيطتهم وحذرهم في الحفاظ على نقاء بلدتهم، وخشيتهم من التغيير الديموغرافي، اتمنى على هذه المجموعة من ابناء القوش ان تعيد حساباتها، واعتقد بان قرارهم الحالي لايخدم مصلحة القوش واهلها، واتمنى ان تتميز قراراتهم بالحكمة وبعد النظر وليس العاطفة، لتأتي بثمارها، لما فيه مصلحة ابناء القوش. واود ان اذكر هؤلاء، بان لا ينسوا بان قسم منهم قد نزح ابائه الى القوش بالامس القريب، ليس اكثر من جيلين او ثلاثة اجيال فقط، وهذه الاجيال الجديدة لاتقل عن الاخرين اعتزازا بالقوش، وعلى هؤلاء ان لا ينسوا ايضا، كيف فتحت القوش ذراعيها واحتضنت ابائهم او اجدادهم، لا بل وللتذكير اقول بان من كان من جيلنا يتذكر بعضا من زملاء الدراسة – سواء في الابتدائية او في ثانوية القوش – من الجيل الاول بعد نزوح ابائهم الى هذه البلدة، واليوم قد تجذرت واينعت محبة القوش في قلوبهم وقلوب ابنائهم، وتزاوجوا واصبحوا جزأ لا يتحزأ من نسيج المجتمع الالقوشي.
القوش هذا المجتمع الفسيفسائي الذي يشمل عوائل من معظم القرى والبلدات لابناء امتنا، قد حفظ لنا التاريخ مناطق وتواريخ نزوح هذه العوائل الى القوش، وقد استعنت بجدول مار يوسب بابانا وكذلك جداول رابي بنيامين حداد، المعدة من قبل رابي عمانوئيل شكوانا، التي ضمنها في كتابه سفر القوش الثقافي، وخرجت بهذه النتيجة التي اقدمها للقارئ الكريم ليطلع بنفسه على اصول هذه العوائل الالقوشية:
الموطن الاصلي عدد العوائل اسماء العوائل

نستطيع ان نحصي من الجدول اعلاه 116 عائلة تكّون المجتمع الالقوشي بتلاوينه، ونستخلص بان 9 من هذه العوائل تعتبر من سكان القوش الاصليين، اي ان جذورها تمتد الى نينوى وزمن الامبراطورية الاشورية، اما باقي العوائل والبالغ عددها 107 عائلة، فانها قد نزحت الى القوش في ازمنة مختلفة من اماكن تواجد ابناء امتنا في المناطق الجغرافية التالية:

  1. من منطقة سهل نينوى 34 عائلة
  2. هكاري ومنطقة القبائل الاشورية المستقلة وما يجاورها في جنوب شرق تركيا
    الحالية 33عائلة.
  3. منطقة نوهدرا وصبنا وبرور وزاخو 30عائلة.
  4. من مناطق متفرقة 10 عوائل.
  5. من الحلة والناصرية ومنطقة جنوب العراق 0 عائلة.
    اي ان التاريخ والمؤرخون لم يسجلا نزوح اية عائلة من جنوب العراق الى القوش، وان جميع سكان القوش الحالية، هم اما من القوش اصلا، او نزحوا من مناطق اخرى كانت ضمن حدود الامبراطورية الاشورية… انها دعوى للجميع للهدوء والتأمل والتفكير بعيدا عن العواطف ومثيريها.

سامي بلّو

للمزيد; انقر على الرابط ادناه

هذه المقالة كُتبت في التصنيف المقالات واللقاءات, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.