بقلم جان يلدا خوشابا
لنا رأى وكلمة …… لأهل منكيش والأب دَاوُدَ بفرو المحترم .. الجزء الاول .
16/ 07 / 2017
http://nala4u.com
أيها الأحبة
تحية ومحبة
أولاً
قبل كل شي اقول للأب الفاضل العزيز دَاوُدَ بفرو تهانينا وتمنياتنا القلبية لكم بالصحة والسعادة والموفقية فقد خدمتم وكافحتم ، بنيتم واجتهدتم .
مبروك لك التقاعد وعسى الرب الذي رعاك يرعانا والذي أغناك يغنينا والذي أنقذك ينقذنا ياطيب القلب يا راعينا .
وثانياً
لأهل ومحبي منكيش اقول كنت أودّ كتابة لوحات وذكريات وحقائق تاريخية عن قريتكم منكيش ولكن أهل منكيش أولى مني في الكتابة عن قريتهم العزيزة .
ولهذا سأترك الكتابة عن منكيش وموقعها وتاريخها وأهلها وكنائسها ومحلاتها وشوارعها وذكرياتها وجيرانها لاهلها الكرام .
هذا لا يعني أنني لا اعرف من هي منكيش واين تقع على الخارطة ومن كانت واين أصبحت ومن يسكنها ومن هم اَهلها. ومن هم أصدقاءها وكم ناضلت وكافحت وبقت منكيش على الرغم منما مر عليها صامدة في تاريخها ولم تجف أرضها ولم يتخلى اَهلها عنها .
ثالثاً
في الثالث والعشرين من شهر حزيران المنصرم 2017 حضرت إحتفال أقامه أهالي قرية منكيش على شرف الأب دَاوُدَ بفرو بمناسبة تقاعده من الخدمة الكنسية وتقاعده جاء بعد خمسين سنة في ارساء ونشر وتعليم وبناء وخدمة أهل منكيش وضواحيها وخدماته في بغداد للجميع وللكنيسة الكلدانية .
وأنا لي اكثر من قصة وذكرى مع الأب دَاوُدَ بفرو منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا .
ولكم القصة وكيف بدأت واين انتهت ولماذا استمرت .
كان من السعادة والفرحة تواجد الأب دَاوُدَ بفرو في متوسطة صنعاء والإعدادية الشرقية اللتان كنت طالباً فيهما حيث كان الجميع يحبه ويحترمه ويعتز به وكان له معنا ذكريات.
فقد علمنا تعاليم الدين واللغة الفرنسية وركز فينا المسيحية وأخلاقها وطبيعتها وجعلنا محبين للحياة واللغة الفرنسة الجديدة علينا وقتها
وكان خير معين لنا في نصائحه الانسانية والدينية واللغوية
ولا ينسى كل من كان معه من طلابه ذلك أبداً وخير دليل على كلامي ان اكثرية طلابه تخرجو من الكليات والمعاهد العراقية وأصبحوا أطباء ومهندسين وخبراء فنيين ومدرسين وأستاذة جامعات ورياضيين بارزين وغيرها .
كنت وقتها مولع بل مجنون مثل كل الشباب العراقي بكرة القدم حيث كنت في فريق منتخب المدرسة الابتدائية ومنتخب المتوسطة ومنتخب الإعدادية ومنتخب معهد التكنلوجيا ومنتخب المعاهد العراقية والنادي الاثوري الرياضي الفائز ببطولة الدرجة الثالثة لعموم العراق .
وتم استدعاءي لنادي الصناعة للشباب وتمرنت معم مرتين ولكن ظروفي تغيرت وقتها بوفاة والدي وأصبحت المعيل الوحيد لعائلتي فتركت كرة القدم واتجهت للكتابة .
قلت هذا عن الرياضة كي اقودكم الى قصة حصلت لي مع الأب دَاوُدَ بفرو
كانت جدتي المرحومة خنا أنويا هي المحرك و صاحبة الامر والنهي والحكمة في بيتنا من جهة الاتصاق والذهاب الى الكنيسة وهي كانت من تحكم في بيتنا وقتها وكان لها الكلمة والسلطة في التعاليم الدينية وكنّا أناواخي الاكبر مني جوني يلدا خوشابا في الفرق الرياضية
وعندما كنّا نقول لها أن لنا مباراة كرة القدم الساعة الخامسة عصراً كانت تغضب جداً لان الوقت يتعارض مع أوقات كنيسة مار توما الرسول الشرقية الآشورية القديمة أو ما عوديشو الآشورية حيث يتواجد اصدقاءنا
ولكنها كانت ترضى بالنهاية عندما كان نذهب في اليوم التالي ونأخذ حصص إضافية .
وعندما كانت لنا مبارايات ودورات صيفية كروية في النعيرية كانت تقول حسناً اذهبوا الى كنيسة الأب دَاوُدَ بفرو فانه اب جليل وانسان بديع أو الى كنيسة مريم العذراء الآشورية
فكنا نسألها : يا جدتي كنيسة دَاوُدَ بفرو ولكننا نعرف ان الكنائس تسمى بأسماء القديسين
((وقتها في السبعينيات كانت الكنيسة عبارة عن بيت صغير
ثم اجتهد الأب دَاوُدَ بفرو واشترى البيت المجاور الملاصق وتم تحويره وبناء كنيسة جميلة في بداية الثمانينيّات وسميت بكنيسة مار توما الرسول ))
فكانت تجيب : الكنيسة لا اعرف اسمها الان ولكنني اعرف راعيها صاحب العيون الزرق الأب دَاوُدَ بفرو اذهبوا قبل المباراة صلوا ثم العبوا .
وكان اخي يقول : نعم جدتي كنيسة الأب صاحب العيون الزرق نحن نعرفه ( كنّا نقول هذا كي تسمح لنا للذهاب الى منطقة النعرية ) حيث يلتقي جميع محبي وعشاق الكرة هنالك .
تطورت الأحداث رحلت جدتي وجاءت الحرب العراقية الإيرانية ورحل أبي وسافر أخي الى أوربا وبقيت لوحدي
بدأت أعمل وادرس ليلاً وكنت أذهب الى كنيسة مار توما ومار عوديشو الاشوريتين في كراج الأمانة واذهب الى كنيسة مريم العذراء الاشورية في النعرية وكنيسة مار توما الكلدانية في النعرية التي كان راعيها الأب دَاوُدَ بفرو كي آلبي أمنية جدتي لانها كانت تقول اننا شعب واحد وكون لي اصدقاء اعزاء من منطقة النعرية اثوريين وكلدان .
تركت بغداد بعدها لضروف خاصة ووصلت الى ديترويت بعد غربة طويلة وسنوات مريرة من طهران /ايران الى دمشق / سوريا الى روما / إيطاليا وتجولت في الولايات الامريكية حتى كان الاستقرار في ديترويت
في العمل اكرمني الرب بشباب من قرية الداودية وفي احد الأيام قبل تقريباً عشرة سنوات كانو قلقين ويتهامسون فتقدمت منهم
وسألتهم : ياشباب ماذا يجري
وقالو لي : يجب علينا ترك العمل الآن لو سمحت
فقلت : ماذا لا يمكن هذا
فقالو : احد أقاربنا الأعزاء ( سيدة مريضة ) وعلى وشك مفارقتنا وعلينا الذهاب الى كندا لجلب القس
فقلت : ولماذا كندا وهل لا يملك الكلدان قساوسة هنا
قالو : ولكنها تعرفه وهي تريد رؤيته قبل الوداع
فقلت : ومن هذا القس
فقالو : اسمه دَاوُدَ بفرو
فقلت لهم : اعرفه صاحب العيون الزرق ( ابتسمت مع نفسي وتذكرته )
عندها قلت : الرب يكون معكم اذهبوا وبالسلامة .
واخيراً
قد أكرمني الرب حيث جاري العزيز والصديق البديع واسمه سامي يوسف وهو من اهلي منكيش وهو شقيق مختار قرية منكيش الان واسمه حنا يوسف
انا وسامي اصدقاء وكثيراً ما نلتقي ونتباحث في أمور الحياة والأولاد
حتى دق بابي يوماً
وقال لي : اخي جان لي معك كلمة وطلب
فقلت : تفضل
فقال : الأب دَاوُدَ بفرو سيتقاعد وأتمنى منك الحضور
فقلت : من
فقال : الأب دَاوُدَ هو من منكيش وهو في ونزر كندا وانا في اللجنة المعنية بهذا الاحتفال اتمنى ان تكون هنالك وان تقول او تكتب شيئاً .
فقلت : القس صاحب العيون الزرق مرة اخرى
فقال : ماذا عنه
فقلت : اعرفه منذ أربعين سنه ولا زال يلاحقني ام أنا لازلت إلاحقه .
وقلت : سأكون حاضراً
وفعلاً ذهبت والتقيت به تقريباً بعد أربعين سنة وتكلمنا والتقطنا الصور و شكرته وقبلته وقلت لو سمحت لي رأى وكلمة وسأقرأها عنك .
ابتسم وقال تفضل .
لقد انتظرت تقريباً لمدة شهر كي افسح المجال لأخوتي أهل منكيش بالكتابة وقد فعلوا مشكورين .
والآن جاء دوري لاقول كلمتي .
الجزء الثاني سيكون عن يوم الاحتفال بالأب المتقاعد دَاوُدَ بفرو الذي حضرته وعلى من تعرفت وما جرى وما حصل وما رأيت وعن الدرس الذي تعلمت .
تحياتي
والبقية تأتي
جاني
ملاحظة
في الصورة الاولى يظهر من اليمين وقوفاً
كاتب المقال جان يلدا خوشابا / الصديق الجار سامي يوسف /الاخ الدكتور عبدالله رابي / الشاعر حنا شمعون / الصديق الدكتور جورج مرقس
والصورة الثانية تجمعني مع استاذي الأب الفاضل دَاوُدَ بفرو