بقلم جان يلدا خوشابا
يوميات معتقل حزين. … الوشاية .. ذكريات كي لا ننسى الجزء الثاني .
05/ 06 / 2017
http://nala4u.com
ايها الأحبة تحياتي
كنت قد كتبت عن صاحبنا السجين الحزين بعض ما كأن يدوّنه وهو في سجنه البعيد وكنت متردد في إكمال هذا اليوميات او الأحداث او الذكريات لان بعضها حزين وقاسي ومؤلم لمن عاش او عاصر أنظمة
كانت تعتمد على الوشاية ولا ترغب او تستمع للحقيقة او القصة من البداية
ولكن لرغبة بعض الأحبة ساكتب هنا ما جرى وما هي الحادثة التي ادخلت صاحبنا التوقيف ثم السجن .
واليكم القصة
مرت على صاحبنا بعض الأوقات المالية الصعبة فأضطر للعمل في الصباح مع صديق له اسمه جمال يملك والده واحد من أكبر محلات بيع الأقمشة المحترمة في منطقة بغداد الجديدة على ان يذهب مساءاً للدراسة هو وصديق اخر له إسمه يعقوب .
وبعد تقريباً ثلاثة أشهر من العمل شاهد الجميع وصاحب المحل يوسف ( ابو جمال ) أن صاحبنا السجين الحزين متفوق بالبيع والنَّاس والنساء خاصةً تأتي وتريد معاملته والشراء منه لأنه أمين ويتكلم بطريقة مغايرة لبقية عمال الأقمشة في السوق وله اُسلوب حضاري وراقي مع الزبائن .
فرح صاحب المحل يوسف ابو جمال بذالك الشاب المبتسم ، المنيّر ، الطيب ، النبيل الصافي القلب والمشاعر .
ولكن صاحب المحل المقابل والذي كان منافساً شرساً لمحل ابو جمال لم يطيق الوضع
وفي أيام الخميس او الجمعة كان ابو جمال يأخذ ابنه ويزور بيت اخوه المريض .
وكان يترك المحل تحت إدارة صاحبنا السجين الحزين ومعه ثلاثة عمال وذلك للثقة التي اكتسبها
الا ان تلك الجمعة حضر صاحب المحل المنافس لهم وطلب من العمّال الحديث للمسؤول عنهم
فقال صاحبنا : تفضل سيدي بغياب ابو جمال وجمال أنا المسؤول
وأكمل : هل من خدمة
فقال الرجل : اريد الحديث معك شخصياً وبعيد عن مسامع العمّال
فقال صاحبنا : تفضل أنا أسمعك بعد أن أبتعدا خطوات معاً
فقال الرجل : أنا أملك المحل المقابل وأريد منك العمل معي وبراتب أفضل وووو…وووو
فقال صاحبنا : لا يا عمي هذا محل والد صديقي من المدرسة المتوسطة وهو رجل يحترمني ويحبني ويكرمني
فقال الرجل : خذ نصيحة واترك هذا الرجل وإلا ستندم
فقال : أندم على ماذا مستحيل ترك ابو جمال
فقال الرجل : ما أسمك
فقال : ……
فقال الرجل : ما هذا الاسم ، أنت غريب ، أنت لست منّا ، انت لست عربي ، انت لست عراقي
فقال صاحبنا : بل أنا ابن هذا البلد وأتشرف بمعرفتك
تبدل صوت الرجل وكأنه يخطط لشي وأكمل بصوت عالي وصياح
وقال : اسمك وشكلك غريب وحتى كلامك غريب وستندم
وماهي الا أيام بعد الحادثة حتى تم إلقاء القبض على صاحبنا في منطقة الكرادة الشرقية ( أرخيتا ) حيث يسكن
وأثناء التوقيف
قالو له : انك تكلمت وتعديت على الحكومة بسوء وقلت كذا وكذا ……….!!!!!!
وستبقى معنا مدة حتى التحقيق
ولم يجرى اي تحقيق وتم سجنه
ولكن هو وأهله وأصدقاءه وجمال ووالده عرفو الحقيقة انها كانت وشاية الرجل تاجر الأقمشة المنافس الذي اراد الاستحواذ على سوق الأقمشة
وكان كل تفكيره انه يجب إيقاف هذا الشاب ( صاحبنا ) اليوم قبل غداْ وذلك لارتفاع مبيعات محل ابو جمال وفكر هذا الرجل بضرب عصفورين بحجر وذلك بالتخلص من صاحبنا البارع المثابر المخلص لعمله
وإجبار الحاج ابو جمال وإذلاله بالسؤال والجواب امام السلطات .
هذا مختصر لما حدث
وقد كان لصاحبنا كلمات عن هذا الحادثة وسأقوم بنشرها قريباً .
كما سأكتب أين هم جميعاً الْيَوْمَ .
تقبلو تحياتي
والبقية تأتي
جاني