كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً/الجزْء الثَاني (25)

بقلم شذى توما مرقوس
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 25 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل )

24 / 02 / 2017
http://nala4u.com

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 25 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس   
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا في نِتَاجاتِ المُمَيَّز المطران سليمان الصائغ  لِنَغْرِفَ مِنْ فَيْضِ عطائهِ ، فشُكراً  لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( سليمان الصائغ )

ولِدَ الأَدِيب والمُؤَرِّخ والصُحُفِي المَطْرَان سليمان الصائغ في المَوْصِل عام 1886 م ، في أُسْرَة مُتَوَسِّطَة الحال ، وانْخَرَطَ في السِلْكِ الكهَنُوتيّ ، حَيْثُ تَلَقَّى العلُومَ الدِينِيَّة في المَعاهِدِ المَسِيحِيَّة في المَوْصِل ، وسِيمَ كاهِناً في تَمُّوز عام 1908 م ، وكانَ في الثَانِيَةِ والعِشْرِين مِنْ العُمْر . 
رُقِيَ إِلى رُتْبَةِ الخَوْرَنَة وسُمِّيَ زَائراً بَطْرِيركِيَّاً وصَارَ يُدْعَى الخُورِي سليمان الصائغ سَنَة 1940 م ، ثُمَّ نُصِّبَ مَطْرَاناً على المَوْصِل عام 1954 م .
عُقْبَ انْتِهاءِ الحَرْبِ الكُبْرَى واحْتِلالِ البَرِيطانِيين مَدِينَة المَوْصِل عام 1918 م  ، دُعِيَ القَسَّ سليمان الصائغ مِنْ قِبَلِ السُلْطَةِ البَرِيطانِيَّة لأَنْ يُنْشِئَ جَرِيدَة سِيَاسِيَّة تَكُونُ لِسَانُ حالِ الحكُومَةِ ففَعَل ، وتَرَأَّسَ تَحْرِير جَرِيدَة ( المَوْصِل ) الَّتِي عاوَدَتْ صدُورَها عَقِبَ الاحْتِلال رَغْمَ صعُوبَاتِ الوَقْتِ ومُهِمَّاتِ خِدْمَتِهِ الكهَنُوتِيَّة ، إِضَافَةً لِمَهامِهِ كمُدِيرٍ لِجَمِيعِ المَدَارِسِ العائدَةِ لِلطَائِفَةِ الكلْدانِيَّة داخِلاً وخَارِجاً في حِيْنِها .
كانَ يُجِيدُ اللُغتَين الانْكلِيزِيَّة والفَرَنْسِيَّة إِلى جانِبِ إِجادَتِهِ لِلعرَبِيَّة وإِتْقَانِهِ لِلُغَةِ الكلْدانِيَّة القَدِيمَة ( وكانَ يُتَرْجِمُ عَنْها )  ، وعُرِفَ عَنْهُ ولَعهُ بِالأَدَبِ والتَارِيخ .
بَدأَ نَشَاطَهُ الأَدَبيّ بِكِتَابَةِ مقَالاتٍ تَارِيخِيَّة في مَجَلَّةِ ( المَشْرِق ) البَيْرُوتِيَّة لِصاحِبِها الأَب لويس شيخو الكلْدانِيّ اليَسُوعِي .

ومِنْ مُرَاجعتي ــ [ والكلامُ لي ( شذى توما ) ] ــ لأَرْشِيفِ مَجَلَّةِ ( المَشْرِق ) ، بِأَعْدَادِها المُتَوَفِّرة على الانترنيت ، ولِلسَنَوات :

( 1910م ، 1911 م ، 1912 م ،1913 م ، 1914 م ،  1920 م ، 1921 م ، 1922 م ، 1923 م ، 1924 م ، 1925 م ، 1926 م ، 1927 م ، 1928 ، 1929 م ، 1930 م ، 1931 / ، 1932 م ، 1933 م ، 1934 م ، 1935 م ، 1936 م ، 1937 م ، 1938 م ، 1939 م ، 1940 م ….. ) عَثَرْتُ على المَوَاضيع التَالِيَة المَنْشُورَة لِسليمان الصائغ فيها :

( 1 )
مَوْضُوع /  رِحْلَة حدِيثَة إِلى الشَيخ عادي والرَبان هرمز
بِقَلَمِ : سليمان الصائغ 
مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ المَشْرِق
ص 831 ــ ص 845
العَدَد  10
في : 1 أكتوبر 1922 م
الرَابِط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2243005&ISSUEID=8669&AID=177742

( 2 )
مَوْضُوع /  في قُرَى نَيْنَوى سِيَاحة رَسُولِيَّة لِغبْطَةِ بَطريك الكلْدان ماري عمانويل يوسف توما
بِقَلَمِ : يوسف الصائغ
 مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ المَشْرِق
ص 414 ــ ص 428 
العَدَد 6
في : 1 يونيو  1923 م .
الرَابِط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2244674&ISSUEID=8688&AID=177955

( 3 )
مَوْضُوع /  فَقِيد العِلْم السَيّد أدي شير مَطْران سعرت ( الطَيّب الذِكْر )  .
بِقَلَمِ : سليمان الصائغ
مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ المَشْرِق
ص 36 ــ ص 44
العَدَد 1
 في:  1 / يناير / 1925 م
الرَابِط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2246073&ISSUEID=8704&AID=178141

مُلاحظَة : أَعْدَادُ المَجَلَّة لِلسَنَواتِ (  1915 ، 1916 ، 1917 ، 1918 ، 1919 ) غَيْرُ مُتَوَفِّرَة على الانترنيت . 

تُوُفِّيَ سليمان الصائغ في 17 / سبتمبر / 1965 م عَنْ عُمْرٍ نَاهزَ الـتِسْعة والسَبْعِين عاماً في بَغْداد ، ووُرِيَ جُثْمانَهُ الثَرَى في كنِيسَةِ مار يوسف .

عَضَّاتٌ دَمَوِيَّة  /
أشْتَغلَ بِالتَعْلِيم وإِدارَةِ المَدارِس ، فتَعيَّنَ مُدِيراً لِمَدْرَسَةٍ ابْتِدائِيَّة في خَوْرَنَةِ مار يوسف في القَلْعة ، فكانَ يَوْمِيَّاً يَقْطَعُ مَسَافَةَ رُبْعِ سَاعة مَشْيَاً صَيْفاً وشِتَاءاً أَرْبَع مَرَّاتٍ في اليَوْم ، وقَضَى على هذَا نَحْو ثَلاثِ سَنَواتٍ ، وكسَبَ ثِقَةَ الرُؤَسَاء بِحُسْنِ إِدارَتِهِ ، لكِنَّهُ تَبَرَّمَ مِنْ مُعاهدَةِ خُورِي الكنِيسَة فطَلبَ نَقْلَهُ ، ونُقِلَ إِلى مَدْرَسَةِ شمعون الصفا الإِعْدادِيَّة ، وفي سَنَةِ 1914 م تَعيَّنَ مُدِيراً لِهذِهِ المَدْرَسَة فأَحْسَنَ في إِدارَتِها حَتَّى صارَ يَقْصِدها الأَفْرَاد مِنْ مُخْتَلَفِ الطَوائفِ ، واشْتَهَرَتْ بِالامْتِحانَاتِ الَّتِي كانَ يَحْضَرها عُلمَاء مِنْ الإِسْلامِ وغَيْرَهُم حَتَّى كانَتْ الأُولَى في مَدَارِسِ المَوْصِل .
نَالَ ثِقَةَ الحكُومَةِ التُرْكِيَّة فَدَعَتْهُ عُضواً في مَجْلسِ مَعارِفِها ، وعُضواً في لَجْنَةِ فَحْصِ الكُتُبِ الأَجْنَبِيَّة عام 1916 م .
قَامَ وبِمُسَاعدَةِ فِئَةٍ مِنْ الشُبَّان بِإِنْشَاءِ نَادِياً سَمَّاهُ ( نَادِي الشَبِيبَة الكلْدانِيَّة ) ، رَغْبَةً مِنْهُ في خِدْمَةِ الرَعِيَّة  ، وأَلْقَى فيهِ عِدَّةَ مُحاضَرَاتٍ أَدَبِيَّة ودِينِيَّة .
انْتَهزَ بَعْضُ المُنَاهضِين لَهُ سَنَةَ غِيَابِهِ عَنِ المَرْكز لأَجْلِ مُلازَمَةِ الوكِيلِ البَطْرِيركيّ ، فعمِلُوا على وَضْعِ العرَاقِيلِ أَمَامَهُ وأَوْقَعُوهُ في بَعْضِ المِحَنِ [ والَّتِي أَطْلَقَ علَيْها الصائغ في مُذَكَّراتِهِ ( عَضَّات دَمَوِيَّة ) ] ، واسْتَغَّلُوا دخُولَهُ في خِدْمَةٍ سِيَاسِيَّة لإِدارَةٍ بَرِيطانِيَّة مُتَقَلِّبَة فطَعنُوا في شَخْصِهِ ، وأَدْخَلُوهُ في مِحْنَةٍ قَاسِيَة ، زَادَها بَلَّة زِيارَةَ قَائدٍ فَرَنْسِيّ لَهُ قَادِمٌ لاسْتِفْتَاءِ الأَهالِي في عائدِيَّةِ المَوْصِل لِبَرِيطانيا أَمْ لِفَرَنْسَا ، ورَغْم أَنَّ هذِهِ الزِيارَة كانَ لَها صَبْغَةً رَسْمِيَّة ( فلَقَدْ تَمَّتْ في مَقَرِ إِدارَةِ المَدْرَسَة ) فلَقَدْ اعْتَبَرَ البَرِيطانِيون إِنَّ البَطْرِيركِيَّة الكلْدانِيَّة وأَعْوانِها مُوالِيَة لِفَرَنْسَا ، فوَقَع الصائغ تَحْتَ نَقْمَةِ السُلْطَة البَرِيطانِيَّة المُحْتَّلَة ، وكانَت الفُرْصَة مُلائمَة لإِحْرَاجِ مَوْقِف الوكِيل البَطْرِيركيّ ، فوُجِّهَتْ لِلكاهِن سليمان الصائغ تُهْمَتَان مَسْنُودتَان مِنْ الرِجالِ البَرِيطانِيين : الأُولَى سَرِقَة مِنْ رَواتِبِ المُعلِّمين الَّتِي كانَتْ تُسَلَّمُ بِيدِهِ ، وهو يَقُومُ بِتَوْزِيعِها ، وهذِهِ رَدَّها التَحْقِيقُ القَضَائيّ لِثبُوتِ عَدَمِ صِحَّتِها بِمَوْجِبِ المُسْتَنَداتِ ، والثَانِيَة تُهْمَة شَائِنَة لَمْ تَثْبُتْ بِالتَحْقِيق بَلْ ظَهَرَ عكْسها ، لكِنَّ اصْرَارَ السُلْطَةِ المُحْتَّلَة مِنْ قِبَلِ بَعْضِ رِجالِها المُنْدَفِعين بِغرَضٍ سِيَاسِيّ وعَجْزِ رِجالِ الكنِيسَةِ وخَوْرِهِم أَمَامَ هذِهِ القُوَّة اقْتَضَى إِبْعادَهُ إِلى خَارِجِ العِراقِ بِرِضَاه ، إِلاَّ أَنَّ السُلْطَات فَرَضَتْ إِرادَتَها بِنَفْيهِ إِلى الدَيْرِ بِجانِبِ الْقُوش حَيْثُ قَضَى سَنَة ونَيّف احْتَمَلَ فيها عذَاباً أَليماً ، لكِنَّ عزِيمَتَهُ على مُواصَلَةِ العَمَلِ بَقِيَتْ حيَّة نَشِيطَة فعمَدَ إِلى الخِدْمَةِ في ذاك العالَمِ الرَهْبَانِيّ وشَكَّلَ مَدْرَسَةً مِنْ الرهْبَان وقَامَ هو بِإِلْقَاءِ درُوسِها وزِيادَةً على ذَلِك انْشَغلَ بِمُطالَعةِ مُجلَّداتِ الكُتُبِ التَارِيخِيَّة العرَبِيَّة والَّتِي قَادَتْهُ إِلى كِتَابَةِ ( تَارِيخ المَوْصِل ) ، وما أَنْ أَتَمَّ مُدَّتَهُ في الدَيْرِ حَتَّى كانَ قَدْ أَنْجَزَ هذَا الكِتَاب التَارِيخِيّ المُهِم .

ولمَّا عادَ إِلى المَوْصِل ، قُوبِلَ بِالتِفَاتِ الأَهالي الكبِير ، وكانَت الحكُومَةُ العِراقِيَّة قَدْ تَشَكَّلَتْ ومَلِكُها فيصل الأَوَّل يَصْرِفُ الجهُودَ ويَقْرَعُ الأَبْواب لانْقَاذِ المَوْصِل مِنْ مَطَامِعِ الحكُومَةِ التُرْكِيَّة الَّتِي كانَتْ تُطالِبُ بِها في العصْبَة الأُمَمِيَّة ، وجاءَ كِتَابُ ( تَارِيخ المَوْصِل ) كإِثْبَاتٍ لِعائدِيَةِ المَوْصِل إِلى العِراق ، فطَلبَ المَلِك فيصل قدُوم الصائغ إِلى بَغْداد وأَكْرَمَهُ كُلَّ الإِكْرَام ووَقَفَ على الكِتَاب وقَالَ لَهُ ( إِنِّي افْتَخِرُ بِمِثْلِكَ في بِلادِي ) ، وأَمَرَ بِطَبْعِ الكِتَابِ على نَفَقَتِهِ الخَاصَّة ، ونَقَلَتْ الجَرائِد هذَا الخَبْر ، وتَمَّ طَبْع الكِتَاب الَّذِي حازَ إِعْجابَ الأَوْسَاطِ العِلْمِيَّة وغَيْرِها.
  بَرَزَتْ مُشْكِلَة المَوْصِل سَنَة ( 1925 م ــ 1926 م ) فقَدِمَتْ لَجْنَةُ عصْبَةِ الأُمَمِ إِلى المَوْصِل لاسْتِفْتَاءِ الأَهالِي بِعائدِيَّة مَدِينَتِهِم وتَشَكَّلَتْ جَمْعِيَّةُ الدِفَاعِ الوَطَنِيّ ودُعِيَ القَسّ سليمان الصائغ لِيَشْغلَ مَنْصِب عُضوِيَّة لَجْنَةِ التَحْرِيرِ الدِفَاعِيّ في هذِهِ الجَمْعِيَّة فاشْتَغَلَ وأَنْتَجَ قِسْماً مِنْ التَقْرِيرِ الدِفَاعِيّ الَّذِي قُدِّمَ لِهذِهِ اللَجْنَةِ الأُمَمِيَّة وصَارَ مَوْضِعَ ثِقَةِ الجَمِيع ودُعِيَ مِراراً لِيُسَاهِمَ في الأَعْمَالِ فعُيِّنَ عُضواً في المَجْلِسِ الاسْتِشَارِي لِمَعارِفِ مَنْطَقَةِ المَوْصِل ودُعِيَ أَنْ يكُونَ عُضواً في لَجْنَةِ إِسْعافِ الفَقِيرِ المُشَكَّلَة في البَلَدِيَّة أَيَّامَ كارِثَةِ حَرْبِ الصاعِقَة ، وعُضواً في لَجْنَةِ مكْتَبَةِ غازي بِالمَوْصِل ، وعُضواً عامِلاً مِنْ قِبَلِ وِزارَةِ المَعارِف في لَجْنَةِ تَأْلِيفِ تَارِيخِ العِراق المَشْمُولَةِ بِرِعايَةِ الوَصِي على عرْشِ العِراق وانْتُخِبَ عُضواً في المجمع العِلْمِيّ العِراقِيّ سَنَة 1949 م .

لَهُ عشَرَات المَقَالات والدِراسَات والمُتَابَعات والَّتِي نَشَرَها في مَجَلَّةِ النَجْم ومِنْها على سَبِيلِ المِثَالِ لا الحَصْر : الفَلْسَفَة عِنْدَ العرَب ، تَارِيخُ الطُبِّ في العِراق ، البِلادُ العرَبِيَّة في مَطْلَعِ القَرْنِ السَابِع عشَر ، تَارِيخُ أَكد وآشُور .
نَقَلَ إِلى العرَبِيَّة ( تَزَامُناً مَعَ عَمَلِهِ في تَأْلِيفِ رِوايَتِهِ التَارِيخِيَّة يزداندوخت ) بَحْثَاً في الكنِيسَةِ الكلْدانِيَّة لِنيَافَةِ الكاردِينال ( تيسران ) نَشَرَتْهُ الانسكلُوبيديا اللاهُوتِيَّة وعلَّقَ علَيْهِ الحواشِي ، ثُمَّ قَامَ بِطَبْعِهِ سَنَة 1939 م بِعُنْوانِ ( خُلاصَة تَارِيخ الكنِيسَة الكلْدانِيَّة ) بِما يُقَارِب الثَلاثَمِئة صَفْحَة .

ــ مَجَلَّةُ النَجْمِ الشَهْرِيَّة /

يُعدُّ سليمان الصائغ مَدْرَسَةً تَرَبَّتْ على أَيْدِيها أَجْيَالٌ وأَجْيَال ، وكانَتْ مَجَلَّةُ النَجْم إِحْدَى أَبْرَز وسَائلِهِ وأَدواتِهِ في التَوْعِيَةِ والتَثْقِيف وتَوْسِيعِ قَاعِدَةِ المَعْرِفَة والمُطَلِّعين علَيْها ، ولَقَدْ تَرَكَ بَصْمَاتَهُ المُؤَثِّرَة في المَسِيرَة العِراقِيَّة الفِكْرِيَّة والثَقَافِيَّة والاجْتِماعِيَّة ، واقْتَرَنَ اسْمُهُ في التُراثِ الفِكْرِيّ والثَقَافِيّ والصُحُفِيّ والطِبَاعيّ والدِينيّ بِمَجَلَّة النَجْمِ وبِمَوْسُوعةِ تَارِيخ المَوْصِل بِأَجْزائها الثَلاثَة .
أَسَّسَ سليمان الصائغ مَجَلَّةَ النَجْم الشَهْرِيَّة ، وكانَ الامْتِياز بِاسْمِ ( صَحِيفَة دِجْلَة )  بِاسْمِ ( داؤد السعدي ) ، وهي مَجَلَّة دِينِيَّة ، اجْتِماعِيَّة ، تَارِيخِيَّة ، عِلْمِيَّة ، في المَوْصِل عام 1928 م ( حَيْثُ كانَ في الثَانِيَةِ والأَرْبعين مِنْ العُمْر ) ، وقَامَ بِتَحْرِيرِها وإِدارَتِها وعالَج مَواضِيعَ عِلْمِيَّة واجْتِماعِيَّة ، وتَارِيخِيَّة ودِينِيَّة ، وفي حقْلِ التَعْرِيفِ بِها كُتِبَ على غِلافِها الرَئيسِيّ : [ مَجَلَّة عِلْمِيَّة أَدَبِيَّة لِلبَطْرِيركِيَّةِ الكلْدانِيَّة ، مُدِيرها المَسْؤُول الخُورِي سليمان الصائغ  ، تَصْدُرُ مَرَّة في الشَهْر ، طُبِعتْ بِمَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة ، ومُسَجَّلَة بِالبَرِيد تَحْتَ رَقْم 23  ] .
صَدَرَ عَدَدُها الأَوَّل في 25 / كانُون الأَوَّل / 1928 م ، عَدَدُ صَفَحَاتِها ( 50 )  صَفْحَة ، بمَقَاسِ ( 16 سم × 12 سم ) ، صَدَرَ مِنْها ( 16 ) مُجَلَّداً مَطْبُوعاً بِمَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة في المَوْصِل ، غِلافُ المَجَلَّة تَظْهَرُ في أَعْلاه عِبَارَة ( مُسَجَّلَة بِالبَرِيد تَحْتَ رَقْم 23 ) ثُمَّ صُورَة مُوَحَّدَة لِجَمِيعِ أَعْدَادِ المَجَلَّة تَقْرِيباً وهي عِبَارَة عَنْ مَلاكٍ بِجنَاحينِ يُبَشِّرُ بِالآيَة ( رأَيْنا نَجْمَةً في المَشْرِق ) الوارِدَة في انْجِيل متى 2 / 2 ، وعَنْها أُخِذَ اسْم المَجَلَّة ، ثُمَّ صُورَة لِنَجْمَةٍ تَشِعُ نُوراً ، يَتْبَعها اسْمُ المَجَلَّة ( النَجْم ) ، مَعَ تَعْرِيفٍ بِها ( مَجَلَّة عِلْمِيَّة أَدَبِيَّة لِلبَطْرِيركِيَّةِ الكلْدانِيَّة ، مُدِيرها المَسْؤُول الخُورِي سليمان الصائغ ، تَصْدُرُ مَرَّة في الشَهْر ، طُبِعتْ بِمَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة ) .
تَصَدَّرَ العَدَدُ الأَوَّل مِنْها صُورَة البَطْرِيرك مار يوسف عمانوئيل الثَانِي ، ثُمَّ افْتِتَاحِيَّة بِقَلَمِ رَئيسِ تَحْرِيرِها يَذْكُرُ فيها التَالي :
[ بعونه تعالى تصدر مجلة ” النجم ” صحيفة رائعة عنوانها الإخلاص وشعارها صدق اللهجة ودثارها الخدمة والتجرد ، نزفها إلى الناطقين بالضاد عموماً وإلى أبناء الرافدين خصوصاً امتثالاً لداعي المهيب بنا إلى العمل في سبيل التهذيب ….. ] .

صَدَرَتْ المَجَلَّة خِلال فَتْرَتينِ زَمَنِيتين :
ــ الأُولَى : مِنْ 25 / كانُون الأَوَّل / 1928 م  ولِغايَةِ كانُون الأَوَّل /  1938 م ، أَيْ دامَتْ عشْر سَنَوات ، إِذْ احْتَجَبَتْ بِسَبَبِ غَلاءِ الأَسْعارِ وتَرَاجُعِ الاشْتِراكاتِ ، إِذْ أَصْبَحَتْ عشْرَةَ أَعْدَاد بِالسَنَة ، حَتَّى كانَ عام 1940 م وحلَّتْ كارِثَة حَرْب الصَاعِقَة وشَحَّ المَال وقَلَّ الوَرَق فاضْطَّرَ إِلى إِيقَافِ صدُورِها .

في عام 1951 م ، ولأَجْلِ إِعادَةِ إِصْدَارِ مَجَلَّةِ ( النَجْم ) والَّتِي كانَت الأَوْسَاط تُطالِبُ بِإِعادَةِ إِصْدَارِها ، عَمِلَ سليمان الصائغ على تَأْلِيفِ مَسْرَحِيَّة ( يَمامَةُ نَيْنَوى ) وخُصِّصَ رَيْعها لِهذَا الغرَض ، فعاوَدَتْ المَجَلَّة الإِصْدَار في تشْرِين الأَوَّل مِنْ العامِ ذاته .

ــ الثَانِيَة : مِنْ تشْرِين الأَوَّل / 1951 م ( وهُناك مَصْدَر يَذْكُر تشْرِين الثَاني / 1950 م  كتَارِيخ لِمُعاوَدَةِ المَجَلَّة نَشَاطها ) إِلى أَنْ أُلْغِيَ امْتِيازها في 17 / كانُون الأَوَّل / 1954 م ، فتَوَقَّفَتْ عَن الصدُورِ عام 1955 م ، (وهُناك مَصْدَر يَذْكُر حُزيران / 1956 م كتَارِيخ لِتَوَقُّفِها عَن الصدُور ) ودامَتْ أَكْثَر مِنْ خَمْسِ سَنَوات .

جَذَبَتْ هذِهِ المَجَلَّة إِلَيْها الكثِير مِنْ الأَقْلامِ الجادَّة ومِنْهم : الأُسْتَاذ بهنام سليم حبابة ، الصُحُفِي رزوق عيسى ( صَاحِب مَجَلَّة المُؤَرّخ ) ، الشَمَّاس روفائيل مازجي ، الأَب اغناطيوس سبنسر ، المُؤَرِّخ العِراقِيّ عبد الرزاق الحسني ، البَحاثَة العِراقِيّ يعقوب سركيس ، عبد الرحمن الجليلي ، عبد الباقي رمو ، عبد الكريم بني ، فاضل كرومي ، الأَب فرنسوا تورنر ، القَسّ قرياقوس حكيم ، القَسّ كوركيس كرمو ، القَسّ ميخائيل صائغ ، ميخائيل عيسى ، اسماعيل حقي فرج ، أحمد زكي أبو شادي ، ابراهيم بطرس ابراهيم ، اسحق عيسكو ، القَسّ بطرس موسى ، جبرائيل بيداويد ، جرجيس غزالة ، الشَاعِر ذو النون الشهاب ، روفائيل بابو اسحاق ، سالم حقي ، سعيد الديوه جي ونعوم زرازير ، كوركيس عواد ، يوسف غنيمة ، جرجيس قندلا ، حنا قريو . 

مِمَّا سَاعدَ الصائغ على إِصْدَارِ المَجَلَّة هو امْتِلاكهُ مُنْذُ سَنَة 1923 م مَطْبَعةَ النَجْم الَّتِي أَسَّسَها في مَدِينَةِ المَوْصِل ، وانْتَقَلَتْ بَعْدَ وَفاتِهِ إِلى دَيْرِ السَيّدَة في الْقوش ، وكانَتْ تطْبَعُ بِاللُغتَينِ العرَبِيَّة والكلْدانِيَّة ، وفيها طُبِعَتْ بَعْدَ ذَلِك مَجَلَّة النَجْم ، كما طُبِعَتْ فيها مَجْمُوعَةٌ مِنْ الكُتُبِ والكرارِيسِ الدِينِيَّة المَسِيحِيَّة .
كما قامَ الصائغ بِالتَرْجَمَةِ عَن الفَرَنْسِيَّة لِلمَجَلَّة .
واهْتَّمَتْ المَجَلَّة مُنْذُ صدُورِها حَتَّى تَوَقُّفِها بِالدِراسَاتِ الدِينِيَّة والثَقَافِيَّة والتَارِيخِيَّة في أَبْوابٍ مُخَصَّصَةٍ لَها ، وكانَ لِلمَواضِيعِ الصِحِيَّة والبِيئيَّة حِصَّةً مِنْ صَفَحَاتِ المَجَلَّة ، كما وَجَدَتْ الأَخْبَار والمُنَاسَبَات مكاناً لَها فيها .
أَمَّا الآثَار العِراقِيَّة والرِحْلات الجُغرَافِيَّة فهي أَيْضاً كانَ لَها نَصيباً مِنْ اهْتِمامِ المَجَلَّة ، إِذْ كانَتْ مَوَاضِيعُها مُوَجَّهَة إِلى عامَّةِ الشَعْب ، وبَذَلَتْ جهُوداً كبِيرَة لإِعْطَائِهِ مَادَة جَيَّدَة في مُخْتَلَفِ الميادِين الَّتِي بَحَثَتْ فيها . 
بِالإِضَافَةِ لِذَلِك اهْتَّمَتْ المَجَلَّة بِتَقْدِيمِ عرُوضٍ لِلكُتُبِ الجدِيدَةِ الصَادِرَة ، ومِنْ الكُتُب الَّتِي كتَبَتْ عَنْها كِتَاب المُؤَرِّخ المَوْصِليّ عبد المنعم الغلامي ( بَقايَا الفُرَقِ البَاطنِيَّة في المَوْصِل ) ، وكِتَاب ( تَارِيخُ العرَبِ قَبْلَ الإِسْلام / الجُزْءُ الأَوَّل ) لِلمُؤَلِّف جواد علي ، وكِتَاب ( جَوْلَة في دُورِ الكُتُبِ الاميركِيَّة ) لِكوركيس عواد ، ودِيوان ( مِنْ السَمَاء ) لِلمُؤَلِّف أحمد زكي أبو شادي ، ومَجَلَّة المجمع العِلْمِيّ العِراقِيّ ــ عَدَد أَيْلول  1950 م ، وكثِيراً ما كانَتْ هذِهِ الإِصْدَارات تَصِلُ المَجَلَّة على سبِيلِ الإِهْدَاء .
ولِتَمْويلِ طَبْعِها فَقَدْ اهْتَّمَتْ المَجَلَّة بِالإِعْلانَات ، وكثِيراً ما كانَ عَدَدٌ مِنْ مُتَابعيها يَتَبَرَّعُون لَها مِنْ خِلالِ الاشْتِراكِ بِها .
لَقَدْ عكسَتْ ( مَجَلَّة النَجْم ) واقِع الحيَاةِ الثَقَافِيَّة والاجْتِماعِيَّة في المَوْصِل والعِراق ، وغَدَتْ مِرْآة لِما حدَثَ أَبانَ صدُورِها ، لِذَلِك فهي مَصْدَرٌ مُهِمٌّ مِنْ مَصَادِرِ التَارِيخِ الحدِيث ، ومِمَّا كانَتْ المَجَلَّة تُؤَكِّدَهُ عِنْدَ بَدْءِ كُلِّ سَنَةٍ جدِيدَةٍ أَنَّها وهي تَحُثٌّ الخُطُى في مَسِيرَتِها تَحْرِصُ أَنْ تَظَلَّ صَادِقَةَ العزِيمَة ، ثَابِتَةَ المَبْدأ ، عِنْوانها الإِخْلاص ، فلا تَتَوَخَّى في خِدْمَتِها إِلاَّ النَفْعَ العامّ بِنَشْرِ المَبادِئ الصَحِيحة ، وهذَا كانَ شِعارُها مُنْذُ نَشْأَتِها .
مَجَلَّةُ النَجْم بَاتَتْ اليَوْم مُتَوَفِّرَة على الشَبَكةِ العالَمِيَّة لِلمَعْلُومَات ــ الانترنيت ــ مِنْ خِلالِ ( المَكْتَبَةِ الرَقْمِيَّة لِلدَوْرِيَّاتِ والوثَائِق التَارِيخِيَّة ) التَابِعةِ لِلمَرْكزِ الوَطنِيّ لِلإِعْلامِ ودارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ في العِراقِ وفي(  18  ) مَجْمُوعَة .

ــ مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ /
1ــ تَارِيخُ المَوْصِل / كِتَابٌ تَارِيخيّ يَقَعُ في ثَلاثَةِ أَجْزَاءٍ ويُعْتَبَرُ مِنْ المَصَادِرِ التَارِيخِيَّةِ القَيّمَة الَّتِي كُتِبَتْ عَنْ هذِهِ المَدِينَة / صَدَرَ الجُزْءُ الأَوَّل مِنْهُ عام 1923 م ، عَن المَطْبَعةِ السَلَفِيَّةِ بِمِصْر ، تَكلَّمَ فيهِ عَنْ مَدِينَةِ المَوْصِل مُنْذُ نَشْأَتِها وما مَرَّ علَيْها مِنْ أَحْداثٍ تَارِيخِيَّة / أَعْقَبَهُ الجُزْءُ الثَاني والصَادِر عَن المَطْبَعةِ الكاثُوليكِيَّة بِبَيْرُوت عام 1928 م ، تَنَاولَ فيهِ الحالَةَ الثَقَافِيَّة لِمَدِينَةِ المَوْصِل ذَاكِراً أَسْماءَ العدِيدِ مِنْ الأُدَبَاءِ والشُعرَاءِ مَعَ بَعْضِ كِتَاباتِهم الشِعْرِيَّة ، عَدَدُ صَفَحَاتِ الكِتَاب : 291 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط / تَلاهُ الجُزْءُ الثَالِث مِنْ تَارِيخِ المَوْصِل وبِعُنْوان ( نَفَائسُ الآثَار ) في عام 1956 م ، وقَدْ صَدَرَ عَنْ مَطْبَعةِ الكرِيم بِلُبْنَان في 211 صَفْحَة تَنَاولَ فيه آثَارَ المَوْصِل المَسِيحِيَّة والإِسْلامِيَّة .
يُبَيِّنُ الصائغ أَسْبَابَ اهْتِمامِهِ بِتَارِيخ مَدِينَتِهِ المَوْصِل ، فيَقُول : 
[ وعلى هذا نجد اليوم تواريخ مسطرة لكل مدينة ، اشتهرت بآثارها ، وأخبار دولها ومشاهير رجالها ، إلا أننا لسوء الحظ ، لم نجد للموصل الخضراء تاريخاً خاصاً بها يوقفنا على قدميتها ، وينطوي على أخبارها .. على الرغم من أن الأقدمين من فحول علماء الموصل ، عنوا بتدوين تاريخها واستيعاب الطارف والتالد من أخبارها ] .
ويُضِيفُ الصائغ إِلى ذَلِك أَنَّ رَغْبَتَهُ في خِدْمَةِ أَبْنَاءِ وطنِهِ ” من العامة الذين لا يستطيعون مطالعة مجلدات ضخمة للوقوف على أحوال الموصل ” ، هي الَّتِي دَفَعتْهُ لِكِتَابَةِ تَارِيخٍ لأُمِّ الرَبِيعين :
[ فسمت التصنيف ـ وأنا المفلس ــ وتعنيت أمراً ليس من شأني ولا أنا من رجاله ، رجاء نفع العامة ونيل رضى الخاصة ، والمرء ممدوح أو مقدوح بنيته ، إذ إنما الأعمال بالنيات ، وما قصدي من هذا العمل إلا امحاض الخدمة لوطني ] .
بَعْدَ مُثَابرَةٍ مُتَواصِلَة على المُطالَعةِ مُدَّةَ سَنَةٍ ونَيّف تَوَفَّقَ الصائغ بِوَضْعِ كِتَابِهِ مُعْتَمِداً على المَصَادِر الَّتِي كتَبَها أَشْهَرُ المُؤَرِّخين : النبراس المهتدي ، العمدة المنتدب ، الطبري ، ابن الأثير ، أبي الفداء ، ابن خلكان ، شهاب الدين المقدسي وغَيْرهم مِنْ المُؤَرِّخين الحدِيثِين ، إِضَافَةً إِلى ما تَلقَّاهُ مِنْ أَقْوالٍ مَأْثُورَةٍ ونَقَلَهُ مِنْ أَوْراقٍ خَطِيَّةٍ قَدِيمَة .
في مُدَوَّنَتِهِ ، يَقُولُ ابراهيم خليل العلاف ، أُسْتَاذُ التَارِيخِ الحدِيث ، وتَحْتَ عُنْوانِ ( سليمان الصائغ 1886 م ــ 1961 م ، ومَجَلَّة النَجْم المَوْصِلِيَّة ) التَالِي : 
[ لم تشهد الموصل منذ أن فرغ المؤرخان العمريان محمد أمين وياسين من كتابة مؤلفاتهما أواخر القرن التاسع عشر من اهتم بتدوين أخبارها حتى مطلع القرن العشرين ، حين ظهر سليمان صايغ وأصدر كتابه الشهير ( تاريخ الموصل ) في ثلاثة أجزاء ] .

2 ــ يزداندوخت ( الشَرِيفَة ــ الأَمِيرَة ــ الأَرْبِيلِيَّة ) / رِوايَة تَارِيخِيَّة ، دِينِيَّة ، عاطِفِيَّة بِجُزْئين / صَدَرَتْ عام 1934 م / عَنْ مَطْبَعةِ النَجْمِ الكلْدانِيَّة في المَوْصِل / الطَبْعة الأُولَى / تَتَنَاولُ الرِوايَة حِقَباً مِنْ تَارِيخِ العِراق وتَبْحثُ في شعُوبِهِ وأَحْوالِهِ الاجْتِماعِيَّة في عَهْدِ دَوْلَةِ الفُرْسِ السَاسَانِيين /  أَمَّا الطَبْعة الثَانِيَة مِنْ هذِهِ الرِوايَةِ فَقَدْ صَدَرَتْ عام 1953 م ، عَنْ مَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة في المَوْصِل .

ــ في فَنِّ التَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ /
يُعدُّ الصائغ مِنْ أَبْرزِ كُتَّابِ المَسْرَحِيَّة التَارِيخِيَّة في العِراقِ وأَكْثَرَهُم انْتَاجاً ، ولَقَدْ سَاعدَهُ اطِّلاعَهُ على الآدَابِ الفَرَنْسِيَّة والانْكلِيزِيَّة في ذَلِك حَيْثُ تَزَوَّدَ بِالخِبْرَةِ المَسْرَحِيَّةِ اللازِمَة إِلى جانِبِ مَوْهِبَتِهِ المُتَميّزَة .
 ولَقَدْ حرَصَ مِنْ خِلالِ هذِهِ المَسْرَحِيَّات على تَقْدِيمِ الوَقائعِ التَارِيخِيَّة بِأُسْلُوبٍ قِصَصِيّ مُشَوِّق .
ذَكرَ الأُسْتَاذ عمر محمد الطالب في بَحْثِهِ المَوْسُوم ( سليمان صايغ : أَدَبَهُ الرِوائيّ والمَسْرَحِيّ ) ، المَنْشُور في مَجَلَّةِ بَيْنَ النَهْرَين ، العَدَد ( 19 ) لِسَنَةِ 1975 م ، بِأَنَّ سليمان الصائغ ، اسْتَخْدَمَ التَارِيخ لأَغْرَاضٍ دِينِيَّة ، تَرْبَوِيَّة ، وحَرَصَ على جَذْبِ القَارِئ وتَقْدِيمِ الحقَائق بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ خالٍ مِنْ التَعْقِيد ، وكانَ هَمّهُ الرَئيسِيّ هو نَشْر فِكْرَة الإِصْلاحِ الأَخْلاقِي والاجْتِماعِي والتَرْبوِي .
رَكزَ الصائغ في أَعْمَالِهِ على تَارِيخِ الأَفْرَادِ البَارزِين لأَنَّ حيَاتَهُم غنِيَّة بِالأَجْواءِ المُحفِّزَة والمُحَرِّضَة على إِثَارَةِ الأَهْواءِ البَشَرِيَّة الخَطِرَة كالصُراعِ على السُلْطَةِ والمَالِ والجاهِ والثَرْوَة …. وإِلى غَيْرِهِ مِنْها ، وهذا يُهيّأُ لِلعَمَلِ المَسْرَحِيّ الأخْلاقِيّ الَّذِي يَتْرُكُ أَثَراً عمِيقاً في النفُوسِ ، حَيْثُ تَتَفَاعلُ مَعَهُ النَفْس وتُكابِدُ بِهِ فتَتَطَهَّرُ مِنْ أَرْجاسِها أَوْ تَغُوصُ فيها ، كما أَضَافَ إِلى مَسْرَحِيَّاتِهِ القِيمَ الأَخْلاقِيَّة المُسْتَوْحاة مِنْ تَارِيخِ العرَبِ وعاداتِهِم في العصُورِ الَّتِي وَقَعَتْ فيها أَحْدَاثُ المَسْرَحِيَّات ، إِلى جانِبِ مُثُلٍ أَخْلاقِيَّة مُسْتَمَّدَة مِنْ العَصْرِ الَّذِي يَعِيشه ، فتَوَفَّرَتْ لَدَيهِ بِكُلِ هذَا مَجَالاتٌ فَنِيَّة ثَرَّة في الخَلْقِ والمَوْضُوعِ والشَخْصِيَّات والتَحْلِيل .

يَقُول هيثم محيي الجبوري في دِرَاسَتِهِ : النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِع عَشَر حَتَّى عام 1939 م ، التَالِي : 
[ وقَدْ أَدْخَلَ الصائغ في مَسْرَحِيَّاتِهِ عُنْصُرَ الحُبِّ ابْتِغاءَ التَشْوِيقِ مِنْ نَاحِيَة ، واعْتِماداً على هذِهِ العاطِفَة الإِنْسَانِيَّة الهامَّة مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، فجَعَلَ الحُبّ بَيْنَ زُليخا ويوسف يَسْتَغْرِقُ ما لَيْسَ بِالقَلِيل مِنْ مَسْرَحِيَّةِ ( مَشَاهِد الفَضِيلَة ) ، وكذَلِك عقَدَ الحُبّ بَيْنَ جُذيمة والزَباء في مَسْرَحِيَّة ( الزَباء ) ، والحُبّ العنِيف بَيْنَ خليل الرَاعي وسمير اميس ، ثُمَّ حُبّ القَائد ( فولوك ) لَها وحُبّ المَلِك الآشُوري ( نينيب ) لَها أَيْضاً وانْتِقَامها مِنْهُ لِخِيَانتِهِ لَها بِحُبِّهِ لـ ( نيمور ) في مَسْرَحِيَّة ( يَمامَة نَيْنَوى ) ] .

كانَ الصائغ يُخْرِجُ مَسْرَحِيَّاتَهُ بِنَفْسِهِ ويُصَمِّمُ لَها المَلابِس والدِيكور . 
ولَقَدْ نَشَرَ في مَجَلَّتِهِ ( النَجْم ) حلقَات مُسَلْسَلَة مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ بَيْنَ عاميّ ( 1930 م ــ 1938 م ) ثُمَّ أَخْرَجَها في كُتُب .
مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ : 
1 ــ مَشَاهِد الفَضِيلَة / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة /  نُشِرَتْ عام 1931 م / تَدُورُ أَحْدَاثها حَوْلَ مُعانَاة ( يوسف الصِدِّيق ) ، وصَفْحِهِ عَنْ إِخْوتِهِ ، وهي بِخَمْسَةِ فصُول / عُنْوانها على الغِلاف ( مَشَاهِد الفَضِيلَة رِوايَة أَدَبِيَّة تَمْثيلِيَّة ذات خَمْسَة فصُول ) أَمَّا في الغِلافِ الدَاخلِيّ فمُعنْونَة هكذَا : [  ( رِوايَة الصِدِّيق ) وهي رِوايَة تَمْثيلِيَّة ذات خَمْسَة فصُولٍ ، تَشْتَمِلُ على حادِثَةِ يوسف ابْن  ( كذا ) يعقوب أَبي الأَسْبَاط ، مَعَ إِخْوَتِهِ ، ثُمَّ بَيْعِهِ إِلى المدْيَانيين وحوادِثِهِ في مِصْر مَعَ ( فوطيفار ) قَائد الجيْش المَصْرِي وتَفْسِيرِهِ الأَحْلام وارْتِفاعِ شَأْنِهِ ] ، والمَسْرَحِيَّة مَطْبُوعة في المَطْبَعةِ الكلْدانِيَّة بِالمَوْصِل سَنَة 1931 م ، تَعْتَمِدُ المَسْرَحِيَّة وكما ورَدَ ذِكْرَهُ قِصَّة ( يوسف بن يعقوب ) كما ورَدَتْ في العهْدِ القَدِيمِ ، حَيْثُ نُتَابِعُ في المَسْرَحِيَّة السِياقَ نَفْسَهُ ، والأَحْدَاثَ نَفْسَها ، وكذَلِك الأَشْخَاص ، فَهُناك يعقوب وأَوْلادهُ ( اكْتَفَى ولِغرَضِ الاخْتِصارِ بِسِتَةٍ مِنْهُم فَقَطْ مِنْ مَجْمُوعِ اثْنَي عشَر ولَداً لِيعقوب المَذْكُورين في العهْدِ القَدِيم ) ، إِضَافَةً إِلى ثَلاثَةٍ مِنْ تُجَّارِ مَدِين ، أَمَّا في مِصْر فثَمَّةَ فرعون وفوطيفار وإِمْرَأَتهُ زُليخة ورَئيسُ الخَبَّازِين ( وهُم شَخْصِيَّات ورَدَتْ في العهْدِ القَدِيم ) ، وأَضَافَ المُؤَلِّف إِلى ذَلِك كُلِّهِ إِثْنَيْنِ مِنْ رِجالِ البِلاطِ ، وأَرْبَعةً مِنْ رِجالِ بِلاطِ فوطيفار ( بِما يَقْتَضِيهِ الحَدَث ) ، ورَئيسَ الحُكمَاءِ وكبِيرِ السَحَرَة ، وجُنْدِياً ثُمَّ أَخِيراً الوكِيل .

2 ــ الزَبَاء / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / نُشِرَتْ عام 1933 م / تَتَحدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَن المَصِيرِ المُؤْلِم الَّذِي تَلَقَّتْهُ الزَبَاء مَلِكةُ تَدْمُر ، وتَمُوتُ الزَبَاء مَسِيحِيَّة ( كما يُؤَكِّدُ بارونيوس المُؤَرِّخ الكنَسِيّ )  .
مَسْرَحِيَّة الزَبَاء ( وحَسَبِ رَأْي يوسف الصائغ الوارد في دِرَاسَتِهِ الشَيّقَة المُعنْونَة ــ مِنْ رُوادِ المَسْرَحِ العِراقِي …. المَطْران سليمان الصائغ ) هي مِنْ أَشَدِّ مَسْرَحِيَّاتِ عَمِّهِ سليمان الصائغ تَكامُلاً وعلى مُخْتَلَفِ الأَصْعِدَة ، حَيْثُ يَذْكُرُ سليمان الصائغ في الصَفْحَةِ الأُولَى عَن المَسْرَحِيَّة ( الزَبَاء ــ مأَسَاة تَمْثيلِيَّة تَارِيخِيَّة أَدَبِيَّة ذات خَمْسَة فصُول ) .
جَرَى تَمْثِيل هذِهِ المَسْرَحِيَّة على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ شمعون الصفا بِالمَوْصِل لِفَائدَةِ بِنَايَةِ المَدْرَسَةِ المَذْكُورَة ، [ ومَدْرَسَة شمعون الصفا ( سَابِقاً ) تَقَعُ في مَحَلَّةِ الرَابِعيَّة بِمَنْطقَةِ السَاعة في مَدِينَةِ المَوْصِل ، وكانَتْ كبِنَايَةِ مَدْرَسَةٍ تَابِعة لِلطائفَةِ الكلْدانِيَّة ، وتَتَضَمَّنُ المَدْرَسَة عدا صفُوفها المُوَزَّعة على ثَلاثَةِ جوانِبٍ مِنْها ، فَنَاءً كبِيراً يَتَسِّعُ لأَكْثَرِ مِنْ أَلْفِ مُتَفَرِّج ، يَتَصَدَّرَهُ ايوانٌ يَرْتَفِعُ عَن الفَنَاءِ بِأَكْثَرِ مِنْ مَتْرٍ ، على جانِبيهِ غُرْفَتَانِ إِحْدَاهُما لِلمُدِيرِ والأُخْرَى لِلمُعلِّمين ، وقَدْ اتُّخِذَ هذَا الايوان دائماً مَكاناً لِلمَسْرَح ، بِفَضْلِ هذِهِ المَزايَا ، ونَظَراً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ كافياً مِنْ نَاحِيَةِ عُمْقِهِ ، فَقَدْ جرَى إِكْمالَهُ بِمِنَصَةٍ خَشَبِيَّة حِيْنَ إِعْدادِ مَسْرَحِيَّة هوراس ، ولأَنَّ الفَنَاء مَفْتُوح ، فَقَدْ كانَتْ المَسْرَحِيَّات تُقَدَّمُ صَيْفاً ] .
أُعِيدَ تَمْثِيلَها في بَغْداد ، وطُلِبَتْ مُؤَخَّراً لِلتَمْثيلِ في الشَام ، وجَرَى تَمْثيل هذِهِ المَسْرَحِيَّة لأَكْثَرِ مِنْ مَرَّة بَعْدَ ذَلِك ، كذَلِك قَدَّمَتْها مَدْرَسَةُ الرَاهِبَات بِالمَوْصِل في أَواخِرِ الأَرْبعينَات .
يُقَدِّمُ المَطْران الصائغ لِلمَسْرَحِيَّة بِمُقَدِّمَةٍ تَارِيخِيَّة في سَبْعِ صَفَحَاتٍ حَيْثُ يُخْبِرُنا أَنَّ هُناك تَضَارُباً في الآراءِ حَوْلَ الزَبَاء تَارِيخِيَّاً فيما رَواهُ مُؤَرِّخُوا العرَبِ القُدَمَاء وما يَسْتَقِيهِ المُخْتَّصُون العصْرِيون مِنْ آثَارِ تَدْمُر ، ومِنْ المُؤَلِّفين القُدَمَاء واليُونان والرُومان ، ويُشِيرُ إِلى التَنَاقُضِ بَيْنَ الرِوايَتينِ ، ويَنُصُّ قَائلاً إِنَّهُ سيُورِدُ الآراء المُتَضَارِبَة في هذَا المَوْضُوع حَتَّى يَتَبَيَّنُ لِمَنْ أَرادَ اسْتِقْصَاءَ الشَقّين المُخَالِفينِ ، إِنَّ رِوايَاتَ المُؤَرِّخين العرَب في مَمْلكةِ تَدْمُر الشَهيرَة لَيْسَتْ إِلاَّ اسْطُورَات أَو أَقَاصِيص لَعِبَ فيها الخيَال دَوْراً هامَّاً ، وإِنَّهُ قَدْ فَضَّلَ اخْتِيارَ الآراءِ العرَبِيَّة أَسَاساً لِرِوايَتِهِ التَمْثيلِيَّة رَغْبَةً مِنْهُ لِوَقائعِها الغرِيبَة الَّتِي يُلَخِّصُها لِلقَارِئ ، ومِنْ ثَمَّ يُورِدُ آراءَ المُحَقِّقين المُحَدِّثين .
اخْتَارَ المُؤَلِّف الآراءَ العرَبِيَّة أَسَاساً لِمَسْرَحِيَّتِهِ ، غَيْر آبهٍ بِما يَراهُ حقِيقَةً تَارِيخِيَّة ، وهذا يَعْنِي إِنَّهُ اخْتَارَ الفَنّ في التَارِيخ ولكِنْ دُوْنَ أَنْ يُفَرِّطَ بِالتَارِيخ ، إِذْ حَرَصَ على تَقْدِيم الرِوايَةِ العرَبِيَّة ، وما يَراهُ مَنْ وَصَفَهُم بِالمُحَقِّقين المُحَدِّثين .
مُلَخَصُ الرِوايَةِ العرَبِيَّة كما أَوْرَدَها الصائغ في المُقَدِّمَة أَنَّ جُذيمة الأَبرش ( الَّذِي كانَ يَمْلِكُ في أَرْضِ العِراق ) حارب عمرو بن ظرب ( الَّذِي كانَ ملِكاً على الجزِيرَةِ وأَعْمَالِ الفُراتِ ومَشَارِفِ الشَامِ ) ، وقَدْ انْتَصَرَ جُذيمة في أَحَدِ هذِهِ الحرُوبِ وقَتَلَ عمرو ، أَمَّا جمَاعة عمرو فلَقَدْ سَارعوا لِلَمِّ شَعَثِهِم وتَوَّجُوا الزَبَاء(  ابْنَة عمرو ) علَيْهُم ملِكة .

يَذْكُرُ الصائغ نَقْلاً عَن المَصَادِرِ العرَبِيَّة ما جاءَ مِنْ وَصْفِ الزَبَاء ، مِنْ أَنَّها كانَت  الأَجْمَلُ والأَقْوَى حَزْماً والأَكْمَلُ عَقْلاً مِنْ بَيْن نِسَاءِ عَصْرِها ، هكذَا وَصَفَها العرَب ، وهي عدَا ذَلِك كانَتْ بَتُولاً ، لا تَهابُ الحرُوب وتَقُودُ المُقَاتلين .
وإِذْ يَسْتَقِرُّ الأَمْرُ لِلزَبَاء ، ويَقْوى جَيْشُها ، تَرُوحُ تَسْتَعِدُ لِلأَخْذِ بِثَأْرِ أَبِيها ، وحِيْنَ يَصْعُبُ علَيْها ذَلِك تُفَكِّرُ في الحِيلَة كطرِيقٍ لِلأَخْذِ بِعدُوِها ، فتَسْتَدْرِجَهُ إِلَيْها ، فيَأْتِيها ( رَغْم نُصْحِ وزِيرِهِ ـ قُصير ــ في أَنْ لا يَسْتَجِيبَ لَها ) ، وحِيْنَ تَتَمَكَّنُ مِنْهُ تَقْتُلهُ .
بَعْدَ مَوْتِ جُذيمة يَخْلِفَهُ ابْن أُخْتِهِ عمرو الَّذِي رَاحَ يُفَكِّرُ بِدَوْرِهِ بِالانْتِقَامِ لِخالِهِ مُسْتَعِيناً بِدَهاءِ قُصير وزِيرِ جُذيمة ، فيَتَدَبَّرُ الإِثْنَان وسِيلَةً لِذَلِك بَأَنْ يَذْهَبَ قُصير إِلى الزَبَاء مُدَعِيَاً بِأَنَّ عمرو تَخَلَّى عَنْهُ وآذَاهُ وضَرَبَهُ ، فتَقْتَنِعُ الزَبَاء بَعْدَ تَرَدُّدٍ بِصِدْقِ قُصير ، وإِذْ تَطْمَئنُ إِلَيْهِ ويَكْسَبُ ثِقَتَها ، يَعْمَدُ قُصير إِلى حِيلَةٍ يَتَمَكَّنُ بِها من إِدْخالِ عمرو مَعَ رِجالِهِ إِلى قَصْرِ الزَبَاءِ سِرَّاً ، ويَتَمَكَّنُ بِذَلِك مِنْ مُوَاجهةِ الزَبَاء الَّتِي ما أَنْ تَشْعُرُ بِفَشَلِها حَتَّى تَشْرَبُ السُمَّ ، مُفَضِّلَةً أَنْ تَمُوتَ بِيَدِها لا بِيَدِ عمرو عَدُوها .
هذِهِ هي الخُطُوط الأَسَاسِيَّة لِلرِوايَةِ العرَبِيَّة ، مَعَ تَفْصِيلاتٍ أُخْرَى أَفَادَ مِنْها الصائغ في بِنَائهِ المَسْرَحِيّ ، مِنْ ذَلِك ( النَفَق ) الَّذِي تَقُولُ الرِوايَةُ العرَبِيَّة إِنَّ الزَبَاء أَعَدَّتْهُ لِتَرْبط بِهِ بَيْنَ حصْنِيها المُتَقَابِلين على الفُرات .
ثَمَّةَ صُرَاعٍ يَجْرِي بَيْنَ قُطْبَينِ مَلكِيّينِ ، يُحَرِّكُهُ الثَأْر والانْتِقَام ، وتَتَحَرَّكُ لَهُ مَمْلَكتَان بِكُلِّ طاقَاتِهما ، وتُدَبَّرُ مِنْ أَجْلِهِ المَكائد وتُعْقَدُ المَواثيق ، وتُسْفَكُ الدِمَاء ، ولا يَهْدأُ كُلُّ هذَا إِلاَّ وقَدْ أَوْدَى بِحيَاةِ القُطْبَينِ المَلكِيّين ، ويَزْدادُ الصُرَاعُ حِدَّةً ، حَيْنَ يَعْمَدُ المُؤَلِّف وتَحْتَ تَأْثِيرِ وَعْيهِ المَسْرَحِيّ ، إِلى افْتِراضِ علاقَةِ حُبٍّ بَيْنَ القُطْبَينِ العدُوينِ ( جُذيمة يُحِبُّ الزَبَاء ) .
إِنَّ هذَا الافْتِراض ، يُكْسِبُ المَادَةَ المَسْرَحِيَّة بُعْداً إِنْسَانِيّاً ، ويُعمِّقُ مِنْ طاقَةِ الحَدَثِ على التَفَاعُلِ ، ويُزِيدُه حِدَّةً وإِرْهافاً .
المَلِك يُحِبُّ المَلِكة ، لكِنَّ المَلِكة تَسْعى إِلى قَتْلِ المَلِك الَّذِي يُحِبُّها ، انْتِقَاماً مِنْهُ لأَنَّهُ قَتَلَ والِدَها في الحَرْبِ ، وهي تَتَوَسَّلُ حُبَّ المَلِك لَها لكي تَسْتَدْرِجُهُ إِلَيْها وتَقْتُلهُ ، فتَكْتِبُ إِلَيْهِ رِسَالَةً تَسْتَدْعِيهِ فيها وتَضْرِبُ لَهُ العهُودَ والمَواثِيق :
[ ثم بعد ، إن غزواتكم العظيمة وحروبكم الهائلة ، وانتصاراتكم الباهرة ، قد طبق ذكرها الخافقين ، وتحدث بها ركبان الفرس والعرب ، وقد بلغني عن حزمكم وسطوتكم وصولتكم وبأسكم ومراسكم ، ما رغبني في الاقتران بكم كي استعين بسطوتكم على دفع الطامعين ببلادنا … إلخ ] .
هي رِسَالَة اسْتُخْدِمَ فيها الحُبّ كوسِيلَةٍ لِلغدْرِ ، رِسَالَة تَتَضَمَّنُ فَخّاً وشِرْكاً ، وهذَا الغدْر يَقْتَضِي عِقَاباً وانْتِقَاماً بِمُسْتَواه .
وإِذْ وَجَدَ الصائغ في الرِوايَةِ العرَبِيَّة مادَةً غَنِيَّة وحَدَثاً مَسْرَحِيَّاً غَرِيباً مُتَميّزاً ، فقَدْ قَدَّمَ لِهذَا الحَدَث في ذاتِ الوَقْتِ شَخْصِيَّات ذات فرادَة مَسْرَحِيَّة أَيْضاً .
الشَخْصِيَّة الرَئيسِيَّة ، هي الزَبَاء ، المَلِكة الجمِيلَة الَّتِي لَمْ يَكُنْ لَها مَثِيلاً بَيْنَ نِسَاءِ عَصْرِها ، فهي قَوِيَّة ، حازِمَة ، ولا أَكْمَلَ مِنْها عَقْلاً ، تَرْغَبُ في الوَقائعِ والحرُوبِ وتَقُودُ الجنُود ، وفَوْقَ هذَا كانَتْ بتُولاً .
مِثْلُ هذِهِ الشَخْصِيَّة تُثِيرُ في عَقْلِ القَارِئ والمُشَاهِد أَسْئلَةً عِدَّة تَتَعلَّقُ بِطمُوحاتِها وأَحْلامِها ومَشَاعِرِها وما تَنْطوي علَيْهِ أَعْمَاقَها كمَلِكة ، وكإِمْرَأْة ، وإِمْرَأَة لَمْ تَتَزَوّج ، ثُمَّ إِمْرَأَة مَحْبُوبَة ومَلِكة مَحْبُوبَة ، وفي ذاتِ الوَقْتِ تَسْعى لِلثَأْرِ وإِلى قَتْلِ مَنْ أَحبَّها ، أَسْئلَة لا نِهايَة لَها .
مُقَابِل شَخْصِيّة الزَبَاء ، وفي مُواجهتِها ثَلاث شَخْصِيَّات : المَلِك جُذيمة ، ووزِيره قُصير ، وورِيثه عمرو .
ثَلاثَةُ رِجالٍ أَمَام إِمْرَأَة ، ولِكُلٍّ مِنْهُم مَلامِحِهِ ودَوْرِهِ ، حَتَّى ليَبْدو الدَوْرُ مُتَكامِلاَ ، فكُلٌّ مِنْهُم مُسْتَمِّرٌ ومُتَكامِلٌ في الآخَر ، حَتَّى لكأَنَّهُم بِمَجْمُوعِهِم يُشَكِّلُون شَخْصِيَّة واحِدَة تُوازِنُ الزَبَاء  ، فجُذيمة مَلِكٌ قَوِيٌ ، حكِيمٌ وشُجاع ، شَادَ دَوْلَتَهُ وأَحلَّ بِها الرَفَاه ، ولكِنَّهُ مَعَ مُلْكِهِ وقُوَّتِهِ مَحْرُومٌ مِنْ الأَوْلاد ، وتَعْوِيضاً عَنْ هذَا الحِرْمَان ، يَضَعُ أَمَلَهُ في ابْنِ أُخْتِهِ عمرو ويَجْعلَهُ ورِيثاً لِمُلْكِهِ ، وفَوْقَ ذَلِك يَقَعُ جُذيمة في حُبِّ إِمْرَأَةٍ مَلِكة ، قَوِيَّة ومُنَافِسَة لَهُ ، وتَرْغَبُ في الثَأْرِ مِنْهُ لأَنَّهُ قَتَلَ والِدَها في إِحْدَى المَعارِك ، وعلَيْهِ مِنْ أَجْلِ هذَا الحُبّ أَنْ يَتَجاوزَ رَغْبَةَ حبِيبتِهِ في الثَأْرِ ، بِأَنْ يُقْنِعها بِقَبُولِ حُبِّه وتَوْفِير دَمِهِ ، فتَتَوَحَّدُ مَمْلكتَين وتَزْدادُ رَفاهِيَةً وقُوَّة ، وهذَا حافِزٌ مَعْقُول ، أَكْثَرُ عَدْلاً ومَنْطِقَاً  مِنْ حافِزِ الثَأْرِ ، أَوْ حافِزِ الحُبِّ .
الحالُ النَفْسِيّ لِلمَلِكِ جُذيمة ، حَيْثُ حِرْمَانهُ مِنْ الأَوْلادِ ، فُقْدَانهُ لِعمرو إِذْ اخْتَطَفَهُ اللصُوص ، فُقْدَانهُ لِصَنَمِهِ ، حَيْرَتهُ في دَعْوَةِ الزَبَاءِ لَهُ ، ومُكابَدَتهُ نَتِيجة تَحْذِيرِ وزِيرِهِ قُصير مِنْها ، وحُبّهُ لِلزَبَاء والَّذِي  يُعادِلُ كُلَّ مُلْكِهِ وجَبَرُوتِهِ كمَلِكٍ عظِيم ، كُلُّ هذَا يَقُودهُ إِلى حبِيبتِهِ والَّتِي هي غَرِيمَتهُ في الوَقْتِ ذاتِهِ ، وتَقُودهُ بِهذَا الحُبّ إِلى مَصِيرِهِ ، وهو يُلَبّي ، فيَقَعُ في الشرْكِ الَّذِي نَصَبَتْهُ لَهُ حبِيبتهُ الزَبَاء وتَقْتُلهُ انْتِقَاماً لِوالِدِها .
وحِيْنَ يَنْتَهي جُذيمة يَأْتي دَوْرُ وزِيرِهِ قُصير ، وقُصير يَعْمَلُ بِوَحْي ذَكائهِ وخِبْرَتِهِ ووفَائهِ ، إِنَّهُ عَقْلُ جُذيمة حِيْنَ سَيْطرَ علَيْهِ الحُبُّ ، وهو عَقْلُ عمرو حِيْنَ سَعى إِلى الانْتِقَامِ ، ولَوْ كانَ جُذيمة قَدْ انْصَاعَ لنُصْحِهِ لمَا أُتِيحَ لِلزَبَاءِ قَتْلهُ والتَمَكُّنِ مِنْهُ ، وإِنْ كانَ قَدْ فَشِلَ في تَجْنِيبِ ملِكهِ المَوْت ، فهو قَدْ نَجَحَ في أَنْ يَقُودَ الزَبَاء إِلى حَتْفِها .
قُصير في واقِعِ الحَدَث هو المُعادِل الحقِيقيّ لِلزَبَاء ، فهو نِدُّاً لَها كمَلِكة رَغمْ أَنَّهُ وزِير ، ومُقَارَنَةً بِوزِيرِ الزَبَاء ( ابْنُ هوثر) والَّذِي لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ مِنْ وزِيرٍ عادِيّ لا تُميّزهُ القُوَّةُ أَوْ العَظمَة ، نَجِدُ قُصير وزِيراً عظيماً ، فهو إِنْسَانٌ مُسْتَعِدٌ لِلتَضْحِيَةِ في سَبيلِ ما يُريد ، يَرْكبُ المَخاطِر ، ويَبْحثُ عَنْ عمرو حِيْنَ اخْتَطَفَهُ اللصُوص حَتَّى يَجِدَهُ ، وهو يُرافِقُ جُذيمة إِلى الزَبَاء رَغْمَ تَأَكُّدِهِ مِنْ أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ مكِيدَةٌ مُدَبَّرَة لِلايقَاعِ بِمَلِكِهِ ، ويَصْدُقُ حَدْسهُ ، ويَكادُ يَلْقَى حتْفَهُ ، لَوْلا أَنَّهُ يَفِرُّ مِنْ الطَوْقِ ويَقْطَعُ الطَرِيق إِلى بَلَدِهِ هارِباً ، وهو في سَبيلِ الثَأْرِ لِسَيِّدِهِ لا يَتَوَرَّعُ عَنْ جَدْعِ أَنْفِهِ ، وما ذَاك بِأَمْرٍ هيّن ، ويَذْهبُ إِلى الزَبَاء ، رَاكِباً مَخَاطِرَ جدِيدَة في سَبيلِ الانْتِقَامِ ، ولَوْلا قُصير لمَا أُتيحَ لِعمرو وَحْده أَنْ يُخَطِّطَ ويُنَفِّذَ الانْتِقَام .
وقُصير حكِيمٌ بَعيدُ النَظَرِ ، حَتَّى إِنَّ مُلاحظَاتَهُ في الأَحْداثِ صَارَتْ أَمْثَالاً تُضْرَب مِثْل ( لا يُطاعُ لِقُصيرٍ رَأْي ) .

أَمَّا شَخْصِيَّة عمرو فتَبْدو ضَعِيفَة قِياساً بِالشَخْصِيَّاتِ الأُخْرَى ، إِنَّهُ يَبْدو ضَعِيفُ الحِيلَة ، قَدْ وَضَعَ اعْتِمادَهُ على خَالِهِ جُذيمة ، ومِنْ بَعْدِهِ على قُصير ، وردودَ أَفْعالِهِ إِزاء الأَحْدَاثِ لا تَتَسِّمُ بِالنُضْجِ ، بَلْ هي انْفِعالٌ لا أَثَرَ لِلتَجْرُبَة ِ فيه ، وذَلِك رُبَّما يَعُودُ لِصِغرِ سِنِهِ ونقْصِ تَجْرُبَتِهِ قِياساً بِخَالِهِ المَلِك ووزِيرِهِ ، ونَرَاهُ مُتَرَدِّداً في اللَحْظَةِ الأَخِيرَة أَمَام الزَبَاء ، بِحَيْثُ يُضَيّعُ على نَفْسِهِ فُرْصَةَ قَتْلِها ، فتَمُوتُ وهي تَتَجَرَّعُ السُمّ مُرَدِّدَةً مَقُولَتَها الشَهِيرَة ( بِيَدِي لا بِيَدِ عمرو ) .

وقَدْ أَضَافَ الصائغ إِلى هذِهِ الشَخْصِيَّات شَخْصِيَّة لَها وَزْنَها في المَسْرَحِيَّة مُمَثَّل

وقَدْ أَضَافَ الصائغ إِلى هذِهِ الشَخْصِيَّات شَخْصِيَّة لَها وَزْنَها في المَسْرَحِيَّة مُمَثَّلَةً بـ ” طريفة ” كاهِنَةُ الزَبَاء ، حَيْثُ قَدَّمَها في قَصْرِ الزَبَاء تَسْتَطْلِعُ الغيْبَ لِسَيّدتِها ، وتُحاوِلُ الدِفَاعَ عَنْها ضِدَّ المُتآمِرِين علَيْها ، ولَقَدْ كانَتْ ذاتَ يَوْمٍ مُرْضِعةً لِعمرو ، كما يَتَبَيَّنُ إِنَّها لَيْسَتْ رَاضِيَة عَنْ فِعْلَةِ الزَبَاءِ بِقَتْلِ جُذيمة غدْراً بِاسْمِ الحُبِّ ، فطريفة شَخْصِيَّةٌ تَنْطوِي على عُمقٍ وتَزِيدُ بِذَلِك مِنْ حِدَّةِ الصُرَاعِ العامّ ، فهي مُوَزَّعةٌ بَيْنَ وَفائها لِعمرو الَّذِي أَرْضَعَتْهُ ، وهو بِمَنْزِلَةِ ولَدِها ، ووَفائها لِجُذيمة الَّذِي رَعاها وأَكْرَمَها حِيْنَ كانَتْ في قَصْرِهِ ، وبَيْنَ وَفائها لِواجِبِها بِاعْتِبارِها كاهِنَة الزَبَاء ، وهي مُوَزَّعةٌ بَيْنَ سخْطِها على ما فَعلَتْهُ سَيّدتها وإِيمانَها بِأَنَّ الغدْر الَّذِي ارْتكبَتْهُ لا يُمْكِنُ أَنْ يَمُرَّ دُوْنَ عِقَابٍ ، وبَيْنَ سخْطِها على قُصير وهو يَسْعى لِقَتْلِ الزَبَاء غدْراً ، فمَاذَا بِمَقْدُورِها أَنْ تَفْعل ، وكيْف ، بَلْ وما الَّذِي تُرِيدهُ ولِمَاذا ؟ .
تِلْك هي الشَخْصِيَّات الرَئيسِيَّة في المَسْرَحِيَّة ، وهي كمَا نَرَى شَخْصِيَّات ذاتَ  وَزْنٍ مَسْرَحِيّ ، ووضُوحٍ نَفْسِيّ واجْتِماعِيّ وَاقِعٍ تَحْتَ تَأْثِيرِ علاقَاتٍ مِنْ فِعْلٍ مُتَشَابِكٍ ومُتَناسِق .
وقَدْ قَدَّمَ الصائغ إِلى جانِبِ الشَخْصِيَّاتِ الرَئيسِيَّة هذِهِ ، شَخْصِيَّات ثَانوِيَّة لا تَخْلُو مِنْ مَلامِحٍ مُعمَّقَة يَسْتَدْعيها الحَدَثُ أَوْ مُتَطلَّبَات السِياقِ .

الحَدَثُ المَسْرَحِيَّ الَّذِي احْتَوَتْهُ الرِوايَةُ العرَبِيَّة عَن ( الزَبَاء ) ، والشَخْصِيَّات والعلاقَات الَّتِي تَضَمَّنَتْها ، فَضْلاً عَن الافْتِراضَاتِ أَوْ الإِضَافَات الَّتِي أَرادَها المُؤَلِّف ، كُلّ ذَلِك أَعْطى لِلصائغ إِمْكانِيَّة لِبُنْيانٍ مَسْرَحِيّ مُتَسِق ومُتَماسِك .
إِنَّ البِنَاء في المَسْرَحِيَّة هو مُجْمَل صِرَاعاتٍ مُرَكَّبَةٍ على بَعْضِها ، ومُنْبَثِقَةٍ عَنْ بَعْضِها ، ويُمْكِنُ مُتَابَعة ذَلِك كما يَلي :
الفَصْلُ الأَوَّل : صِرَاعٌ بَيْنَ عمرو واللصُوص ، صُرَاخٌ بَيْنَ جمَاعةِ عمرو واللصُوص .
الفَصْلُ الثَاني : صِرَاعُ جُذيمة بِسَبَبِ : حِرْمَانِهِ مِنْ البَنِين ، فَقْدِهِ لِعمرو ، حُبِّهِ لِلزَبَاء ، فُقْدَانِهِ لِصَنَمِهِ ، صِرَاعُ جُذيمة في دَعْوَةِ الزَبَاءِ لَهُ ، صِرَاعهُ حيَال تَحْذِير قُصير لَهُ  .
الفَصْلُ الثَالِث : صِرَاعُ عمرو في تَوَقُّعِهِ لِمَصِيرِ جُذيمة ، صِرَاعُ عمرو بِسَبَبِ حقِيقَةِ حُبِّ جُذيمة لِلزَبَاء ومِنْ ثُمَّ مَقْتَلِهِ بِسَبَبِ هذَا الحُبّ ، صِرَاعهُ إِذْ تَتَقِّدُ فيهِ الرَغْبَة في الانْتِقَامِ والثَأْرِ لِخالِهِ .
الفَصْلان الرَابِع والخَامِس : صِرَاعُ الزَبَاء لِقَتْلِها جُذيمة ، صِرَاعُ الزَبَاء حَوْلَ  حقِيقَةِ قُصير ، صِرَاعُها فيما تَلَقَّتْ مِنْ تَحْذِيراتِ الكاهِنَة لَها ، صِرَاعُ عمرو بَيْنَ قُصير والكاهِنَة .
وتَتَداخَلُ مَعَ هذِهِ الصِرَاعات الأَسَاسِيَّة صِرَاعاتٌ أُخْرَى ثَانَوِيَّة تزِيدُ مِنْ حِدَّةِ الصِرَاعاتِ الرَئيسِيَّة ، مِنْ هذِهِ الصِرَاعات والَّتِي تَجْرِي وِفْقَ سِيَاقِ الحَدَثِ : الصِرَاعُ الَّذِي يُعانِيهِ قُصير قَبَالَة إِصْرَارِ المَلِكِ على السَفَرِ إِلى الزَبَاء ، الصِرَاعُ الَّذِي يُعانِيهِ عمرو حَوْلَ المَوْضُوعِ نَفْسِهِ ، الصِرَاعُ الَّذِي يُعانِيهِ الكاهِن في قَضِيَّةِ قِراءَةِ الغيْبِ لِعمرو ، صِرَاعُ كاهِنَةِ الزَبَاءِ مَعَ الوَصِيفَة ، صِرَاعُ الكاهِنَة ِ مَعَ نَفْسِها في الانْحِيازِ إِلى جانِبِ عمرو أَوْ إِلى جانِب الزَبَاء ، الصِرَاعُ بَيْنَ قُصير وطريفة حَوْلَ مَصِيرِ الزَبَاءِ .
لُغةُ المَسْرَحِيَّة عامّةً سَهْلَةٌ وبَسِيطَة ، خالِيَةٌ مِنْ التَعْقِيدِ والبَهْرَجة ، بَلْ إِنَّها تَبْدو بَعيدَة عَنْ أَيَّةِ مَسْحَةٍ شِعْرِيَّة ، فلا تَأَنُق ولا صَنْعة ، إِلاَّ فيما نَدر ، على أَنَّ الشِعْرَ والتَأَنُق سُرْعانَ ما يَتَسَرَّبُ إِلى اللُغة ، مَتَى ما دَعَتْ طبِيعةُ الشَخْصِيَّة أَو المَوْقِف إِلى ذَلِك .
ويَذْكُرُ عمر الطالب في كِتَاب ( المَسْرَحِيَّة العرَبِيَّة في العِراق / ج 2 / ص 91 ) بِهذَا الخصُوص التَالي :
[ امتاز حوار الصائغ بالرشاقة والتركيز وحسن التوزيع ، وقد وزع الصائغ الحوار بين المونولوج والحديث العادي توزيعاً جيداً وجميلاً ] .

ورَدَتْ هذِهِ الدِرَاسَة الرَائعة الشَيِقَة عَنْ مَسْرَحِيَّةِ الزَبَاء والَّتِي أَفْلَحَتْ في الغلْغلَة في دواخِل وأَعْماقِ النَفْسِ البَشَرِيَّة وتبْيانِ ثَلماتِها في مَوْضُوع يوسف الصائغ ( مِنْ روادِ المَسْرَحِ العِراقِيّ … المَطْران سليمان الصائغ ) ، وكنْتُ طِيلَة الوَقْت أَبْحثُ عَنِ الذَكاءِ والحَزْمِ وكمَالِ العقْلِ الَّذِي وُصِفَتْ بِهِ الزَبَاء ، لكِنَّني لَمْ أَعْثَرْ على شَيءٍ مِنْ ذَلِك ، لَمْ أَلْمُسَ مِنْ ذَلِك وإِنْ خيْطاً ، إِذْ لَمْ يكُنْ هُناك غَيْر ثَأْرٍ وانْتِقَامٍ وقَتْلٍ وحِيلٍ ودسَائس ، إِلاَّ إِذَا كانَ المَقْصُود بِالذَكاءِ : الدَهاء والحِيلَة والرَغْبَة في الانْتِقَام والثَأْر لأَسْبَابٍ شَخْصِيَّة واسْتِخْدَامِ الشَعْبِ لأَجْلِ تَحْقِيقِ هذِهِ المآرِبِ الشَخْصِيَّة دُوْنَ أَيّ اعْتِبارٍ لَهُ ، فأَهْواءُ الملُوك هي المُسَيْطِرَة ، ولكِنْ قَدْ يَشْفَعُ في ذَلِك أَنَّ الرِوايَةَ المُعْتَمَدَة في المَسْرَحِيَّة وكمَا قَالَ الصائغ هي  المُسْتَخْلَصَة مِنْ الأَقَاصِيصِ والأَسَاطِير الَّتِي شَاعَتْ عَنِ الزَبَاء في التَارِيخ ، فهو قَدْ اخْتَارَ الفَنّ في التَارِيخ ولكِنْ دُوْنَ أَنْ يُفَرِّطَ بِالتَارِيخ . 
أَمَّا الذَكاءُ عِنْدِي فيُمَثِّلُ تَوْظيفَ الفَرْدِ عقْلِهِ لِلخَيْرِ العامّ ( لِلبَشَرِ ، لِلحيَوانَات ، لِلطبِيعة ، والكوْكب قَاطِبَة ) .

3 ــ الأَمِيرُ الحَمْدانِيّ / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة  / نُشِرَتْ عام 1937 م / وأَحْدَاثها تُصَوِّرُ مأَسَاة نَاصِرُ الدَوْلَة الحَمْدانِيّ الَّذِي تآمَرَ علَيْهِ أَوْلادُهُ ، وكيْفَ أَنَّ حمدان يُنْقِذُ والِدَهُ نَاصِرُ الدَوْلَة وخَادِمهُ الأَمِين ( حنانا )  / اسْتَقَى الصائغ أَحْدَاثَ هذِهِ المَسْرَحِيَّة مِنْ تَارِيخِ المَوْصِل في القَرْنِ الرَابِعِ المِيلاديّ ، وهي تَدُورُ حَوْلَ المُشْكِلات الَّتِي كانَ يُعانِيها نَاصِرُ الدَوْلَة مُؤَسِّسُ الدَوْلَةِ الحَمْدانِيَّة في المَوْصِل والجزِيرَة وحلَب بَعْدَ وَفَاةِ أَخيهِ سَيْفُ الدَوْلَة ، وتَعَرَّضَ الحَمْدانِيّين في المَوْصِل لِلمُؤَامراتِ والدَسَائسِ الَّتِي دَبَّرَها ابْنُ رائق لِحِسَابِ البُويهيين في بَغْداد بِالتَعاونِ مَعَ جُنْدِ الدَيْلم ، ثُمَّ نِزَاع أَبْنَاءِ نَاصِرِ الدَوْلَة عِنْدَما هَرِمَ وأَضْعفَتْهُ مَتَاعِبُ الشَيْخُوخَة ، وتَقَعُ المَسْرَحِيَّة في ثَلاثَةِ فصُولٍ ، وقَدْ سَاعدَ تَعَدُّد المَشَاهِدِ وتَنَوُّعِها إِلى بَثِّ الحَرَكةِ والحيَوِيَّة ، فتَوالَتِ الأَحْدَاثُ ، وتَعَدَّدَت أَزْمِنَةُ وقُوعِها وأَماكِنِها ، وارْتَبَطَتْ بِبَعْضِها بِإِتْقَانٍ واضِح ، وقَدْ أَدْخَلَ المُؤَلِّف علَيْها عَدَداً مِنْ المَشَاهِدِ الثَانَوِيَّة دُوْنَ الابْتِعادِ عَن المَوْضُوعِ الأَسَاسِيّ ، وأَدْخَلَ الفُكاهَةَ الخَفِيفَة في بَعْضِ المَشَاهِدِ ، وقَدْ أَجادَ المُؤَلِّف في تَصْويرِ الشَخْصِيَّات ، فكانَ مِنْ الطبِيعِيّ أَنْ يُوَلِّدَ احْتِكاكُ هذِهِ الشَخْصِيَّات واصْطِدامِ نَوازِعِها أَزمَات تُثِيرُ الاهْتِمام وتَمُدُّ الأَحْدَاثَ بِالحيَوِيَّةِ والنَشَاط ، ويَعْتَبِرُ الدكتور عمر الطالب مَسْرَحِيَّة ( الأَمِير الحَمْدانِيّ ) أَفْضَل مَسْرَحِيَّات الصائغ حَيْثُ تَمْتَازُ بِالتَرْكيزِ على الأَحْدَاثِ والشَخْصِيَّاتِ وخِفَّةِ الحِوار .
مَسْرَحِيَّات : الأَمِيرُ الحَمْدانِيّ ، الزَبَاء ، مَشَاهِدُ الفَضِيلَة ومَسْرَحِيَّة هُوراس لكورنيل والَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها ، ذَهَبَ رَيْعُ عَرْضِها وتَمْثِيلِها لاسْعافِ مَشْرُوعِ بِنَايَة مَدْرَسَة شمعون الصفا لِلبَنِين .

4 ــ يَمامَةُ نَيْنَوى ( شميراما )  / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة مَخْطُوطة ( لَمْ تُطْبَع ولَمْ يَتِمّ إِصْدَارَها في كِتَابٍ ) / كُتِبَتْ عام 1952 م / ويَقُول يوسف الصائغ عَنْها التَالي : [ أَغْلبُ الظَنّ إِنَّ ( يَمامَةُ نَيْنَوى ) هي إِعْدَاد ، ولَيْسَ تَأْلِيفاً صِرْفاً ، فَقَدْ شهِدْتُ سليمان الصائغ وهو دِائبُ العَمَلِ بِهذِهِ المَسْرَحِيَّة ، وكانَ اعْتِمادهُ على كِتَابٍ اسْمه ( سميراميس ) ، لا أَذْكُر اسْمَ مُؤَلَّفِهِ ، ومِمَّا يُعزِّزُ هذَا الرَأْي إِنْ سليمان الصائغ لَمْ يَطْبَعْ المَسْرَحِيَّة ، فبَقِيَتْ مَخْطُوطَة ، وما تَزَالُ مسْوَّدَة المَخْطُوطَة مَحْفُوظةٌ عِنْدِي ] .
وتَحْكي عَن النِهايَةِ المُؤْلِمَةِ لشميرام الَّتِي قَتَلَتْ نَفْسَها بَعْدَ أَنْ دَسَّتِ السُمَّ لِزَوْجِها ظنَّاً مِنْها إِنَّهُ يَخُونَها ، بَطلا هذِهِ المَسْرَحِيَّة شميراما ( التَسْمِيَةُ الأَصَّحُ لِسميراميس الَّذِي شَاعَ في التَارِيخ حَسَبِ رَأْي سليمان الصائغ ) والمَلِك نينيب ، في بِلادِ آشُور ، اغْتَصَبَ قائدُ الجِيُوشِ ( فولوك ) شميراما مِنْ مُرَبِّيها ( سيماس ) وقَتَلَ خَطِيبَها الرَاعِي ( خليا ) ، ثُمَّ أَنْقَذَتْ شميراما جِيُوشَ نينيب المَلِك فأَحبَّها وتَزَوَّجَها وأَخْلصَ لَها ، ولكِنْ أَحَدَ حَواشِيهِ مِنْ المَجُوس نَجَحَ في تَدْبِيرِ مُؤامرَةٍ أَوْهَمَ فيها المَلِكة أَنَّ زَوْجَها يَخُونها فدَسَّتْ لَهُ السُمَّ ، ثُمَّ وقَبْلَ أَنْ يَمُوتَ تَنْكشِفُ المُؤامرَة ، ولكِنْ لا مَجَالَ لإِصْلاحِ ما حَدَث ، فتَتَناولُ شميراما السُمَّ أَيْضاً وتَمُوتُ مَعَ زَوْجِها .

ــ في مَجَالِ التَأْلِيفِ القِصَصِيّ /
كَتَبَ الصائغ قِصَّتين طَوِيلَتين مَنشْورتَين في مَجَلَّةِ النَجْم /
1 ــ على عَهْدِ طيباريوس / قِصَّة طَوِيلَة  / تَدُورُ أَحْدَاثُها حَوْلَ شرُوقِ المَسِيحِيَّة ، وهي قِصَّة تَعْلِيمِيَّة وَعْظِيَّة تَتَفِّقُ ووَظِيفَةِ الكاتِب الدِينِيَّة .
2 ــ الثَبات حَتَّى المَوْت / قِصَّة طوِيلَة / تَتَحَدَّثُ عَنْ انْتِشَارِ المَسِيحِيَّة في بِلادِ ما بَيْنَ النَهْرينِ وفَارِس وما قَاسَاهُ المَسِيحِيون مِنْ آلامٍ في سَبيلِ إِيمانِهِم ، وهي أَيْضاً قِصَّة تَعْلِيمِيَّة وَعْظِيَّة .

ــ في مَجَالِ التَرْجَمَة  /
ــ تَرْجَمَ عام 1945 م عِن الفَرَنْسِيَّة مَسْرَحِيَّة ( هوراس ) لِلمُؤَلِّف كورنيه ، نُشِرَتْ عام 1952 م ، وكانَ كورنيه المَسْرَحِيّ المُفَضّل لَدَى الصائغ ، وكانَ في مكْتَبَتِهِ مَجْمُوعَةَ مَسْرَحِيَّات ( كورنيه ) ، والَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَةِ بَعْضِها ، بَقِيَتْ دُوْنَ أَنْ تُمَثَّلَ أَوْ تُطْبَع ، مِنْها مَسْرَحِيَّة ” السَيّد ” / قَامَ بِإِخْرَاجِ مَسْرَحِيَّة هوراس وبِتَكْلِيفٍ مِنْ الصائغ السَيّد يعقوب رسام ( والِدُ المُخْرِج التِلفزيونيّ عمانوئيل رسام ) ، واعْتَنَى بِتَنْفِيذِ دِيكورِ مَسْرَحِيَّة ( هوراس ) الفَنَّان صبيح نعامة ، والصائغ هو مَنْ حَدَّدَ الدِيكور ، حَيْثُ شُرْفَةٌ في قَصْرِ نَبِيلٍ رُومانيّ تُطِلُّ على بَسَاتينِ روما ويَلُوحُ فيها مِنْ بَعيدٍ ( البانثيون ) ، ثُمَّ على حاجِزِ الشُرْفَةِ تِمْثَالانِ أَحَدُهما لِجوبتير والآخَر لِفينوس مُعْتَمِداً في ذَلِك على التَخْطِيطات مِنْ قَامُوسِ ( لاروس ) ، وتَتَوَزَّعُ في المَسْرَحِ أَعْمِدَةٌ رومانِيَّة ضَخِمَة على الجانِبين ، ثُمَّ صَمَّمَ المَلابِس اعْتِماداً على قَامُوسِ ( لاروس ) أَيْضاً ، كما أَعْطَى المُلاحظات لِلمَسْؤُولِ عَنِ الماكياجِ الفَنَّان صبيح نعامة .
أَمَّا في إِشْرَافِهِ على الإِخْراجِ ، فكانَ يَرَى عكْسَ ما كانَ يَذْهبُ إِلَيْه يعقوب رسام ، فكانَ يَرَى إِنَّ على المُخْرِجِ أَنْ يَقُودَ المُمَثِّل إِلى التَشَبُعِ بِرُوحِ المَسْرَحِيَّة وأَبْعادِها ثُمَّ بِطبِيعةِ دَوْرِهِ ، وعلى هذَا فلَمْ يَكُنْ يَرَى صَوَاباً في تَحْدِيد المُخْرِج لِلمُمَثِّلِ طَرِيقَته في النُطْقِ أَو الإِيماء ، بَلْ أَنْ يُتْرَكَ ذَلِك لَهُ ، فيَفْهَمُ دَوْرَهُ ويُحاوِلُ بِنَفْسِهِ الوصُولَ ووفْقِ طبِيعتِهِ إِلى الأَداءِ الأَمْثَل .
كانَ يَهْتَّمُ بِضَبْطِ حَرَكةِ المُمَثِّلين على المَسْرَح فتَكُونُ مُتَوازِنَةٌ ومَضْبُوطة ، وما كانَ ليَسْمَح ضِمْنَ ذَلِك أَنْ يُوَلِّيَ المُمَثِّل ظَهْرَهُ لِلجَمْهُور ، ولا أَنْ يَتَجَمَّعَ المُمَثِّلُون في جِهةٍ مِنْ المَسْرَحِ ، لِتَبْقَى الجِهةُ الأُخْرَى فَارِغة ، ولا أَنْ يَظَلَّ المُمَثِّل ثَابِتاً في مَكانِهِ وهو يُؤَدّي دَوْرَهُ ، بَلْ أَنْ يَتَحَرَّكَ وفْقَ خُطَّةٍ تَنْسَجِمُ مَعَ تَفَاعُلِهِ بِالدَوْرِ المُنَاطِ بِهِ بِطَريقَةٍ مَدْرُوسَة ، وقَدْ كانَ يَهْتَّمُ في تَحْدِيدِ المَواقِفِ الَّتِي يَنْبَغي لَها شَيْئاً مِنْ التَأْثِير المُوسِيقِيّ أَوْ اللَوْنيّ ، وفي حالِ عَدَمِ تَوَفُّرِ المُوسِيقَى المُسَجَّلَة ، فَقَدْ كانَ يَعْمَدُ إِلى تَكْلِيفِ أَحَدِ عازِفِي الكمَان بِتَقْدِيمِ مَقْطُوعَةً مُنَاسِبَةً في المَوْقِفِ المُعيَّنِ ، كمَا اسْتَخْدَمَ الإِضَاءَةَ المُلَوَّنَة لِلتَدْلِيلِ على الحالَةِ النَفْسِيَّة في المَوَاقِفِ المُتَأزِّمَة .
وكانَ عدا هذَا يَلْجأُ عِنْدَ بِدْءِ المَسْرَحِيَّةِ إِلى تَقْدِيمِ المُمَثِّلين واحِداً واحِداً ، بِحَيْث يَظْهَر كُلٌّ مِنْهُم ، مُؤَدِيّاً مَقْطعاً صَغِيراً مِنْ دَوْرِهِ ، ويُعْلنُ مِنْ خَلْفِ السِتَارَةِ اسْمُ المُمَثِّل ودَوْرَهُ في المَسْرَحِيَّة .
عَمَدَ الصائغ إِلى تَغْييرِ النِهايَةِ الأَصْلِيَّة لِمَسْرَحِيَّةِ ( هوراس ) ، فبَدَلِ أَنْ تَظْهَرَ كاميل قَتِيلَة على المَسْرَحِ جَعلَها تَتَجلَّى مِنْ أَعالِي الاولمب ، وبَرَّر ذَلِك في المَسْرَحِيَّةِ المَطْبُوعة بِأَنَّه اخْتَارَ ذَلِك تَخْفِيفاً مِنْ وَطْأَةِ المَأَسَاة الأَلِيمَة على المُشَاهدِين ، وقَدْ نَفَّذَ هذَا المَشْهَد عَنْ طَرِيقِ بَثِّ دُخانٍ في المَسْرَحِ يَنْعكِسُ علَيْهِ ضَوْءٌ مِنْ شَرِيطِ مغنيسيوم مُتَوَهِّج ، حَيْثُ تَبْدو كاميل وَسَطَ الضَوْءِ والدُخانِ .

ـــــــــــــــــــــــ
المَصَادِر /

( 1 )
مَوْضُوع / مِنْ روادِ المَسْرَحِ العِراقِيّ … المَطْران سليمان الصائغ
الكاتِب : يوسف الصائغ
الحِوار المُتَمَدِّن / العدد 4405 / في 26 ــ 3 ــ 2014 م .
مَوْقِع الحِوار المُتَمَدِّن
المِحْوَر / الأَدَب والفَنّ .

الرَابِط
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=407464&r=0

مُلاحظَة : هذَا المَقَال الشَيّق نَشَرَتْهُ مَجَلَّة آفَاق عرَبِيَّة سَنَة 1988 م .
 وكذَلِك نُشِرَ في : مَوْقِع المَدَى لِلإِعْلام والثَقَافَة والفنُون ( ملاحق جَرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة ) ، بِعُنْوان  ( الرِيَادَة في المَسْرَحِ العِراقِيّ … سليمان الصائغ انْمُوذَجاً ) .
تَارِيخُ النَشْر : الأَرْبِعاء  23 / 5 / 2012 م .

الرَابِط :
http://almadasupplements.com/news.php?action=view&id=4720

( 2 )

مَوْضُوع / سليمان الصائغ 1886 م ـــ 1961 م ، ومَجَلَّة النَجْم ( المَوْصِلِيَّة )
الكاتِب : ابراهيم خليل العلاف
في 22 / شِباط / 2013 م
مُدَوَّنَة الدكتور ابراهيم خليل العلاف .

 الرَابِط :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.de/2013/02/1886-1961.html

( 3 )   

مَوْضُوع / تَوْثِيق المَجَلات والنَشَرَات المَوْصِلِيَّة  ( 1902 م ــ 2013 م ) .
الكاتِب : عمر عبد الغفور القطان .
في 28 / 9 / 2013 م .
مَوْقِع بَيْتُ المَوْصِل .

الرَابِط :
http://www.baytalmosul.com/1575160415711587157815751584-159316051585-159315761583-157516041594160116081585-157516041602159115751606/3

( 4 )

مَوْضُوع / المَطْران سليمان الصائغ …. شَذَى عِطْرٍ عبق أَوْسَاطِ الثَقَافَة ِ المَوْصِلِيَّة ، مُعلِّم التَارِيخ الَّذِي نَالَتْ شَهادتُهُ عَن المَوْصِل اسْتِحْسَان جَمِيعِ الأَوْسَاط .
الكاتِب : سامر سعيد الياس .
في 22 / 10 / 2012 م.
مَوْقِع عنكاوا .

الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=617488.0

( 5 )

مَوْضُوع / السِيرَة الذَاتِيَّة لِلمَطْران سليمان الصائغ
عُنِيَ بِنَشْرِها الأَب : بطرس حداد 

الرَابِط : 
http://www.almadasupplements.net/news.php?action=view&id=4727#sthash.rh8Wy6pl.dpbs

مَوْقِع المَدَى لِلإِعْلام والثَقَافَة والفنُون ( ملاحق جَرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة ) .
في 23 / 5 / 2012 م .

( 6 )

مَوْضُوع / حَدَثَ في مِثْلِ هذَا اليَوْم :وَفَاة مُؤَرِّخ المَوْصِل سليمان الصائغ
الكاتِب : رفعة عبد الرزاق محمد
في 17 / سبتمبر / 2013 م
مَوْقِع المَدَى لِلإِعْلام والثَقَافَة والفنُون ( ملاحق جَرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة ) .

الرَابِط :
http://almadapaper.net/ar/news/451417/%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AB%D9%84-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85–%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D8%B3

( 7 )

مَوْضُوع / المَطْران سليمان الصائغ رائدُ الرِوايَة التَارِيخِيَّة … عُنْواناً لِمُؤْتَمرٍ حَوْلَ دَوْرِ السرْيانِ في الثَقَافَةِ العِراقِيَّة .
مُتَابعة : رغد شماس
مَوْقِع صَحِيفَةُ الصَوْت الآخَر
العدَد 413
في 5 / 12 / 2012 م .
الرَابِط :
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=17630

( 8 )

مَوْضُوع / الحضَارَة المَسِيحِيَّة في العِراق عِبْرَ العصُور
عُنِيَ بِتَحْرِيرِ المَوْضُوع   : بهنام فضيل عفاص
مَوْقِع مار أدي الرَسُول لِلكلْدان الكاثُوليك في نيُوزِيلندا

الرَابِط :
http://www.spoke.net.nz/arabic/ar-iq/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx

( 9 )

مَوْضُوع / المَطْران سليمان الصائغ … لِسَانُ حالِ المَوْصِل في عَصْرِ النَهْضَةِ
شَهادَةُ تَنْوير في زَمَنٍ مُلتَبس
الكاتِب : سامر الياس سعيد
في 4 / شِباط / 2013 م
مَوْقِع جَرِيدَة الزَمَان .

الرَابِط /
http://www.azzaman.com/?p=25212&utm_source=rss&utm_medium=rss&utm_campaign=%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a7%d8%a6%d8%ba-%d9%84%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b5%d9%84

( 10 )

مَوْضُوع / اضْطِهادُ الكلْدان في زَمَنِ الفُرْس وهِجْرَتهُم إِلى الهِنْد .
ص 10 ، 11
إِعْدَاد : أميرة هرمز بيبا
مَوْقِع مَجَلَّة نَجْمَة البَحْر في أُوكلند / نيُوزِيلندا
العَدَد 3 / كانُون الأَوَّل 2007 م

الرَابِط :
http://www.spoke.net.nz/arabic/en-us/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%D9%86%D8%AC%D9%85%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF3.aspx

( 11 )

مَوْضُوع / شمعون الصفا … المَدْرَسَةُ العرِيقَة في المَوْصِل
الكاتِب : المُؤَرِّخ بهنام سليم حبابة
في 14 / 3 / 2014 م
مَوْقِع بَيْتُ المَوْصِل

الرَابِط :
http://www.baytalmosul.com/157516041605157215851582-1575160415751587157815751584-15761607160615751605-1587160416101605-15811576157515761577

( 12 )

دِراسَة / النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِع عَشَر حَتَّى عام 1939 م .
م . م . هيثم محيي طالب الجبوري
جامِعة بَابِل / كُلِيَّة التَرْبِيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْمُ التَارِيخ
عَنْ / مَجَلَّة مَرْكز بَابِل لِلدِراسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجَلَّد 5 ، العَدَد 2 ، سَنَة 2015 م
الصَفَحَات داخِل العَدَد ، ص 58  ــ ص 81
الرَابِط :
http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180

ـــــــــ
وأَخْيراً جَزِيل الشُكْر لِلأَخ باسم روفائيل والأَخ يونس متي لِخَدَماتِهما فيما يَتَعلَّقُ بِتَقَنِيَّات الكومبيوتر (  تَعْدِيل الصُور المَنْشُورَة في المَوْضُوع ، تَحْرِير بَعْضِ مَلفَّاتِ المَوَاضِيع الَّتِي اعْتَمَدْتُها كمَصَادِر لِمَوْضُوعي أَعْلاه وكانَ قَدْ اسْتَعْصَى عليّ تَحْرِيرَها والاطلاع علَيْها بِسَبَبِ قِلَّة خِبْرَتي بِتَقَنِيَّاتِ الكومبيوتر ، …..إلخ ) ، جَزِيل شُكْرِي لِتَعاونِهِما . 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, الفن الآشوري, ثقافة, كتب , تاريخ. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.