بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
( المغفور لها برثا مالك خوشابا في سطور)
15 / 02 / 2017
http://nala4u.com
ولدت برثا مالك خوشابا في مدينة اورميا عام 1917 وفي عام 1918 وفي الانسحاب الجماعي الماساوي من اورميا الى همدان تكفل جدها لامها (القس كينا) بتامين انسحاب العائلة جميعها مع المنسحبين حتى وصولها الى مخيم بعقوبة وذلك لغياب والدها مالك خوشابا بسبب تكليفه بواجب بعيد … بعد فترة وصل مالك خوشابا الى المخيم الذي كان تحت ادارة الانكليز واجتمعت العائلة في احدى الخيم المخصصة للقادة بجوار خيمة اغا بطرس …
بعد ان تم تغيير موقع المخيم من بعقوبة الى مندان انتقلت العائلة الى المخيم الجديد في الوقت الذي كان اغا بطرس ومالك خوشابا يهيؤون القوات ألآشورية للعودة الى تحرير الاراضي ألآشورية في حكاري واورميا …. وبعد مؤامرة افشال خطة القائدين بالعودة الى موطنهم من قبل الانكليز وعملائهم تم نفي اغا بطرس الى فرنسا والحكم بالاقامة الجبرية على مالك خوشابا في دير مار ايشعيا في الموصل والقاء بقية القادة العسكريين ألآشوريين في السجن , تكلف (القس كينا ) باعالة العائلة حيث كان قسيسا انجيليا منذ ايام حكاري ….
انظمت برثا مالك خوشابا مع عديد من البنات ألآشوريات الى المدرسة الامريكية في الموصل والتي افتتحت من قبل المبشرين الامريكان الانجيليين وظمت الى صفوفها اضافة الى الفتيات ألآشوريات فتيات عربيات وكرديات وايزيديات ….
اكملت برثا مالك خوشابا دراستها الاعدادية في هذه المدرسة بتفوق وتم تعيينها معلمة للغة الانكليزية في احدى مدارس الموصل ومن ثم تدرجت وظيفيا وتم تعيينها مفتشة اللغة الانكليزية في الموصل وبسبب كفاءتها العالية حصلت في بداية الخمسينات على بعثة دراسية الى لبنان حيث حصلت على شهادة البكلريوس ومن ثم اكملت دراستها في الولايات المتحدة الامريكية وحصلت على شهادة الماجستير وعملت في حقول عدة في اميركا …..
في بداية حياتها في اميركا تعرفت على زميلتها ألآنسة ألامريكية فلورنس واصبحا مقربين لبعضهما وعاشا بقية حياتهما معا في عمارة واحدة الى ان وافاها الاجل ….
لقد كانت المرحومة في بداية حياتها العملية في الموصل آشورية متحمسة لآشوريتها وكان لها اهتمام كبير بألآثار ألآشورية وكان لها صيت واسع بين الطبقات المثقفة والعوائل الموصلية الاصيلة وكان الجميع يبدون لها احترامهم الشديد لثقافتها العالية ولمكانة والدها بين الشخصيات البارزة آنذك …..
اثناء حياتها في اميركا التقت بكثير من ألآشوريين النشطاء في المجال القومي وحاولت العمل معهم ولكنها لم تتمكن مسايرتهم في افكارهم الخيالية ولا في مطامحهم الشخصية لذا لجات الى الاعتزال مع عدم قطع تواصلها الاجتماعي بابناء امتها …
لقد قضت المرحومة حياتها بالتزام ديني وقومي وكانت تتابع ما يحدث من مأسي على ابناء امتها في الشرق الاوسط باهتمام كبير وبحسرات مفادها غياب القادة العظام امثال اغا بطرس ووالدها مالك خوشابا ….. نطلب الرحمة لها ونصلي من اجلها آمين .
بولص مالك خوشابا
15 / 02 / 2017