العرّاب ابرم بيت يوسف..ذكريات كي لا ننسى

بقلم جان يلدا خوشابا
العرّاب ابرم بيت يوسف …. ذكريات كي لا ننسى

12/ 02 / 2017
http://nala4u.com

ايها الأحبة الأعزاء
تحية أينما كُنتُم
هَذِه قصّة رَجِل محترم من بيننا وفينا ، رَجِل وإنسان عاش حياته بعيداْ عن الأضواء وَلَكِن كأن يسهر حتّى الصّباح يفكّر ويكتب ويحضر أوراقه وأعماله كي يُخدم غَيْرُه مَن أبناء جلدته او مجتمعه الصَّغير او الكبير .
أنه الأستاذ والمربي والكاتب والمخرج المسرحي والشاعر الإنسان وأحد عمالقة المسرح الاثوري الآشوري أبرم مشدو شمعون بيت يؤسف .

الشاعر ابرم بيت يوسف من مواليد الحبانية مثله مثل الكثيرين من ابناء أمتنا الذين نبغوا وصالوا وجالوا على ضفاف بحيرة الحبانية أيام كان الاثوريين أسياد الرياضة والثقافة والفن ورواد الاندية الاجتماعية والشبابية .
إنتقل إلى مدينة تلكيف وعاش بها مع ابناء هذه المدينة العريقة وفيها تعلم وتربي ودخل الابتدائية .
ثم انتقل الى مدينة الموصل وفي محلة الدواسة وهنالك أكمل المتوسطة والإعدادية وتعرف خلالها على أحد عمالقة المسرح الاثوري المبدعين إلاهو الأستاذ أندرية يوسف نمرود وأصبحا صديقين حميمين وتلاقت افكارهم وعلموا معاً لفترة طويلة .
وهنا في فترة درسته الإعدادية في الموصل طلب مدرس اللغة العربية من الجميع كتابة موضوع ادبي إنشائي او مسرحي او شعر او قصيدة فكانت المفاجاة حيث ما كتبه الاستاذ أبرم بيت يوسف انه نال إعجاب المدرّس ولم يصدق استاذ اللغة أن هذا الطالب النحيل المسيحي الاشوري القادم من مدينة الحبانية وتلكيف له هذه المقدرة والبراعة في كتابة مسرحية كاملة مكملة وحاضرة للنشر والتمثيل .
فَقَال أبرم للاستاذ المنبهر أن هوايتي هي كتابة الشعر والأغاني وانا اجد في نفسي كاتبة الأغاني بلغتي الآشورية اكثر لكنني أيضاً أحب كتابة مسرحيات بسيطة
فطُلب منه الاستاذ الاستمرار في الكتابة وقال له أنك طالب وكاتب موهوب أرجوك استمر .
وفعلاً شارك وكتب الكثير وقدم الكثير وحتى انه كتب أغاني لنفسه وصنع شريط لنفسه لكن لم ينشره لأسباب خاصة .
حاول بعد نصيحة استاذ اللغة العربية أكثرمن مرة التقديم لمعهد الفنون الجميلة حيث كان يشعر انه يستطيع ان يقدم الكثير وله موهبة الا طلبه رُفض اكثر من مرة وذلك لأسباب تافه .
وبعدها إنتقل مع أهله الى بغداد وبالضبط الى كراج الأمانة عرين الاثوريين والمنطقة التي كانت سيدة مناطق واحياء بغداد من حيث المعرفة والروح القومية والاندية الاجتماعية والرياضية وتواجد خيرة المواهب والفنانين والشعراء وطلاب الجامعات المتفوقين .
وهنالك وفي عام 1968/ 1969 ألتقى بالمطرب سركون كبريال والممثل الكوميدي المعروف ايشو وردة وحاولوا العمل مع الفرقة فنية للنادي .
وبعد فترة اتصل به المرحوم عزيز اوشانا من النادي الوطني الاثوري وشارك في تمثيل خمس مسرحيات ثم إنتقل الى النادي الاثوري الرياضي عام 1971, وتم الطلب منه بأن يكون مدير للفرقة الفنية بعد اكتمال البناية الجديدة وقام بتأسيس فرقة فنية على مستوى عالي.
وشكل قسم الرقص الشعبي وطلب من ألوان كيوركيس وادي مرقس الاهتمام بها وفرقة موسيقية وغنائية بإشراف منه ومن بيبا وفرقة مسرحية قامت بتقديم مسرحيات خالدة على مسرح النادي الاثوري الرياضي حيث كان للفرقة أمسية فنية كل يوم خميس وكانت الجماهير واهلي المنطقة وعشاق الفن تجتمع هنالك للتمتع ومشاهدة تمثيليات ومسرحيات من تمثيل خيرة الممثلين الاشوريين وتحت قيادة وتأليف وإخراج الاستاذ ابرم بيت يوسف ومشاركة الإخوة ومنهم الاستاذ أندريه نمرود صديق عمر الاستاذ ابرم بيت يوسف والأخ الزعيم زيا قرياقوس البازي والذي كان يشارك في كتابة النصوص والتمثيل أيضاً .
وكان من الممثلين فريدون اخ زادوق / صباح ابرم / بنيامين أوشانا / سنحاريب إسكندر / فرات يوناتن / يوسف ملكوا البازي / عادل إسكندر / وكاتب المقال جان يلدا خوشابا / اكنس يوخنا / مارلين عمانويل وأختها نادية عمانويل / رمسن شينو / شمويل زيا / جوني يلدا خوشابا / كيوركيس حباب / الوان كيوركيس / أويا مرقس .
وبهذا الفرقة الصغيرة انتقلنا الى محافظات العراق نقدم اعمالنا وكنت قد كتبت عنها أنا شخصياً الكثير والكم العزيز في مقالات سابقة .
هذا عن المسرح وأما عن كتابة الأغاني فقد
كتب للمطرب جورج خامس بعض الأغاني ونجحت نجاحاً باهراً .
فما كان الا ان زاره المطرب الملك بيبا في دكان والده في كراج الامانه حيث كان يعمل وطلب منه كتابة بعض الأغاني له
توقف قلب أبرم من الفرحة فهذا بيبا بلحمه ودمه ومكانته الغنائية يطلب من أبرم كتابة أغاني عاطفية وقومية .
وكتب له اجمل الأغاني الخالدة لحد اليوم ومنها الاغنية الخالدة ليلى والتي كانت قصة واقعية حدثت لبيبا حيث حكى المرحوم بيبا عن فتاة واسمها ليلى فمسك أبرم القلم وسهر ليلتين حتى كتب تلك الاغنية الخالدة ( ليلى بارت ايني ) lalya bahret aiynne

وكتب تقريباً للمرحوم بيبا 26- 30 أغنية وكتب أغاني في بغداد لكل من جورج خامس / اكنس يوخنا فينوس / زيا زودو / سنحاريب زومايا / وفي شيكاغو لكل من سركون كبريال / انورابراهيم / جنان ساوا / رامسن شينو / جورج جندو / جان يونادم / أوديس / ديفيد سايمون / ومن سان دياكو سحر السناطي / ومن سدني سونيا عوديشو / والعزفة المطربة أورهاي عوديشو وردة / جارلس توما / ومن أوربا بنه كأكو / ومن روسيا مادلين ايشو / ومن ديترويت المطربة الصاعدة فيان وكما كتب للمطرب اوكن بت سأموا وغيرهم

هذه هي قصة قصيرة عن حياة إنسان مرهف وفنان خجول ومكتشف المواهب وعبقري كتابة الأغاني والمسرحيات وبلغة الأمة الاشورية واللغة العربية .
هذه مقتطفات من مسيرة أحد عرابي المسرح والفن الاشوري بل أحد أركان المد القومي الثقافي الاجتماعي والفني في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم .
هذه قصة نضيفها للتاريخ كي نعرف من نكؤن وأين كنّا وكيف تعلمنا وشاركنا وعملنا وضحينا ومزجنا الحرف والكلمة بتمثيلية ومسرحية وكيف وضعنا كلمات وجمل وأغنية بديعة وأعطيناها لحن جميل وغنائها كل من له او لها صوت رغيم .

بقى أن نعرف أن الاستاذ أبرم بيت يوسف عمل لعدة سنوات في العراق في المختبرات الكيمياوية في المسيب
بعد تخرجه من إعدادية الغريبة تقدم لقسم القانون في الجامعة المستنصرية قبل بداية المضايقات عليه

ترك العراق في عام 1976 الى اليونان
أحلى أغنية يعتز بكتابتها هِي دايم مولبتلا يمي قا أتور دوخت دمي للمطرب بيبا والتي خلقت مشكلة أمنية كبيرة وقتها في بغداد وعلى اثرها تم إلقاء القبض على أكثر المطربين والكتّاب الاثوريين بعد احد المهرجانات الفنية وتم معاقبة بعضهم وتهديد الاخريين .
وقام بعدها بكتابة لا سورت كانوخ اتورا تاني التي هزت الدنيا وقتها .
متزوج ويعيش في شيكاغو يعمل في مجال التأمين
ابرم بيت يوسف هو من اكتشفني وضمني للفرقة الفنية للنادي الاثوري الرياضي وكنت اصغر عضو فيها .
لازال يكتب الأغاني كلما سمحت صحته وخاصة للمطربين الجدد
كأن جاراً وملاصقاً للراحل شمائل ننو في مدينة الموصل وله معه ذكريات ذكرها لي وهو متألم جداً لرحيل هذا القائد
الذي افتقدناه جداً .
نتمنى للأخ أبرم بيت يوسف الصحة والموفقية وطول العمر
وشكراً لما قدمه من أعمال وانجازات لنا وللفن والغناء والمسرح والشعر .

وهذا رابط أغنية ليلى التي كتبها الاستاذ أبرم وبصوت ملك الاغنية الاشورية الراحل الصديق بيبا .

https://m.youtube.com/watch?v=ClT7lzRCcGg

والبقية تأتي
جان يلدا خوشابا
12/02/2017

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, الفن الآشوري, المقالات واللقاءات, ثقافة, فيديو. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.