بقلم غســان يونان
رأي حــــر
19 / 07 / 2016
http://nala4u.com
إن المـأسـاة التـاريخيـة التـي يمـر بهـا شـعبنـا حـاليـاً، توازي بثقـلهـا وآثـارهـا محـاولات الإبـادات الجمـاعيـة التـي مـر بهـا (شـعبنـا) منـذ أكـثر مـن مـائـة عـام.
إذ الشـعب يُضطـهـد ويُقتـل ويُهجّـر ويُـذبـح. تاريخـه يُـزوّر، حضارتـه تُـدمّـر، هـويتـه تُمحـى…
وهـذا الشـعب العـريق يـرفض أن يتعـلـم كيفيـة المـواجهـة، مـواجهـة الشـر والبـاطـل والنفـاق…
وهنـا المسـؤوليـة يتحملهـا الكـل وأمـا القسـم الأكـبر مـنهـا فيقـع علـى عـاتق السـياسـيين الـذي يـتركـون السـاحـة أحيـانـاً لبعـض الانتهـازيـين الـوصـوليـين، لا سـيمـا بعـض حملـة الصُـلبـان المـذهّبـة، اللاهـثين وراء شـهـواتهـم وغـرائـزهـم ومـن أجـل بنـاء إمـاراتهـم “الكـرتـونيـة” علـى حسـاب تضحيـات شـعـوبهـم ليـس لشـيء وإنمـا ليعتلـوا بضـع درجـات علـى مسـرح الحيــاة ويعظـوا بجملهـم الـركيكـة والغـير مـرتبطـة ببعضـها البعـض لا زمـانـاً ولا حـتى مكـانـاً، فـالمهـم بالنسـبـة لهـؤلاء الجهلـة، هـو وصـولهـم علـى المسـرح ولا يهـم الحضـور الـذي يتنـاقص عـدده أسبـوعـاً بعـد أسـبوع!.
إنهـا مهـزلـة التـاريـخ، عنـدمـا يعيـش الشـعب هكـذا مـآسٍ وويـلات ولا ينتفـض علـى بعـض سـماسـرة الهيكـل، لكن الشـعب يـريـد أن يحصـل علـى كـل شـيء وهـو مكتـوف الأيـدي، ومثلـه السـياسـي الـذي لا يحـزم أمـره ولكــن أصبعـه علـى الجـرح.
يبـدو أن المـآسـي قـد
تتكـرر مـن جيـل إلـى جيـل (لا سـمح الله) طـالمـا أن القـائـد لـم يـولـد
بعـد مـن رحـم المعـانـاة، فبـولادة القـائـد الحكيـم، سـنسـمع جميعـاً
كلمتـه المنتظـرة: “الأمـر لـي”.
١٩ تمـوز
غسـان يونان
١٩ تمـوز ٢٠١٦