اعداد الشماس سمير يوسف كاكوز
أسئلة بطرس ليسوع الجزء الثاني
09/ 07 / 2016
http://nala4u.com
بطرس يسال سؤالاً ثانية الى معلمه يسوع عن مصير الذين يتبعونه ويؤمنون به وببشارته وما هي نهايتهم في الاخرة .
السؤال ذكره ثلاثة كتبة الاناجيل متى 19 / 27 و مرقس 10 / 28 و لوقا 18 / 28 ولم يذكره تلميذ يسوع الحبيب يوحنا اللاهوتي .
نحن نعلم ونعرف أن بطرس هو من التلاميذ الاوائل الذي تبعوا يسوع وتركا كل شيء من أجله كما هو مذكور في متى 4 / 18 لما دعاهم يسوع أن يتركا كل شيء ويجعلهم صيادي بشر.
في الحال تركا صيد السمك والقارب وشباك الصيد وكل ما هو موجود في قاربهم وتبعا يسوع ( ولما جاءوا بالسفينتين الى البر تركوا كل شيء وتبعوه ) ( لوقا 5 / 11 ) السير واتباع يسوع يتطلب منا ترك كل شيء من محبتنا للمال ومن عاداتنا السيئة
أتباع يسوع معناه أن نكون على مثال يسوع متواضعين وبسيطين وغير متكبرين على أنفسنا وعلى عوائلنا وعلى الاخرين ( ان كان احد ياتي الي ولا يبغض اباه وامه وامراته واولاده واخوته و اخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا ) ( لوقا 14 / 26 ) أذا أتبعنا تعاليم يسوع ووصاياه وارشاداته نتمكن من جذب الناس والاخرين الى معلمنا يسوع .
بطرس سال يسوع أن الذي يضحي بنفسه ويترك كل شيء في سبيل بشارته بعد موته ما هو مصيره ؟
معلمنا يسوع فهم قصد وسؤال يطرس فاجابه بحسب ما ورد في الكتاب المقدس وقال له أن الذي يترك كل شيء ويضحي من أجلي ينالون مكافاة وهي الحياة الابدية والملكوت السماوي . ( بركات وعد بها الرب للذين يحبونه وما هي مكافائتهم ) ( تثنية 28 ) ( لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فامنوا بي في بيت ابي منازل كثيرة والا فاني كنت قد قلت لكم انا امضي لاعد لكم مكانا وان مضيت و اعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا )( يوحنا 14 ) المسيح صعد الى السماء ليهي لنا مكان في السماء عند أبيه للذين يتبعونه .
يسوع أكد الى تلاميذه والينا نحن المؤمنين به أن الذي يترك اشياء ثمينة وغالية عليه من أجله سوف ينال أضعاف وأضعاف في هذه الحياة وفي الاخرة ينال الحياة الابدية .
يسوع أجاب بطرس أن كل من يترك عائلته وامواله من اجله ينال مئة ضعف ويرث الحياة الابدية ( لتاكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر ) ( لوقا 22 / 30 )
يسوع بكلامه هذه ليس معناه أن نترك أبائنا وأمهاتنا وأخوتنا وأخواتنا واصدقائنا واموالنا لا أبداً بل معنى كلامه وجوابه هو أن لا نحب الاشياء الموجودة في هذا العالم الزائلة والمنقرضة أكثر منه محبة المسيح هي الاولوية .
يسوع لم يقل أن لا يكون لك مال كثير بل أن تملك أموال وحقول وعقارات لكن يسوع يريد منا أن لا يكون أهتمامنا وفكرنا وعقلنا وروحنا في محبة المال اكثر من يسوع وان لا يكون المال الذي جمعناه باعمال لا رسمية أو لا شرعية أو عن طريق السرقات والخش وخداع الدولة والحكومة والاخرين هذا يعتبر مال حرام ( لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان و طعنوا انفسهم باوجاع كثيرة ) ( تيموثاوس الاولى 6) (وكان لجمهور الذين امنوا قلب واحد و نفس واحدة و لم يكن احد يقول ان شيئا من امواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركا ) ( اعمال الرسل 4 / 32 ) يسوع يرغب أن نحبه أكثر من كل شيء ما موجود في هذا الارض وحتى أن طردوك من عائلتك أو كان الناس لا يحبوك بسبب انك تتبع المسيح لا يهمك أي شيء لخسارتك كل ما تملك المسيح يعوضك أضعاف وأضعاف ما خسرته في حياتك وبمعنى أخر انت خسرت الماديات لكنك ربحت الروحيات الناس المؤمنين بيسوع .
يسوع يوكد لنا أنه مهما أشتهرنا وعندنا مركز مرموق لا يفيدنا في اي شيء . الانسان الذي يخدم يسوع هو المقبول عنده . كثير منا يواجه الصعوبات من الاخرين بسبب اتباعه تعاليم يسوع يضعون عراقيل لهذا الانسان لانه تركهم وترك كل شيء من أجل يسوع وتبعه ( من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا و جلست مع ابي في عرشه ) ( رؤيا 3 / 21 ) وبمعنى أخر من يغلب الشيطان واعوانه عنده مكان في السماء يجلس مع يسوع .
كل أنسان يسير ويتبع يسوع تواجهه أضطهادات وطرد وكره من الاخرين فلا يهمك لانك معلمك أضطهد أيضا من قبل الاخرين .
أنجيل مرقس يذكر كذلك سؤال بطرس ليسوع لكن هنا مرقس يضيف ومن أجل بشارة يسوع ينال الانسان أضعاف وأضعاف في هذه الدينا وفي الاخرة الحياة الابدية .
الطبيب لوقا في أنجيله يضيف على ترك الحقول الزوجة كذلك تركها من اجل المسيح وبمعنى اخر الواجب أولاً محبة المسيح أكثر من محبة الزوجة .
يسوع ويقول ( من أتى ألي ولم يفضلني على أبيه وأمه وأمراته وبنيه وأخوته وأخواته بل عن نفسه أيضا لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً ) ( لوقا 14 / 26 ) الاية واضحة وضوح الشمس يجب علينا اولاً أن ياتي حب المسيح وبعدها يكون حب الزوجة والاخرين والمال والابناء والاباء والامهات .
الحياة الابدية تاتي بالسير مع يسوع في محبته وتواضعه واضطهاداته والامه وجراحه ( ورايت عروشا فجلسوا عليها واعطوا حكما ورايت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته و لم يقبلوا السمة على جباههم وعلى ايديهم فعاشوا وملكوا مع المسيح الف سنة )( رؤيا 20 / 4 )
تلاميذ يسوع تركوا كل شيء من اجل يسوع هكذا نحن يجب علينا ترك الاشياء المادية والركض وراء الاشياء الروحية .
نحن نتعب ونكد ونجمع المال وكل شيء وكانه نفكر لا نموت أبداً .
يسوع أعطانا مثلاً عن الشاب الغني عن سؤاله ماذا يعمل ليرث الحياة الابدية .
المسيج جوابه بكل صراحة عليه أن يترك كل شيء وخاصة المادية بعدها يمكنه أن يرث الحياة الابدية .
الشاب حزناً بسبب انه اراد أتباع يسوع ولكن بشرط أن يبقى المال عندها . كثير منا يعرف جيداً أنه لا يمكننا أتباع يسوع بسبب المال الذي عندنا ومحبته اكثر من يسوع أذاً تريد أتباع يسوع عليك ترك كل شيء . محبة المال ما معناه لنا الكبرياء والعيش في ملذات هذه الدينا . محبة المال اصل كل الشرور .
بطرس بعد سؤاله يسوع وسماعه الجواب من معلمه زاد ايمانه وظل ملاصقة ومتابعاً ليسوع الى النهاية . بطرس كان التلميذ الاكثر اندفاعا واصبح بعدها جريئأً .
أتباع يسوع وبشارته وترك كل شيء ليس سهلاً . الكثير منا لا يرغب سماع مثل هذا الكلام بسبب محبته لنفسه وماله وكبريائه . وكثير منا هم يؤمنون بالمسيح لكن فقط بالاسم تجدهم يسير ويعيش عكس ما يريده أستاذه يسوع . الكثير من المؤمنين بيسوع وكتابه وامه مريم لكن تجدونهم فقط في الظاهر بالسان أما القلب والروح والفكر عكس ما يريده فاديهم يسوع وامهم القديسة مريم والكتاب المقدس . لا تكون مثل هؤلاء بل نقتدي ببطرس وبولس والتلاميذ الاخرين ونتبع يسوع بصدق وأمان وأيمان وألا ياتي يسوع في مجئيه الثاني مع ملائكته الابرار ويجمعون الناس المؤمنين الحقيقيين الى ملكوته السماوي ويبقون الناس الاشرار في النار الابدية
والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز