بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
( أبطال من أمتي / الجزء الثاني )
22 / 06 / 2016
http://nala4u.com
ان دراسة التاريخ السياسي والعسكري والسلوكي لكل امة يكشف لنا حقيقة هذه الامة :
اقتحام قلعة جال والبطولات التي تخللتها …. كانت قلعة جال مقرا لاغوات عشيرة بنيانش الكردية المشهورة باعمال السلب والنهب والسرقة وتقع على الضفة اليسرى من الزاب الكبير في تركيا وكثيرا ما كان يقع نزاع بينها وبين سليبكان من عشيرة تياري السفلى وعشيرة تخوما وكانت قلعة جال مشيدة على هضبة صخرية يتراح ارتفاعها ما بين 300 الى 1000 يارد ومطلة على وادي تكسوه الاشجار المثمرة وتحتوي هذه القلعة على نحو مائة قصر مبنية على شكل حصون فيها نوافذ خاصة للقتال وفي عام 1917 قررت القيادة ألآشورية والروسية على القيام بحملة عسكرية انطلاقا من اورميا على العشائر الكردية التي قامت بمؤلزرة الحكومة العثمانية في عام 1915 بمهاجمة العشائر ألآشورية ونهب وحرق قراها فتحركت آلالاف من قوات العشائر ألآشورية بمشاركة ستمائة من الخيالة الروس الى موطن هذه العشائر وفي مسيرتها استولت على كافة القرى الكردية واحرقتها وقتلت الاكراد المدافعين عنها وهرب من تمكن من الهروب للاحتماء في قلعة جال وكذلك قامت القوات ألآشورية بتحرير ما يقارب الالفين من ابناء العشائر الآشورية اللذين لم يتمكنوا من الانسحاب الى اورميا في عام 1915 وفي صباح يوم 20 ايلول عام 1917 وصلت هذه القوات الى قلعة جال الحصينة وهنا قررت بعض القيادات الآشورية ومعها الروس بالعودة الى اورميا لاستحالة اقتحام تلك القلعة فعادت تلك القيادات مع مقاتليها والخيالة الروس مستصحبين معهم الاسرى الآشوريين اللذين تم تحريرهم ولكن قيادات عشيرتي تياري السفلى والعليا وعشيرة تخوما اصروا على اقتحام القلعة واسقاطها مهما بلغت التضحيات وقامت قوات هذه العشائر بمهاجمة ابواب القرية لغرض اقتحامها الا انهم لم يتمكنو من ذلك وفي هذا الموقف الصعب تقدم احد ابطال هذه الامة (باكوس عوديشو بيت قاشا ) وهو من قبيلة منيانش من تياري السفلى تقدم الى الجدار وتسلقه واضعا خنجره في فمه ومعلقا بندقيته على كتفه وعند وصوله الى قمة السور قتل احد حراس السور الاكراد بخنجره واحتل موقعه ولما راى القائد الآشوري نجاح هذا البطل في الوصول الى قمة السور امر لعض من الابطال بتسلق السور لمساندة باكوس في نقل المعركة الى داخل القلعة وبالفعل تسلق عشرون مقاتلا آخر السور يتقدمهم (كندو بثيو البيلاتي) والذي القى قنبلة يدوية على موقع آخر من على السور وقتل حراس الموضع وتسلق الابطال برجم نيخو القصراني واسي بيت زيزو بيت كبا من تياري السفلى وعيسى من عشيرة تخوما الذي استشهد في هذه العملية وبعدما انشغل الاكراد بالقتال مع القوة التي هاجمتهم من السور قامت القوات ألآشورية بمهاجمة البوابة الرئيسية للقلعة واقتحمتها وجرت معارك دموية داخل القلعة قتل على اثرها 160 من الاكراد مقابل 15 شهيد و32 جريح من القوات الآشورية واستسلم الاكراد وعادت القوات الآشورية (التخومية والتيارية )الى اورميا مستصحبة معها الاسرى الاكراد ومن ضمنهم امير جال وبعد الوصول الى اورميا اطلق سراح الاسرى ومنح امير جال بندقية روسية كما كان التقليد المتبع للعشائر آنذاك … فليسمع من له آذان هكذا كانت اخلاق المقاتلين الآشوريين لم يكونوا يمثلون بالجثث ولم يقتلوا الاسرى ولم يسبوا النساء.
بولص مالك خوشابا