بقلم اللواء بولص مالك خوشابا
((( شر البلية ما يضحك )))
09 / 06 / 2016
http://nala4u.com
قبل ايام كنت اتابع برامج احدى الفضائيات المحسوبة على ألآشوريين لعلني اشاهد برنامجا او خبرا او اي شيء يخص اهم قضايانا والتي هي قضية التغيير الديمغرافي الذي يتعرض له ابناء شعبنا ألآشوري وبعد عدة مشاهد دعائية كالعادة ظهر احد حملة الصلبان بكرشه الذي ملا الشاشة ليجري مقابلة مع احد الكهنة الذي اتخذ صفة مقدم برامج (ماشاءالله في هذه الايام اصبح رجال الين مثل الطماطة يرهمون لكل شيء خاصة اذا كان الدولار طرفا في الموضوع ) … على كل لنعود الى موضوعنا مع ما دار من حديث مع صاحب الكرش ذو الصليب الذهبي … فلقد ركزت بصري وسمعي الى الشاشة متوقعا بانني ساسمع ما يروي غليلي حول اهم موضوع قومي يجري ألآن على الساحة ألآشورية ولكنني صدمت حين سمعت مقدم البرنامج الكاهن الاعلامي يوجه سؤاله الى غبطته عن كيفية التصرف بمقتنيات مثلث الرحمة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وآنذاك تنحنح غبطته واضعا يداه على الصليب الذي استقر على كرشه وبدا الكلام عن تركة قداسة البطريرك الراحل وكيف انه يحتفظ بادوات حلاقة قداسته كتذكار يعتز به وهذا كلام لا شائبة فيه ولكنني فوجئت باسترساله بالكلام عن سيارة فداسة البطريرك الراحل وهنا تغيرت صورة غبطته من رجل دين الى سمسار سيارات ممتهن فبدا كما يفعل سماسرة السيارات في المعارض بالاسهاب في وصف ميزات السيارة مبتدا بسعرها الثمين وعدد الاميال وما يعادلها بالكيلومترات التي قطعتها وكذلك ابداء قيمتها المعنوية للمشتري لانها ستكون تذكارا جيدا يتفاخر به المشتري لكونها سيارة مثلث الرحمات البطريرك الراحل وكيف سيتم بيعها عن طريق اجراء القرعة واخذ يحث المشاهدين على التقدم بشرائها وبعدها بدا يؤكد بانه مع شركائه في العمل على هذا الانجاز العظيم لن يدخل في جيوبهم شيء من هذه الصفقة واستم الحوار الذي كان موضوعه السيارة وكم تساوي وما هي امتيازاتها ومضت اكثر من نصف ساعة على هذا الحوار وانتهى الحوار والحلقة السمسارية معا … بعد مشاهدتي لهذه الحلقة الاعلانية عدت بذاكرتي الى ما قبل مائة عام وقلت مع نفسي مسكين هذا الشعب الذي يسير اموره امثال هكذا نماذج وتاكدت لي تصوراتي السابقة على مقولة وكيل رئيس البرلمان الكردستاني حين قال (على المسيحيين ان يتركوا الاصغاء لاحزابهم وعليهم ان يعملوا بتوجيهات رؤسائهم الدينيين ) … ان قائل هذه المقولة كان على علم ودراية بالنوعيات التي اقترح علينا ان نمتثل لآرائها هذا ان كانت لها آراء تخص الامة فهذه النوعيات لا تعرف من امور الامة غير افضل السبل في استغلال اسمها من اجل الحصول على امتيازات شخصية …
انها نكبة ما من نكبة اكبر منها واقولها بملء عقلي وقلبي وضميري ان لم نتجرد من كل التزاماتنا الدنيوية وعلى راسها القومية من رجال الدين ونحرم عليهم التدخل في شؤوننا السياسية فلن تقوم لنا قائمة واتيت بهذا المثال الحقيقي لكي اكشف للقراء مدى اهتمام هؤلاء بقضايانا المصيرية حتى لا نظل نردد كالببغاوات ( بارخ مار كسي ) بفتح الباء …
بولص مالك خوشابا