بقلم غســان يونان
gyounan@gmx.de
ليـس بالبكـاء عـلـى الأطـلال تُبنـى الأوطـان
29 / 12 / 2015
http://nala4u.com
فـي السـنين المـاضيـة، وتحـت عنـاوين “الـربيـع العـربـي” و “ريـاح الـتغـيير” وبقيـادة دُعـاة الـديمقـراطـيـة وحقـوق الإنسـان والمسـاواة والعـدالـة، وأمـام أنظـار العـالـم الحـر المتمـدن، تعـرض شـعبنـا الآشـوري فـي مـواطنـه لأعنـف الهجمـات وأكـثرهـا شـراسـةً مـن أجـل اقتـلاعـه مـن جـذوره ومحـو معـالمـه وآثـاره لتتيـح لهـم فـرصـة الانقضـاض علـى حضـارةٍ عمـرهـا آلاف السـنين.
إن الهجمـة علـى الشـعب الآشـوري لـم تتـوقف، وإن اختلفـت الأزمنـة والأمكنـة، فهـدفهـا واحـد، القتـل والتـدمـير والتهجـير ليتسـنى لهـم كتـابـة تـاريخهـم الـدمـوي علـى انقـاض التـاريـخ الشـعـوب المتمـدنـة الأصيلـة. لكــن شـعبنـا، وبفعـل إيمـانـه القـوي بـأرضـه وهـويتـه، تمكـن وعلـى مـدى السـبعـة آلاف سـنة مـن اسـتيعـاب كـل تـلـك الضربـات علـى أنـواعهـا وخـرج منهـا مـنتصـراً محـافظـاً علـى كـل مقـومـات وجـوده.
واليـوم كمـا بـالأمـس، مطـلـوبٌ مـن شـعبنـا، بقيـاداتـه ورجـالاتـه ومفكـريـه وكتّـابـه أن يعمـل بجـدٍ وإخـلاص مـن أجـل اجتيـاز هـذه المـرحـلـة الخطـرة وبـأقـل الأثمـان ليكـون قـادراً مـن جـديـد علـى اسـتيعـابهـا وبـالتـالـي الانطـلاق معـاً نحـو غـدٍ مشـرق يـوصلنـا إلـى تحقيق مـا نصبـوا إليـه. كمـا وبنفـس الـوقت، مطـلـوبٌ منّـا أيضـاً أن نبتعـد عـن “البكـاء علـى الأطـلال” أو إلقـاء اللـوم علـى هـذا الطـرف أو ذاك لأن الـوقت ليـس وقـت الحسـاب بقـدر مـا هـو وقـت التعـالـي فـوق كـل الصغـائـر مـن أجـل بنـاء مسـتقبـل أفضـل.
نحـن شـعبٌ يحـب الحيـاة ويتمسـك بهـا بـكـل قـوة وإيمـان ولسـنا فقط مـن هـواة البكـاء عـلـى مـاضٍ وحـاضـرٍ مـريـريـن، بـل نحـن مـن علـّم الشـعوب كتـابـة التـاريـخ والـدفـاع عنـه بـكـل السُـبُـل.
غسـان يونان