بقلم جان يلدا خوشابا
هكذا كنّا … وهكذا يجب ان نكون !!!
15/ 11 / 2015
http://nala4u.com
إخواني واخواتي الاعزاء
سلامي وتحياتي
هذه الصورة هي هدية لكل طلاب وطالبات معهد التكنلوجيا / بغداد مع الود والاحترام والاشتياق من القلب والصميم والضمير
هذا الصورة قد أخذت في العام ١٩٨١ في بيت الأخ العزيز وصديق العمر والدرب الطويل والمضحي دوماً في سبيل أمته
عمانوىيل خوشابا .
ويظهر في الصورة عريف الحفلة او المنتدى جان يلدا خوشابا والى جانبي الناشطه القومية والعقل المفكر اختي العزيزه مارينا
وأمامي جورج خوشابا الشاعر الاشوري المقتدر وصديق العمر ورفيق الهجرة والرحيل الذي كان معي في بغداد ورافقني في الرحيل والهجرة من بغداد الى ايران وثم الى سوريا ومنها الى إيطاليا وبعدها الاستقرار في امريكا حيث كنّا معاً ولم نفترق عن بَعضُنَا يوماً في رحلة المستحيل .
بعد ان تركنا الأخ عمانوىيل خوشابا في ايران ولم يأتي معنا بل وعاد الى شمال العراق ولازال يعمل في سبيل امتنا
اما ذكرى هذا الصورة فكانت مناسبة جميلة وذات طعماً خاص لنا .
ففي الستينيات السبعينيات كان الوعي القومي الاشوري في تصاعد وأصبح تقريباً الشغل الشاغل لنا نحن الشباب الذين كبرنا في اجواء النادي الاثوري الرياضي وتحت تأثير النادي الثقافي الاشوري والنادي الوطني الاثوري وعمل واجتهادات الشباب المتطوعين في الكنائس الآشورية وقتها
وهولاء الشباب فعلاً كانوا القادة الحقيقين لنا منهم من لا يزال يعمل في العمل القومي ومنهم من ترك واعتزل ومنهم من استشهد في سبيل العمل القومي ومنهم من …. ؟؟؟؟
انتشر الوعي القومي ونشطت الحوارات التي كانت تجري امام تسجيلات براق وامام دكان الخياط ججي ابو روميو وتحت عمارة اسعد حيث كان يلتقي خيرة شباب المنطقة وأصبح الجميع تقريباً يريد بل ويتمنى العمل في المجال الثقافي والتجمعات الآشورية .
لهذا ولكثرة الأحاديث في فترة شبابنا و في بيوتنا ومجتمعنا وتجمعاتنا في نشر الوعي القومي والعمل في هذه المجال من اجل الحفاظ عَلى تاريخنا ومستقبلنا ووجود قادة شرفاء وخالدين وقتها بيننا عملوا وبكل الإمكانيات من اجل بث الروح القومية والأخوية فينا ونحن كنّا لا نزال مراهقين وقتها .
وكذلك ازدهار الحركة الفنية وتأثير أغاني بيبا / ايوان أغاسي / سركون كبرءيل / اشور بيت سركيس / دَاوُدَ ايشا / أنويا شمعون /ألبرت بابا أوسكار .
والثقافية في الاندية والمسرحيات الهادفة لابناء شعبنا في النادي الاثوري والنادي الوطني الاثوري والنادي الثقافي الاشوري بقيادة زيا البازي وابرم اليوسف وأندري
والرياضية وبلوغ الكثير منا المنتخبات الوطنية وأصبحوا نجوماً .
والاجتماعية واقامت السفرات والأمسيات والتجمعات الجميلة والهادفة كل هذا ترك تأثير كبير ومهم وعميق علينا نحن شباب تلك المرحلة الجميلة .
وهكذا في الثمانينيات عندما صادفنا الحظ انا وعمانوىيل خوشابا وجورج خوشابا ان ندخل معهد التكنولوجيا بغداد كانت مناسبة فرح ويوم جميل سوف لا ننساه طول ما بقينا على وجه هذا الارض
واقسمنا ان نعمل معاً ونساعد على نشر الوعي القومي والثقافي والعمل على البحث والتعارف على بقية الزملاء من آشوريين وكلدان وسريان وفعلاً كنّا قد استطعنا ان نجمع تقريباً كل هؤلاء معاً ولم نفرق او نفترق وكان لنا مقر ومكان للجلوس خاص في بناية المطعم التابع لمعهد التكنولوجيا فكنا ندرس وناكل ونتحاور ونذهب الى بيوت الجميع ونذهب الى المعاهد والجامعات ونزور الطلاب الاشوريين والكلدان والسريان ونقيم معهم سفرات لا مثيل لها وكنا نقيم أمسيات وحفلات تعارف ودورات رياضية ومباريات مع المعاهد والجامعات مشهود لها .
وكانت وهنا يشهد التاريخ ان دورتنا هي من قامت بفتح أبواب النادي الثقافي الاشوري واعادت بعض نشاطاته بعد ان كانت السلطة قد اقفلته
وبهذا العمل كنّا قد وضعنا أنفسنا وقتها تحت المجهر وامام تحديات كبيرة مع النظام الحاكم وقتها .
اما قصة هذا الصورة فهي تسلم الوجبة القادمة الجديدة من طلاب المعهد الممثلة بالاخ الشاعر جورج خوشابا درع القيادة من الوجبة التي سبقتنا الممثلة بالأخت العزيزة الحكيمة مارينا .
ودرع القيادة كان شى جبار وعمل كبير قمنا به وحافظنا عليه وكان اخي جورج قدوة وقيادي لامع وشخص قلما تجود الدنيا من امثله .
وكان الأخ العزيز عمو خوشابا فعلاً الجندي المجهول الحقيقي لنا دوماً في تلك الأيام وبعدها ولا يزال .
اما الأخت مارينا فكانت الحكيمة ومن تعمل وتجتهد في سبيل الهدف المنشود وكان بيتها مقراً لنا وعلى الدوام
اما اخواني الطلاب والطلبات ومن كان معنا في تلك الأيام يتذكرون وسيتذكرون طول العمر أيامنا الجميلة وعلاقتنا الأخوية السامية وزيارتنا وسيرتنا واحلامنا وذكرياتنا وكيف كنّا نموذج على المحبة والاخلاص والتعاون والعمل وكيف كنّا نحب ونحترم ونقدس الاشوريين والكلدان والسريان .
فهكذا كنّا … وهكذا يجب ان نكون
واخيراً اهدى سلامي وتحياتي الى كل من كان معنا او تغرب او تهجر او غاب عنى
اخوكم جان يلدا خوشابا
ديتروت نوفمبر 2015