بقلم مسعود هرمز النوفلي
الانتقادات في الكنيسة بين الخطأ والصواب،(ج2)، المذبح والصليب
29 / 09 / 2015
http://nala4u.com
الانتقادات في الكنيسة بين الخطأ والصواب،(ج2)، المذبح والصليب
مقدمة
تحدثنا في الجزء الأول من هذه السلسلة عن الصليب والمصلوب(1)، في هذه المقالة سنتطرق الى المذبح والصليب، ونُركّز إهتمامنا على ألأنتقادات التي يوجّهها سيادة المطران سرهد جمو الى غبطة أبينا البطريرك بدون حق.
جسد الرب يكون مع الكاهن على المذبح وليس بجانبه او فوقه
يقول الأنجيلي لوقا 22 – 19 ” وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لذِكْري”.
الكاهن أثناء القداس يُقدّم ذبيحة حقيقية امام الحاضرين، وبعد أن يُقدّس الخبز والخمر يصبح الخبزُ جسداً إلهياً أمامهُ بقوة الروح القدس وبه يكون تفكيره وإحساساته وليس بالصليب الذي ينظر اليه إن كان فارغاً أو معه الجسد. هل هناك جسدان للرب أحدهما على المذبح والآخر خارجه؟ الجواب كلا. لهذا إن كان الصليب في الكنيسة عارياً من الجسد أو معه تكون عملية التقديس وغايتها هي نفسها لا تتغير. الرب يقول هذا هو جسدي، إذاً أصبح الجسد على المذبح، فلماذا نصرّ على أنه لا يجوز إلا أن يكون الجسد على الخشبة؟ لستُ لاهوتياً ولكن هذه هي الحقيقة باعتقادي.
بالأضافة الى ما ذكرناه، هناك نقطة مهمة أخرى وهي تناول القربان من أجل غفران زلاتنا ونحن تائبين على خطايانا، هل نحن نتناول من الجسد الموجود على الصليب أم من يد الكاهن؟ فلماذا هذا الأصرار الغير مُبرّر؟ القربان يعني الكثير أيضاً، لأننا سَنَتناول جسد الرب ليبقى معنا حيّاً في قلوبنا ولا غير ذلك. نعم احياناً نُقبّل الصليب إن كان بجسد أو بدونه، وأحياناً نحضنه، ولكن لا نستطيع أكلهِ كما نأكل الخبز او القربان. من هذا المنطلق فان العملية الأساسية في القداس هي سر الذبيحة على المذبح (المائدة)، وهذا ما يُؤكده الرب نفسه في لوقا 22 بقولِهِ “فتأكُلونَ وتَشرَبونَ على مائِدتي في مَلكوتي”.
أما خارج الذبيحة الالهية فالرب متواجدٌ ليل نهار في بيت القربان مُنتظراً زيارتنا له. وعادةً لا تخلو كنيسة من كنائسنا من القربان المقدس في بيت القربان على حدِّ علمي، ووجود القربان المقدس أغلى وأعمق معنىً من تواجد صليبٍ مهما كان شكلهُ أو لونهُ أو مادة صُنعهِ سواءً إحتوى على جسد المصلوب أم لم يحتوِ.
الصليب المشرقي صليب مُمجّد (2)
عنوان لمقالة منشورة في موقع البطريركية الكلدانية، تتضمن انواع الصليب المشرقي المُكتشف في الحيرة أي النجف وكربلاء، وكذلك نماذج للصلبان القديمة التي انتشرت بواسطة كنيستنا المشرقية حتى الصين.
كان سيادة المطران سرهد يُدافع وبقوّة عن الصليب المشرقي والأدلة كثيرة، منها الصلبان التي طبعها في الكتب قبل عدة سنوات، في كتاب الحوذرا (عمانوئيل) الذي جمعه وطبعهُ وكتاب خدمة القداس وغيرها. ألآن إنقلب على تلك الأفكار وبدأ بإنتقاد الصليب المشرقي، لماذا؟ لا أحد يستطيع الأجابة على السؤال غيرهُ. ومن عادته أن لا يُجيب على الأسئلة التي توجّه اليه من قبل المؤمنين وهذا بحد ذاته لُغزٌ آخر يُسجل لغير صالحه.
الصليب الذي وضعه سيادة المطران سرهد عند طبع كتاب الحوذرا سنة 2013 للأطلاع:
صورتان لأبرشية أربيل الكلدانية والصليب المُمجّد يُزيّن صدرها
الصورة الأولى الأصْليّة لكنيسة مار يوسف التابعة لأبرشية أربيل الكلدانية، بتاريخ 27 تشرين الأول سنة 2010 أي قبل حوالي سنتين ونصف من تنصيب غبطة البطريرك مار لويس ساكو اثناء تشييع المثلث الرحمات المطران أندراوس أبونا من قبل المثلث الرحمات البطريرك عمانوئيل دلي. الصورة الثانية عرضها سيادة المطران سرهد في المحاضرة ليوم 7 ايلول 2015 لنفس الكنيسة، فلماذا يُنسِبْ المطران سرهد هذا العمل الى غبطة البطريرك وما هي الغاية منه؟ لا بأس أن يكون الصليب خالياً من المصلوب وما هو الضرر. للأسف لم تكُن معلوماته دقيقة عن الموضوع ووقع في ورطة امام الحضور وامام القراء الذين سيكتشفون الأمر اليوم أو غداً.
يُرجى من القاريء الكريم العودة الى الفيلم (3) لمحاضرة المطران ويُشاهد بعينيه ويسمع كيف يقوم المطران بتغيير الحقائق ونقد وكيل الأتهامات لرئيسه عند استعراضه لهذه الصورة. كُنتُ أتمنى أن تكون محاضرته للأعمار ورفعة الكنيسة.
لمزيد من صور الكنيسة يُمكنكم النقر على الرابط التالي للأطلاع.
http://www.ishtartv.com/viewarticle,30410.html
المذبح والصليب في كنيسة تلكيف
الصورة التي عرضها سيادة المطران في المحاضرة، كنيسة تلكيف
تحدث
سيادة المطران سرهد عن المذبح، ومثل ما قام به من شرحٍ وايضاحات عن الصليب
بدون حق لكي يُضلّل الكثيرين مع الأسف. هكذا كان يحمل معه للمحاضرة صوراً
لكنائس الحلة وتلكيف وأربيل وبدأ بتوزيعها على الحاضرين، مُتّهماً بشدة
غبطة أبينا البطريرك ومُلقياً اللوم عليه بأنه المُتسبّب الأول والمسؤول عن
رفع جسد الرب من الصليب بقولهِ وباللغة الأنكليزية مُكرّراً كلمة خطأ خطأ
خطأ وبعصبيّة غير معهودة وكأنها انتقام لا فيها حكمة ولا فطنة ولا محبة.
كنيسة الحلة حالياً تحتوي على مذبح خشبي يُقدّس عليه الكاهن بدلاً من
القديم الملتصق بصدر الكنيسة. أما عن كنيسة تلكيف فالمطران سرهد يدّعي
بأنها خالية من الأيقونات والصور متّهماً غبطة البطريرك بتجريدها من
الصليب، للأسف الذي يُلاحظ الصورة التي عرضها بنفسه في الفيلم سيُشاهد
الصليب الصغير على المذبح فلماذا يُناقض نفسه وينتقد بدون مُبرّر. هل معاني
الصليب ورموزه تأتي من حجمه وطوله؟ هذه الكنيسة كانت كما هي منذ أكثر من
عشر سنوات من الآن، فلماذا جاء دورها لينتقد مسؤولها الأب لوسيان؟ هل هو
إنتقامٌ من الأب لوسيان الذي كتب مقالة بالضد من قبول الرهبان والكهنة
الخارجين عن القانون؟ أسفاً أن تصل الأمور الى هذه الحالة، يا ليتَ كان
النقد بنّاءً.
من اجل الحقيقة
لكي
نضع الحقائق أمام أبناء وبنات الكنيسة المُقدّسة علينا عدم السكوت عن كشف
الأخطاء، لكي لا نُلقي التُهم جزافاً وبدون معرفة أو بتعمُد مثل ما عمل
سيادة المطران، اليكم صوراً اخرى تُشير الى أن تغيير المذبح كان منذ فترة
طويلة جداً، فهل يتجاهل سيادة المطران سرهد ذلك؟ هذه الصور تَدْحَضُ آراءهُ
ليُشاهدها ويُفكّر فيها هو ومن يؤيّدهُ. جميعها منذ سنوات عديدة قبل تنصيب
غبطة البطريرك الحالي، والمطران شخصياً لديه عدة صور يقوم فيها بالتقديس
على المذبح الخشبي الذي ينتقدهُ، لا كما يوضّح رأيه في المحاضرة.
الرب يحفظ الجميع
مسعود النوفلي
المصادر:
(1): الجزء الأول عن الصليب والمصلوب
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,792605.0.html
(2): الصليب المشرقي صليب مُمجّد
http://saint-adday.com/permalink/6743.html
(3): فيديو محاضرة سيادة المطران سرهد جمو عن الطقس الكلداني
http://www.kaldaya.net/2015/News/09/07_A5_Video.html