في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجية القومية

بقلم آشور بيث شليمون
في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجية القومية

30 / 06 / 2015
http://nala4u.com

الرابط أدناه :

http://alhayat.com/Details/541286

ملاحظة :
لقد أثار الأخ الدكتور ليون برخو مؤخرا موضوع ” الهوية ” واعـتزازه بالهوية التي يمثلها كل من الآباء المسيحيين الاوائل لمجتمعاتنا السريانية * في الهلال الخصيب من أمثال ماري أفرامܡܪܝ ܐܦܪܝܡ، ماري نرساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ وكثيرون غيرهم والذين برزوا في العصور المسيحية الاولى .
ولكنه نسي او تناسى أن مثل هذا الإقتراح الذي يريد ان يطبقه في ما يسمى العراق، بعد تحرره من قبل القوى الأجنبية برئاسة الولايات المتحدة وبطلب المجتمع العراقي  سيلقى رفضا قاطعا من قبل العراقيين والذين معظمهم عروبيين، اسلامويين أو حتى أكراد وأجندتهم  الأولية تحويل او بالأحرى رمي  العراق في  مستنقع آسن من العصبية الدينية والشوفينية العربية او الكردية  التي نشاهد ثمارها اليوم من الفوضى العارمة وخصوصا ضحية المنظمات الإسلاموية من داعش واخواتها في تحويل لا العراق ولكن الشرق الأدنى كله إلى جحيم لا يطاق.

بينما – هوية – الدكتور برخو في خضم هذه الأحداث لن يكتب لها النجاح، كونها  مرفوضة من قبل المجتمعات – السريانية **  من جهة ومن جهة أخرى الظروف الجهنمية التي تمخضت على العراق منذ غزوه إلى اليوم لم تخدم شعب العراق كما كان من المتوقع ومن ثم الشريحة الخاسرة والتي حقوقها مهضومة ومن ثم مسلوبة ومرفوضة هي شعبنا والأقليات الاخرى مثل – الإيزيديين والمندائيين . والطامة الكيرى ان وجود شعبنا في هذا البلد غدا قاب قوسين ومن المؤكد لن يمضي وقت طويل لإسدال الستار على وجوده مع الأسف الشديد.
………………
* كل المسيحيين في الهلال الخصيب يعتبرون سريانا، والتي جاءت من آشوري < آسوري، ولكن التسمية هذه هي جغرافية وليست قومية والتي جاءت من قبل الشعب اليوناني .
      * * إن المسيحيين وبطوائفهم المختلفة لا يقبلون، بل حتى يرفضون التسمية السريانية في الغالب لصالح العروبة .
وكشعب آشوري بدورنا نرفض ذلك ما داموا هم يرفضونها ونتمسك بقوميتنا الآشورية التي هي في الحقيقة أكثر احقية من تسمية هجينة لا يزيد عمرها أكثر من 1800 سنة في وقت تاريخنا الآشوري في موطن سكنانا أي شمال بيث نهرين / بلاد آشور / ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ يزيد على 6000 سنة حيث أنجب شعبنا 117 ملكا وفي أربع عواصم لا زالت تنبض بالحياة والمجد والعزة رغم ما جلب إلينا الطغاة والبرابرة المحتلون الغزاة !!

آشور بيث شليمون
________________________

في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجيا القومية

( موضوع منقول ولكنه يسلط الأضواء على كثير من القضايا الهامة ) من صحيفة النهار
         

الإثنين، ١٢ آب ٢٠١٣ (٢١:١٤ – بتوقيت غرينتش)
الإثنين، ١٢ آب ٢٠١٣ (٢١:٣٧ – بتوقيت غرينتش) سلطان العامر
في عام ١٩٧٨، أعلن فؤاد عجمي في مقالة له في الفورين آفيرز «نهاية القومية العربية»، قاصداً بذلك نهاية الآيديولوجيا القومية الوحدوية. ومنذ ذلك الوقت تقريباً، وهذه الفكرة تعيد ولادة نفسها في شكل مستمر وبأشكال مختلفة من دون أن يتوقف متداولوها ومعيدو إنتاجها – ولو لمرة واحدة – وقفة نقدية يعيدون النظر في هذا الخلط الذي يعتبر نهاية الآيديولوجيا نهاية للهوية العربية نفسها.
بعد إعلان عجمي هذا بـ30 عاماً، أي في عام ٢٠٠٨، قامت جامعة ماريلاند بالتعاون مع مؤسسة زغبي بإجراء استطلاع للرأي العام العربي شمل عينة تقدر بحوالى أربعة آلاف شخص متوزعة بين مدن داخل كل من مصر والسعودية والإمارات والمغرب ولبنان والأردن. من بين أسئلة الاستطلاع كان هذا السؤال «أي من الهويات التالية هي هويتك الرئيسة؟ (سيتم دمج الخيار الأول والثاني سوية)»، قام حوالى ٦٤ في المئة من المجيبين باختيار «مسلم»، ٦٤ في المئة باختيار «عربي»، و٥٨ في المئة باختيار «الهوية القطرية»، و٩ في المئة قام باختيار «مواطن عالمي».
وقبل عام قام كريستوفر فيليبس بنشر كتابه: «هوية عربية يومية: إعادة الإنتاج اليومية للعالم العربي» قام فيه بتحليل الخطاب اليومي – إذاعة، تلفزيون، صحافة، خطاباً رسمياً وغير رسمي – لدولتين عربيتين تنتميان لمعسكرين آيديولوجيين مختلفين: سورية والأردن. فالآيديولوجيا الرسمية لسورية – الجمهورية – هي الآيديولوجيا البعثية، والمعسكر الذي انتمت له هو معسكر الممانعة، في حين أن الأردن – البلد الملكي – هو أحد الدول التي وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل وهو أحد الفاعلين في معسكر «الاعتدال». خلاصة بحث فيليبس، أنه على رغم الاختلاف الآيديولوجي بين النظامين إلا أن إعادة إنتاج الهوية العربية داخل كل منهما يكاد يكون متكافئاً وطاغياً ومستمراً من دون توقف، منذ بداية تشكل هاتين الدولتين. في حين يطرح مارك لينش وغيره أن هناك «عروبة ثانية» تشكلت منذ التسعينات مع تخلق فضاءات عربية جديدة عابرة للحدود القطرية، كالقنوات الفضائية والإنترنت وغيرها.
حسناً، إذا كانت الهوية العربية ما زالت حاضرة بقوّة في الرأي العام العربي وفي الخطاب الرسمي والغير الرسمي للدول العربية، فما الذي «انتهى» بعد هزيمة ١٩٦٧؟ في الحقيقة أن الذي انتهى هو نسخة واحدة من نسخ «الآيديولوجيا القومية»، أي انهيار مشروع يحمل إجابات متنوعة للتحديات المحيطة بالعرب في ذلك الزمان: التقسيم الاستعماري، إسرائيل، التحديث…إلخ. وكانت الأهداف التي حاول هذا المشروع تطبيقها تتمثل بالوحدة السياسية والاشتراكية الاقتصادية ومقاومة الاستعمار. إلا أن نهاية هذا المشروع، أو التخلي عن بعض أهدافه لا يعني بحال نهاية «العروبة» كهوية سياسية.
الهوية السياسية ليست إجابة على التحديات السياسية المحيطة بنا، الهوية السياسية لا تحمل حلولاً اقتصادية أو أخلاقية لمشكلاتنا، مَن يحمل أجوبة على هذه التحديات هي الآيديولوجيا وليست الهوية. كل ما تفعله الهوية السياسية هي أنها تحدد لنا من هم «نحن». فنحن لا نستطيع أبداً أن نسأل «ما هي مصلحتنا؟»، «من هو عدونا؟»، من دون أن نحدد في شكل واضح من نحن، وعندما يقول أحد: «ما هي الهوية السياسية النافعة لنا؟» هو يقوم بتناقض، لأن سؤال «النفعية» يأتي بعد سؤال الهوية وليس قبلها، أي أنه عندما يقول: «ما الأنفع لنا؟» فإنه حدد سلفاً هويته وعلام تعود الـ«نا» في قوله «لنا».
ولتوضيح الفرق بين الهوية والآيديولوجيا لنأخذ ألمانيا مثالاً. فهناك أحزاب كثيرة من أقصى اليسار لأقصى اليمين، كل هذه الأحزاب تختلف في برامجها الآيديولوجية، كلها تحمل إجابات مختلفة عن ما هو «الأنفع للألمان»، لكن جميعها تتفق على الهوية السياسية، أي أنهم كلهم يتفقون على أنهم ألمان. عندما تقوم حركة سياسية على هوية غير ألمانيا، فهي هنا تتحول فوراً لحركة «انفصالية».
إلا أن الوضع في العالم العربي أكثر تعقيداً منه في ألمانيا، وسأوضح ذلك بمثال حول أكثر القضايا المرتبطة تقليدياً بالآيديولوجيا القومية، أي قضية الوحدة. فالعرب هم أكبر أمة معاصرة لم تنل حق تقرير مصيرها كما نالته غيرها من الأمم كالأمة الهندية والفارسية والتركية وغيرها. ما حدث هو أن بعض العرب نالوا استقلالهم داخل دول قام المستعمر بتحديد حدودها وتشكيلها بحسب مصالحه هو لا مصالح العرب، في حين أن البعض الآخر ما زال تحت الاستعمار أو أعيد استعماره مجدداً. ما هو الموقف من هذا الواقع؟ لا توجد إجابة «قومية» واحدة. فقد يجيب العرب عن هذا التحدي ببرامج آيديولوجيا متنوعة من الوحدة – أي إزالة الحدود وبناء دولة موحدة – إلى الاتحاد إلى بقاء الوضع الحالي ضمن الجامعة العربية. قد يختلف المدافعون عن هذه البرامج حول مدى فائدتها ونفعيتها، وخلافهم هنا آيديولوجي، كلهم عرب، لا توجد إجابة «قومية» وأخرى غير قومية ضمن هذا المستوى.
متى تبدأ المشكلة؟ تبدأ المشكلة عندما يقوم بعض العرب بإعادة تعريف الهوية بحسب هذه الحدود المصطنعة، أو عندما يقوم بتسييس هوية طائفية ويبدأ ببناء آيديولوجيا من خلالها، في هذه الحال فقط يصبح هناك فارق بين «العروبي» وغيره، أي بين مَن يرى أن هويته عربية وإن عاش في دولة قطرية، وبين من يعتبر الحدود القطرية أو المذهبية تعبّر عن هوية.
هذا التفريق بين الآيديولوجيا والهوية مهم، لأن كثيراً من الانتقادات التي تهاجم الخطاب القومي باعتباره «خطاباً قديماً» تصبح هي القديمة والغير مواكبة لأنها تفشل دوماً في ملاحظة هذا التفريق بين الهوية والآيديولوجيا، وعوضاً عن إعلان «نهاية القومية» علينا أن نعلن عن نهاية هذا الخلط الجوهري في فهم القومية.

آشور بيث شليمون
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الارشيف, المقالات واللقاءات. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.