بقلم آشور بيث شليمون
شتان بين مفهومي الدين والقومية!
22 / 06 / 2015
http://nala4u.com
من المؤسف حقا، ونحن في مطلع الألفية الثالثة والبعض ما يزال يتخبط بين المفهوم الديني ( العقيدة ) والقومي ( الأمة ).
إن هناك على سطح المعمورة أمم وقوميات كثيرة ولكن بين جناحيها مذاهب وأديان مختلفة، ولكن ليس هناك قومية على الوجود تحتوي مذهبا أو دينا معينا بالكامل فيما إذا وجدت حرية الكلمة – ما عدا في المجتمعات الإسلامية وحتى تلك المجتمعات اليوم موبوءة بالعقائد المختلفة ! بل هناك تجد عقائد ومذاهب متعددة، كونها ترمز على العلاقة مع خالقك أو بمن تؤمن به، وقد تكون يوما من مذهب أو دين ما وغدا تؤمن بدين ومذهب آخر كليا، أي العقائد تتبدل – رغم اننا نرثها من الأباء والأجداد – ولكن هناك من يثورون ضد تلك المفاهيم كي تدخل عليها تعديلا أو ان تتخلص منها كليا وهذا ما نعرفه من دراستنا للمجتمعات البشرية عبر العصور.
وهنا يمكن ان تختار الدين والمذهب، ولكن ليس بوسعك أن تختار القومية، إلا في حال تنكرك لها عنوة لأسباب معينة وهذا نادر جدا في المجتمعات البشرية، إذ هناك حب القومية الذي يفوق أي حب آخر حتى الفرد يضحي حياته وكل ما يملك في سبيل قوميته وفي تاريخنا الآشوري وكذلك في تاريخ القوميات الأخرى امثلة حية لا حصر لها في هذا الشان !
والخلاصة، مشكلتنا اليوم كشعب آشوري، ليست الدين أو المذهب بقدر ما هي الإثنية القومية التي تهدد وجودنا اليوم اكثر من أي يوم مضى ولمعرفة ذلك حق المعرفة علينا مراجعة ما يجري في المثلث الآشوري اليوم وخاصة بعد 2003 من تلك الإرهاصات القومية التي شعبنا لم يدرك كيفية الوقاية منها، بل بالعكس تلك الحلول التي جاءت بها بعض المنظمات السياسية وهنا لا حاجة لذكرها فهي ليست مخيبة للآمال فقط، بل مدعاة للعجز والوعي الفكري الآشوري الهزيل ليس إلا مع احترامنا لتلك المؤسسات السياسية التي لم تكن يوما ملجأ امينا لنا بل مخيبا معيبا وراضخا للعدو قبل الصديق الذي يتشبث اليوم في ارضنا الآشورية المقدسة مع الأسف الشديد.
آشور بيث شليمون