بقلم مسعود هرمز النوفلي
ما بين قرار الكرسي الرسولي وتنفيذ رجال الدين في ابرشية مار بطرس وغيرها
28 / 05 / 2015
http://nala4u.com
مقدمة:
من
اجل وحدة الكنيسة وشعبها سأضع أمام القراء الكرام خطاب قداسة البابا ومعه
حديث الراهب نوئيل للمحطات التلفزيونية في منطقة ساندييغو – كاليفورنيا.
بعد أن نقرأ ونسمع ما جرى لنذهب الى الترابط العضوي بين الحدثين ومن ثم الأستنتاجات التي وضعتها.
خطاب قداسة البابا
البابا فرنسيس يقول: المسيحي الذي يخاف هو شخص لم يفهم ماهيّة رسالة يسوع
التاريخ
15/05/2015 13:41
“الجماعات
التي تخاف وتعيش بلا فرح هي جماعات مريضة وليست جماعات مسيحيّة” هذا ما
قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة
في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.
قال البابا فرنسيس خوف وفرح
هما الكلمتان التي تقدمهما لنا الليتورجية اليوم، الخوف هو موقف يؤذينا،
يُضعفنا ويحجّمنا ويشلّنا. إن الشخص الذي يخاف لا يفعل شيئًا لا بل لا يعرف
ماذا يفعل، هو يركّز اهتمامه على نفسه فقط لكي لا يحصل له أي مكروه؛
فالخوف يحملك على عيش موقف أناني يشلّك والمسيحي الذي يخاف هو شخص لم يفهم
ماهيّة رسالة يسوع.
لذلك، تابع الأب الأقدس يقول يسوع لبولس: “لا
تَخَف، بل تَكَلَّم ولا تَسكُت فأنا معك” لأن الخوف ليس موقفًا مسيحيًّا؛
بل هو موقف – إذا صح القول – النفس المسجونة التي حرمت حريتها، وهي ليست
حرّة للنظر إلى الأمام ولتكون مبدعة وتخلق شيئًا ما أو تصنع الخير… لأنها
تخاف وتشعر بأنها في خطر على الدوام من هذا الأمر أو من ذاك… والخوف
مؤذٍ!
وأضاف البابا يقول لا يجب علينا أن نخاف وإنما أن نطلب نعمة
الشجاعة، شجاعة الروح القدس الذي يرسلنا. هناك جماعات تخاف وتبحث دائمًا
عمّا يمنحها الأمان: “لا لن نقوم بهذا الأمر… لا هذا الأمر لا يمكننا
فعله…” فيبدو وكأن كلمة “ممنوع” قد كُتبت على المدخل: كلّ شيء ممنوع بسبب
الخوف. وإن دخلت إلى هذه الجماعة فستشعر بأن الهواء موبوء لأن هذه الجماعة
مريضة. الخوف يجعل الجماعة مريضة وكذلك نقص الشجاعة. ولكن، تابع الحبر
الأعظم يقول، ينبغي أن نميّز بين الخوف ومخافة الله الذي هو أمر مُقدّس،
إنه ورع العبادة أمام الرب ومخافة الرب هي فضيلة، فهي لا تُحجّمنا ولا
تُضعفنا أو تشلُّنا بل تقودنا قدمًا إلى الأمام إلى الرسالة التي يمنحنا
الرب إياها.
المصدر اذاعة الفاتيكان باللغة العربية
http://ar.radiovaticana.va/news/2015/05/15/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7_%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A_%D9%8A%D8%AE%D8%A7%D9%81_%D9%87%D9%88_%D8%B4%D8%AE%D8%B5_%D9%84%D9%85_%D9%8A%D9%81%D9%87%D9%85_%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%91%D8%A9_%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D9%8A%D8%B3%D9%88%D8%B9/1144313
أو
http://ar.radiovaticana.va/
تصريحات الراهب نوئيل
ماذا قال الراهب المفصول نوئيل كوركيس في المقابلة التلفزيونية في مدينة الكاهون يوم 12 /1/2015:
ترجمة جزءاً مما جاء في التقرير الصحفي في الأعلام:
الكاهون،
كاليفورنيا – قرار البابا فرنسيس الأسبوع الماضي على ما يبدو لم يحسم
الخلاف بين قس كلداني بارز في الكاهون ورئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
في العراق.
البطريرك لويس روفائيل ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية
الكاثوليكية في العراق، يدعو الكهنة الكلدان المقيمين في الولايات المتحدة
للعودة إلى العراق للمساعدة في الحفاظ على وجود الكنيسة في البلاد. وقال
المطران ساكو أن بقاء الكنيسة هو على المحك من خلال الهجوم الذي يقوم به
متشددين اسلاميين.
قرر البابا فرنسيس الأسبوع الماضي بأن الكاهن الأب
نوئيل كوركيس وزملائه الكهنة الكلدان في كنيسة القديس بطرس الكلدانية
الكاثوليكية في الكاهون لا يحتاجون للأمتثال لطلب المطران ساكو في العودة
إلى العراق ومواجهة احتمال القتل من قبل الدولة الاسلامية في العراق
والشام. …….
وقال الأب كوركيس ” لا يوجد أمان، أنا مواطن أمريكي الآن والعودة تعني الانتحار.”!
ويصر
القادة الكلدان مثل مارك عربو بأن ارسال الأب كوركيس وغيره إلى العراق
يعني لهم الأنتحار من قبل القوى الإسلامية التي اجتاحت أجزاءاً كبيرة من
العراق، من حيث تدمير الكنائس وقتل المسيحيين وإجبار الكثيرين على الفرار.
واضاف
بأن “هناك إبادة جماعية مستمرة بحق المسيحيين. الناس ذّبحت وأغتُصبت
وقُتلت لأنهم مسيحيين، أو كاثوليك. فجّروا الكنائس، قطعوا رؤوس الأشخاص. “،
وأضاف عربو أنه لا يمكن أن يعود (يقصد نوئيل كوركيس)، وقال انه لن يعود
والبابا فرنسيس قد أيّد ذلك. “الأب نوئيل ليس ماشية للذبح، انه كاهننا ،
يرغب البقاء هنا من اجل مسيحيي الأبرشية الكلدانية…………..!!
التصريح باللغة الأنكليزية كما ورد في الأعلام على الرابط التالي:
المصدر
http://fox5sandiego.com/2015/01/12/el-cajon-priest-continues-to-defy-chaldean-leaders-demand/
إذا ربطنا الخبرين مع بعضهما نلاحظ ما يأتي:
1-
الراهب نوئيل خائف من الذهاب الى العراق، واعتبر ذهابه انتحاراً كما هو
واضح من صوته. كذلك الشخص الذي يؤيده وهو السيد مارك عربو الذي يبدو قلقاً
وخائفاً جداً، ومن الحديث يبدو التناسق بينهما في الآراء.
اعتقد أن
هذا الحديث قد تم اعداده بعد أن استلمت الأبرشية أول طلب من قداسة البابا
في 3/11/ 2014 والذي تمت صياغته بصورة مخالفة لتلبية طلباتهم. كان الأفضل
من المسؤولين في الفاتيكان تكذيب الخبر والأعلان عن الرسالة التي تم
ارسالها الى البطريركية تلافياً للشكوك التي حصلت.
لقد سمعنا بأن
الأبرشية طلبت من المحطات التلفزيونية القيام بأجراء اللقاء والحديث عن
أمور أثبتت الأيام عدم صحتها لأن العملية كانت مقصودة للنيل من قرارات
البطريركية وسينودسها وعدم إطاعتها. البيان المُفبرك قبل يوم عيد الميلاد
الماضي كان لغايات خاصة وبأمر من راعي الأبرشية كما ذكر الأب مخائيل بزي
والمطران باواي سورو. كل ما كان في الأمر بحسب بيان البطريركية هو جواب
الكاردينال ساندري وليس البابا على الموافقة لطرح قضية الأستئناف على
المحاكم الكنسية التي طلبها البعض من الأبرشية والتي جاءت بعد أربعة اشهر
من تاريخ الطلب، علماً بأن الموافقة على طلب الأستئناف يجب ان تكون بعد
عشرة ايام فقط!
2- البابا يقول ” الجماعات التي تخاف وتعيش بلا فرح هي جماعات مريضة وليست جماعات مسيحيّة”. ويُضيف في حديثه “
”
الخوف هو موقف يؤذينا، يُضعفنا ويحجّمنا ويشلّنا. إن الشخص الذي يخاف لا
يفعل شيئًا لا بل لا يعرف ماذا يفعل، هو يركّز اهتمامه على نفسه فقط لكي لا
يحصل له أي مكروه؛ فالخوف يحملك على عيش موقف أناني يشلّك والمسيحي الذي
يخاف هو شخص لم يفهم ماهيّة رسالة يسوع”.
الأستنتاجات
1- هل الراهب نوئيل والآخرين لا يعرفون الى هذا اليوم ماهيّة رسالة يسوع عندما يُركّزون على أنفسهم لكي لا يحصل لهم مكروه؟
2- هل هذا الراهب وأمثالهِ لا يعرفون ماذا يفعلون عندما يُركّزون على بقائهم وتمرّدهم وعدم إطاعتهم العودة الى ديرهم وابرشياتهم؟
4-
هل هُم مرضى فعلاً كما يقول البابا؟ وإذا هُم مرضى فعلاً فكيف يقبل البابا
أن يُمارس هؤلاء الطقوس الكنسية عمداً بالرغم من الأعتراضات الكبيرة التي
يواجهونها من الشعب ومن رجال السينودس والبطريركية؟
5- اعتقد بان البابا
يقصد المرض العقلي وليس الجسدي أو العوق، ولهذا من حقنا أن نسأل كيف يأتي
المريض أثناء القداس ويأخذ القربان بيديه ويطلب من الروح القدس أن ينزل
عليه ليتقدس؟
6- هناك أسئلة كثيرة عن الموضوع المهم هذا، منها: كيف
يُوافق المطران سرهد بعد أن سمع من البابا بهذه الأمراض في جسد الكنيسة؟
وكيف يسمح المطران بأن يأتي المريض ليقود الشباب والشابات في الكنيسة؟ وأية
إرشادات وتوجيهات سيعطيهم الكاهن المريض؟ أليس ما يعملّه سيكون مُصاب
بالعدوى من المرض الذي يحمله الكاهن او الراهب المفصول؟ هل المريض يستطيع
نشر الكلمة والبشرى بين البشر؟ الصاحي والمقتدر والدارس يتلعثم احياناً من
الأسئلة التي توجّه اليه، فكيف بالمريض؟
7- إذا هُم مُرضى وليسوا جماعات
مسيحية كما يقول البابا فكيف يسمح للمطران ان يلتزم هذه الجماعات الغير
مسيحية في الكنائس والأديرة وقيادة الأخويات واقامة جميع الطقوس
والأعترافات؟ إذا هُم ليسوا جماعات مسيحية فلماذا لا يكتب علناً كما كتب
للأساقفة في البرازيل الذين تمرّدوا على الفاتيكان الذين يُسمون حركتهم
بالمقاومة؟ إذا هُم مرضى فكيف يمسحون المريض في المستشفى وهُم مرضى؟!
8-
بحسب رسالة البابا فأن موقفهم جميعاً يحمل الأنانية ويكون الشلل مُلازماً
لهم ولقدراتهم كمسيحيين لأنهم لم يفهموا ماهيّة الرسالة التي أسّسها يسوع.
9-
اعتقد بان الكلام موجّه بصورة مباشرة الى ابرشية مار بطرس بصورة خاصة
ومثيلاتها في العالم لأنه يقر بان الخوف الذي يُلازم البعض يؤدي بالتالي
الى استنشاق الهواء الملوّث والعيش ضمن جو موبوء ومريض.
عندما يكون الجو هكذا فان المرض سينتقل بالعدوى ويصبحوا آخرين مُرضى أيضاً.
التاريخ سيحكم، ونتمنى الشفاء لكل مريض يقصده البابا في جميع انحاء العالم.
10-
حديث قداسة البابا يتماشى مع حديث الكاردينال ساندري عندما كان في اربيل
قبل ايام حيث قال بالحرف الواحد “لقد رأيت خلال هذه الأيام بعض علامات هذا
النور في كنائس العراق، كما ولمست لمس اليد التكرس والاهتمام البطولي
للعديد من الكهنة: رعاة صالحون بالفعل لم يهربوا بل لازموا قطيعهم.
اعتقد انها رسالة الى من يهمهم الأمر بعدم الهرب، وعليهم العيش مع شعبهم مهما غلت التضحيات إذا هُم رُعاة صالحين قولاً وفعلاً.
المصدر
http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84-%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%88-%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%AA%D9%85-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
11-
قداسة البابا يدعو جميع المسيحيين بضمنهم الأساقفة والكهنة والرهبان
والراهبات والعلمانيين لكي لا يخافوا ويكونوا أصحاء لنشر الكلمة أينما
يقتضي الواجب حتى لو كانت أماكن تواجدهم غير آمنة وغير مستقرة كما في
العراق مثلاً، بنفس الوقت فان الكاردينال ساندري مسؤول الكنائس المشرقية
يدعوهم لرعاية الشعب المؤمن وعدم الهروب وطلب اللجوء وترك واجباتهم.
12-
هل يستفاد المعنيين المشمولين بقرارات الكرسي الرسولي الأخير ومن قرارات
البطريركية واحاديث البابا والكاردينال لكي يُصحّحوا أوضاعهم، ام يبقون في
انتظار رحمة الله الخارقة حتى لو اقتضى الأمر تركهم الكهنوت وخلع ملابسهم
وتغيير حياتهم لينكروا القسم الذي اقسموا عليه بارادتهم عند النذور
المؤبدة؟!!
الخلاصة
ننتظر الأيام القادمة لتتوضح لنا اموراً كثيرة،
طالبين عون الرب الذي يحمي الكنيسة ورُبانها في كل مكان من الخائفين
والمُرضى والهاربين، وما على مطران الأبرشية المعنيّة وكذلك الآباء الأخرين
في ابرشيات كندا وأوربا إلا تنفيذ قرار الكرسي الرسولي بحذافيره وبدون
تأخير من أجل الحفاظ على تماسك الشعب والتصاقه بالكنيسة والبطريركية.
مسعود هرمز النوفلي